fbpx

عقيدة المسلمين – الدرس 6

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال الشيخ طارق اللحام حفظه الله: السَّلام عليكم ورَحمَةُ الله وبَرَكاتُه: أَهلًا ومَرحَبًا بِكُمْ. لا تَنسَوْنا مِن الدُّعاء، ولا تَنْسَوا إخْلاصَ النِيَّة لله تَبارَك وتعالى. وأُذَكّركم هل بلَّغتُم الدُروسَ السابِقَة؟ هل نَشَرتُم هَذا بين النَّاس؟ يا أحباب قد تَكون أنتَ سَببًا في هِداية إنسان والنبيُّ قال صلَّى الله عليه وسلَّم “لأن يَهْدِيَ الله بِكَ رَجُلًا واحِدًا خيرٌ من حُمْرِ النَّعَم”. حُمرُ النَّعم، هذه كانت من أغلى أَموال العرب. ومُرادُهُ صلَّى الله عليه وسلَّم خيرٌ من الدُّنيا وما فيها. الله يُوَفِقُني وإيَّاكُم لِما يُحِبُّ ويَرضى. بسم الله والحمدُ لله وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله. اليوم إن شاء الله في درسنا هذا سَنقرأ ثلاثةَ أسئلة، بإذن الله عزَّ وجَلّ. السؤالُ السَّادِس: تكلَّم عن وجودِ الله تبارك وتعالى. الجواب: الله موجودٌ لاشَكَّ في وجودهِ. موجودٌ بلا كيفٍ ولا مَكانٍ ولا جِهةٍ. لايُشبِهُ شيئًا من خَلقِهِ، ولا يُشبههُ شئٌ مِن خَلقِهِ هلأ الآن أنا عم شكِّل كل حرف إنَّما العرب من عادتهم لما يوقفوا بسكتوا، يعني ما بشكلوا آخر حرف. لكن حتَّى تضبطوا أنتم النُّسخ، أنا عم شكِّل من باب ضبط هذه النُسخ. قال تعالى ﴿أَفِي اللهِ شَكّ﴾ يعني لا َشكَّ في وُجودِ الله. الحديث “كانَ اللهُ وَلَمْ يَكُنْ شَئٌ غَيرُه” رَواه البخاريُّ وغيرُه. ما معنى قولِهِ تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ﴾ هذا السؤالُ السَّابِع. الجواب: مَعناهُ الإِحاطَةُ بالعِلمِ، قالهُ الثورِيُّ والشَّافِعيُّ وأحمدُ ومالكٌ وغيرُهُم. قالَ تعالى: ﴿وأنَّ الله قدْ أَحَاطَ بِكُلّ شئٍ عِلْمَا﴾. الحديث “اربَعوا عَلى أَنفُسِكُمْ فإنَّكُمْ لا تَدْعونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا وإنَّمَا تَدعونَ سَميعًا قَرِيبًا” رَواهُ البُخَارِيُّ مَعناهُ لا يخفى على الله شَيء ما هُو أَعظَم الذُّنوبِ؟ أَعظَمُ الذُّنوبِ الكُفْرُ. وَمِنَ الكُفر الشّركُ. والشّركُ مَعناهُ عِبادةُ غيرِ الله. قالَ تَعالى حِكايَةً عَن لُقْمان عَليهِ السَّلام:﴿يابُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِالله إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمْ﴾. الحديث سُئِلَ النَّبِيُّ صلَّى الله عَليهِ وسَلَّم “أَيُّ الذُنوبِ أَعْظَمْ؟ قال: “أَن تَجْعَلَ للهِ نِدًّا وَهوَ خَلَقَكَ” رَواهُ البُخايُّ وَغَيرُهُ. فإذًا يا أَحباب السّؤالُ السادِس والسَّابِع والثامِن في هَذا الدَرس إن شاء الله تبارك وتعالى. يقول: تكلَّم عن وُجودِ الله. الله موجودٌ لا شكَّ في وُجودِهِ يعني لا رَيْبَ. العالم هَذا دَليلٌ على وُجودِ الصَّانِع الخالِق. العالم يَشمَل السَّموات والأَراضي وما فيها وما عَليَها ومَا بَينَها كالأَنهار والبِحار والنُّجوم كُلُّ هذهِ تَدُلُّ على وُجودِ الله تَباركَ وتعالى، لأَنّها لا تَصِحُّ أَن توجَدَ مِن غَيرِ خالِق. كُلُّ ضَربةٍ لا بُدَّ لها مِن ضارِب، كُل بِناء لا بُدَّ لهُ مِن بنَّاء. هذا العالم لا بُدَّ لهُ مِن خَالِقٍ أَوجَدَها، أَحْدَثَها، أَبرَزَها مِنَ العَدَمِ إِلى الوُجود. وعَرَفْنا أنَّ اسمهُ الله مِن طريق الأنبياءِ عليهِمُ السَّلام. فإذًا هو مَوجود، وموجودٌ بِلا كَيفٍ ولا مَكان. ما هُوَ الكَيفُ؟ كُلُّ ما كانَ مِنْ صِفَاتِ الخَلْقِ. شو مِنقِلّو يا أَحباب؟ كيف. فالَّذي كيَّف الكَيْفَ، لا كَيْفَ لهُ، هيك بِقول سيِّدُنا الإمام عليّ رَضِيَ الله عَنهُ وأَرضاه سأَلوه بَعضِ النّاس كيفَ الله؟ أين الله؟ فرَدَّ عليهِم بهالعِبارات الطَّيّبة المُوافِقَة لقولِ الله: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَئْ﴾ قالَ لهُم “إنَّ الّذي أيَّنَ الأَينَ لا أَيْنَ لَه”. خالِقُ المكان لا مَكانَ لَهُ. خالِقُ الكَيْفِيّات والشَّكل والهَيئة والصّورَة، لا شَكلَ لَهُ ولا هَيئَةَ ولا صورَة. فالكَيفُ قالَ بعضُ العُلماء هُو قَريب الأَربَعينَ صِفَة، مِتِل: الاتّصال، الانفِصال، الحَرَكة السّكون، الجوع والعَطَش، الرائِحَة والطعُم، الجُلوس والاستِقرار، مَلئ مَكان، يَجري عليهِ الزَّمان. هيدا كِلّو مِن صِفات مين يا أَحباب؟ هذا مِن صِفاتِ الخَلقِ. وقال الإمامُ عليٌ رَضِيَ الله عنه: “وإنَّ الذي أيَّنَ الأينَ لا أَينَ لَه” خالِقُ المكان كانَ قبلَ المكان ولم يكُن معه مكان وبعدَ أن خَلَقَ المكان لم يَلحقه تغَيُّر فهو لا يحتاجُ إلى المكان. هذا الكلام أيضا قالَه سيَّدنا علي بِعبارةٍ أُخرى رَواها عَنهُ الحافِظُ البَغدادِيّ عَبدُ القَاِهر بنِ طاهِر التَميميّ في كِتابِه رَحَماتُ الله عليه “الفرق بين الفِرَق”. ماذا قال سيَّدُنا عليٌّ رضي الله عنهُ “كانَ اللهُ وَلا مَكان وَهُوَ الآنَ عَلَى مَا عَلَيهِ كان” يعني بَعدَ خَلقِ المكان لا زالَ تَبارَكَ وتَعالى مَوجودًا بِلا مَكان. ويقولُ الإمامُ زَينُ العَابِدين عليُّ بنُ الحُسين بن عليّ رضي الله عنهم “سُبحانَكَ يعني يا الله تنزَّهت، سُبحانَكَ أَنْتَ الّذي لا يَحْويكَ مَكان” لأَنَّه الّذي يَكونُ في مَكان يَكونُ جِسْمًا. روى هذا الكَلام الزَبيديُّ في إتحافِ السَّادَةِ المتَّقين. ويقولُ الإمامُ أبو حَنيفةَ النُّعمان رَحِمهُ الله تعالى “أَنَّى يُشْبِهُ الخَالِقُ مَخْلوقَه” يعني لا يُشبِهُ الخالقُ مخلوقَهُ مَعناهُ الله تعالى لا يُشبِه شَيئًا ولا يُشبِهُهُ شَئ. فَأَهلُ الحَقِّ يا أَحبابي يَستَدِلّون على وُجودِ الله بهذا العالَم لأَنَّهُ يَقولُ الشَّخصُ مَثَلًا في نَفسِهِ “أنا لا بُدَّ لي من موجِدٍ” “أنا كنتُ بعد أن لم أكُن وما كانَ بعد أن لم يكُن لا بُدَّ لَهُ مِن مُكَوِّنٍ موجِدٍ فأَنا لا بُدَّ لي مِن موجِد وهذا الموجِدُ المكَوِّنُ تبَارَك وتَعالى لايُشْبِهُ مَخلوقَهُ”. الخالِقُ لا يُشبِه المخلوق. ما مَعنى قولِهِ تعالى ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾ هَذِهِ الآيات يا أَحْباب يُقالُ لَها مِنَ الأَياتِ المتَشابِهات، لأنَّ القُرآنُ فيه آياتٌ مُحكماتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتاب، مَرجِعُ الكِتاب لها مَعْنى واضِحْ، المعنى المرادُ مِنها واضِح. وهُناك آياتٌ مُتَشابِهات يَعني تحتَمِلُ في وَضعِ اللّغة أَكثَر مِن مَعنى، ويحتاجُ الواحِدُ حتى يَعرفَ المعنى المراد، بالرّجوع إلى المحكم وإلّا يَقَع في التَّشبيهِ والعِياُذ بالله والتَّجسيم ِونحو ذَلك. لِذَلِكَ يا أَحباب الله قالَ عَنِ المحكَمِ ﴿هُنَّ أُمُّ الكِتَاب﴾. أمَّا هذا يا أحباب مَعروفٌ عِندَ أهلِ السُّنّةِ والجَماعَة. أَهلُ السُّنةِ والجماعة لهم طَريقتان في هذه المسألة. الطريقةُ الأولى: قالوا نُؤمِن بالآيات بلا كَيف، يعني لا نعتقد الجسمية والمكان، والأَعضاء، والجَوارِح، والشَّكِل في حَقِّ الله. وأَمّا الطَّريقةُ الثَّانِية: فَهِيَ أَن يَقولوا أَمَنّا بالآيَة لَكِن نُخرِجُها عَن المعنَى الَّذي يَتَبادَر إلى الذّهِنْ الذي هُو الظَاهِرُ الذي يوهِمُ مَا لا يَليقُ بالله ونَرُدُّها إلى قَولِ الله تَعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثلِهِ شَئْ﴾. فمَعنى الآية ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾ أَي بِعِلمِهِ الإحاطَةُ بالعِلِم لأَنَّ الَّذي يَعتَقِد أن الله مَعنا هنا وهنا وهنا في أيِّ مَكان، هذا شَبَّه الله تعالى بخلقِه. طيِّب مين فَسَرْها لهذه الآية هيك ؟ قالَ الثَّورِيُّ هَيدا كان من المجتهدين من السَّلَف الصَّالح الشَّافِعي رَضِيَ الله عَنهُم أَحمد، مَالك، وغيرُهُم كَثير حَتى ابنُ تَيمِيَة المجسِّم في كِتابِه “الفتاوى” يقول عن هذه الآية “وَهُوَ مَعَكُمْ” بِعِلْمِهِ إلَّا هذا سيِّد قُطُبْ، الّذي كانَ زَعيم حِزبِ الإِخوان وانحَرَفَ عَن عَقيدَة أَهلِ السُّنة والجَّماعَة يَقول في كتابِهِ الّذي يجِب التَّحذيرُ مِنهُ ويُقالُ لهُ “في ظِلالِ القُرآن” قالَ والعِياذُ بالله ﴿وهُوَ مَعَكُم أَينَ مَا كُنتُمْ﴾ في كُلِّ مَكان وفي كُلِّ زَمان على الحَقيقَة لا عَلى المجاز. أَعوذُ بالله شبَّهَ الله تعالى بخلقِهِ. فإذًا يا أَحبابي الله تعالى قالَ في آيةٍ أُخرى ﴿وَأَنَّ الله قَدْ أَحَاطَ بِكُلّ شئٍ عِلْمَا﴾ فَعَلِمْنا أَنَّ الإحاطَةَ يُرادُ بها الإحاطَة بالعِلم لا بالجِهَةِ والمكان. الأَلبانيُّ هذا كذَلك كان من المجسِّمة، ماتَ مِن فَترَة قَريبَة والعِياذ ُبالله تَعالى كانَ يَقول”الله يُحيط بالعالم كالحُقَّة تُحيط بما فيها” الحُقّة، هذا شئ صُندوق يَضَع فيه النَّاس الشَّيء الغَالي يَعني كالذَّهب والمجوهَرات وَنَحو ذَلك أَو إِذا قَال واحد كالطابة تحوي الهواء الذي فيها، هذه عَقيدَة والعياذ بالله تُكذِبُ قولَ الله: ﴿لَيْسَ كَمِثلِهِ شَئْ﴾. الصحابةُ الكرام رضوانُ الله عليهم أَجمعين دَخلوا إلى وادي خَيْبَر وكانَ معهم الرَّسولُ عليه الصَّلاةُ والسَّلام فصاروا يُكبِّرون ويُنادون بِصوتٍ مُرتفِع ينادون يعني يذكرون الله يدعون الله. النبيّ عليه الصَّلاةُ والسَّلام علَّمَهُم فقال لهم: “ارْبَعوا على أنفسكم” يعني لا تُجهدوا أنفسكم هوِّنوا عليكم قال لهم: “فإنَّكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبًا” يعني الله تعالى مُطلِعٌ عليكم يسمعكم لا يغيبُ عن سمعه مسموع “وإنَّما تَدعونَ سَميعا قَريبًا” هُنا قريبا يا أحباب معناه بالعلم لا القرب بالمسافة. وهنا انتبهوا ! لا يجوز أن نقول والعياذُ بالله تعالى “إنَّ الله حاضِر” الحاضِر يعني حلَّ في مكان. فلا يُقال عنه غائب ولا يُقال عنه حاضر، إنَّما ماذا يقول؟ يقول ربنا تبارك وتعالى عالمٌ بنا سميعٌ، بصيرٌ، هكذا. أمَّا أن يُقال “حاضر” هذا لا يليقُ بالله. ثمَّ قال عليه الصلاة والسلام “وإنَّما تَدعون سَميعا قريبا”. وهنا يا أحباب تنبيه مهم الله يُقال أحاطَ بِكُلِّ شئٍ عِلمَا. لا نقول عن غير الله يعلم ُكلَّ شئ. حتى النبيَّ صلى الله عليه سلم لا يُقال فيه عالمٌ بكلّ شئ. الذي أحاطَ بكل شئ عِلمًا هو الله. الله قال في القرآن: ﴿قُلْ لَا يَعلَمُ مَنْ فِي السَّمواتِ والأَرضِ الغَيْبَ إلّا الله﴾ وقال ربُنا تبارَك وتعالى إخبارًا عن نَبيّه المصطفى عليه الصَّلاة والسَّلام أنهُ لِيَقُل للنَّاس يعني يقول هذه الكَلِمات مِن باب أَنَّ الله أمره {قُل (يعني يا محمَّد) ما كنتُ بِدْعا مِنَ الرُّسل}، أَنا ما أَتَيتُ بدين جديد هَذا دين كلّ إخواني الأَنبياء الّذينَ كانوا قَبلي” هذا معنى {ما كنت بِدْعا من الرُّسل وما أدري ما يُفعل بي ولا بِكم}”. انتبهوا! شو المراد؟ يعني تفاصيل ما يحصُلُ لي ولكم هذا عِلمُه عِندَ الله. الله أطلعه على بعض الأمور لكن لا يعلمُ الغيبَ كلّه! فإذًا هذه الآية دَليل أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم لا يَعلَمُ الغيب كُلَّه. وأيضًا نُحذّرُ من كلامِ بعضِ النَّاس من أنَّ النَّبيّ صلَّى على عَبدِ الله بن أبي بن سَلول وهو عالمٌ أنَّه مُنافِق والعِياذ بالله، أَعوذُ بالله الرسول ما بِصَلّي على إنسان واقع بالكُفر ومات، إنما النبي عليه الصلاة والسَّلام ظنَّهُ آمَنَ ذَهَبَ عَنهُ النِّفاق فَصَلّى عَلَيه واعتَقَدَ فيهِ أَنَّهُ تَابَ التَّوبةَ الشَّرعِيَّة بالنُطقِ بالشَهادَتَين. فإذًا يا أَحباب النَبيُّ صَلَّى الله عَليهِ وسَلَّم لا يعلَمُ الغَيبَ. ورد في الحديث في البُخاريّ أنَّ النبيَّ عليهِ الصلاة والسَّلام يكونُ عند حَوضِه فيرى بعضَ أصحابه يعني الذي كانوا في الدنيا ماتَ وهو يَظُنُّهم من أَصحابه. يؤخَذُ بهم ذاتَ الشِّمال. مين بروح على الشمال يا أحباب؟ الكفار. فيقول يعني يوم القيامة: “أُصَيْحابي! أُصّيْحَابي!” يعني هيدول من أصحابي. فيقالُ له إنَّك لا تدري ما أَحدثوا بعدك. الله أكبر! إنَّك لا تدري ما أَحدَثوا بعدك. فإذًا النبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام إذا قُلنا عَنهُ هذا، هَيدا مَنّو مَسَبّة يا أحباب، بل هو علَّمنا توحيد الله. وعلَّمنا أن نعتقد أنَّ عالمَ الغيب كُلَّ الغيب هو الله تبارك وتعالى. السؤالُ الثَّامِن. ما هو أعظمُ الذّنوب؟ أكبرُ الذّنوب؟ نسأل الله العافية. المعاصي يا أحباب أنواع. في صغيرة وفي كبيرة. وفي أكبر الكبائر اللي هو الكفر يُخرِجُ من الإسلام. أعظم الذنوب الكفرُ والعياذ بالله. بيسألك إنسان طَبْ كَمْ نوع هيدا الكفُر؟ العلماء قالوا ثلاثة أَنواع. هُناك كفرٌ اعتقاديّ محلُّهُ القَلب، كُفرٌ فِعليّ بالجوارح، وكُفرٌ قوليّ لَفظيّ باللّسان، الله يجيرنا مِنه. الكُفرً القوليّ: يعني كالّذي يسُبُّ الله تعالى أو الأنبياء أو الإسلام، يستهزأ بالأنبياء، بالقرآن، بالصَّلاة، يستهزأ بعيد الأضحى أو عيد الفطر، برمضان، يستهزأ بالمسجد أو بالآذان أو بحكمٍ شرعيّ، هذا يُقال له كفرٌ قوليّ. الله تعالى قال في القرآن الكريم: ﴿يَحْلِفُونَ باللهِ مَا قَالوا وَلَقَدْ قَالوا كَلِمَةَ الكُفْرِ وكَفَرُوا بَعدَ إِسْلامِهِم﴾ فإذًا في كُفُر بَعدَ الإيمان في كُفُر بَعدَ الإسلام حَذَّرَنا الله تعالى مِنهُ مَكانُهُ اللّسان. طَيّبْ القِسم التاني؟ كفرٌ إعتقاديّ: بالقَلب كَمن يَعتقد أنَّ الله جسم أو إنو الله ساكِن فوق أو بيعتقد إنو الله تعالى ضو أو بيعتقد إنو الله جالس أو بيطلع وبينزل أو اعتقد انو الله تعالى ملأ السَّماء ونحو ذلك من العقائِد اللي هي ضِدُّ القرآن نسب الى الله الجلوس، الجهة نسب إلى الله تبارك وتعالى الأعضاء والجوارح هذا يُقال له كفرٌ إعتقاديّ يعني محلُّه القلب. الله تعالى يقول في القرآن الكريم: ﴿إِنَّمَا المؤمِنونَ الَّذينَ آمَنوا بالله ورَسولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا﴾ يعني لم يَشُكّوا. لذلك سيدنا لُقمان وهذا على قَول نبيٌّ وعلى قول كانَ من الصالحين، بقولولوا لُقمان الحَكيم عليه السَّلام الله أخبر في القرآن عنه أنه كان عَمْ بوَصّي ابنو شو قلّو من جُملة ما قال له “يا بنيَّ لا تُشرك بالله إنَّ الشّرك لظُلمٌ عظيم” أكبرُ الذنوب، أكبرُ الظُلُم هو الكفر الله يجيرنا يا أحباب. هيدا الذي ظلم يعني خالَف أمر من له الأَمر والنَّهي. الله أمرنا بالإسلام وهيدا كفر. لذلك هيدا ظلم عظيم أكبر الذنوب. والنبيُّ لما سُئِل عليه الصَّلاة والسَّلام “أيُّ الذُنوبِ أعظم؟” أكبر؟ قالَ “أن تجعل لله نِدًّا وهو خلقك.” يعني أن تجعل لله شريكًا وهو خالقُك يعني تكفرُ به وأنتَ تعلَم أنَّه الذي خلَقَك. هذا والعياذ بالله تعالى قال عنه النبيّ أعظمُ الذّنوب. قيل له ثُمَّ أي؟ شو بيجي من بعدو يعني؟ قال عليه الصَّلاة والسَّلام: أن تَقتُلَ نَفْسًا بغير حَقّ “أن تَقتُلَ وَلَدَكَ خَشيَةَ إِمْلاق” خَشْيَةَ الفَقْر كانوا من زَمان هيكْ يعملوا يِقِتلوا الولد لإنو يخشون أن يُصيبَهُمْ الفَقرْ يَعني بالمصروف ونحو ذَلِك. قيلَ لهُ ثُمَّ أَيّ؟ يعني شو بيجي مِن بَعد القَتِل قال: “أن تُزانِيَ بِحَليلَةِ جَارِك”. الزّنى بيِجي بالمرتبة التالتة، لَكِن الزّنى بحليلة الجَّار كزوجةِ الجّار هذا أشدّ من الزنى بغيرها تنيْناتُنْ مِن الكبائِر لكن مع زوجة الجار هذا أشدّ بعشرِ زَنْيات معَ غيرِها والعِياذُ بالله تعالى. أمَّا الكفرُ الفعليُّ: فيكونُ بالجوارحِ كإلقاء المصحف في القاذوراتِ يعني في الزّبالة أو يدوس على المصحف أو يسجُد لصنم والعياذ بالله تعالى. فقال العلماء الكفر نوعان كفرٌ شرك وكفرٌ غيرُ شِرك. وقالوا الكُفرُ ثلاثة أبواب كُفر التكذيب يعني كمن حلَّل الحرام وهو يعلم أنَّه حرام فقال عنهُ حلال أو العَكسْ أوجبَ ما لم يجب هذا كفر التكذيب. كفر التعطيل: يعني الملْحِدْ بينفي وجود الله بينفي صِفة من صِفات الله تعالى الواجبة له بقول مثلًا الله منو قادر منو عالم منو سميع منو مُتكلِّم. وأمَّا كُفرُ التشبيه من يُشبه الله تعالى بخلقه. قال الله تعالى في القرآن الكريم عن الكُفر الفِعلِيّ مثاله ﴿لا تَسْجُدُوا للشَّمْسِ ولا لِلقَمَر﴾ السجود للشمس والسجود للقمر هذا نوعٌ من الكُفُر وهو بالأَفعال. هوني يا أحباب بدي بينلكُن انو الإنسان مِنّا ينتبه ما بِقَلّد ولا بيعمِل الأعمال الخاصَّة بالكُفار يعني التي فيها عبادة لغير الله. مثالها الإنسان منا يا أحباب لا يسجد للصَّنم. أنا مرة كنت في بلدٍ وفجأة وجدت أُناسًا يعني ظاهِرُهم من المسلمين من اللباس كانوا حاطين لباس كهذه العمائم يعني، كان معن وَفد آخر من عُبّاد الأصنام هؤلاء عباد صنام سجدوا هؤلاء الذين يدعون الإسلام سجدوا معهم للصنم. فأتيتُ لأنصح قالوا نحن نُسايِرُهُمْ يعني بزعمهم مُداهنة هذه هذا يخرج من الإسلام والعياذ بالله تبارك وتعالى. فإذًا الله تبارك وتعالى حذَّر من الكُفر وقال ﴿ولا تموتنَّ إلَّا وأَنتم مُسْلِمُون﴾ ثُمّ هنا مَسئلة عظيمة النَّفعِ يا أحباب إذا الإنسان صدر منه كفرٌ، كيف يعودُ للإسلام؟ مِفتاح الإسلام شيء واحد، ماهو؟ النُطقُ بالشهادتين من إيَّام آدم لخاتم الأنبياء سيّدنا محمَّد عليهم السلام كلياتُن كان الدُّخول عندن بالإسلام بالنطق بالشهادتين. لذلك المسلم نحنا بقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنَّ محمَّدًا رسول الله واللي بدو يأسلِم هيدي العِبارَة اللي بدَخلو بالإسلام الشَّهادتان. بزمن سيدنا موسى إلّي هو كان على الكفر وبدّو يأسلم شو بقول؟ لا إله إلا الله موسى رسول الله. بشريعة سيدنا إبراهيم؟ كانوا يقولوا لا إله إلا الله إبراهيمُ رسول الله. فإذًا النطق بالشهادتين لا كلمة أستغفر الله. انتبهوا! كلمة استغفر الله هيدي منيحة وفيا ثواب بس لمين؟ للمسلم. إلّي كفر ما منقلو قول استغفر الله، شو مِنْقُلو؟ انطُقْ بالشَّهادَتَين هَكَذا يمحى عَنهُ الكُفُر ويَصيرُ على الإسلام. الّذي وَقَعَ في الكُفر يا أَحباب لا طريقة تُرجِعُه للإسلام إلا بالشَّهادَتَين أَمَّا كَلِمة أستغفِرُ الله ما بتدخلو بالإسلام، لأَنَّ الله أَخبرَ أنَّ مفتاحِ الإسلام، يُغفر الكُفر بالإسلام مُفتاح الإسْلام الشَّهادَتان. ثَبَتَني الله وإيّاكُم علَى الإيمان وَخَتَمَ الله لي ولَكُم بالحُسنى وَغَفَرَ الله لي وَلَكُم آمين بجاه النَّبيّ محمَّد صلَّى الله عليهِ وسَلَّم. وآخِرُ دَعوانا أَنِ الحَمدُ لله رَبّ العالمين.