fbpx

تفسير جزء الذاريات – الطور – الحلقة: 12

شارك هذا الدرس مع أحبائك

بسم الله الرحمن الرحيـم الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمّد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين سنكمل إن شاء الله تعالى في تفسير سورة الطور. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ (29)} فذكّر يا محمد عظ يا محمد {فَمَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ} معناه الله عزّ وجلّ أنعم عليك بالنبوة فأنت يا محمد لست كاهنًا كما يدعون ولست مجنونًاكما يقولون والعياذ بالله بل أنت أنعم الله عليك بالنبوة الله سبحانه وتعالى أنعم على حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم بالنبوة والرسالة كفار قريش كانوا يرمون الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنون فيقولون عنه مجنون وهم يعلمون أنه ليس مجنونًا كانوا يقولون ذلك تنفيرًا لناس عنه عليه الصلاة والسلام ثم قال الله عزّ وجلّ:{أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30)} كانوا يقولون أيضًا في حق النبي والعياذ بالله إنه شاعر نتربص به ريب المنون معناه يقولون ننتظروا نزول نوائم الدهر به ننتظروا نزول مصائب الزمان به كانوا يقولون والعياذ بالله محمد شاعر سوف يموت وينتهي أمره كما كان قبله من الشعراء وقد ماتوا وانتهى أمرهم فالله عزّ وجلّ: {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} الريب هنا المراد به المصائب والمنون أي الدهر. {قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (31)} قل لهم يا محمد تربصوا ماذا ينتظرون كل نفس ذائقة الموت { قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُم}أي الرسول صلى الله عليه وسلم سيقول فإني معكم من المتربصين وأنا أيضًا من المتربصين من المنتظرين. نسأل الله عزّ وجلّ السلامة. ثم قال الله عزّ وجلّ:{أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُم بِهَذَا} الأحلام معناه العقول هم أي كفار قريش كانوا يدعون أنهم أصحاب عقول راجحة أتَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُم بِهَذَا يعني هم يقولون عن النبي شاعر كاهن مجنون وغير ذلك مما كانوا يرمون به الرسول صلى الله عليه وسلم هل عقولهم تحملهم على هذا هل عقولهم تأمرهم بهذا بما أنهم يدعون راجحة العقل ألم ينظروا في المعجزات ألم ينظروا في القرءان ألم ينظروا في حال النبي صلى الله عليه وسلم أليس هو معروف بينهم بأنه صادق أمين لكن هم كانوا متكبرين معاندين {أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (32)} هكذا كما قال الله عزّ وجلّ { أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (32)} تجاوزوا الحد بالكفر والعياذ بالله. {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ} صاروا يقولون إن محمّدًا تقوّل القرءان أرادوا بذلك أنه أتى به من عند نفسه وأنه ليس تنزيلا من الله عزّ وجلّ كانوا يريدون بهذا الكلام أن الله عزّ وجلّ لم يُنزل شيئًا على محمد إنما محمد هو تقوّله هو اختلقه هو افتراه على زعمهم هو قال هذا من عند الله قالوا وهو ليس من عند الله قالوا محمد يكذب. {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ} {بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ (33)} حالهم أنهم غير مؤمنين غير مصدقين. {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ (34)} إذًا فليأتوا بحديث مثله هم أليسوا قالوا محمد أتى به من عند نفسه محمد واحد هم مع إجتماعهم وكثرتهم هل يستطيعون أن يأتوا بمثله ولا بمثل سورة منه أليس الله عزّ وجلّ قال:{وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ} ما استطاعوا وهذا الأمر لتعجيز { وَادْعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } إذًا هم كانوا يقولون إن محمّدًا تقوّله يعني يقولون على زعمهم محمد افتراه محمد أتى به من عند نفسه فالله عزّ وجلّ قال:{ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ} نسأل الله عزّ وجلّ أن يُحسن ختامنا جميعًا والله أعلم وأحكم.