fbpx

22 :أسماء الله الحسنى – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال الشيخ طارق اللحام حفظه الله: ها نحن معكم بإذن الله عزّ وجلّ نبين أسرار وخواص وبركات ومعاني اسم تلو اسم من أسماء الله عزّ وجلّ فهذا من ثبت نبت فيه فوائد كبيرة والآن نتكلم بإذن الله على اسم الله الفتّاح. الفتّاح من أسماء الله الحسنى الفتّاح وهذا الاسم من خواصه كما يذكر المناوي وغيره من العلماء تيسير الأمور بإذن الله وتنوير القلوب والتمكين من أسباب الفتح تسمعون أحيانًا يُدعى بهذا الدعاء اللهم افتح علينا فتوح العارفين فتوح العارفين يعني العارفين بالله فتح الله عليهم بمعرفته ومعرفة الله تكون بمعرفة صفاته ما يليق به وما لا يليق به وما يستحيل في حقه ما يجوز عليه تبارك وتعالى لذلك هؤلاء العارفون الراسخون بالعلم إذا فتح الله على واحد منّا بهذا أراد به خيرًا عظيمًا من أوتي العلم والعمل به بإخلاص هذا أوتي حظًا كبيرًا وهذه نعمة عظيمة حتى الحيتان في جوف البحر تصلي يعني تدعو تصلي على معلم النّاس الخير فإذا أنت واظبت على هذا الاسم الفتّاح أو تقول يا فتّاح يا فتّاح. قال العلماء من قرأه إثر صلاة الفجر يعني بعد صلاة الفجر إحدى وسبعين مرة ويده على صدره يعني يضع يده هكذا على صدره ويقرأ طّهر الله قلبه بإذنه عزّ وجلّ وتنور سره وتيسر أمره وفيه أيضًا يقول العلماء تيسير الرزق بإذن الله تعالى يعني واظبوا عليه فيه للفتح والتيسير وفيه كذلك أيضًا لتنوير القلب وهذا القلب أمير الجوارح إذا تنور القلب سر هذا النور على سائر الجوارح قال النبي عليه الصلاة والسلام:”ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهو القلب”. فالفتّاح من أسماء الله هو الذي يفتح على خلقه من غلق عليهم من أمورهم ما معناه ييسر لهم الأشياء التي هي متعسرة وهذا فضل من الله وكرم من الله كما قال الله تعالى في وصف نفسه:{وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} سورة سبأ. فإذا واحد مثلا قال في لغة العرب فتحت الباب يعني كان هذا الباب مغلقًا فصار مفتوحًا واتسع حتى سُمي بعد ذلك الحاكم فاتحًا لماذا لأنه يفتح ربّنا تعالى على يديه الخير وما كان من أشياء مستغلقة بين الخصمين فيحكم بينهم. فالله تعالى فتح بين الحق والباطل كيف يعني بيّن ووضح ما هو الحق واضحط ما هو الباطل كما قال العلماء يقول الزجاج رحمه الله ويقول بعض العلماء:” الله الفتّاح خالق الفتح والنصر“. كما فتح على نبيّنا عليه الصلاة والسلام وصحابة نبينا الكرام عليهم السلام بمكة فتحوها دخلوها فاتحين وكان بعدها النصر ودخلت القبائل في دين الله أفواجًا فالله الفتاح يحكم ويفتح من غلق بين عباده والله تعالى يفتح أبواب الرزق والرحمة للعباد ويفتح المنغلق عليهم من أمورهم والأسباب. لذلك تلاتة يا أحباب ممن قبلنا آواهم المطر إلى كهف إلى غار وهم في الداخل سقطت صخرة وسدت فم الغار هذا يعني سُد عليهم ولا يخرجون فصار كل واحد يتوسل بصالح عمله يذكر أحد أعماله الصالحة التي كان تقرب بها إلى الله فانفتحت قليلا الثاني ذكر وتوسل بها فانفتح لكن لا يستطيعون الخروج الثالث حين دعا انفتحت الصخرة وخرجوا هذا معنى الفتاح يفتح الله على عباده من غلق. قال الله عزّ وجلّ:{إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْحُ} سورة الأنفال. يعني إن تستنصروا تطلبوا من الله النصرة فقد جاءكم النصر هذا التفسير يبين أن من معاني الفتّاح أنه ينصر ويفتح على عباده أي من شاء منهم وهنا انتبهوا لا تُعمل الإستخارة بفتح القرءان هكذا (أشار بيديه) ويعد سبع صفحات وسبعة أسطر وسبع كلمات إذا جاءت كلمة طيبة كاسم الله أو نبي من الأنبياء او الجنة فيقول لك هذا افعل إذا جاءت كلمة خبيثة بزعمهم يعني الشيطان وجهنم ونحو ذلك يقولون لا تفعل هذا لا يقال يا أحباب ولا يُفعل ما هيك الإستخارة اللي علمها الرسول عليه الصلاة والسلام ليست هكذا الاستخارة وإنما بصلاة ركعتين ودعاء فإذا هذا الذي يستفتح بزعمه بالقرءان هذا ليس من عادات المسلمين هذا لا يجوز هذا من الكبائر حرام. ويقول الله تعالى حكاية عن نبيه شعيب الذي كان من العرب عليه السلام:” قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا (يعني الله سلمنا من الكفر ولا نعود إلى هذه الملة ليس معناه كان كافرًا معناه لا نعود كما طلبتم أي لا نتبعكم) وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّنَا (وهنا انتبهوا لا يعني أن النبي يقع في الكفر فالأنبياء معصومون من الكفر والكبائر وصغائر الخسة قبل النبوة وبعدها) ثم قال الله إخبارًا عنه أنه قال:{وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَىْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا (هنا الاستشهاد الآن) رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} هذا معناه أجعل في قلوب الأمة والقوم الذين أرسلت فيهم أن يقبلوا الحق الذي جئت به هذا معنى افتح بيننا وبين قومنا بالحق وقال تعالى:{ قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} يقول النّسفي رحمه الله قل يجمع بيننا أي يوم القيامة ربّنا تعالى يجمع بين النّاس ويعدل لأنه هو العدل ويقسم بينهم ويحكم ويفصل بين العباد ثم يفتح بيننا بالحق يحكم بلا جور ظلم بلا جور وهو الفتّاح العليم هو الحاكم بالحكم عليم به تبارك وتعالى. إذًا الله الفتاح وقد وصف الله نفسه في القرءان بهذا الوصف وقال الله:{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} سورة فاطر. إذا فتحت أبواب الخيرات على عبد لا تجد من كان يغلقها وإذا أغلقها لن تجد ما يفتحها إن كان بالرزق إن كان بالعلم إن كان بشىء سهل أو صعب هذا إذا ربّنا يسره فلا تجد من يعسر هذا حتى التوبة الله يفتح له بها على من شاء من عباده. إذا أراد بعبد خيرًا شرح صدره للإسلام ما معناه فتح صدره ليقبل الإيمان ليقبل الإسلام الذي جاء بها النبيون عليهم السلام ومن فُتحت عليه أرزاق الدنيا عليه أن يستعمل هذه النعم في طاعة الله عزّ وجلّ تشكر ربّك الشكر الواجب بأن تستعمل نعمه في طاعاته. ثم يا أحبابي الإنسان يُسأل يوم القيامة عن ماله عن علمه عن صحته عن جسده فيما عمل به ماذا فعل به ومنه عن العلم ورد في الحديث:”من تعلم وعلم وعمل فذاك يُدعى عظيمًا في ملكونت السماء“. هذا مروي عن سيدنا عيسى عليه السلام. فتعلموا العقيدة والأحكام الله يفتح علينا وعليكم بها فتوح العارفين وطبقوا هذا فإن أهل السماء يدعون لمعلم الناس الخيرات ثم الإمام أحمد الرفاعي رضي الله عنه مثال على من فُتح عليه فتوح العارفين نذكره من باب الإقتداء بهذا لأن من فتح الله عليه بالعلم والعمل والعمل لماذا نؤكد لأن المقصود بالعلم العمل فهذا كان من أولياء الله الصالحين بل كان رأس الألياء في زمانه وعصره بلا خلاف وكان رضي الله عنه وأرضاه من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. فنحن نلجأوا إلى الله وندعوا الله أن نكون من الراسخين في العلم أن يفتح الله علينا فتوح العارفين هذا ابن عباس بدعاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح الله عليه فتوح العارفين أُوتي تأويل الكتاب وأُوتي الحكمة وفهم العلم فادعو الله تعالى بهذا الدعاء. اللهم يا الله يا الله يا الله يا فتّاح يا عليم افتح علينا فتوح العارفين وأسألك يا ربّنا أن تنزل على قلوبنا كل خير عميم وأن تُجري الخير على ألسنتنا وعلى قلوبنا إنّك وليّ ذلك إنّك القادر عليه يا فتاح يا الله. وءاخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.