قال المؤلف رحمه الله: وَلا نُمَاري في دِينِ الله.
الشرح أنه لا نجادل في دين الله جدالا نهى الله تبارك وتعالى عنه وهو الجدال فيما لا يُعلم، فمن عَرَفَ الحق يُجادل لإحقاق الحق أما مَن لم يعرفه فلا يُماري.
قال المؤلف رحمه الله: وَلا نُجَادِلُ في القُرءانِ.
الشرح أنه لا نحكم في القرءان بنفي شىء يَحتمل أن يكون منه ولا بإثباتِ شىء من غير عِلم أنه منه فنقرأ ما علمنا أنه منه ولا ننفي شيئًا ولا نُثبت شيئًا أنه منه بدون عِلم لأن القرءان نَزَلَ على عدة وجوه، فقد يُنكر الشخص قراءة هي ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لم يعرفها.
قال المؤلف رحمه الله: وَنَشهَدُ أَنَّهُ كَلامُ رَب العَالَمِين نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ فَعَلَّمَهُ سَيّدَ المُرسَلِين مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم وَهُوَ كَلامُ الله تَعَالى لا يُسَاوِيه شَىءٌ مِن كَلامِ المَخلُوقِينَ وَلا نَقُولُ بِخَلقِهِ.
الشرح أننا لا نقول القرءان مخلوق لأن لفظ القرءان قد يُراد به كلام الله الذاتيّ وقد يُراد به اللفظ المنزل فإن القرءان إذا أُريد به الصفةُ الذاتيةُ التي ليست حرفًا ولا صوتًا فظاهرٌ أنه غير مخلوق، أما إن أُريد به اللفظ المنزل فيجب اعتقاد أنه مخلوق لله تعالى لكن لفظًا لا يقال إلا لحاجة التعليم.
والروح الأمين هو جبريل قال تعالى {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ} [سورة الشعراء].
قال المؤلف رحمه الله: وَلا نُخَالِفُ جَمَاعَةَ المُسلِمين.
الشرح المراد بالجماعة أهل السنة والجماعة وهم من كان على ما كان عليه الرسولُ صلى الله عليه وسلم والصحابةُ من العقائد. ومعنى كلامه لا نخالفُ إجماعَ المجتهدين فقد ثبت عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه «لا يجمع الله أمة محمد على ضلالة» رواه الحافظ ابن حجر في أماليه وصححه.
قال المؤلف رحمه الله: وَلا نُكَفّرُ أَحَدًا مِن أَهلِ القِبلَةِ بِذَنبٍ مَا لَـم يَستَحِلَّهُ.
الشرح المراد بأهل القبلة المؤمنون فمن كان على الإيمان لا يجوز تكفيره من أجل الذنب إلا إذا استحل الذنب وكان ذلك الذنب معلومًا من الدين بالضرورة أنه ذنبٌ فهذا الذي يُكفَّر.
قال المؤلف رحمه الله: وَلا نَقُولُ لا يَضُرُّ مَعَ الإِيمان ذَنبٌ لِـمَـن عَمِلَهُ.
الشرح هذا فيه رد على المُرجئة في قولهم «لا يَضُرُّ مع الإيمان ذنب كما لا تنفع الطاعة مع الكفر»، عندهم مهما عمل المؤمن من المعاصي لا يُعاقب وهذا خلاف مذهب أهل السنة وفيه رد للنصوص وهو كفر.
قال المؤلف رحمه الله: نَرجُو لِلمُحسنينَ منَ المُؤمِنِينَ أَن يَعفُوَ عَنهُم وَيُدخِلَهُمُ الجنَّةَ برَحمَتِهِ وَلا نَأمَنُ عَلَيهم.
الشرح أن مَن رأيناه ظاهرًا مُحسِنًا أي طائعًا نقول نرجو الله أن يعفوَ عنه ويدخلَه الجنة بلا عذاب ولا نقطعُ بالحكم على الواحد منهم بأنه لا يُصيبه العذاب في الآخرة البتة لكن نقول إن كان هذا الإنسان تقيًّا فإنه يدخل الجنة من غير عذاب.
قال المؤلف رحمه الله: وَلا نَشهَدُ لَـهُم بِالجَنَّةِ.
الشرح معناه لا نَشهَدُ من تلقاء أنفسنا أن فلانًا من أهل الجنة، أما مَن وَرَدَ فيه النص أنه من أهل الجنة فنشهد له كأهل بدر وأهل أُحُدٍ وأناسٍ ءاخرين بشَّرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة.
قال المؤلف رحمه الله: وَنَستَغفِرُ لِـمُسِيئِهم وَنَخَافُ عَلَيهِم وَلا نُقَنّطُهُم.
الشرح أننا نستغفر للمسيء من المسلمين ونخاف عليه أن يُعذب بذنوبه إذا لم يَتُب منها، أما من تاب منها على تقدير أن توبته عند الله ثابتة كما هي في ظاهر الأمر عندنا فنقول إنه ءامِنٌ من عذاب الله قال تعالى {قُل يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِم لاَ تَقنَطُوا مِن رَحمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [سورة الزمر] .
ومعنى «وَلا نُقَنّطُهُم» أي لا نجعل المذنبينَ العصاة ءايسينَ من رحمة الله فنقول يجوزُ أن يسامحهم الله ويجوزُ أن يعذبهم.