fbpx

28 :من نصائح الإمام الهرري – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال الشيخ جميل حليم من نصائح الولي المرشد الشيخ الهرري الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه وخليله صلى الله عليه وعلى كل رسول أرسله. أما بعد، فقد الإمام المرشد الحجة المجتهد المحقق الولي الصالح الشيخ أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن يوسف بن جامع الهرري رضي الله عنه وأرضاه:”لا يكمل إيمان المؤمن حتى يكون جريئًا في قول الحق” وقال رضي الله عنه وأرضاه:”الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقدم أجلا ولا يؤخر رزقًا”. هذا توجيه عظيم ونصائح مهمة وفوائد مفيدة لا بد للإنسان أن يعرفها ليقوم بهذا الواجب العظيم وهذا أدلته كثيرة من القرءان والسنة والإجماع يقول الله عزّ وجلّ في القرءان الكريم:{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (سورة ءال عمران) هذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم أمة عظيمة وشريفة وكريمة وشجاعة وكبيرة هي أعظم وأكبر الأمم ومزاياها وفضائلها لا يحصيها إلا الله عزّ وجلّ ومع ذلك الله خصهم بهذه الخصلة تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر لعظيم هذا الأمر لأهمية هذه القضية لذلك قال العلماء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الفروض الكفائية ما معنى من الفروض الكفائية؟ الفرض الكفائي هو إذا قام به البعض أهل البلد سقط الحرج عن البقية يعني مثلا أهل بيروت أهل دمشق أهل بغداد أهل الخرطوم مثلا وهكذا بلغهم أن منكرًا حصل في البلد أو في بلد آخر علموا بذلك رأوا شاهدوا حضروا بلغهم يعني عرفوا بحصول منكرًا ما عندهم أو في مكان آخر إذا قام بعض أهل البلد بإنكار هذا المنكر بتحذير الناس بتحصين الناس بإزالة هذا المنكر وتغييره بالحكمة الموعظة الحسنة بالتي هي أحسن كما امر الشرع بحيث لا يؤدي إلى فتنة أعظم ولا إلى منكر أكبر ولا يؤدي إلى مفسدة ولا إلى مقتلة هذا حصل به الواجب قام به البعض حصل به الواجب وسقط الإثم سقط الحرج عن البقية الذين علموا ولم يقوموا ولا انكروا بألسنتهم ولا غيروا بإيديهم لماذا؟ لأن هذا البعض كان قام بهذا الواجب هذا معنى الفرض الكفائي مثل يعني مثال آخر كصلاة الجنازة على الميت المسلم مات إنسان في بيروت من المسلمين علم به كل أهل بيروت قام بعض أهل بيروت بالصلاة عليه بتجهيزه بتغسيله بتكفينه والصلاة عليه ودفنه في مقابر المسلمين لا يلزم كل فرد في بيروت علم بأمره أن يحضر لا. إنما قام البعض حصل الأمر المطلوب يعني هذا الواجب تحقق بقيام البعض به هذا معنى الفرض الكفائي. أما الفرض العيني هو ما يلزم كل مكلف بعينه أن يقوم به كالصلوات الخمس الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح هذه الصلوات الخمس هي من فروض العين يعني فرض على كل مكلف بعينه أن يقوم بهذه الصلوات الخمس ليست كصلاة الجنازة قلنا الصلاة الجنازة من فروض الكفاية أما الصلوات الخمس فرض عين يجب على كل مكلف هو أن يؤدي هذه الخمس. وهكذا تعلم الفرض العيني من علم الدين الضروري هذا فرض عين ولو تعلمه الأب لا يسقط عن الأم عن الزوجة عن الأبناء البالغين لا يسقط هم عليهم أن يحصلوا هذا القدر من العلم الذي قال فيه الرسول:” طلب العلم فريضة على كل مسلم” لاحظوا قال على كل مسلم. فإذًا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا من فروض الكفاية من حيث الحكم لكن في بعض الحالات إذا تعين على الشخص هو كان قادرًا وعلم بحصول هذا المنكر وعنده استطاعة أن يزيل يغير ينكر مع ذلك ترك ولا يوجد غيره يقوم بهذا العمل هذا يكون هو أثم عرض نفسه لسخط الله وإنكار المنكرات هذا فيه مصلحة عامة لكل الناس لأننا إذا أنكرنا المنكرات حفظنا البقية وحفظنا الناس من أن ينجرفوا إليها أو أن يقعوا فيها أو أن يسترسلوا فيها أو أن تنتشر بينهم. بعض الناس اليوم إذا علموا بحصول مرض خطير وباء وقع مثلا طاعون إذا وقع الطاعون أو انتشر مثلا في بلدة في قرية في مدينة في محافظة في بلد أو في أكثر من بلد ماذا يحصل الناس يستنفرون إذا كان المؤسسات الخاصة والرسمية والحكومية والمؤسسات العامة والدولة والشعب يقول وباء حصل الطاعون وقع الطاعون حتى من الناس من يقومون في الليل والنهار لتحذير من كورونا مع أن كورونا كلا شىء بالنسبة للطاعون مع ذلك تستنفر الدول إذا كانوا لهذا الأمر تستنفر الدول والمؤسسات والأفراد لماذا؟ يقولون لأجل ان نحفظ الشعب لأجل السلامة العامة فإذا كان لأجل هذا يعملون كل هذه الاحتياطات والتحذيرات والبرامج والإعلام والإعلان ووسائل الإعلان والمحطات والتلفزيونات المحلية والدولية والفضائية فكيف بإزالة المنكر كيف بإنكار المنكر على أننا نؤكد أن إزالة المنكر ليس مجرد القول باللسان كما حرّف أحد مدعي المشيخة أحد مدعي الدكترة هذا الإنسان الذي هو من مشايخ المشبهة من مشايخ المجسمة ويدعي أنه رئيس هيئة رسمية على زعمه ماذا قال هذا الجهول هذا المتهتك الذي باع نفسه من الشيطان وباع نفسه والعياذ بالله بثمن بخس ماذا قال؟ إنكار المنكر لا يعني إزالة المنكر قال تفسير إنكار المنكر بإزالة المنكر هذا على زعمه قال فهمه أو وضعه أو ابتدعه المبتدعة على زعمه كالخوارج والمعتزلة وقال هذا مفهوم خلاف مفهوم السلف على زعمه انظروا كيف يحرف دين الله ويحرف شريعة الله ليرضى عنه بعض الناس أو مثلا غير المسلمين إذا كانوا طلبوا منه اشتروه دفعوا له أو أغروه بمنصب فحرف دين وشريعة الله وكذب الله ليرضى عنه هؤلاء هذا الإنسان الوضيع هذا الإنسان المكذب لدين الله تعالى قال إن مفهوم إنكار المنكر بمعنى إزالة المنكر قال هذا خلاف منهج السلف على زعمه ماذا يريد بإنكار المنكر يعني لو انه رأى إنسانًا يزني بابنته لا يزيله عنها يتركه عليها يزني بها يكمل. ما معنى لا يزيل المنكر لو رأى إنسانًا يذبح له ولده ما معنى لا يزيل ما معنى لا يغير قال إنكار المنكر لا يعني إزالة المنكر. لو انه رأى إنسان يبول على المصحف ماذا يفعل ينتظره ويقول له أكمل حتى النهاية ثم يعطيه شيئًا ليستنجي على زعمه هذا تحريف لدين الله هؤلاء باعوا أنفسهم من الشيطان حرفوا شريعة الله حرفوا دين الله تعالى أليس الرسول صلى الله عليه وسلم قال:”من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده (إن كان لا يعني الإزالة فلماذا بيده) فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه“. هذا الترتيب في إنكار المنكر لكن ماذا قلنا بشرط أن لا يؤدي الإنكار إلى منكر أعظم إلى منكر أكبر إلى مفسدة أكبر أن لا يؤدي إلى مقتلة مثلا رأينا إنسانًا يسب مسلمًا في الطريق ظلمًا وعدوانا نقول له اتق الله هذا حرام ونحن نعتقد ونعرف أن هذه الكلمة لن تؤدي إلى فتنة ولا إلى مفسدة ولا إلى ضرر ولا إلى سفك دماء ولا إلى مقتلة في البلد هذا واجب علينا فإن كنّا نعرف أن هذه الكلمة اتق الله لا تشتم هذا المسلم لا تسب هذا المسلم لا تكفي ولن تردعه ماذا نفعل؟ نأتي نمسك بيده نقول له تعال نكلمه نأخذه عن هذا المسلم لأجل أن لا يستمر بسبه ثم بحكمة وبلين ولطف ننصحه ونقول له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”سباب المسلم فسوق“. مثلا رأينا إنسانًا والعياذ بالله تعالى يضرب امرأة ظلمًا وعدوانًا في الشارع هل ننظر ونتفرج إلى أن يذبحها ولا نزيل هذا المنكر أم نحول بينه وبينها يعني نمنعه من ضربها نمنعه من ذبحها نمنعه من قتلها نمنعه من الزنا بها يريد أن يعتدي على امرأة في الشارع فيزني بها ما معنى لا نزيل المنكر يعني نتركه نتفرج وهو يزني بها أو نحول بينه وبينها لكن كما قلنا من غير إحداث مفسدة من غير إحداث مقتلة من غير زيادة ضرر من غير زيادة فتنة هذا معنى إزالة المنكر فلماذا حرّف شريعة الله تعالى هذا الذي يدعي أنه شيخ ودكتور وهو والعياذ بالله من حزب إبليس من دعاة الشيطان الذين يريدون للكفر والفساد والدعارة والرذيلة أن تعم في الناس وتنتشر {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} والرسول صلى الله عليه وسلم:”ليس منّا من لم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر“. النهي عن المنكر يكون لمجرد كما يقولون في العامية وأخذ صورة وبرستيج أم لإزالة المنكر لإزالته لتغييره لكن كما قلنا بالحكمة والموعظة الحسنة فهؤلاء يريدون للكفر والشر والرذيلة أن تستشري وأن تشيع في الذين ءامنوا والعياذ بالله تعالى. لذلك هذا الفرض أمر عظيم وإلا فإن سكت الجميع كل الذين علموا بهذا المنكر وكانوا قادرين على الإنكار وسكتوا بلا عذر كلهم أثموا كلهم عصوا عرضوا أنفسهم لسخط الله، وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد رحمه الله من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم:”إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب“. وهذا الحاصل اليوم في الدنيا في الأرض في البلاد انتشرت المنكرات ولا يوجد من يزيل ويغير وينكر إلا القلة القليلة الندرة النادرة لذلك عم البلاء وانتشر كما في صحيح مسلم من حديث السيدة زينب رضي الله عنها يعني زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين رضي الله عنها قالت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال: نعم إذا عم الخبث” وقد عم الخبث وقد عم وطم وانتشر وشاع وذاع وعمت في الأرجاء. إذًا عمت البلايا عمت المصائب والحروب والفقر والبلاء والأمراض التي لم تكن موجودة في الماضي ولا كانت معروفة في الماضي هذا انتقام من بعض الناس الذين تركوا الفرائض وضيعوا القيام بهذا الواجب وهو بالنسبة للمؤمنين الكاملين الملتزمين رفعة مقامات لهم ودرجات وحسنات لذلك علينا أن نقوم بإنكار المنكرات كما بيّنا بالشروط التي وضعها العلماء وبالتي هي أحسن وبالحكمة والموعظة الحسنة وبالكلمة الطيبة وبالأسلوب اللطيف الذي يُرغب الناس بترك المنكرات وبالإقبال إلى الطاعات بالإقبال إلى العبادات بالإقبال إلى الخيرات لذلك علينا أن لا نترك هذا الواجب وإلا نكون عرضنا أنفسنا لسخط الله لغضب الله قال شيخنا الإمام الهرري رضي الله عنه وأرضاه:” الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقدم أجلا ولا يؤخر رزقًا“. وقال رضي الله عنه:”الذي لا يقوم بذلك إيمانه ناقص يكون إيمانه ناقص” وقال:”لا يكمل إيمان المؤمن حتى يكون جريئًا في قول الحق“. والحمد لله ربّ العالمين.