قال الشيخ نبيل الشريف:
الأعمى أبصر ببركة الحبيب صلى الله عليه وسلم
التكذيب لا يكون إِلا مع الحجاب، والتولي لا يكون إِلا مع الغفلة، فلو سمع المكذبون نداء الحق من بواطنهم، يدعوهم إِلى الإِيمان بما كذّبوا به، لآمنوا كما ءامن الناس الذين يقولون {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا… *} [سورة آل عمران] وذلك النداء لا يزول من قلب كل موحد مؤمن بالله ومؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم، فلو عقلوا حقيقته لسمعوا، ولكن جهلوا وأنكروا، فإِذا كُشف الغطاء يوم القيامة وأُحرقوا بسعير الحسرة والندامة، تحققوا ما السماع وما الإبصار، {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ *} [سورة تبارك]. ولا يُعذرون لعدم السمع والإِبصار في هذه الدار، فإن اعتذروا به كانوا من أشر الأَعذار، وكيف يقبل منهم العذر، وقد تقدم إِليهم بالإِعذار والإِنذار، خُصصت هذه الأمة بنبيهم المختار، المنبئ بمناهج الأبرار، والمحذر من طرق الأشرار، والمظهر بواطن الأَسرار.
فقد أَخْرجَ الطَّبرانيُّ في مُعْجَمَيهِ الكَبِيرِ والصَّغير عَن عُثمانَ بنِ حُنَيفٍ أنَّ رَجُلا كانَ يَخْتلِفُ إلى عثمانَ بنِ عَفّانَ، فكَانَ عُثْمانُ لا يَلْتَفِتُ إلَيْهِ ولا يَنْظُرُ في حَاجَتِه فَلقِي عُثْمانَ بنَ حُنَيْفٍ فشَكَى إلَيْهِ ذلكَ فقَالَ ائتِ المِيْضأَةَ فَتَوضَّأْ ثُمّ صَلّ رَكْعتينِ ثمَّ قُلْ: اللّهُمَّ إنّي أسْألُكَ وأتَوَجَّهُ إلَيكَ بنَبِيّنا محمّدٍ نَبيّ الرَّحْمةِ، يَا مُحَمَّدُ إنِيّ أتَوجَّهُ بكَ إلى رَبي في حَاجَتِي لتُقْضَى لي ثمَّ رُحْ حتَّى أرُوْحَ مَعَكَ، فانْطلَق الرجلُ ففَعلَ ما قَالَ، ثُمّ أتَى بَابَ عُثْمانَ فَجاءَ البَوَّابُ فأخَذَ بِيَدِه فأَدْخلَهُ على عُثْمانَ بنِ عَفّانَ فأجْلسَهُ علَى طِنْفِسَتِه فَقالَ:” مَا حَاجَتُكَ؟ فذَكَرَ لَهُ حَاجَتَهُ، فقَضى لَهُ حاجَتَهُ وقَالَ مَا ذَكَرْتُ حَاجَتَكَ حتّى كانَت هذِه السَّاعَةُ، ثُمّ خَرجَ مِنْ عِنْده فلَقِيَ عثمانَ ابنَ حُنَيْفٍ فَقالَ جَزاكَ الله خَيْرًا، مَا كانَ يَنْظُر في حَاجَتي ولا يَلْتَفِتُ إلَيَّ حَتَّى كلَّمْتَهُ فِيَّ، فَقالَ عُثْمانُ بنُ حُنَيفٍ والله ما كَلّمْتُهُ ولكِنْ شَهِدْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وقَدْ أتاهُ ضَرِيرٌ فشَكَى إلَيهِ ذَهَابَ بَصَرِه، فَقالَ “إن شِئْتَ صَبَرْتَ وإنْ شِئْتَ دَعَوْتُ لكَ”، قالَ يَا رَسُولَ الله إنّه شَقَّ عَليَّ ذَهابُ بَصَري وإنَّهُ لَيْسَ لي قَائِدٌ فقال له “ائتِ المِيْضَأةَ فتَوضَّأ وصَلّ ركعتينِ ثمّ قلْ هؤلاءِ الكَلماتِ” ففَعلَ الرجُلُ ما قَال، فوَالله مَا تَفَرَّقْنا ولا طالَ بِنا المجْلِسُ حَتّى دخَلَ علَيْنا الرّجُلُ وقَد أبْصَرَ كأنَّهُ لَم يكنْ بهِ ضُرٌّ قَطُّ.اهـ
قالَ الطَّبرَانِيُّ: “والحَدِيْثُ صَحِيْحٌ” اهـ. والطَّبرَانيُّ مِنْ عَادَتِهِ أنَّهُ لا يُصَحّحُ حَديثًا معَ اتّسَاع كِتابِه المعجَمِ الكَبيرِ ما قالَ عن حدِيثٍ أوْردَهُ ولو كَانَ صَحِيحًا الحَدِيثُ صَحِيحٌ إلا عن هَذَا الحَدِيْثِ.
فَفِيهِ دَليلٌ أنَّ الأَعْمَى تَوسَّلَ بالنَّبي صلى الله عليه وسلم في غَيْرِ حَضْرَتِهِ بدَليلِ قَوْلِ عُثمانَ بنِ حُنَيفٍ “حَتَّى دَخَلَ علَيْنا الرَّجُلُ”، وفيهِ أنَّ التَّوسُّلَ بالنَّبي جَائِزٌ في حَالَةِ حَيَاتِه وبعْدَ ممَاتِه.
المنشور:
1 – النبي عليه الصلاة والسلام علم الأعمى أن يتوسل به وحديث الأعمى الذي رواه الطبراني شاهد على ذلك.
2 – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”حياتي خير لكم ومماتي خير لكم”. أي النبي ينفع في حياته وبعد مماته.
الإعلانات:
1 – النداء الذي لا يزول من قلب كل موحد مؤمن بالله ومؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو فلنستمع إلى فضيلة الشيخ نبيل الشريف حفظه الله يحدثنا عن ذلك.
2 – عثمان بن حنيف رجل من الصحابة في زمن عثمان شكى له رجل له حاجة عند عثمان بن عفان ولكثرة اشغال الخليفة فلم يلتفت إليه. ماذا علمه عثمان بن حنيف حتى تُقضى حاجته فلنستمع إلى فضيلة الشيخ نبيل الشريف حفظه الله يحدثنا عن ذلك.
3 – النبي ينفع في حياته وبعد مماته وهو علمنا أن نتوسل به وذلك عندما علم الأعمى أن يتوسل به ماذا حصل مع الأعمى فلنستمع إلى فضيلة الشيخ نبيل الشريف حفظه الله.
4 – رجل توسل بالنبي عليه الصلاة والسلام في زمن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه لقضاء حاجة له عند الخليفة ماذا فعل الحاجب الذي عند الخليفة بعد أن توسل الرجل بالنبي فلنستمع إلى فضيلة الشيخ نبيل الشريف يحدثنا عن ذلك.