بسم الله الرحمن الرحيـم
الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.
سنكمل إن شاء الله تعالى في تفسير سورة القمر
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9)} {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ} أي كذبت قبل كفار قريش قوم نوح {فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا} أي كذبوا نوحًا عليه الصلاة والسلام وماذا قالوا في حقه قالوا والعياذ بالله إنه مجنون {وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ} أي كانوا يزجرونه عن تبليغ الرسالة كانوا يمنعونه من تبليغ الرسالة كانوا يضربونه كانوا يشتمونه كانوا يهددونه بالقتل كانوا يضربونه حتى يظنوا أنه قد مات نسأل الله عزّ وجلّ السلامة.
{فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ (10)} دعا نوح ربّه دعا الله عزّ وجلّ أَنِّي مَغْلُوبٌ معناه هؤلاء القوم لم يقبلوا أمرتهم به هؤلاءالقوم كذبوا وأعرضوا عن الإيمان هؤلاء القوم لم يصدقوا بما أخبرتهم به لم يؤمنوا لم يذعنوا فدعا الله عزّ وجلّ بأن ينزل عليهم العقاب فقال فانتصر أي أنزل عليهم العقاب يا ربّ وهذا بعد أن أعلمه الله عزّ وجلّ أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن وبقي يدعوهم تسعمائة وخمسين عامًا إلى الإسلام فعندما أوحى الله إليه أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن قال ربّ لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا أي لا تترك منهم أحدًا يا ربّ ثم قال الله عزّ وجلّ: {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ (11)} الله عزّ وجلّ قال: {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء} نزل المطر بكثرة {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ} أي بماء منصب بكثرة {وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا} معناه الأرض صارت كأنها عيون متفجرة {فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12)} التقى ماء السماء وماء الأرض على أمر قد قدّره الله عزّ وجلّ على ما أراد الله سبحانه وتعالى ثم قال الله عزّ وجلّ: {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13)} أي حملناه أي حملنا نوحًا ومن معه من المؤمنين على ذات ألواح ودسر أي على السفينة فهي مصنوعة من الواح الخشب وأما الدُسُر فمعناها المسامير.
{تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} أي تجري هذه السفينة بحفظنا {جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ (14)} كان ذلك الجزاء جزاء لأجل أنهم كفروا نعمة الله عزّ وجلّ نوح عليه الصلاة والسلام نعمة من الله نوح عليه الصلاة والسلام أرسله الله عزّ وجلّ وهذا الإرسال رحمة من الله عزّ وجلّ وفضل من الله عزّ وجلّ ونعمة من الله عزّ وجلّ هل شكر هؤلاء هذه النعمة لا بل كفروا بها وجحدوها فُجعل نوح عليه الصلاة والسلام نعمة لكنهم جحدوها لذلك قال الله عزّ وجلّ {جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ} لأن النبي نعمة من الله ورحمة فكان نوح عليه الصلاة والسلام نعمة مكفورة والعياذ بالله.
ثم قال الله عزّ وجلّ: {وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا ءايَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (15)} { وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا ءايَةً} أي جعل الله عزّ وجلّ هذه الحادثة هذا الذي حصل وهذه السفينة وآثار هذه السفينة ءاية علامة من رآها أو سمع بها يتعظ بما حلّ بمن كان قبله من المكذبين.
ثم قال الله عزّ وجلّ: {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16)} كيف كان العذاب أليس حصل ما أخبر الله عزّ وجلّ به كيف كان الإنذار أليس وقع بهم ما أُنذروا به. نسأل الله عزّ وجلّ السلامة.
ثم قال الله عزّ وجلّ: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (17)} الله سبحانه وتعالى قال: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءانَ لِلذِّكْرِ} سهلناه للاتعاظ بأن ذُكر فيه كثير من المواعظ وذُكر فيه الكثير من الوعد والوعيد فهل من متعظهذا تفسير وهناك تفسير آخر لهذه الآية {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءانَ لِلذِّكْرِ} أي سهلناه للحفظ وأعانا على حفظه من أراد حفظه فهل من طالب لحفظه ليُعان عليه فنسأل الله عزّ وجلّ أن يوفقنا جميعًا إلى حفظ القرءان وتلاوة القرءان إنه على كل شىء قدير وبعباده لطيف خبير والله أعلم وأحكم.