fbpx

19 :مقصد الطالبين – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

مقصد الطالبين لله تعالى الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين. وبعد، [120] س: كيف تَرُدّ على من يمنعُ التأويلَ مطلقًا؟ المشبهة المجسمة من شأنهم أنهم يقولون لا تأويل لا تأويل لا تأويل على زعمهم أن كل النصوص المتشابهة تبقى على ظاهرها وكما سبق وبينا هذا يؤدي إلى التناقض والتعارض في النصوص إذا حُمل كل نص على ظاهره وقلنا إذًا لا بد من التأويل أما من التأويل الإ جمالي وإما التفصيلي. والإجمالي معناه صرف الآية عن المعنى المتوهم الذي يتبادر إلى الذهن حين تُسمع هذه الآية المتشابهة أو هذا الحديث المتشابه من دون تعيين معنى كأن يقال الرحمن على استوى بلا كيف. وأما التأويل التفصيلي وهو حق كما صار كثيرًا في الخلف فإنهم يعينون معنًا للآية لا سيما عند الخوف من تزلل العقيدة وحفظًا للعقيدة من التشبيه والتمثيل من القوع في التشبيه والتمثيل في حق الله. ج: إنَّ قَوْلَ مَنْ يَقُولُ: «إِنَّ التَّأْوِيلَ غَيرُ جَائِزٍ» خَبْطٌ وَجَهْلٌ وهُوَ مَحْجُوجٌ بقَولِه صلى الله عليه وسلم لابنِ عَبّاسٍ: «اللّهُمَّ عَلّمْهُ الحِكْمَة وتَأْوِيلَ الكِتَابِ» رواهُ البُخَارِيُّ وابنُ مَاجَه وغَيْرُهُما بألْفَاظٍ مُتَعَدّدَةٍ. هنا بعض المشابهة المجسمة قالوا التأويل هنا معناه التفسير فيقال لهم أنتم منعتم من التأويل بالمرة ثم هنا أولتم أليس تقولون التأويل معناه التفسير فهنا الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث دعا لابن عباس:”اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب” فكان ترجمان القرءان رضي الله عنه. فإذًا التأويل في محله شىء حسن لأن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا لابن عباس وليس دعا على ابن عباس. قَالَ الحَافِظُ ابنُ الجَوْزيّ في كِتَابِهِ «المَجَالِسُ»: «ولا شَكَّ أنَّ الله اسْتَجَابَ دُعَاءَ الرّسُولِ هذا» اهـ، وشَدَّدَ النَّكِيرَ والتَّشْنِيعَ علَى مَنْ يَمْنَعُ التَّأْوِيلَ وَوَسَّعَ القَوْلَ في ذَلِكَ، فَلْيُطَالِعْهُ مَنْ أرَادَ زِيَادَةَ التّأَكُّدِ. [122] س: ما معنى الآية {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ}؟ ج: معنى قوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} (سورة النحل) فوقيةُ القهر دون المكانِ والجهةِ أي ليس فوقية المكانِ والجهةِ لأن الله تعالى موجود بلا مكان ولا جهة. [123] س: ما معنى الآيةِ {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}؟ ج: قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [سورة الفجر] لَيْسَ مَجِيءَ الحَرَكَةِ والانْتِقَالِ والزَّوَالِ وإفْراغِ مَكَانٍ وَمَلْءِ ءاخَرَ بالنسبة إلى الله ومَن اعْتَقَدَ ذَلِكَ يَكْفُرُ. لأن مجيء الانتقال بإفراغ مكان وملأ آخر هذا من شأن الأحجام من شأن الأجسام والله ليس حجمًا ليس جسمًا سبحانه وتعالى. فالله تَعَالى خَلَقَ الحَرَكَةَ والسُّكُونَ (الحركة هي انتقال الجرم من مكان إلى آخر والسكون هو ثبوت الجرم في مكان والله خلق الحركة والسكون فلا يجوز أن يكون متصفًا بالحركة ولا بالسكون) وكُلَّ مَا كَانَ مِنْ صِفَاتِ الحَوَادِثِ فلا يُوْصَفُ الله تعَالى بالحَرَكَةِ وَلا بالسُّكُونِ، والمَعْنيُّ بِقَوْلِهِ: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} جَاءَ أمْرُ رَبّكَ أيْ أثَرٌ مِنْ ءاثَارِ قُدْرَتِه، وقَدْ ثَبَتَ عَن الإمَامِ أحْمَدَ أنَّهُ قَالَ في قَولِه تَعَالَى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} إنمَا جَاءَتْ قُدْرَتُه، رَوَاهُ البَيهَقِيُّ في مَنَاقِبِ أحْمدَ وقَدْ مَرَّ ذكره. [124] س: ما معنى قولِهِ تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}؟ ج: مَعْنَى قَولِه تَعَالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (سورة الحديد) الإحاطةُ بالعِلْمِ، وتَأْتي المَعِيَّةُ أَيْضًا بمعْنى النُّصْرَةِ والكِلاءَةِ كقَولِه تعَالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقُوْا} (سورة النحل). أي ينصرهم يؤيدهم بنصره ليس معناه أن الله مع المتقين بالذات لأن هؤلاء المتقين هم بشر خلق من خلق الله لهم مكان لهم جهة فلا يجوز أن يكون المعنى أن الله بذاته معهم. ولَيسَ المعْنِيُّ بِهَا الحلولَ والاتّصالَ ويَكْفرُ مَنْ يَعتَقِدُ ذَلِكَ لأَنَّهُ سُبْحانَهُ وتَعَالى مُنَزَّهٌ عن الاتّصالِ والانْفِصَالِ بالمَسَافَةِ. فَلا يُقَالُ إنَّه مُتَّصِلٌ بالعَالَم ولا مُنْفَصِلٌ عَنْهُ بالمَسَافَةِ لأَنَّ هذِهِ الأمُور مِنْ صِفَاتِ الحَجمِ والحجمُ هو الذي يَقبَلُ الأمرَينِ والله جلَّ وعَلا لَيْسَ بحادِثٍ، نفَى ذلكَ عن نفسِهِ بقولِهِ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [125] س: ما مَعنى الله أكبر؟ ج: لا يُوصَفُ الله تَعَالى بالكِبَرِ حَجْمًا ولا بالصّغَرِ ولا بالطُّولِ ولا بالقِصَرِ لأَنَّهُ مُخالِفٌ للحَوادِثِ (أي لا يشبه المخلوقات بأي وجه من الوجوه)، ويَجبُ طَرْدُ كُلّ فِكْرَةٍ عَن الأَذْهَانِ تُفْضِي إلى تَقْدِيرِ الله تَعالى وتَحدِيدِه. فقولنا: «الله أكبر» مَعْنَاهُ أَكْبَرُ مِنْ كُلّ كَبيرٍ قَدرًا ودَرَجَةً وَقُوَّةً وَعِلْمًا لا امتِدادًا، وهذا مُرادُ السَّلَفِ بقَولِهِم في الآياتِ المُتَشَابِهَةِ: «أمِرُّوهَا كَمَا جَاءَت بِلاَ كَيْفِيَّةٍ» لَيْسَ مَعناهُ أن لَهُ كيفيّة ليستْ معلومةً لَنَا لا. وَلَيسَ مُوَافِقًا للسَّلَفِ مَنْ يقولُ بِنَاءً عَلَى ذلكَ استِوَاء الله تَعَالَى عَلَى العَرْشِ جُلُوسٌ وَلَكِنْ لا نَعْلَمُ كيفيّةَ ذلكَ الجُلُوسِ وهذا كفر والعياذ بالله كما قال الإمام الطحاوي رضي الله عنه:”ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر كفر”. الذي يصف الله بصفة من صفات البشر فهو كافر وهذا عند كل المسلمين والجلوس من صفات البشر البشر يجلسون والبهائم تجلس البقر يجلسون الجن يجلسون الملائكة يجلسون فلا يجوز على الله الجلوس ثم الجلوس لا يكون إلا لمن له نصف أعلى ونصف أسفل والجلوس يكون بالتصاق جسم على جسم ثم الجالس إما أن يكون بقدر ما جلس عليه أو أوسع منه أو أصغر منه أن يكون مقدرًا بالمساحة ومن كان مقدرًا بالمساحة يحتاج إلى من قدره بالمساحة التي هو عليها بدل غيرها مما يجوز عليه عقلا والمحتاج إلى غيره لا يكون ءالهًا. فالله سبحانه وتعالى مستحيل الجلوس أو القعود أو الاستقرار أو الكون في الجهة أو المكان قد يقول قائلا لمَ هذا التفصيل ونحن ما خطر في بالنا هذا؟ التفصيل للحاجة إليه المجسمة نفاة التوسل يشبهون الله بخلقه ويجرون الناس إلى هذا الاعتقاد بسبب المال إنتشروا في كل بقاع الأرض ما سلمت بقعة في الأرض غالبًا من وجودهم فيعلمون الناس الضلال يعلمون الناس الكفر يعلمون الناس تشبيه الله بخلقه يصفون الله بصفات المخلوقين ويزعمون أنهم مع السلف الصالح فماذا يفعل أهل الحق يجب عليهم أن يبينوا الحق وأن يفندوا كلام المشبهة المجسمة حتى يحذر المسلمون منهم. كلمة الله أكبر معناها أكبر من كل كبير قدرًا لا حجمًا ومساحة لأن الله لا حجم له ولا مساحة له ولا جسم له سبحانه وتعالى. وانتبهوا هنا لا يجوز أن يقال الله أكبار كما يقول بعض الناس إذا رأوا شيئًا أعجبهم أو أدهشهم أذهلهم يقولون الله أكبار أكبار جمع كبر والكبار الطبل الكبير الذي يعرف المعنى ويقول هذا كفر وكذلك انتبهوا لا يقال الله وأكبر لأن المعنى يكون فاسدًا يكون المعنى أنه يوجد من هو أكبر من الله الله أكبر من كل شىء قدرًا وعلما لا حجمًا ومساحة سبحانه وتعالى. [126] س: مَن مِنَ الكفارِ نَسَبَ إلى الله التَّعَبَ؟ ج: اليَهُودُ نَسَبُوا إلى الله تعالى التَّعَبَ، فَقَالوا إنَّه بَعْدَ خَلْقِ السَّمـواتِ والأرْضِ استَراحَ فاسْتَلْقَى علَى قَفَاهُ، وقولهم هَذَا كُفرٌ. والله تعَالى مُنزَّهٌ عَنْ ذَلِكَ، وعَنِ الانْفِعالِ كالإحْسَاسِ بالتَّعبِ والآلام واللذَّاتِ، فالذي تَلحَقُهُ هَذِهِ الأحوالُ يَجبُ أنْ يكُونَ حَادِثًا مَخْلُوقًا يَلْحَقُه التّغَيُّرُ، وهَذا يَسْتَحيلُ عَلى الله تعَالى. قالَ تَعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} (سورة ق) إنَّما يَلْغَبُ مَن يَعْمَلُ بالجَوارِحِ والله سُبْحَانَهُ وتَعَالى مُنزَّهٌ عن الجارِحَةِ. [127] س: اذكر حكمَ مَن قالَ لله أُذن. والعياذ بالله ج: مَنْ قَالَ لله أُذُنٌ فَقَدْ كَفَرَ، ولَو قَالَ لَه أُذُنٌ لَيْسَت كآذانِنا، بِخلافِ مَنْ قالَ لهُ عَيْنٌ ليسَتْ كعُيُونِنَا وَيَدٌ لَيْسَت كأَيدينَا بمَعْنَى الصّفَةِ فَإنَّهُ جَائِزٌ لوُرُودِ إطْلاقِ العَيْنِ واليَدِ في القرءانِ ولَم يَرِدْ إطْلاقُ الأُذُنِ عَلَيْهِ. يعني من نسب الأذن إلى الله كفر لأنه شبه الله تعالى بخلقه أما لفظة العين ورد في القرءان وكذلك اليد { تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} معناه سفينة نوح تجري بحفظ الله العظيم هنا الجمع للتعظيم أما على قول المشبهة المجسمة الذين يقولون لا تأويل يكونون وصفوا الله بأبشع الصور يكونون وصفوا الله بأنه جسم وله جوارح له عيون جوارح وهذا لا يجوز على الله. {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} أي على حفظي{يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} أي عهد الله ثبت عليهم الذين بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة هؤلاء ورد في حقهم في القرءان: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} أي عهد الله ثبت عليهم يعني أنهم لما بايعوا الرسول هم أطاعوا الله لأن الله أمرهم بمبايعة رسول صلى الله عليه وسلم. [128] س: ما معنى قولِهِ تعالى {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}؟ ج: قَالَ تَعَالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [سورة البقرة] المَعْنَى: فأَيْنَما تُوَجّهُوا وجُوْهَكُم في صَلاةِ النَّفْلِ في السَّفرِ فَثمَّ قِبلَةُ الله أيْ: فتِلْكَ الوِجْهَةُ التي تَوجَّهْتُم إِلَيْها هِيَ قِبْلَةٌ لَكُم، ولا يُرادُ بالوَجْهِ الجَارِحَةُ. مجاهد تلميذ ابن عباس رضي الله عنه فسر وجه الله كلمة فإينما تولوا فثم وجه الله هذه الكلمة وجه الله فسرها قال قبلة الله يعني الإنسان المسافر المسلم على الدابة أو ماشيًا إذا أراد صلاة النافلة توجه للقبلة عند التكبير ثم أكمل صلاته ماشيًا إلى جهة سفره النافلة ليس الفرض في الطائرة ليس الفرض في الباص هذا لا يصح أن يصليه الشخص وهو ليس مستقبلا للقبلة. [129] س: ما حكمُ من يعتقدُ الجارحةَ لله تعالى؟ ج: حُكْمُ مَنْ يَعتَقِدُ الجَارحَةَ لله التَّكْفِيْرُ لأَنَّهُ لَو كَانَتْ لَهُ جَارِحَةٌ لكانَ مِثْلاً لنَا يَجُوزُ عَليه مَا يَجُوزُ عَلَيْنا مِنَ الفَناءِ. وَقَدْ يُرادُ بالوَجْهِ الجِهَةُ التي يُرادُ بها التّقَرُّبُ إلى الله تَعالى، كأَنْ يَقُولَ أحَدُهُم: «فَعَلْتُ كَذا وكَذا لِوَجْهِ الله»، ومَعْنَى ذلِكَ «فَعَلْتُ كَذا وكذا امْتِثَالا لأَمْرِ الله تَعَالى. ويَحْرُمُ أنْ يُقالَ كَما شَاعَ بينَ الجُهَّالِ: «افتَح النَّافِذَةَ لِنَرى وجْهَ الله» هذا لا يجوز، لأنَّ الله تعالى قالَ لِمُوسَى: {لَنْ تَرَانِي} [سورة الأعراف] ولَوْ لَم يَكُن قَصْدُ النّاطِقينَ بهِ رُؤيةَ الله فَهو حَرامٌ كذلك ما يقول بعض الناس نريد أن نشم رائحة ربنا كذلك على حسب فهمهم. [130] س: ما معنى قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}؟ ج: قَوْلُه تَعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ... *} [سورة النور] مَعنَاهُ أنَّ الله تَعالى هَادِي أهْل السَّمـواتِ والأَرْضِ لنُورِ الإيْمانِ الملائكة هم سكان السموات السموات مشحونة بالملائكة ممتلئة بالملائكة من هداهم للإيمان الله المؤمنون من الإنس والجن في الأرض من هداهم للإيمان الله فقال الله:{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} أي هادي أهل السموت والأرض من المؤمنين إلى الإيمان ويدل على ذلك السياق {يهدي الله لنوره من يشاء} أي للإيمان، رَوَاهُ البَيهَقيُّ عن عَبدِ الله بنِ عبَّاسٍ رَضِي الله عَنْهُما، فَالله تعَالى ليْسَ نُورًا بمَعنى الضّوْءِ بلْ هوَ الذي خَلَقَ النُّورَ، قَالَ تَعَالى:{وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} (سورة الأنعام)، أي خَلقَ الظُّلماتِ والنورَ، فكيفَ يُمكِنُ أنْ يكُونَ نُورًا كَخَلْقِه، تَعالى الله عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيْرًا. وحكم ومن يعتقد أن الله تعالى نور أي ضوء التكفير قطعًا بلا شك وهناك العديد من العقائد الكفرية كاعتقاد أن الله تعالى ذو لون أو ذو شكل كل هذا من الاعتقادات الكفرية فليحذر الإنسان من ذلك جهده على أي حال . [131] س: ما أصرحُ دليلٍ في القرءانِ على أنَّ الله ليسَ حجمًا كثيفًا ولا لطيفًا؟ ج: هذه الآيةُ {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} (سورة الأنعام) جعل هنا معناها خلق السموات والأرض من الأجسام الكثيفة التي تضبط باليد تمسك باليد خلق السموات والأرض هو جعل الظلمات والأرض خلق الظلمات والنور إشارة إلى الأجسام اللطيفة التي لا تضبط باليد لا تمسك باليد كالنور والظلام والروح والجن والملائكة إذا كانوا على أصل خلقتهم. أصرحُ دليلٍ على أن الله ليسَ حجمًا كثيفًا كالسمـوات والأرض وليس حجمًا لطيفًا كالظلماتِ والنور، فمن اعتقدَ أن الله حجمٌ كثيفٌ أو لطيفٌ فقد شبَّه الله بخلقهِ والآية شاهدةٌ على ذلكَ. أكثرُ المشبهةِ يعتقدونَ أن الله حجمٌ كثيفٌ وبعضُهم يعتقدُ أنه حجمٌ لطيفٌ حيث قالوا إنه نورٌ يتلألأ، فهذه الآيةُ وحدَها تكفي للردِ على الفريقينِ. والله تعالى أعلم وأحكم هللوا وصلوا على رسول الله واستغفروا للمؤمنين والمؤمنات.