الشيخ رمزي شاتيلا
تفسير سورة القَدر
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلَّى الله على سيدِنا محمَّد وعلى آلهِ وصَحبِهِ الطيّبين الطاهرين، سنتكلم إن شاء الله تعالى في تفسير سورة القَدر.
أعوذُ بالله من الشيطان الرَّجيم بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
﴿إِنَّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيلَةِ القَدر﴾ أنزلَ الله القرءانَ جُملةً واحدةً إلى السّماءِ الدُّنيا في ليلةِ القدرِ في رَمضان، وسُمّيَت ليلةُ القَدرِ لِعِظَمِها وشَرَفِها وقَدرِها ثم نَزَلَ بهِ جبريلُ عليهِ السّلام على رسولِ الله صلَّى الله وسلَّم مُتَفَرّقًا.
ثمَّ قال الله عزَّ وجلّ ﴿وَمَا أَدرَاكَ مَا لَيلَةُ القَدرِ﴾ وما أدراكَ أي وما أعلَمَكَ يا محمَّدُ ما ليلةُ القَدرِ وهذا على سَبيل التّعظيمِ لِشأنها.
﴿لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ﴾ أي أنَّ العِبادَة، إن العملَ في ليلةِ القَدر أَفضَلُ من العملِ في هذه الشُّهور، أفضلُ من العَملِ في أَلفِ شَهرٍ ليسَ فيها ليلة القَدر.
﴿تنَزَّلُ المَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذنِ رَبّهِم مِن كُلّ أَمرٍ﴾ أي تهبِطُ الملائكةُ من كلّ سَماءٍ إلى الأرض، والمرادُ بالروحِ جبريلُ عليهِ السَّلام وهو أشرفُ الملائكة، وقوله تعالى ﴿فِيهَا﴾ أي في ليلةِ القَدر.
وقولُه تعالى ﴿بِإِذنِ رَبّهِم﴾ أي بأمرِه، وقوله تعالى ﴿مِن كُلّ أَمرٍ﴾ أي بما أَمَر الله تعالى بهِ وقَضاهُ يَتَنَزَّلون بِكُلّ أمرٍ قَضاهُ الله في تِلكَ السَّنة إلى قابِل.
ثم قال الله عزَّ وجلّ في وَصفِ هذه الليلة ﴿سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطلَعِ الفَجرِ﴾ أي إنَّ ليلةَ القدرِ سَلامةٌ وخيرٌ، فيها خيرٌ وبركة حتى مَطلَعِ الفَجر أي إلى وقتِ طلوعِ الفَجر. رزقنا الله تعالى جميعًا رؤيتَها. والله سُبحانَهُ وتعالى أَعلَم وأَحكم.