الوجيز في تفسير كتاب الله العزيز – سورة الماعون

الشيخ رمزي شاتيلا تفسير سورة الماعون بسم الله الرَّحمن الرَّحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلَّى الله على سيدِنا محمَّد وعلى آلهِ وصَحبِهِ الطيّبين الطّاهرين، سَنَتَكَلَّمُ إن شاءَ اللَّه تعالى في تَفسير سورة الماعون أَعوذُ باللَّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيم بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيم ﴿أَرَأَيتَ الذَي يُكذّبُ بالدّين﴾ ومعنى يُكذّب بالدّين، أي يُكَذّب بِالجَزَاءِ، فَهُو لا يُؤمِنُ بَالحِسَابِ فِي الآخِرَة. ﴿فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ اليَتِيمَ﴾ من صِفَةِ هذا الإنسان أَنَّهُ يدعُّ اليَتيم أي يَدفَعُه عَن حَقّهِ، يَمنَعُهُ مِن حَقّهِ دَفعًا عَنِيفًا لِيَأخُذَ مَالَهُ. وكانُوا لا يُوَرّثُونَ النّسَاءَ وَلا الصّغَار. ﴿وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ المِسكِينِ﴾ أَي لا يَأمُرُ غيرَه بإطعامِ المسكين، لا يَحُثُّ غيرَهُ على إطعَامِ المِسكِينِ، لِأنَّه يُكذِبُ بِالجَزَاءِ. ثمَّ قال الله عزَّ وجلّ ﴿فَوَيلٌ للمُصَلّينَ الَّذِينَ هُم عَن صَلاتِهِم سَاهُونَ﴾ الوَيلُ هو شِدَّةُ العَذَاب. فوَيلٌ للمُصلّين الذينَ هُم عَن صَلاتهِم ساهون، يُؤَخّرونها حتى يَخرُج وَقتُها بلا عذرٍ شرعِي. ﴿الَّذِينَ هُم يُرَاءُونَ﴾ وَالريَاءُ مِن مَعَاصِي القَلبِ وَهُوَ أَن يَقصِدَ بِأَعمَالِ البِرّ كَالصَّلاةِ وَالصّيامِ وَقِرَاءَةِ القُرءَانِ مَدح النَّاسِ وَإِجلالهُم، والرّياءُ يُحبِطُ ثَوابَ العَمَل الذي قارنَه. ﴿وَيَمنَعُونَ المَاعُونَ﴾ مِن العُالماءِ مَن فَسَّرَ الماعونَ بالزَّكاة أي إنَّهم يمنعون الزَّكاة. ومِنَ العُلماءِ من قال الماعون هُوَ المعروفُ كلُّه. والله سبحانه أعلم وأحكم.