من حسن ظنه طاب عيشه
الحمد لله و صلى الله وسلم على نبينا محمد رسول الله
أما بعد،
فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:”إيّاكم والظنَ فإن الظنَ أكذبُ الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا”
كلمات راقية، معان عظيمة من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ،ما هو الحسد أن تتمنى في قلبك أن تزول النعمة عن أخيك المسلم لتتحول إليك وتسعى وأن تعمل بمقتضى ذلك هذا هو الحسد وهو حرام من محرمات القلب من صفات المؤمن الكامل أن يحب الواحد منّا لأخيه ما يحبه لنفسه، هذا من صفات المؤمن الكامل، وهذا قليل ليس فقط في أمر الدنيا في أمر الدنيا بل في أمر الدين أيضا ، من صفات المؤمن الكامل أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه في أمر الدين وفي أمر الدنيا فالرسول عليه الصلاة والسلام قال:”لا تحاسدوا ولا تدابروا “ما معنى ولا تدابروا، معناه نهي عن مثل ما يحصل من بعض الناس عندما يدخل إلى مجلس يليه ظهره ليظهر أنه يقاطعه أي أن يعرض عن هذا المسلم، أن يعرض عن المسلم و يهجره وأن يجعله كالشيء الذي وراء الظهر والدبر، هذا فيه إيذاء للمسلم فيتولد من ذلك ترك التعاون لما هو مأمور به للتعاون على إزالة المنكر أو أداء الفرائض، أي المسلمون إذا تحاسدوا وتدابروا ما نتيجة ذلك، المسلمون فيما بينهم إذا تحاسدوا وتدابروا وتباغضوا يتقاعسون عن البر والتقوى، فعلينا أن ننتبه فإذا نترك الحسد نترك التدابر نترك التنافس على الدنيا وكما أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم :”وكونوا عباد الله اخوانا ” . أليس الله تعالى يقول: “إنما المؤمنون إخوة ” وربنا تعالى قال:”وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ” الله، القرءان الكريم حثنا على مخالفة النفس لأن الذي يخالف نفسه يسهل عليه أن يترك الحسد وأن يترك التدابر لأن الذي يعين على هذه الأشياء التي ذكرناها هو أن تخالف نفسك، الذي لا يخالف نفسه لا يترقى في الدرجات الذي لا يخالف نفسه لا يترقى فمخالفة النفس تعين على كثير من أعمال الخير مخالفة النفس تعين على كثير من أعمال البر التي تقرب الى الله، فلذلك كما ذكرنا القرءان حثنا على مخالفة الهوى.
ما معنى الهوى ؟ الهوى ما تميل إليه النفس، النفس مجبولة على حب أشياء النفس مجبولة على حب أشياء، حب الشهوات والاكل والشرب وغير ذلك، وعلى حب التعالي على الناس، الله تعالى يرزقنا، نسأله أن يرزقنا أن نترك ذلك على حب التعالي على الناس وحب الترفع، وهذا أمر مذموم عند الله، الرسول عليه الصلاة والسلام ماذا قال :”اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زُمرة المساكين ” أي متواضعا، الرسول عليه الصلاة والسلام دعا الله تعالى فقال:”اللهم احبيني مسكينا “أي متواضعا، “وأمتني مسكينا ” أي متواضعا “واحشرني في زُمرة المساكين” وهو كان عليه الصلاة والسلام أشد الناس تواضعا عليه الصلاة والسلام.
فإذا مخالفة النفس أمر مهم، مخالفة النفس أمر عظيم، مخالفة النفس تُعين على أعمال الخير، فالمسلمون إذا تحاسدوا وتباغضوا وتبادروا يتقاعسون عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وربّنا تعالى قال:{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} إيّاك والحسد من الحسد أن يكون شخص له دكان وجاره له دكان، والناس يشترون من جاره ولا يشترون منه فيقول للناس تعال، تعال لا تشتر منه لأن قلبه أكله الحسد حتى لا يزيد ماله يقول للناس تعال لا تشتر منه لأن في قلبه الحسد، فلذلك الحذر من أمراض القلب الحذر من الحسد الحذر من الحقد، والحقد هو أن تضمر العداوة لأخيك المسلم وتعمل بمقتضى ذلك، أن توصل إليه الشر هذا الحقد وهذا ايضا من معاصي القلب هذه الأمراض إذا انتشرت يحصل ضرر كبير فتعالَوا إلى إصلاح النفس تعالَوا إلى ترك هذه الصفات الذميمة وهذا يكون بأن نخالف أنفسنا، الذي لا يخالف نفسه لا يترقى، والله أعلم وأحكم.