fbpx

من بركات رسول الله – الدرس 7

شارك هذا الدرس مع أحبائك

لله تعالى -مِن مُعجِزاتِ رسولِ الله ﷺ رَوَى أَبُو نُعَيمٍ فِي «الدَّلَائِلِ» أَنَّ جَابِرًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ. قَالَ جابِرٌ: فَرَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مُتَغَيِّرًا، وَمَا أَحْسِبُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ تَغَيَّرَ إِلَّا مِنْ جُوعٍ. فَأَتَيْتُ مَنْزِلِي فَقُلْتُ لِلْمَرْأَةِ: وَيْحَكِ (كَلِمةٌ تُقالُ للتَرَحُّم والتوَجُّع)، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلِيَّ السَّلَامَ وَوَجْهُهُ مُتَغَيِّرٌ وَمَا أَحْسِبُ وَجْهَهُ تَغَيَّرَ إِلَّا مِنَ الْجُوعِ فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَىءٍ؟ قَالَتْ: وَاللهِ مَا لَنَا إِلَّا هَذَا الدَّاجِنُ (أي الشّاةُ) وَفَضْلَةٌ (أي بَقِيّةٌ) مِنْ زَادٍ نُعَلِّلُ بِهَا الصِّبْيَانَ. فَقُلْتُ لَهَا: هَلْ لَكِ أَنْ نَذْبَحَ الدَّاجِنَ وَتَصْنَعِينَ مَا كَانَ عِنْدَكِ ثُمَّ نَحْمِلُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ قَالَتْ: أَفْعَلُ مِنْ ذَلِكَ مَا أَحْبَبْتَ. قَالَ جَابِرٌ: فَذَبَحَتِ الدَّاجِنَ وَصَنَعَتْ مَا كَانَ عِنْدَهَا وَطَحَنَتْ وَخَبَزَتْ وَطَبَخَتْ، ثُمَّ ثَرَدْنَا (أي صَنَعْنا الثَّرِيدَ) فِي جَفْنَةٍ (أي قَصْعةٍ) لَنَا فَوَضَعَتُ الدَّاجِنَ ثُمَّ حَمَلْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَوَضَعْتُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ. فَقَالَ ﷺ: «مَا هَذَا يَا جَابِرُ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَتَيْتُكَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْكَ فَرَأَيْتُ وَجْهَكَ مُتَغَيِّرًا فَظَنَنْتُ أَنَّ وَجْهَكَ لَمْ يَتَغَيَّرْ إِلَّا مِنَ الْجُوعِ، فَذَبَحْتُ دَاجِنًا كَانَتْ لَنَا ثُمَّ حَمَلْتُهَا إِلَيْكَ. قَالَ: «يَا جَابِرُ اذْهَبْ فَاجْمَعْ لِي قَوْمَكَ». قَالَ جَابِرٌ: فَأَتَيْتُ أَحْيَاءَ الْعَرَبِ فَلَمْ أَزَلْ أَجْمَعُهُمْ فَأَتَيْتُهُ بِهِمْ ثُمَّ دَخَلْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذِهِ الْأَنْصَارُ قَدْ أُجْمِعَتْ. فَقَالَ ﷺ: «أَدْخِلْهُمْ عَلَيَّ أَرْسَالًا» (أي جَماعَاتٍ). قَالَ جَابِرٌ: فَأَدْخَلْتُهُمْ عَلَيْهِ أَرْسَالًا، فَكَانُوا يَأْكُلُونَ مِنْهَا، فَإِذَا شَبِعَ قَوْمٌ خَرَجُوا وَدَخَلَ آخَرُونَ حَتَّى أَكَلُوا جَمِيعًا وَفَضَلَ فِي الْجَفْنَةِ شَبِيهُ مَا كَانَ فِيهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «كُلُوا وَلَا تَكْسِرُوا عَظْمًا». ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ جَمَعَ الْعِظَامَ فِي وَسَطِ الْجَفْنَةِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ لَمْ أَسْمَعْهُ إِلَّا أَنِّي أَرَى شَفَتَيْهِ تَتَحَرَّكَانِ، فَإِذَا الشَّاةُ قَدْ قَامَتْ تَنْفُضُ أَذُنَيْهَا فَقَالَ لِي: «خُذْ شَاتَكَ يَا جَابِرُ، بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا»، فَأَخَذْتُهَا وَمَضَيْتُ وَإِنَّهَا لَتُنَازِعُنِي أُذُنَهَا حَتَّى أَتَيْتُ بِهَا الْبَيْتَ، فَقَالَتْ لِيَ الْمَرْأَةُ: مَا هَذِهِ يَا جَابِرُ؟ قُلْتُ: وَاللهِ شَاتُنَا الَّتِي ذَبَحْنَاهَا لِرَسُولِ اللهِ ﷺ، دَعَا اللهَ فَأَحْيَاهَا، قَالَتْ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ، أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ، أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ.