شمائل النبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ سمير القاضي حفظه الله
الحلقة0013
الحمد لله ربّ العالمين أحمده وأستعينه وأستهديه وأستغفره وأسأله سبحانه السداد وحسن النية وحسن الختام وأصلي وأسلم على السيد السند نبينا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.
نكمل من حيث كنّا وصلنا فيما كان يقوله النبي عليه الصلاة والسلام قبل الطعام وبعده.
القارئ: بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول بالسند إلى الإمام الترمذي رحمه الله قال باب ما جاء في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الطعام وبعدما يفرغ منه.
قال حدثنا قتيبة (قتيبة المراد به قتيبة بن سعيد الحافظ الجوال المعروف أحد من أكثر الترمذي من الرواية عنه) قال حدثنا ابن لهيع عن يزيد بن أبي حبيب عن راشد بن جندل اليافعي عن حبيب بن أوس عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه قال كنّا عند النبي صلى الله عليه وسلم يومًا فقُرب إليه طعام فلم أر طعامًا كان أعظم بركة منه أول ما أكلنا (يعني أكل منه أناس كثيرون والطعام كان ما زال كما هو كأنه ما مُس من البركة التي نزلت عليه) ولا أقل بركة في آخره ( لكن في آخر الأكل ذهبت البركة كأن البركة ذهبت من هذا الطعام ) فقلنا يا رسول الله كيف هذا (هذا الفرق بين الأول والاخر والطعام هو هو) قال:" إنّا ذكرنا بسم الله حين أكلنا (لما قعدنا فأكلنا سمينا الله تبارك وتعالى) ثم قعد من أكل ولم يسم الله تعالى ( بعد أن أنهينا جاء من قعد ولم يسم قعد يأكل ولم يسم الله عزّ وجلّ ) فأكل معه الشيطان (لذلك ذهبت البركة لأن الشيطان أكل معه وإنما قلنا بعدما أنهينا لأن التسمية من الجماعة على الطعام سنة على الكفاية إذا قام بها البعض سقط الطلب عن الباقيين أما هؤلاء فكانوا أكلوا مع رسول الله عليه الصلاة والسلام وسموا الله تعالى ثم بعدما أنهوا جاء واحد فأكل ولم يسم فأكل وحده فنفذ بأكله وحده ما كان لم ينفذ بأكل الجماعة الذين قبله ذهبت البركة لأنه ترك التسمية).
وبه قال حدثنا يحيى بن موسى قال حدثنا أبو داود قال حدثنا هشام الدستواي ... العقيلي عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أم كلثوم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا أكل أحدكم فنسي أن يذكر الله تعالى على طعامه (يعني في أول طعامه نسي أن يقول بسم الله) فليقل بسم الله أوله وآخره ( أي إذا قال بسم الله أوله وآخره معناه أقول بسم الله على جميع أجزائه).
وبه قال حدثنا عبد الله بن الصبّاح الهاشمي البصري قال حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عمر بن أبي سلمى أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده طعام فقال:"ادنُ يا بني (خاطبه عليه الصلاة والسلام بالرفق واللين والتحبب ادن يا بني كُل معنا ادن يا بني) فسم الله تعالى وكل بيمينك وكل مما يليك (فعلمه عليه الصلاة والسلام من آداب الطعام ما علمه برفق ولين ومحبة ادن يا بني قال له فسم الله تعالى قل بسم الله يفهم منه أنه ينبغي أن يسمي الذي يأكل أن يسمي الله تعالى بأول طعامه وكل بيمينك ولا تأكل بشمالك وكل مما يليك أي كل من الطعام الذي هو من جهتك ولا تجعل يدك تطيش في الصحن يمينًا وشمالا لأ إنما كل مما يليك الطعام متشابه فكل مما يليك).
وبه قال حدثنا محمود بن غيلان قال أخبرنا أبو أحمد الزبيري قال حدثنا سفيان الثوري عن أبي هاشم عن إسماعيل بن رياح عن أبيه رياح بن عبيدة عن أبي سعيد الخدري أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من طعامه قال:" الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا من المسلمين" ( فيسن إذا فرغ الإنسان من طعامه أن يقول مثل هذا الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا من المسلمين).
وبه قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا ثور بن يزيد عن خالد ابن معدان عن أبي أمامة أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفعت المائدة ( إذا رفع السماط إذا رفعت السفرة يعني الذي عليها الطعام إذا رفع الطعام يعني) إذا رفعت المائدة من بين يديه يقول: (يعني إذا أنهى طعامه) الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه غير مودع (غير مودع يعني الحمد غير مودع لا نودع الحمد ولا نستغني عن الحمد أيضًا ولا مستغن عنه ربّنا أي يا ربّنا الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه غير مودع أي الحمد غير مودع غير متروك ولا مستغن عنه معناه ولا نستغني عن حمد ربنا عزّ وجلّ ربنا يعني يا ربنا وقد يقرأ غير مودع ولا مستغن عنه ربّنا برفع الباء ويكون المعنى أننا لا نستغني عن الله تبارك وتعالى ولا نترك اللجوء إليه والطلب منه يصح قراءته على هذا الوجه كما يصح على الوجه الآخر.
وبه قال حدثنا أبو بكر محمد بن أبان قال حدثنا وكيع عن هشام الدستتواي عن هديل بن ميسرة العقيلي عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أم كلثوم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل طعامًا في ستة من أصحابة ( يأكل طعامًا في ستة يعني مع ستة في هنا بمعنى مع هو وستة يأكلون طعامًا) فجاء إعرابي (بعدما أكلوا هم والطعام كأنه بحاله من البركة ثم بعدما أنهوا جاء إعرابي) فأكله بلقمتين (أكل الطعام الذي كان يكفي سبعة أكله بلقمتين كله) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لو سمى كفاكم" (أي لو سمى كفاكم أي لو سمى الله لو قال بسم الله عند الأكل لكان كفاكم لما نفذ بلقمتين وإنما نفذ بلقمتين لزوال البركة عنه لعدم تسميته عندما بدأ الأكل).
وبه قال حدثنا هناد ومحمود بن غيلان قالا حدثنا أبو أسامة عن زكريا بن أبي زائدة عن سعيد بن أبي بردة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة (إن الله ليرضى عن العبد رضى الله عن العبد قال الإمام أبو الحسن الأشعري معناه إرادته الإنعام على العبد على التأبيد إن الله ليرضى عن العبد معناه الله تبارك وتعالى شاء أن يثيب العبد على التأبيد لأجل هذه الكلمة حمد الله بعد الطعام) إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة أو يشرب الشربة ( أن يأكل الأكلة الواحدة بفتح الهمزة يعني مرة واحدة لو كانت مرة واحدة والشربة لو مرة واحدة) فيحمده عليها ( فيحمد الله تعالى عليها فيجزيه الله بذلك الجنة خالدًا في النعيم فيها والحمد يحمده عليها معناه بأي لفظ من ألفاظ الحمد ينال هذا الثواب العظيم إن شاء الله).
باب ما جاء في قدح رسول الله صلى الله عليه وسلم
( هذا الباب معقود لوصف قدح النبي عليه الصلاة والسلام من أي شىء كان كيف كان)
وبه قال حدثنا الحسين بن الأسود البغدادي قال حدثنا عمرو بن محمد قال حدثنا عيسى ابن ضهمان عن ثابت أنه قال أخرج إلينا أنس بن مالك قدح خشب (أي مصنوعًا من خشب مادته الخشب) غليظًا ( غليظًا القدح غليظ ليس ناعمًا ليس مالسًا) مضببً بحديد (كان أنصدع بعد موت النبي عليه الصلاة والسلام انصدع فضببه بحديد شده شد الصدع الذي فيه بحديد) فقال يا ثابت هذه قدح النبي صلى الله عليه وسلم (هذا القدح الذي كان يشرب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وبه قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال أخبرنا عمرو بن عاص قال أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا حميد وثابت عن أنس رضي الله عنه أنه قال: لقد سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا القدح الشراب كله(انواع الشراب المختلفة) الماء والنبيذ (النبيذ هو الماء ينبذ يُنقع فيه التمر أو الزبيب هذا هو النبيذ المراد هنا) والعسل واللبن ( اللبن المراد به الحليب ).
باب ما جاء في صفة فاكهة رسول الله صلى الله عليه وسلم
( هذا الباب معقود لبيان ماذا أكل النبي عليه الصلاة والسلام من الفاكهة)
وبه قال حدثنا إسماعيل بن موسى الفزري قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عبد الله ابن جعفر أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل القيثاء بالرطب ( القيثاء نوع من الخيار يأكل القيثاء بالرطب أي مع الرطب الباء هنا بمعنى مع وهنا تنبيه إلى أمرين الأمر الأول أن النبي عليه الصلاة والسلام أراد تعديل برودة القثاء بحرارة الرطب القثاء بارد والرطب حار فإذا أكل القيثاء بالرطب كان في ذلك تعديل ببرودة أحدهما بحرارة الآخر ولحرارة أحدهما ببرودة الاخر فيفهم منه أن الأهتمام بأمر الطعام وبتعديله حتى يناسب الجسد شىء حسن ليس مذمومًا ولا ينافي الزهد.
وأمر ثاني هذا القيثاء صنف والرطب صنف يفهم من هذا أنه ليس مجرد أن يجمع الإنسان بين صنفين أن يجمع بين صنفين في الأكل أن هذا ينافي الزهد قد يجمع الإنسان بين صنفين في الأكل ولا يكون تنعمًا ليس كل جمع بين صنفين في الأكل هو من التنعم الذي حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على اجتنابه).
وبه قال حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي البصري قال حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل البطيخ بالرطب ( كان عليه الصلاة والسلام يأكل البطيخ بالرطب والبطيخ أذا أُطلق عند العرب القدماء إذا قيل البطيخ لا يراد منه الذي قشره أخضر وداخله أحمر إنما يراد الآخرالذي يُعرف ببعض البلاد بالخِربز ويعرف ببعض البلاد بالشمام ويعرف بأسماء أخرى هذا هو المراد بالبطيخ إذا أطلق عند العرب القدماء فالنبي عليه الصلاة والسلام كان يأكل البطيخ بالرطب أي يأكل البطيخ مع الرطب وقد يقول قائل البطيخ حار والرطب حار فأين التعديل بين الطعامين في هذا والجواب أن البطيخ الذي كان يأكله النبي عليه الصلاة والسلام كان لم يبلغ حد الصُفرة والبطيخ إذا لم يبلغ حد الصُفرة يكون باردًا ليس حارًا وكثير من البطيخ إنما يُجنى في بلاد الشام وغيرها ولونه ما زال أخضر لم يصل إلى الصفرة وهكذا درج القدماء من الناس يعني أنا سألت المسنين فأخبروني أنهم كانوا يجنون البطيخ قبل أن يصير أصفر فعلى هذا يُحمل ما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام وليس في فعله ما يضاد ما يذكره الأطباء لأن البطيخ إذا كان أخضر فهو بارد والرطب حار فيعدل هذا بهذا كل منهما يعدل بالآخر ).
وبه قال حدثنا إبراهيم بن يعقوب قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت حميدًا أو قال حدثني حميد قال وهب وكان صديقًا له عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الخربز والرطب (هذا بمعنى ما قبله والخربز هو البطيخ الخربز فارسي كلمة أصلها فارسي معربة وهذا أيضًا يبين أنه ليس مجرد الجمع بين لونين في الطعام يكون منافيًا لزهد ليس الأمر على الظاهر).
وبه قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن عبد العزيز الرملي قال حدثنا عبد الله بن يزيد بن السلط عن محمد بن اسحاق عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل البطيخ بالرطب ( مثل الذي قبله).
وبه قال حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس ح قال وحدثنا اسحاق بن موسى قال حدثنا معن قال حدثنا مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: كان الناس إذا رأوا أول الثمر ( أول ما يطلع أو ما ينضج الثمر إذا بدأ النضج يظهر إذا ظهر النضج في بعض الثمار بواحدة أو اثنتين أو ثلاثة في أوائله ) جاءوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (يفرحونه بهذا ويرجون دعائه) فإذا أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" اللهم بارك لنا في ثمارنا ( يا رب بارك لنا في ثمارنا يدعو بثمار المدينة) وبارك لنا في مدينتنا ( المدينة المنورة) وبارك لنا في صاعنا ( أي فيما يُكال بصاعنا الصاع إناء يُكال فيه أي فيما يكال بصاعنا والصاع أربعة أمداد) وفي مدنا ( وفي مدنا صاعنا صاع المدينة ومدنا مد المدينة والمد مقدار ما تسعه حفنة إذا جعلت الكفين أحداهما إلى الآخر ملتصقين وأخذت من القمح أو الشعير أو ما شابه بهما هذا يعد مدًا وقد كاله قاسه الإمام مالك رضي الله عنه فكان رطلا وثلثًا بالرطل العراقي رطلا وثلثًا ليس من أي شىء من كل الأمور لا كان رطلا وثلثًا من العدس او الماش لأن حبات العدس تتلاصق يتلاصق بعضها إلى بعض ولا يكون بينها فراغ كبير وحبات الماش كذلك فإذا زين إذا وزن المد من العدس أو من الماش فهو رطل وثلث بعبارة أخرى الرطل والثلث من العدس الإناء الذي يسعه هو المد فإذا كان أربعة أمداد كان ذلك صاعًا أي إذا كان ستة أرطال عراقي كان صاعًا هذا هو مقياس المد النبوي والصاع النبوي وذهب بعض الناس إلى أن المد رطلان وإلى أن الصاع ثمانية أرطال وهذا مخالف لما درج عليه أهل المدينة وكان عليه أهل المدينة مرة قال واحد للإمام مالك رضي الله عنه فلان يقول الصاع ثمانية أرطال مالك تضايق فدعا أناسًا قال أنا كلته الصاع أربعة أمداد المد رطل وثلث أنا وزنته أي بالعدس أو بالماش ثم دعا أناسًا من أهل المدينة قال إيتوا بصاعنيكم ماذا عندكم من الصعان فجاءوا إليه فكلهم هذا يقول هذا الصاع عندي أخبرني أبي عن أبيه أنه كان يخرج به زكاة الفطر في زمن النبي عليه الصلاة والسلام والآخر يقول أخبرتني أمي عن أبيها بكذا والآخر يقول أخبرني أخي عن والدنا بكذا وهكذا فقال له هؤلاء كلهم إنما صعانهم من أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنا أرد هذا لا أرد فلذلك عندما جاء أبو يوسف رحمه الله تعالى إلى المدينة وتكلم مع الإمام مالك في هذه المسئلة فعل مالك الشىء نفسه فلما رأى أبو يوسف ذلك ترك ما كان يقوله ورجع إلى قول مالك رضي الله عنه وما درج عليه فقهاء الحجاز ما كان عليه أهل المدينة وإنما كان الذي زاد في سعة الصاع هو الحجاج بن يوسف لما تولى حكم العراق زاد في الصاع فجعل الصاع ثمانية أرطال وذلك لأجل التسعير على الباعة لأمر كان يريده زاد في الصاع وأما الصاع النبوي فليس كذلك إنما هو رطل وثلث رطل وثلث ورطل وثلث ذا يصير كم أربعة أرطال ورطل وثلث خمسة أرطال وثلث هذا هو الصاع النبوي خمسة أرطال وثلث ليس ستة كان أظن سبق اللسان مني قلت ستة إنما هو خمسة أرطال وثلث) اللهم إنا إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك وإني عبدك ونبيك (من تواضعه ما قال وخليلك قال إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك وإني عبد ونبيك وهو خليل الرحمن لكن ما ذكر ذلك تواضعًا عليه الصلاة والسلام ) وإنه دعاك لمكة ( دعاك يا ربي لمكة ولأهلها ) وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك به بمكة ومثله معه ( يعني أدعوك مرتين هو دعاك لمكة مرة أنا أدعوك يا ربي للمدينة مرتين) قال ثم يدعو أصغر وليد يراه (بعد ذلك بعد أن يحمد الله تبارك وتعالى ويقول ما يقوله عليه الصلاة والسلام يدعو ينادي أصغر وليد عنده) فيعطيه ذلك الثمر (يفرح قلبه بذلك لأن النفوس تتشوق لأول الثمر فيعطي الوليد هذا الثمر حتى يفرح قلبه بذلك).
وبه قال حدثنا محمد بن حميد الرازي قال حدثنا إبراهيم بن المختار عن محمد بن اسحاق عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن الُربيع بنت معوذ بن عفراء (هذا معوذ بن عفراء رضي الله عنه هو الذي قتل أبا جهل في معركة بدر ثم مات هو في تلك المعركة مات شهيدًا رضي الله عنه) أنها قالت بعثني معاذ بن عفراء (معاذ أخوه شاركه في قتل أبي جهل في تلك المعركة معاذ أخوه) قالت بعثني معاذ بن عفراء بقناع من رطب (بطبق من رطب) وعليه أجِر من قثاء زغب ( عليه أجر الأجر هو جمع جرو جمع الجرو جمع جرو أجر هكذا أصلها أجروي فتخفف فتصير أجر والجرو هو الصغير من القيثاء والباذنجان وما شابه ذلك من النباتات الصغير منه يقال له والرمان وما شابه ذلك يقال له جرو إذًا لو أعدت بارك الله بك بقناع) بقناع من رطب وعليه أجر من قتاء زغب (ومع الرطب يوجد قيثاء صغير أجر من قيثاء قيثاء صغير لصغره ما زال عليه زغب الذي هو مثل أول الريش أول ما ينبت الريش لطائر عليه ذلك) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب القيثاء فأتيته بها وعنده حلية قد قدمت عليه من البحرين (يعني جاءت له بالطبق الذي كان عليه رطب وقيثاء قيثاء صغير أول طلوعه هدية لنبي عليه الصلاة والسلام وكان النبي قد جاءه ذهب مصوغ حلية معمول حلي هذا) وعنده حلية قد قدمت عليه من البحرين فملأ يده منها فأعطانيه ( صلى الله عليه وسلم هي جاءته برطب وقيثاء هو ملأ يده من هذا الذهب وأعطاها عليه صلاة الله وسلامه).
وبه قال حدثنا علي بن حُجر قال أخبرنا شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الرُبيع بنت معوذ بن عفراء أنها قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بقناع من رطب وأجر من زغب فأعطاني ملئ كفه حليا أو قالت ذهبًا ( صلى الله عليه وسلم هذا مثل الذي قبله)
وهنا كلامًا بهذا الباب والله تعالى أعلم وأحكم.