fbpx

الوجيز في تفسير كتاب الله العزيز – سورة البينة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

الشيخ رمزي شاتيلا تفسير سورة البَيّنَة بسمِ الله الرَّحمن الرَّحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلَّى الله على سيدِنا محمَّد وعلى آلهِ وصَحبِهِ الطيّبين الطاهرين، سنتكلمُ إن شاء الله تعالى في تفسير سورة البيّنة. أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ﴿لَم يَكُن الَّذينَ كَفَرُوا مِن أَهلِ الكِتابِ والمُشرِكينَ مُنفَكّينَ حَتَّى تَأتِيَهُمُ البَيّنَةُ﴾ قولُه تعالى: ﴿لَم يَكُن الَّذينَ كَفَرُوا مِن أَهلِ الكِتابِ﴾ يعني اليَهود والنَّصارى. وقوله ﴿والمشرِكينَ﴾ يعني عَبَدَة الأصنام. وقولُه تعالى ﴿مُنفَكّينَ﴾ أي مُنتَهينَ عن الكُفر، ﴿حَتَّى تَأتِيَهُمُ البَيّنَةُ﴾ أي حتى أَتَتهم البيّنة، والمراد حتى بَعَثَ الله محمَّدًا صلَّى الله عليه وسلَّم وذلك أَنَّه عَلَيهِ الصَّلاةُ والسّلام بيَّن لهُم ضَلَالهُم وجَهلَهُم فآمَنَ بهِ بعضُ أهلِ الكِتاب والمشركين وكذَّبهُ بعضُهُم. ﴿رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتلُوا صُحُفًا مُّطَهَّرَةً﴾ أي يَقرؤها عن ظَهرِ قَلب لا من كِتاب. والصُحُف المطهرةُ القرآن، وهو مُطهَّرٌ من الشّركِ والباطِلِ والزّور. ﴿فِيهَا كُتُبٌ قَيّمَةٌ﴾ أي في الصُحُفِ مَكتوباتٌ قيّمَة أي مُستَقيمَة لا اعوجاجَ فيها تُبَيّن الحَقَّ من الباطِل وهي الآياتُ الكَريمات. ثمَّ قال الله عزَّ وجلّ ﴿وَمَا تَفرَقَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ إلَّا مِن بَعدِ مَا جَآءَتهُمُ البَيّنَةُ﴾ أي إنَّ أهلَ الكِتاب بعدَ أن جاءتهُم البيّنة، بعدما بُعِثَ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم تفرَّقوا، فمِنهم من كَفَر بَغيًا وحَسدًا والعِياذ بالله ومنهم من آمَنَ به عليه الصَّلاة والسَّلام. ﴿وَمَآ أُمِرُوا إلَّا لِيَعبُدوا اللهَ مُخلِصِينَ لَهُ الدّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيّمَةِ﴾ ﴿وَمَآ أُمِرُوا﴾ أي في كتابَيهِم التوراةِ والإنجيل، ﴿إلَّا لِيَعبُدوا الله﴾ أي إلا أن يُوحِدوا الله، ﴿مُخلِصِينَ لَهُ الدّينَ﴾ أيّ من الشّركِ لا يعبدون سِواه. ومعنى ﴿حُنَفَآءَ﴾ أي مُستقيمينَ على دينِ نبيّ الله إبراهيم ونبيّ الله محمَّد عليهما الصَّلاة والسَّلام. فدينُ الإسلام هو دينُ جميعِ الأنبياء. ﴿وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾ أي المكتوبة في أوقاتِها. ﴿وَيُؤتُوا الزَّكَاة﴾ أي عند وجوبها. وقولُ الله عزَّ وجلّ ﴿وَذَلِكَ دِينُ القَيّمَةِ﴾ أي إنّ ذلك الذي أمِروا به هو دينُ المِلَّة المستَقيمة. ﴿إنَّ الَّذينَ كَفَروا مِن أهلِ الكِتابِ والمُشرِكِينَ في نارِ جَهَنَّم خالِدينَ فيها أولَئِكَ هُم شَرُّ البَرِيَّة﴾ إنَّ الله تعالى حَكَمَ على الكافِرين بالخُلودِ الأبدِيّ في نارِ جَهنَّم نسألُ الله السلامة. ومعنى ﴿هُم شَّرُّ البَرِيَّة﴾ أي هُم شَرُّ الخَليقَة، أي الكُفَّار هُم شرُّ الخَليقَة، هُم شَرُّ خَلقِ الله. ثُمَّ قالَ الله عزَّ وجَلّ ﴿إنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّة﴾ أي هُم خَيرُ الخَليقَة. ﴿جَزَآؤُهُم عِندَ رَبّهِم جَنَّاتُ عَدنٍ تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خَالِدِينَ فِيها أَبَدًا رَضِيَ اللهُ عَنهُم وَرَضُوا عَنهُ ذَلِكَ لِمَن خَشِيَ رَبَّهُ﴾ أَي ثوابهم عِندَ رَبّهِم، عِندَ خالِقِهِم جنَّاتُ عَدنٍ أي يُقيمونَ بها، العَدنُ الإقامَة، تجري من تحتها الأنهار، تجري الأنهار من تحت أشجارها ﴿رَضِيَ اللهُ عَنهُم وَرَضُوا عَنهُ﴾ أي رَضيَ الله أعمالهُم وقبِلَها وأثابهم عليها ﴿ورضوا عنه﴾ أي رَضوا هُم بثوابِ الله تعالى. ثُمَّ قال الله تعالى ﴿ذَلِكَ لِمَن خَشِيَ رَبَّهُ﴾ أي إنَّ هذا النَّعيم المذكور لمن آمَن بالله وخشي الله عزَّ وجلّ ووحَّد الله سبحانه وتعالى. جمعنا الله جميعا في الجنَّة. والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم.