fbpx

الوجيز في تفسير كتاب الله العزيز – سورة التكاثر

شارك هذا الدرس مع أحبائك

الشيخ رمزي شاتيلا تفسير سورة التكاثر بسمِ الله الرَّحمن الرَّحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلَّى الله على سيدِنا محمَّد وعلى آلهِ وصَحبِهِ الطيّبين الطاهرين، سنتكلمُ إن شاء الله تعالى في تفسير سورة التكاثر. رُوِيَ في سَبَبِ نُزُولِ هذِهِ السّورَةِ أَنَّ اليَهُودَ قَالُوا نَحنُ أَكثَرُ مِن بَنِي فُلانٍ وَبَنُو فُلانٍ أَكثَرُ مِن بَنِي فُلانٍ فَأَلهَاهُم ذَلِكَ حَتَّى مَاتُوا ضُلّالًا فَنَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِيهِم ﴿أَلهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ ﴿حَتَّى زُرتُمُ المقَابِرَ﴾. أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ﴿أَلهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ أَي شَغَلَكُمُ، المبَاهَاةُ بِالمالِ، المباهَاةُ بِالعَدَدِ، شَغَلَكُمُ التَّفَاخُرُ بِالقَبَائِلِ وَالعَشَائِرِ وَالتَّشَاغُلُ بِالمعَاشِ وَالتّجَارَةِ، شَغَلَكُم ذلِكَ عَن طَاعَةِ اللَّهِ وَعَن عِبَادَةِ الله. ﴿حَتَّى زُرتُم المَقَابِرَ﴾ أَي حَتّى زُرتُم المقابِرَ تَعُدّونَ مَن فيها مِنَ الأَمواتِ، وَمِنَ العُلَماءِ مَن قالَ في تَفسيرِ الآيَةِ ﴿حَتَّى زُرتُمُ المقَابِرَ﴾ أَي حَتّى أَدرَكَكُمُ الموتُ وأَنتُم عَلى تِلكَ الحالِ. ثُمَّ قالَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ ﴿كَلَّا سَوفَ تَعلَمُونَ﴾ ﴿كَلَّا﴾ أَي لَيسَ الأَمرُ عَلَى مَا أَنتُم عَلَيهِ مِنَ التَّفَاخُرِ وَالتَّكَاثُرِ، ﴿سَوفَ تَعلَمُونَ﴾ أَي سَوفَ تَعلَمُونَ عَاقِبَةَ ما أَنتُم بِهِ إِذَا نَزَلَ بِكُم الموتُ. ﴿ثُمَّ كَلَّا سَوفَ تَعلَمُونَ﴾ هَذَا وَعِيدٌ بَعدَ وَعِيد وَتكرَارُ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ عَلَى وَجهِ الوَعِيدِ. ﴿كَلَّا لَو تَعلَمُونَ عِلمَ اليَقِينِ﴾ أَي لَو تَعلَمُونَ الأَمرَ عِلمًا يَقِينًا لَشَغَلَكُم مَا تَعلَمُونَ عَن هذا التَّكَاثُرِ وَالتَّفَاخُرِ فيما بَينَكُم. ثُمَّ قالَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ ﴿لَتَرَوُنَّ الجَحِيمَ﴾ أَي النَّارَ. ﴿ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَينَ اليَقِينِ﴾ أَي مُشَاهَدَةً فَالمرَادُ بِقَولِهِ تَعالى ﴿عَينَ اليَقِينِ﴾ أَي نَفس اليَقِينِ. ﴿ثُمَّ لَتُسأَلُنَّ يَومَئِذٍ عَن النَّعِيمِ﴾ الظاهرُ العمومُ في النَّعيم وهو كُلُّ ما يُتلذَّذُ به من مَطعَمٍ ومَشرَبٍ ومفرشٍ ومركب والأمن والماءِ البارِد العذبِ وصِحَّةِ الأَبدانِ والفَراغ وكُلّ شئٍ من لذَّات الدُنيا. فالكافر يُسألُ توبيخًا إذ لم يَشكُر المنعِم لم يَشكُر الله تعالى ولم يُوَحّد الله عزَّ وجلّ، والمؤمن يُسأل عن شُكرِها، والشُّكرُ أن لا يَعصِيَهُ تعالى بنِعَمِه. والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم.