fbpx

22 :مقصد الطالبين – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

مقصد الطالبين لله تعالى الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على إمام المتقين سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين. [145] س: ما جوابُ من يسألُ إذا كان كُلُّ شىءٍ بتقديرِ الله لِمَ لَمْ يخلق الله الخلقَ ويدخلهم فورًا إلى الجنةِ والنار؟ ج: الجواب هو لو أنّ الله خلقَ الخلقَ وأدخَلَ فريقًا الجنَّةَ وفريقًا النَّارَ لسابِقِ علمِه أنّهم لا يؤمنونَ لكانَ شأنُ المعَذَّبِ منهم ما وصفَ الله بقولِه: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلاَ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} (سورة طه). فأَرْسَلَ الله الرسُلَ مُبَشّرينَ ومُنذرِينَ ليُظْهِرَ ما في استِعْدادِ العَبْدِ مِنَ الطَّوْعِ والإبَاءِ فَيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بيّنةٍ ويَحْيَا مَنْ حَيَّ عن بَيّنَةٍ. يعني تكون الحجة على هؤلاء الناس الذي هداه تبارك وتعالى شاء له أن يكون مهتديًا هو اختار الهدى هذا الإنسان بإختياره صار مهتديًا لكن تحت مشيئة الله وبتقدير الله وبعلم الله وهذا الذي ضلّ بإختياره هو اختار الضلالة بمشيئة الله وعلم الله وتقدير الله تبارك وتعالى ولكن الإنسان لا يعلم الغيب عليه أن يسعى لتحصيل ما أؤمر به عليه أن يسعى لأداء الواجبات وإجتناب المحرمات فإن كان الله شاء له أن يكون موفقًا يظهر ذلك عليه وإن شاء الله له أن يكون ضالا يظهر ذلك عليه { وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ} فأَخْبَرَنَا أنَّ قِسْمًا مِنْ خَلْقِه مَصِيْرُهُمُ النّارُ بأعْمالِهِمُ التي يَعْملُونَ باخْتِيَارِهم لكن تحت مشيئة الله، وكانَ تَعالى عَالِمًا بعِلْمهِ الأزَليّ أنَّهُم لا يُؤمنُونَ، قالَ تَعالى {وَلَوْ شِئْنَا لآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأِمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (سورة السجدة) أخْبَرَ الله تَعالى في هذِه الآيةِ أنَّهُ قالَ في الأزلِ: {لأِمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}وقَوْلُه صِدْقٌ لا يَتَخَلَّفُ لأنَّ التّخلُّفَ أي التّغيُّرَ كذِبٌ والكذِبُ مُحالٌ على الله سبحانه وتعالى. [146] س: ما معنى قوله تعالى: {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } (سورة الأنعام)؟ ج: أي ولكنه لم يشأ هداية جميعكم إذ لم يسبق العلم بذلك الله سبحانه وتعالى صفاته أزلية لا تتغير علمه أزلي قدرته أزلية مشيئته أزلية تقديره أي تدبيره أزلي سبحانه وتعالى فنقول الله علم وشاء وقدر في الأزل ما يكون من العباد أن يكون هذا مهتديًا أن يكون هذا طائعًا أن يكون هذا الإنسان كافرًا أن يكون ضالا عاصيًا كل هذا بمشيئة الله تبارك وتعالى أي ولكنه لم يشأ هداية جميعكم إذ لم يسبق العلم بذلك، فالعباد منساقون إلى فعل ما يصدر عنهم باختيارهم لا بالإكراه والجبر. مذهب أهل السنة هو المذهب العدل المذهب الوسط يوجد جبرية يقولون كل ما يكون من العبد هو مجبور على فعله لا إختيار له بالمرة هؤلاء كفار ويوجد المعتزلة يقولون ما يحصل من الإنسان يحصل باستقلال عن الله هو يخلق فعله وما يحصل من الشر من هذا العبد هذا بدون مشيئة الله والعياذ بالله هؤلاء ضالون وهؤلاء ضالون. أهل السنة والجماعة قالوا إن العبد يفعل ما يفعل بإختياره تحت مشيئة الله بقدرة الله وبعلم تبارك وتعالى. [147] س: ما معنى حديث: «إذا ذُكِرَ القَدَرُ فَأَمْسِكوا»؟ ليس معناه لا تتعلموا ما فرض الله عليكم لا. معناه بعد ان تتعلموا ما فرض الله عليكم في أمر القدر بحفظ العقيدة من الزلل من الوقوع في الضلال بعد ذلك لا تتعمقوا حتى لا تقعوا في تيه الحيرة والضلال. ج: واعْلَمْ أنَّ مَا ذَكَرنَاهُ منْ أَمْرِ القَدَرِ لَيْسَ مِنَ الخَوْضِ الذي نَهَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عنْهُ بقولِه: «إذَا ذُكِرَ القَدَرُ فأَمْسِكُوا» رَواهُ الطَّبَرانيُّ، لأنَّ هَذَا تفسِيرٌ للقَدَرِ الذي ورَدَ بهِ النَّصُّ، وأَمَّا المنْهِيُّ عَنْهُ فَهُو الخَوْضُ فِيه للوُصُولِ إلى سِرّهِ، فَقَد رَوَى الشَّافِعيُّ والحافِظُ ابنُ عسَاكِرَ عن عليّ رَضِيَ الله عَنهُ أنَّهُ قَالَ للسَّائِلِ عَن القَدَرِ: «سِرُّ الله فلا تَتَكَلَّفْ»، فَلَمَّا أَلَحَّ عَلَيْهِ قَالَ له: «أَمَّا إذْ أبَيْتَ فَإنَّهُ أمْرٌ بَيْنَ أمْرَيْنِ لا جَبْرٌ ولا تَفْوِيضٌ“. [148] س: اذكر الحديث الذي فيه ذم القدرية. يعني الرسول ذمّ القدرية أي المعتزلة. ج: اعْلَم أيضًا أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَدْ ذَمَّ القَدَرِيّةَ وهُمْ فِرَقٌ المعتزلة فرق افترقوا إلى عشرين فرقة، فمِنْهُم مَنْ يَقُولُ: العبدُ خَالِقٌ لجمِيْع فِعْلِه الاخْتِيَاريّ هؤلاء لا خلاف في كفرهم لأنهم كذبوا القرءانت والحديث والإجماع والعقل، ومنْهُم مَنْ يَقُولُ هُوَ خَالقُ الشّرّ دُونَ الخيْرِ وكِلا الفرِيقيْنِ كفّارٌ، قالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «القَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ» وَفي رِوايةٍ لهذَا الحديثِ: «لِكُلّ أمَّةٍ مَجُوسٌ، ومَجُوسُ هذِهِ الأُمَّةِ الذينَ يَقُولونَ لا قَدَرَ» رَواهُ أبُو داودَ عنْ حُذَيفَةَ عنِ النّبي صلى الله عليه وسلم. ومعلوم أن المجوس يعبدون النار ويقولون للعالم مدبران مدبر خير النار والنور ومدبر شر الظلام كما أن هؤلاء كفار المعتزلة كفار بنص حديث الرسول صلى الله عليه وسلم قال عنهم: “مجوس هذه الأمة” المجوس كفار المعتزلة كفار. [149] س: اذكر الدليلَ على كُفْرِ المعتزلةِ القائلينَ إن الإنسانَ يخلقُ أفعاله. ج: في كِتَابِ «القَدَرِ» للبَيهقِيّ وكتابِ «تَهذيب الآثَار» للإمامِ ابنِ جَريرٍ الطَّبَريّ رحمهُما الله تعالى عن عبدِ الله بنِ عمرَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «صِنْفَان من أُمَّتي ليسَ لَهُما نَصِيبٌ في الإسْلامِ القَدَرِيَّةُ والمرجئَةُ» . القدرية هم المعتزلة يقول الرسول ليس لهما نصيب في الإسلام يعني كفار بعد هذا كيف يقال أُختلف في تكفيرهم هذا لا عبرة به ولا معنى له ولا يقام له وزن من كذّب ءاية من القرءان كم نكذّب كل القرءان المعتزلة كذبوا ءايات من القرءان ويقول النسفي:” ورد النصوص كفر”. وهم كذبوا قول الله تعالى:{هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} وكذبوا قوله تعالى:{قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَىْءٍ} وكذبوا قوله تعالى:{وَخَلَقَ كُلَّ شَىْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا}. أما المرجئة فهم طائفة انتسبوا للإسلام كانوا يعتقدون أن العبد المؤمن مهما عمل من الكبائر ومات بلا توبة ليس عليه عذاب قالوا كما أن الكافر لا تنفعه الحسنة على زعمهم المسلم لا تضره المعصية والعياذ بالله. فالمعتزلةُ همُ القَدَرِيّةُ لأنَّهُم جَعلُوا الله والعَبدَ سَواسِيَةً بنَفْيِ القُدْرَةِ عَنْهُ عزَّ وجَلَّ والعياذ بالله على مَا يُقْدِرُ علَيه عَبْدَه، فَكأنَّهُم يُثْبتُونَ خَالِقِيْنَ في الحَقِيقةِ كَمَا أَثْبتَ المجُوسُ خَالِقَيْنِ خَالِقًا للخَيْرِ هوَ عندَهُم النّورُ وخالقًا للشّرّ هو عندَهُمُ الظَّلامُ. [150] س: اذكر مَعْنَييِ الهداية. ج: الهِدَايَةُ علَى وَجْهَينِ: أحدُهُما: إبَانَةُ الحَقّ والدُّعاءُ إلَيهِ، ونَصْبُ الأَدِلَّةِ عليه، وعلَى هذَا الوَجْهِ يَصِحُّ إضَافَةُ الهِدَايةِ إلى الرُّسُلِ وإلَى كُلّ دَاعٍ لله. كَقَولِه تَعالى في رَسُولِه محمّدٍ صلى الله عليه وسلم {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقَيمٍ} (سورة الشورى) وقَولِهِ تَعَالى {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} (سورة فصلت) والثَّاني: مِنْ جِهَةِ هِدَايَةِ الله تعالى لعِبادِه، أيْ خَلْقِ الاهتداءِ في قُلوبِهم كقَوْلِه تعَالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} (سورة الأنعام) . والإضْلالُ خَلْقُ الضَّلالِ في قُلُوبِ أهْلِ الضَّلالِ. فَالعبادُ مشيئَتُهم تابعةٌ لمشيئةِ الله قال تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ربّ العالمين} (سورة الإنسان). معناه مشيئة العبد تحت مشيئة الله قال الطحاوي:” لا مشيئة للعباد إلا ما شاء لهم غلبت مشيئة الله المشيئات كلها”. أي غلبت مشيئة الله كل مشيئة فالعبد مختار تحت مشيئة الله لا يقال عنه مجبور ولا يقال عنه مختار مستقل عن مشيئة الله لا العبد مختار تحت مشيئة الله. [151] س: اذكر الدليلَ على أن تقديرَ الله لا يَتَغَيَّر. ج: اعْلَم أنَّ تَقْديرَ الله تَعالَى الأَزَليَّ لا يُغَيّرُه شَىءٌ لا دَعْوةُ دَاعٍ ولا صَدَقَةُ متَصدّقٍ ولا صَلاةُ مُصَلّ ولا غيرُ ذلكَ منَ الحسَنَاتِ بلْ لا بُدَّ أنْ يكُونَ الخَلْقُ علَى مَا قَدَّرَ لَهُم في الأزلِ مِنْ غَيرِ أنْ يتَغيَّرَ ذَلِكَ. يعني مشيئة الله لا تتغير وتقدير الله لا يتغير وعلم الله لا يتغير فمستحيل أن تتغير مشيئة الله لدعوة داع أو صدقة متصدق العبد المؤمن إن تصدق بنية حسنة من مال حلال وإن شاء الله تعالى أن يندفع عنه بلاء بسبب هذه الصدقة يُدفع عنه ذلك البلاء العبد إن دعا الله إن سأل الله وشاء الله أن يتحقق له مطلوبه يتحقق بمشيئة الله وإن دعا الله ولم يشأ الله أن يتحقق مطلوب هذا العبد لا يتحقق لأن مشيئة الله لا تتغير لكن العبد استفاد الرسول قال الدعاء هو العبادة أي الحسنات يعني فاستفاد الحسنات وقد يدفع عنه بلاء بسبب هذا الدعاء بمشيئة الله تبارك وتعالى. اعلم أن تقدير الله تعالى الأزلية لا يغيره شىء لا دعوة داع ولا صدقة متصدق ولا صلاة مصل ولا غير ذلك من الحسنات بل لا بد أن يكون الخلق على ما قدر لهم في الأزل من غير أن يتغير ذلك. [152] س: ما معنى قوله تعالى: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}؟ ج: أمَّا قَولُ الله تعالى {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} (سورة الرعد) فليسَ مَعناهُ أنَّ المحْوَ والإثْباتَ في تَقديرِ الله لأن تقدير الله صفته وصفة الله لا تتغير لماذا لا تتغير صفات الله لأن أقوى علامات الحدوث التغير فالمتغير حادث والحادث محتاج لمن أحدثه والمحتاج لغيره لا يكون إلهًا، بل المعنى في هذا أنَّ الله جَلَّ ثناؤه قد كتَبَ ما يُصِيبُ العَبدَ من عبادِه من البلاءِ والحِرمَان والموتِ وغَيرِ ذلكَ وأنَّه إنْ دعَا الله تَعالى أو أطاعَه في صِلةِ الرَّحم وغَيرِها لم يُصِبْهُ ذلكَ البلاءُ ورزقَه كثيرًا أو عمَّرَهُ طويلاً، وكتَبَ في أمّ الكتابِ ما هُوَ كَائنٌ من الأَمْرين، فَالمحْوُ والإثْباتُ رَاجِعٌ إلى أحدِ الكتَابين كما أشَارَ إليه ابنُ عبّاسٍ، فقد روى البَيهقيُّ عن ابنِ عَبّاسٍ في قَولِ الله عَزَّ وجَلَّ:{يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ } قال: يَمحُو الله ما يَشَاءُ من أحَدِ الكتابين، همَا كتَابان يمحُو الله ما يشَاءُ من أحَدِهما ويُثْبِتُ وعندَه أمُّ الكتابِ. اهـ. والمحْوُ يَكُونُ في غيرِ الشَّقَاوةِ والسَّعَادةِ، فَقد رَوى البَيْهقيُّ أَيْضًا عَن مُجَاهِدٍ أنَّه قالَ في تفسيرِ قولِ الله تعالى {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} (سورة الدخان) «يُفْرَقُ في لَيْلةِ القَدْرِ مَا يكونُ في السَّنَةِ مِنْ رِزْقٍ أو مُصِيْبَةٍ، فأمَّا كِتَابُ الشَّقَاءِ والسَّعَادَةِ فَإنَّه ثَابتٌ لا يُغَيَّرُ». ليلة القدر هي الليلة التي أنزل فيها القرءان لا تكون إلا في رمضان معنى ليلة القدر ليلىة الشرف العظيم وليس معناه أن أقدارنا تتغير فيها كما يقول بعض الجهلة تقدير الله لا يتغير وهذا الدعاء الذي يقول به كثير من الناس في النصف من شعبان لا ينبغي أن يقال لم يقله رسول الله ولا صحابي من الصحابة وفيه: اللهم وإن كُنتَ كتبتني عندك في أمّ الكِتابِ شقيًا أو مَحرُومًا أو مُقَتَّرًا عليَّ في رِزْقي فَامحُ اللهم شقاوتي وحِرْمَاني واقتار رزقي واكتبني عندك من السعداء هذا ظاهره باطل يوهم أن تقدير الله يتغير وتقديرالله لا يتغيرز ورد في الحديث القدسي الثابت:”يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد“. فَلِذَلِكَ لا يَصِحُّ عن رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم الدُّعاءُ الذي فيهِ: «إنْ كنتَ كَتبتَنِي في أمّ الكتابِ عِندَكَ شَقِيًّا فَامْحُ عَنّي اسْمَ الشَّقَاءِ وأَثبتْني عِندَكَ سَعيدًا، وإن كُنتَ كتبتني في أمّ الكِتابِ مَحرُومًا مُقَتَّرًا عليَّ رِزْقي فَامحُ عَنّي حِرْمَاني وتَقْتيرَ رِزْقي وأَثبتني عندَكَ سَعِيدًا مُوَفّقًا للخَيرِ، فإنّكَ تَقُولُ في كِتابِكَ {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} (سورة الرعد)» ولا مَا أشْبَهَهُ، وَلَم يَصِحَّ هذَا الدُّعاءُ أيْضًا عن عُمَرَ ولا عن مُجاهِدٍ ولا عن غيرِهما منَ السَّلَفِ كَما يُعلَمُ ذلكَ مِن كِتَابِ «القَدَرِ» للبَيهقيّ. فمشيئة الله أزلية وتقدير الله أزلي وعلم الله أزلي وصفات الله لا تتغير. وسبحان الله والحمد لله ربّ العالمين.