برنامج: في بيت رسول الله
عنوان الحلقة: غُسل رسول الله ﷺ
علمنا النبي عليه الصلاة والسلام كيف نتوضأ وكيف نغتسل وكيف نستنجي وكيف نتطهر وكيف نصلي وكيف نسجد وكيف نتعبد. كلامنا اليوم عن كيفية غسل النبي عليه الصلاة والسلام، لكن إخوة الإيمان قبل ذلك نبين أن النبي عليه الصلاة والسلام علمنا متى يكون الغسل واجبًا ومتى يكون الغسل مندوبًا أي مسنونا فالرسول عليه الصلاة والسلام مع أنه كان في ناحية قليلة الماء إلا أنه أرشد أمته إلى التنظف فلهو معلم الدين ولهو معلم الناس الحضارة فما أحلاها من حضارة وما أحلاه من هدي كيف أرشد الناس إلى التنظف وإلى التطهر فقال: “والطهور شطر الإيمان” أي نصفه. علمنا النبي عليه الصلاة والسلام أنه يسن للإنسان أن يغتسل كل أسبوع مرة أي كل سبعة أيام غسلا فيسن له أن يغتسل غسل الجمعة وغسل عيد الفطر وعيد الأضحى وللاستسقاء وللخسوف والكسوف ولدخول مكة المكرمة ولدخول مدينة النبي محمد عليه الصلاة والسلام وعند تغسيل الميت يسن للمغسل أن يغتسل إلى غير ذلك مما علمناه رسول الله ﷺ وقد علمنا النبي الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام أنه يسن الاغتسال لكل اجتماع خير، وأما اغتسال يوم الجمعة فقال بعض العلماء يسن الاغتسال لحاضر الجمعة، وقال بعضهم يسن الاغتسال لكل مسلم وذلك لأن الجمعة عيد للمسلمين، فيسن الاغتسال لمن حضر ولمن لم يحضر، وأما الغسل الواجب فيجب على المرأة أن تغتسل بعد انقطاع الحيض أو النفاس أو بعد الولادة، ويجب على الرجل والمرأة الاغتسال بعد خروج المني أو بعد الجماع وأما عن كيفية اغتسال النبي عليه الصلاة والسلام فكان يبدأ غسله بالبسملة فيقول: “باسم الله” عند غسل كفيه، وكان عليه الصلاة والسلام يخلل أصول شعره بالماء حتى يروي ذلك يعني حتى يكون فيه البلل، وذلك حتى يخفف من استعمال الماء عند صب الماء، فإذا تبلل الشعر غسل رأسه ثلاث مرات، وبعد ذلك يغسل النبي عليه الصلاة والسلام شقه الأيمن من جهة المقدم، وبعده شقه الأيمن من المؤخر ثم يغسل شقه الأيسر من المقدم ثم يغسل شقه الأيسر من المؤخر، وكان عليه الصلاة والسلام يدلك بيده الشريفة أثناء غسله حتى يتأكد من وصول الماء إلى جميع أعضاء الجسد وبعد ذلك يغسل النبي عليه الصلاة والسلام قدميه، وكان رسول الله ﷺ يتوضأ عند الغسل أي قبله وضوء كاملا أي بالسنن والأركان فيسن للمغتسل أن يتوضأ عند إرادة الغسل، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يستر عورته عند الغسل وكان النبي عليه الصلاة والسلام لا ترى عورته حتى لزوجاته، وكذلك يسن للغسل التقليل من الماء كما يسن في الوضوء فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يتوضأ كثيرًا بمد وهو ملء الكفين المعتدلتين وكان يغتسل بصاع وهو أربعة أمداد مع أن النبي عليه الصلاة والسلام كان كثيف الشعر فكان عليه الصلاة والسلام يخلل شعره الكثيف، وكيفية التخليل تكون بأن يدخل الإنسان يديه من جهة أسفل مثلًا داخل لحيته فيخلل الشعر من جهة أسفل ويتأكد من وصول البلل إلى جميع الشعر فكان النبي عليه الصلاة والسلام يعلمنا كيف نغتسل وكيف نتطهر وكيف نتطيب وكيف نصلي وأرشد الأمة لذلك، كما ويروى أن النبي عليه الصلاة والسلام لما أراد أن يغتسل مرة طلب من شخص أن يرفع ستارا بيديه هاتين ولكن بجعل الستارة خلف ظهره بحيث يكون النبي عليه الصلاة والسلام خلف ظهر هذا الإنسان فكان هذا الإنسان قد رفع الستار خلف ظهره واغتسل رسول الله ﷺ خلف الستار، وبذاك يكون الرسول ﷺ قد احتجب عن مرأى العيون. والنبي عليه الصلاة والسلام كان يعلم الأمة أنه يسن عند الاجتماع عند اجتماع المسلمين أن يتنظفوا بالغسل وأن يتطيبوا فإن النبي عليه الصلاة والسلام كان يحب الطيب، وكان يتطيب مع أنه مطيب عليه الصلاة والسلام حتى لو لم يتطيب. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.