fbpx

حلية البشر – الدرس 7

شارك هذا الدرس مع أحبائك

برنامج حلية البشر للشيخ طارق اللحام اسم المادة: برنامج حلية البشر الرقم: 0007 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الله تعالى يرزقني وإياكم الإخلاص في القول والعمل والنية ءامين. نتابع في هذا الكتاب المبارك حلية البشر، هذا الكتاب الذي جمع أذكارًا من أذكار سيد البشر صلى الله عليه وسلم بِسمِ الله والحمدُ لله وصلى الله وسلم على رسولِ الله بَابُ اسْتِحْبَابِ عَزيِمَةِ الْمَسْأَلَةِ لِلدَّاعِي إِذَا دَعَا يعني الواحدُ منّا يَعزِم ويَتَوكل على الله ويدعُو الله ويترك هذا الأمر فإنَّ الله عزّ وجلّ فعالٌ لما يريد. فلا يُعلِّق الدعاءَ بقولِ إنْ شِئتَ لذلك هذا مكروهٌ. رَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: “لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ” مع أن كل شيء بمشيئة الله. لكن انتبهوا ما الفائدة من هذا، “لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، اللهم ارْزُقْنِي إِنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمْ مَسْأَلَتَهُ فَإِنَّهُ -أي الله- يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ لاَ مُكْرِهَ له”. الله الله. معناه لا تُعلِّقِ الدّعاء على هذا اللفظ، هذا معنى العزيمة في المسألة، أنت اِعزِم واللهُ فعالٌ ما يريد، فالله لا مُكرِهَ له، الله تعالى لا يُكْرِهُهُ أَحَدٌ مِن خَلقِه. وانتبهوا إلى هذا أليس هذا من التوحيد؟! أليس هذا من التنزيه؟! أليس هذا من علمِ الكلام؟! أنَّ اللهَ لا غالبَ له؟! بلى! فإذًا الرّسولُ ﷺ يُعلِّمُنا حتى في الأورادِ التنزيهَ فلا يُنكرُ علينا أي على أهلِ السّنةِ والجماعة إذا تكلموا بعلمِ الكلام، بعلمِ التوحيدِ هذا ممدوحٌ، هذا لا بأسَ به. لماذا؟ لأنَّه يتعلقُ بأعظمِ وأعلى المعلومات، فإنَّ شرفَ العلمِ بشرفِ المعلوم، فعلمُ التوحيدِ بما يتعلق؟ بالمعرفةِ بالله والمعرفةِ برسولِه وأنبيائِه الكرام صلى الله عليهم أجمعين. وَرَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُمْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: “يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ فَيَقُولَ: قَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي”. يا أحباب أنت تتوكل على الله، ادعُ ربَّك لو لم تَنَل المراد لك ثواب إن أخلصتَ النِيَّة لله. فإذًا لا تستعجلْ، لا يَعجل الواحدُ منا يقول ما حصلَ ما حصلَ ما طلبتُ! توكّل على االله. وهنا أُنَبِّهُ البعضُ يأتيهِ خواطرُ شيطانية تقول له لو أنتَ كنتَ على حالٍ حسنة لاستُجيبَ لك، لو أنتَ كنتَ على حالٍ حسنة لرأيتَ النبيَّ في المنام، هذا مدخَلٌ شيطانيٌ انتبهوا يا أحباب، انتبهوا انتبهوا هذه مداخلٌ للشيطان، توكل على الله واعمل أنت صالحًا بما يوافقُ دينَ الله ولا تلتفت. قال شيخُنا رحمه الله “من عمِل في تعليمِ النَّاس عقيدةَ أهلِ السُّنةِ والجماعةِ واشتغلَ بهذا هذا كأنَّه يَرى النبيَّ كلَّ ليلة” نعم، لأن هذه هي طريقُ الجنةِ علمٌ وعمل. الله يرزقنا الإخلاص. بَابُ مَا يُرْجَى عَمَلُهُ لإِجَابَةِ الدُّعَاءِ النَبيُّ عَليهِ الصلاةُ وَالسَلامْ يُعَلِمُنا أُمورًا هيَ سَبَب لاسْتِجابَةِ الدُعاء لا شَكَّ بِمَشيئَةِ الله وَتَقْدِيرِهِ وَعِلْمِهِ تَبارَكَ وَتَعَالى. رَوَى مُسْلِمٌ وَأَحْمَدُ وَغَيْرُهُمَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا”. “إن الله طيب” أي منزه، منزه عن كل صفات المخلوقين ليس كمثله شيء. “لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا” معناه ربنا لا يقبل إلا الحلال ليس المقصود هنا اللذيذ، الطعام اللذيذ مثلًا، إنما يراد به الحلال. لِذَلِكَ الواحِدُ مِنا يَتَحرى الحَلالَ، يَتَحرى أَنْ لا يَكونَ مَا يَدْخُل إِلى بَطْنِكَ أَوْ جَوفِكَ أَوْ أَهلَك فيهِ شُبْهَةٌ أَوْ كَانَ حَرامًا. تَنَبَهوا، لِيَكُنْ عندنا خَوفٌ مِنَ الله وَلْيَكُن عِنْدَنا الوَرَعْ زيادَة التأَكد إذا كَانَ هُناكَ شَيء لا تَهْجُم عَليهِ هَكَذا مِنْ غَيِر عِلِمْ، هَلْ هُوَ حَلالٌ أَمْ لا. “وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلْ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} هَذا أَمْرٌ مِنَ اللهِ تَبارَكَ وَتَعالى لِلأَنْبياء عَليهِم السَلام أَنْ يَعْمَلوا صَالِحًا وَأَنْ يَأْكُلوا مِنَ الطَيبات، ما معنى الطيبات؟ الشيء الحلال. وانْتَبِهوا الَأنْبياء أَعلى النَّاس زُهْدا هُمْ أَزْهَدْ الزُهّاد، لِذَلِكَ مَا كانوا يَتَعَلَقونَ بِالدُنيا، هَذا نَبيّ اللهِ عيسى عَليهِ الصلاةُ والسَّلامْ كَانَ يَبيتُ حَيْثُ أَدْرَكَهُ الَليْل، ما ِعِنْدَهُ بَيْت، رُفِعَ إلى السَماء ما عِنْدَهُ بَيْت ،كَانَ يَأْكُل مِنْ بِقالِ الأَرْض يَعْني العُشْبَ الأَخْضَرْ كالهِنْدِباءِ وَنَحْوِها، هَكَذا، نَعَمْ النَبّي مُحَمَّدْ ﷺ كَانَ يَنَامُ عَلى الحَصير، لَيْسَ تِلْكَ الحَصير الذي في أَيامِنا، إِنَما هَذا الذي كانَ يَظْهَرْ أَثَرَهُ َعَلى جَسَدِ النَبيّ عَليهِ الصَلاة وَالسَلام، وَهَكَذا أَنْبياءُ الله ما تَعلّقَتْ قُلوبُهُمْ بِالْدُنْيا. وَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} لاحُظوا اللهُ أَمَرَ الأَنْبياء كُلُواْ مِن الطَيِّبَاتِ، وَأَمَرَ المؤمنينَ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ. قَالَ عَليهِ الصَلاةَ والسَلامْ “ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ -يكثر السفر- أَشْعَثَ أَغْبَرَ” ومعنى أَشْعَثْ أَيْ شَعْرَهُ مُتَسّخْ وَلَمْ يُسَرِحْهُ. وَأَما أَغْبَر يَعْني جَسَدَهُ عَليَهِ الغُبار “يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبُّ يَا رَبُّ”، لأنَّ السَماء قِبْلَة الدُعاء وَلَيْسَ لأنَّ الله ساكِن السَماء، الله لا يَسْكُن السَماء ولا الأَرض، مُسْتَحيلٌ عَلى اللهِ الجِهات، لَيْسَ في جِهَة واحِدة وَلا في كُلِّ الجِهات، كَما قَالَ الإمام أَبو جَعْفَرْ الطَحاوي رَحِمَهُ الله. قَالَ عَليهِ الصَلاةَ والسَلامْ: “ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبُّ يَا رَبُّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَكْسَبُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَه”. اللهُ أَكْبَر، يَعْني مِنْ شَرْطِ اسْتِجابَةِ الدُعاء أَنْ يَكونَ ما دَخَلَ إلى جَوْفِكَ حَلالًا وَأَنْ يَكونَ مَلْبَسُكَ حَلالا وَما تَكْسَبُهُ حَلالًا، هَذا مَعْناهُ المشْرَبُ وَالمَطْعَمُ وَالمَسْكَنْ، وَغُذِيَ ما يُغْتَذى بِهِ مِنَ الطَعام وَالشَراب ما يَقومُ بِهِ البَدَنْ. فَكَيْفَ هَذا يُستَجاب لَهُ؟ هَذا مَعنى فأنى يُسْتَجاب لَه؟ كَيفَ يُسْتَجابُ لَهُ وَفَعَلَ هَذا وَهَذا وَهَذا مِنَ الحَرام، مَعْناهُ هَذا مِنْ أَسْباب عَدَم استجابَة الدُعاءْ. اللهُ يَرْحَمُني وإيّاكُم. بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَرَادَ الدُّخُولَ إِلَى الْخَلاَءِ رَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمْ عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: “كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا دَخَلَ الْخَلاَءَ قَالَ يَعْني قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ يَقول ُوَيَدْخُل. ثُم َّيَدْخُلُ بِرِجْلِهِ اليُسْرى وَيَخْرُجُ بِرِجْلِهِ اليُمْنى. هَذا عِنْدَ الدُخولْ ماذا يَقول: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ” الْخُبْثُ الذُكُورُ مِنَ الشَّيَاطِين، الْخَبَائِثُ إِنَاثُهُم الجِنْ فيهِم الذُّكور وفيهم الإناث مِثْلُ البَشَر، أَمّا المَلائِكَةُ لَيْسوا ذُكورا وَلا إناثَ. الجْنُّ فيهِم المؤمِنْ وفيهم الكافِر مِثلُ البَشَر وَكَذَلِكَ المؤمِنُ مِنَ الجِن، كَذلِكَ قَدْ يَكونُ فاسِقًا وقَدْ يَكونُ وَليّا لَكِنْ أَغْلَبَهُم فُسّاقْ. هؤلاءِ الجِنْ مَنْ كَفَرَ مِنْهُمْ يُقالُ لَهُمْ شَياطين، فَلِذَلِكَ هَذا الخُبْثُ يُقالُ عَنْهُ ذُكورِ الشياطين، أَنْتَ تَتَحَصَن بِالله، تَسْتَجيرُ بالله إذا دَخَلْتَ الخَلاء َ مِنْ أَذى هَؤلاء وَهَؤلاء الذُكور والإناثْ. وَهُنا فائِدَةٌ قَالَها شَيخُنا الشَيخُ عَبدُ الله رَحِمَهُ الله: “لا تُكْثِروا مِنَ المـُكْثِ في الخَلاء”. للأسَفْ كَثيرٌ مِنَ البيوتِ اليَومْ صَارَ الْمَكان الذي يَغْتَسِلونَ فيهِ هُوَ نَفْسُهُ المَكان الذي تُقْضى فيه الحَاجة، يَعْني في نَفْس المَكان، يَطولُ الْمُكْثُ في الخَلاء للاغتسال وَ نَحْوِهِ و و و وَ هَكَذا البَعْضُ حَتى قيلَ لي أَنَهُ يَقْرَأُ الصَحيفَة الجَريدَة، يُقالُ لها عِنْدَنا هَذا في الخَلاء، بَعْضُهُمْ يَشْرَبُ البُنْ في الخَلاء. هَذا شيء لَيْسَ حَسَنا بَلْ هَذا قَدْ يؤذى، قَدْ يُسَبِبْ لَهُ أَذى فَتَنَبَهوا لا تُكْثِروا الْمُكْثَ بِالخَلاء. بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلاَءِ رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي الأَدَبِ الْمُفْرَدِ وَأَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ وَغَيْرُهُمَا عَنْ السيدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضاها أَنَها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلاَءِ قَالَ: “غُفْرانَك” غُفْرانَك يَطْلُبُ مِنَ الله المًغْفِرَة. هذه رِواية. وكَما ذَ كَرْتُ لَكُم في استِغْفار النبّي ﷺ. أَحْيانًا يَكونُ الاسْتِغفار لِطَلَبِ رِفْعَةِ الدَرَجَة. وَرَوى النَّسَائِيُّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلاَءِ: “الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنِّيَ الأَذَى وَعَافَانِي”. تَسْتَطيع اَنْ تَجْمَع ْ بَينَهُما تَقولُ عِندَ خُرُوجِكَ أَيْ بَعدَ الخُروج غُفْرانَك، الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنِّيَ الأَذَى وَعَافَانِي”. هَذا رَوَاهُ النَّسَائِيُّ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا، يَعني أَبو زَرْ في رِوايَةٍ هُوَ قَالَ هَذا عنْدَ خُروجُنا مِنَ الخَلاءِ نَقول، وَفي رِوايَةٍ رَفَعَها إلى النبي أَبو ذَرٍّ الغِفاري وَاسْمُهُ جُندُبْ رَضيَ اللهُ عَنْهُ وَأَرْضاه قَال: كَان رَسولُ الله ﷺ يَقُولُ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلاَءِ: “الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنِّيَ الأَذَى وَعَافَانِي” وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ مَرْفُوعًا. رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه فِي سُنَنِهِ. بَابُ مَا يَقُولُ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنَ الْوُضُوءِ الْوُضُوء أَوَلَ مَقْصِدٍ مِنْ مَقاصِدْ الَطَهارَة، والوُضُوء كَانَ في الأُمَمِ المَاضِيةِ السَّابِقة. رَوَى البُخَاريُّ رَحِمَهُ الله أَنَ السَيدَةَ سارّة زَوْجَةُ نَبيُ اللهُ إبْراهيم عّليهِ الصَلاةُ والسَلام وَيُقالُ لَها سَارَّة. هّذِهِ سَارَّة رَضيَ اللهُ عَنْها تَوَضَأَتْ قَبْلَ أَنْ تَدْخُلَ أرْضَ الجَبّارْ. الوُضوء كانَ في الأُمَمِ السابِقَة حَتى الصَلاة، كُلُ الأَنْبياء كانَ في شَرائِعِهِم الصَلاة. لَكِن ْ اِخْتَلَفَتْ أَحْكامُها، عَدَدُها هَيْئَتُها وَنَحوِ ذَلِك. رَوَى مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرُهُ عَنْ عُمَرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: “مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ أَوْ فَيُسْبِغُ”. يعني هُنا شَكَّ الرَاوي وإسباغُ الوُضُوء إتْمامُهُ، أَسْبَغَ الوضوءَ أتمَّهُ على كَمالِهِ مَعَ السُنَنْ، فَدائِمًا أَكْمِلوا السُنَن. كانَ الشَيْخ نِزار الحَلَبي رَحِمَهُ الله هَذا الرَجُلُ الصَالِحْ كانَ يَقول السُنَن سياجُ الفَرْضْ. يَعْني كَأَنّكَّ تَحْمِلُ الفَرْضَ بِها. مِثْلُ سُنَنِ الرَواتِب، رَواتِبْ الصَلاة فَإنْ ضَعُفَتْ هِمَتُكَ تَتْرُك السُنَنْ لا تَتْرُك الفَرضْ، أَما الذي يَأتي بِالفَرْض فَقَطْ هَذا إِنْ ضَعُفَتْ هِمَتَهُ، إِنْ قَصَّرَ قَدْ يَتْرُك الفَرْضَ. فَواظِبوا عَلى السُنَنْ تَوَضَأوا وُضُوءً كَامِلا. هَذا الذي تَوَضَأ َ وَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ. الجَنَّةُ لَها أَرْضٌ وَلَها سَقْفٌ وَلَها سُورٌ وَلَها أَبْواب، لَها ثَمانيَةُ أَبْواب يُخَيَرُ مِنْ أَيّ أَبْوابِ الجَنّةِ يَدْخُلْ فانْظُروا إلى هَذا الفَضْل. هَنيئًا لِمَنْ وَاظَبَ عَلى هَذِهِ السُنَنْ، هَنيئًا لِمَن عَمِلَ بِها، وَأَنا أَنصَحُكُم ْ بَعْضُ الأَشياء قَدْ تَسْمَعْها لا تَسْتَطيع أَنْ تَجْمَعْ مَعْ كِلها لَكِنَكَ لَو فَعَلْتَها مَرَة في حياتِكَ حَتى تَنَلْ بِإذْنِ الله تَعالى السِرَ. بارَكَ اللهُ فيكُم، لا تنسوا انشروا هذا بين الناس لله تعالى يكن لكم الأجر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته