fbpx

مقطع فيديو بتقنية موشن غرافيك بعنوان: الله الخالق

الله الخالق بسم الله والحمد لله وصلّى الله على رسول الله وبعد إنّ من مبادئ العقيدةِ الإسلاميةِ أنَّ الله وحدَه الأزليُّ أي الذي لا بدايةَ لوجودِه. قالَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلم: “كانَ اللهُ ولمْ يكن شيءٌ غيرُه” رواه البخاري. ومعنى الحديث أنّه أزليٌّ، أي لا ابتداءَ لوجودِه، كانَ الله وحدَهُ موجودًا ليسَ معه غيرُه لا ماء ولا هواء ولا إنس ولا جنّ ولا ملائكة ولا زمان ولا مكان ولا جهات. لا شريك له تعالى في الأزلية. فإنّ الله هو الخالق وكلَّ ما سواه مخلوق. هو تعالى خلق كلَّ شيء أي أخرجَ جميعَ الكائناتِ منَ العدَم إلى الوجود. هذا معنى الخلق الذي مَن أطلقه على غير الله أشرك. قال تعالى: “أَمْ جَعَلُوا لله شركَاءَ خَلَقوا كَخَلْقه فَتَشَابَهَ الْخَلْق عَلَيْهَمْ قل اللّه خَالق كُلِّ شيءٍ وَهوَ الْوَاحد الْقَهَّار” ]الرعد /16[. وهنا يجدر التحذير من قول بعض الناس (اخلق لي كذا كما خلقك الله) فإنه من الكفر الصريح لأنه يعارض القرءان. فإنّ كلَّ ما دخلَ في الوجود من الأجسام وحركاتِها وسكناتِها وسائرِ صفاتها والنوايا والخواطرِ فهو بخلق الله لم يخلقه أحدٌ سوى الله. وإنّ أولَ مخلوقاتِ الله الماءُ ويدلّ على ذلك الحديثُ الصحيح الذي رواه ابنُ حبّان “إنّ الله خلق كلَّ شيءٍ منَ الماء“. فالماءُ أصلُ المخلوقات. وبوجودِ الماءِ وُجدَ المكانُ والزمان. وهذا الماءُ الأول صفاتُه فيها اختلافٌ عن الماء الذي نعرفه ولا يزال يوجَدُ منه تحت العرش. قال تعالى: “وَكَانَ عَرْشه عَلَى الْمَاء” ]هود /7[. والعرش الذي هو سقف الجنة ثاني المخلوقات بعد الماء. ثم خلق الله القلمَ الأعلى واللوحَ المحفوظَ وهما جسمان عظيمان عُلويَّان ليسا كأقلامِنا وألواحنا. وقد أمر الله القلم أن يجريَ على اللوح المحفوظ فجرى بقدرة الله وسطرَ في اللوح المحفوظ كلَّ ما سيكون في العالم إلى نهاية الدنيا. وبعد خلق الماء والعرش والقلم واللوح بخمسينَ ألفَ سنة خُلقت السموات والأرض. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “إنّ الله كتب مقاديرَ الخلائق قبلَ أن يخلُقَ السمواتِ والأرض بخمسين ألفَ سنة” رواه مسلم. وقد قال الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} أي لم يمسنا في ذلك عناء فإنّ ربّنا عزّ وجلّ يستحيل عليه التعب وسائرُ صفاتِ النقصان، سبحانه جلّ عن مشابهة المخلوق بأيّ وجهٍ من الوجوه . فإن قيل: لِمَ خلق الله السموات والأرض في ستّة أيام ولم يخلقْها في أقلّ من ذلك؟ فالجواب أن يُقال: ليعلمَنا التأنيَ في الأمور. ثم بعد ذلك خلق الله الجنّ والملائكة وسائر أجناس المخلوقات قبل أن يَخلق ءادم عليه السلام الذي كان أول البشر وأول الأنبياء. خلقه الله من طين وخلق زوجته حوّاء من ضلعه الأيسر. والله عزّ وجلّ هو خالقنا وخالق أعمالنا ما كان منها خيرا وما كان منها شرا. قال تعال: “وَالله خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ” ]الصافّات /96[. فالعبد لا يخلق شيئًا من أفعاله إنّما الله خالق كل شيء. والله خالق الأسباب وما ينتج عنها من مُسبَّبات. فالدواء سببٌ للشفاء وليس خالقًا له إنما الله هو من يخلق الشفاء كما ورد في القرءان الكريم: “وإذا مرضتُ فهو يشفين]الشعراء /80[. ولا شكّ أنّه سبحانه قادر أن يشفي المريض بدون دواء وإنما يُتَعاطى الدواء أخذا بالأسباب والخلق كله لله. والله كذلك خالقُ الإشباعِ في الطعام إذا أشبع وخالق الإحراق في النار إذا أحرقت وخالق القطع في السكين إذا قطعت سبحانه وتعالى لا خالق سواه. قال تعالى: “هَلْ منْ خَالَقٍ غَيْر اللّه” ]فاطر /3[. وهذا استفهام للنفي معناه أنه لا خالق إلا الله

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp