fbpx

في بيت رسول الله – صبر رسول الله

شارك هذا الدرس مع أحبائك

برنامج: في بيت رسول الله عنوان الحلقة: صبر رسول الله ﷺ يقول الله تعالى: “فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُواْ العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ”. الله تبارك وتعالى أمر نبيه بالصبر كما صبر أولوا العزم. وأولوا العزم هم أفضل الأنبياء، أكثر الناس صبرًا بل وأكثر الأنبياء صبرًا محمد وإبراهيم وموسى وعيسى ونوح .كيف كان رسول الله ﷺ عند الشدائد؟ كيف كان عند الضيق؟ كيف كان عند الكرب؟ سيدنا الرسول ﷺ علمنا كيف نكون في كثير من أمور حياتنا ومن ذلك كيف نكون عند الضيق وعند الشدة. النبي عليه الصلاة والسلام علم صحابته المشاورة لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان بنفسه يشاور والله تعالى أمره بالمشاورة في القرءان “وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ”. مع أن الله تعالى ينزل وحيهُ على نبيه عليه السلام والرسول مؤيدٌ بالمعجزات والرسول حكيم والرسول فطنٌ ذكي ومع ذلك كان يستشير صحابته تطييبًا لخاطرهم ولتعليمهم أمر المشورة. فلا ينبغي أن نترك المشورة سواءٌ كان من نستشيرهُ دوننا أو أعلم منا، وكذلك علمنا رسول الله ﷺ أن نصبر عند الصدمةِ الأولى. إخوتي في الإيمان الكلام سهلٌ والفعل أصعب يسهل أن نقول ينبغي علينا أن نصبر عند الشدائد ولكن تطبيق ذلك أصعب لا ينبغي أن ننسى رسول الله ﷺ إذا ابتليت تذكر بلاء رسول الله إذا كنت في ضيق تذكر ماذا نزل برسول الله إذا كنت مريضًا تذكر مرض رسول الله. النبي عليه الصلاة والسلام قاسى الكثير في حياته ولدَ له سبعةٌ من الأولاد مات ستةٌ منهم في حياتهِ وماتت فاطمةُ بعد مماته عليه الصلاة والسلام. اليوم كثيرٌ من الناس إذا فقدوا ولدًا ضاق الأمر بهم كثيرًا فكيف بوفاة ستة من الأولاد؟ رسول الله ﷺ ماتت زوجته وحبيبته والتي أيدته ونصرته وأعانته خديجة بنت خويلد. رسول الله ﷺ افتُري عليه، شُتم ضُرب كُذب عليه، رسول الله ﷺ كان يصلي ذات يومٍ أمام الكعبة فلما كان في سجوده وضعوا على ظهرهِ سلا جَزور وهو خَلاص الجمل فالجزور هو الجمل، ما تخرجه الناقة عند إخراج الولد ويكون في ذلك القذر والدم وغير ذلك، وُضع على ظهر رسول الله ﷺ حتى جاءت السيدة فاطمة من بيتها فأزالته عن ظهر رسول الله ﷺ. صبر رسول الله صبر حبيب الله أرسل ذات يومًا سبعين من القُرّاء حتى يعلموا الناس الدين فقُتلوا كلهم فصبر رسول الله ﷺ صبر رسول الله ولجأ إلى الله فصار يقنط أي يدعو بدعاء القنوط شهرا في كل صلاة من الصلوات الخمس، رسول الله ﷺ عند الشدائد يلجأ إلى الله رسول الله يحب مكة رسول الله أُخرج من مكة رسول الله ﷺ صار يعرض نفسه ودعوته على القبائل قبيلةً قبيلة في مواسم اجتماع القبائل ويسأل الناس عن قبيلة تأويه وتحميه تنصر دعوته فإن قريشًا منعته من أن ينشر دعوة الله. رسول الله ﷺ كان أكثر الناس صبرًا كما كان أكثر الناس بلاءً هذا كله عدا ذكرنا للبلاء من حيث المرض من حيث المرض الجسدي فالنبي عليه الصلاة والسلام ما دفعه البلاء لمعصية الله عز وجل بل ما زاده البلاء إلا تقربًا إلى الله عز وجل قبل الهجرة بسنوات حوصر رسول الله ﷺ ومن معه من المسلمين في شِعبٍ وهو الطريق الضيق، الشعب هو الطريق الضيق بين الجبلين، وكان يسمى شعب أبي طالب والرسول عليه الصلاة والسلام حوصر في الشعب سنوات ومعنى الحصار أنهم كانو يمنعون المؤمنين من الخروج وكانوا يمنعون التجار القدوم والدخول عليهم كانوا يمنعونهم الطعام كانوا يمنعونهم العون والمساعدة وكانوا قد كتبوا ورقةً فيها أن الرسول عليه الصلاة والسلام ومن معه من المسلمين يحبسون ويحاصرون في هذا الشعب وكتبوا ورقةً علقوها داخل الكعبة ولا يخرجون إلا بتسليم محمد عليه الصلاة والسلام. أوحى الله تعالى إلى نبيه أن هذه الورقة قد أكلتها دودة الأرض ولم تترك منها إلا ذِكرَ الله عز وجل فأخبر بذلك عمه أبا طالب وأبو طالب عم النبي عليه الصلاة والسلام وإن لم يؤمن وإن لم يسلم لكنه كان كثير الحبِ والدفاعِ عن ابن أخيه محمد رسول الله ﷺ فخرج أبو طالب يكلم قريشًا يخبرهم أن ابن أخيه أخبره أن الورقة قد أُكلت، أكلتها الأرضة فإن كان صادقًا أخرجوه من الشعب فلما دخلوا الكعبة وجدوا الصادق المصدوق فأُخرج رسول الله ﷺ من شعب أبي طالب وبعد ذلك بوقت قصير مات أبو طالب وماتت خديجة والنبي عليه الصلاة والسلام يخبرنا أن قريشًا ما استطاعت أن تؤذي رسول الله ﷺ كما استطاعت أن تأذيه بعد ممات أبي طالب فاشتد الأذى على رسول الله ﷺ ثم النبي عليه الصلاة والسلام ذهب إلى الطائف خرج خارج مكة ليدعو الناس إلى الإسلام لينقذهم من الضلال لينقذهم من نار جهنم أهل الطائف لم يستقبلوا رسول الله ﷺ إلا بالطردِ والحجارة. هاجر نبينا عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة ومع ذلك نزل بلاءٌ على رسول الله ﷺ بلاءٌ يتلوه بلاء، بلاءٌ تلو البلاء، والرسول عليه الصلاة والسلام صابرٌ محتسبٌ لله تبارك وتعالى ولقد أرشد الله تعالى نبيهُ ماذا يفعل عندما يؤذيه الناس بالكلام قال الله تعالى: { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98)} إخوة الإيمان أعزائي المؤمنين الله تعالى هو العزيز الغالب والله تعالى هو الرحيم الكريم نفوض أمرنا إلى الله تعالى عند الضيق وعند الشدة فالنبي عليه الصلاة والسلام هكذا كان من سيرته يلجأ إلى الله واللجوء إلى الله معناه ترك عصيان الله في السراء والضراء لا ينبغي أن نلجأ للطاعة فقط عند الضيق وعند الكرب بل الإنسان إذا سلك أسباب الطاعة وكان ملتزمًا بحدود الشرع في الرخاء وجد عون الله تعالى معه في الضيق والشدة يقول ابن عباس رضي الله عنهما أردفني رسول الله ﷺ ذات يوم خلفه أي أركبني على الدابة خلفه وقال يا غلام إني أُعلمك كلمات وذكر شيئا من الكلمات ثم قال له إن مع العسر يسرًا إن مع العسر يسرًا وقال له واعلم أن الأمة لو جتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف. فكل ما يحصل معنا في أمور حياتنا بقضاء الله تعالى وتقديره لا يحصل شيءٌ في هذا الكون إلا بخلق الله تعالى ومشيئته وقضائه وقدره فينبغي للإنسانِ أن يكون مسلِّمًا مفوضا لله تعالى متوكلا عليه هكذا علمنا رسول الله ﷺ وقد علمنا رسول الله ﷺ أن يقول الإنسان عند الضيق وعند الكرب الله الله ربي لا أشرك به شيئا كما علمنا أن نقول لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم كما علمنا أن نقول لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب العرش الكريم وقد أرشدنا الله تعالى إلى دعوة نبيه يونس عليه السلام وعلمها النبي ﷺ لصحابته وهي أن نقول لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. نسأل الله تعالى أن نكون من الصابرين أن نكون من المتوكلين على الله المفوضين أمورهم كلها إلى الله إنه على ما نسأله قدير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp