بسم الله الرحمن الرحيـم
الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين
سنكمل إن شاء الله تعالى في تفسير سورة القمر.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23)} كذلك أخبر الله عزّ وجلّ عن قوم ثمود وعن تكذيبهم كذّبوا صالحًا عليه الصلاة والسلام وثمود كانوا بعد قوم عاد.
{فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (24)} هم قالوا كيف نتبع بشرًا لماذا نتبع بشرًا وهو منّا هو واحد منّا لماذا لا يأتي ملك من الملائكة يُخبرنا بما يريده الله عزّ وجلّ أو بما أمر الله عزّ وجلّ به فقالوا أبشرًا منّا واحدًا نتبعه تكبروا أعرضوا إنّا إذًا هذا حكاية عما قالوه انظروا ماذا قال هؤلاء سيدنا صالح عليه الصلاة والسلام قال لهم إن لم تؤمنوا بالله إن متم على ما أنتم عليه من الكفر ستكونون في النار يوم القيامة خالدين فيها أنتم إذًا في ضلال عن الحق وسعر أي نيران أي نار جهنم فماذا فعلوا قالوا له الكلام نفسه قالوا لصالح إن اتبعناك إنّا إذًا لفي ضلال وسعر والعياذ بالله.
ثم قال الله عزّ وجلّ حكاية هؤلاء الكفار لصالح عليه الصلاة والسلام أو في حق صالح عليه الصلاة والسلام: {أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25)} قالوا متعجبين مكذبين ومنكرين معاندين { أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا} ءأنزل الوحي على صالح من بيننا قالوا عنه هو كذّاب بل هو كذّاب أشر أي على زعمهم هو بطر متكبر دعاه تكبره إلى إدعاء ذلك والعياذ بالله فقال الله عزّ وجل: {سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ الْكَذَّابُ الأَشِرُ (26)} سيعلمون عند الموت من الكذّاب الأشر أي سيعلمون عند الموت أنهم هم الكذّابون وأنهم هم المتكبرون نسأل الله عزّ وجلّ السلامة.
{إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27)} إنا مرسلو الناقة فتنة لهم أي إمتحانًا ابتلاءًا من الله عزّ وجلّ فارتقبهم لا تعجل عليهم يا صالح فارتقبهم واصطبر فانتظرهم وتبصر ما هم صانعون فأمره الله عزّ وجلّ أن يصبر على آذاهم وأن لا يعجل حتى يأتيه أمر الله عزّ وجلّ.
{وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ} أخبرهم يا صالح أن الماء قسمة بينهم مقسوم بينهم لهذه الناقة التي أُخرجت وكانت معجزة لصالح عليه الصلاة والسلام أُخرجت من الصخرة لهذه الناقة يوم تشرب فيه لها شرب يوم ولهم شرب يوم {وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ}
{كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ (28)} كل شرب محضور يحضر القوم الشرب يومًا وتحضر الناقة الشرب يومًا آخر هل امتثلوا هل التزموا بما أُمروا به مع أنهم رأوا معجزة عظيمة وهي إخراج ناقة وأخراج فصيلها أيضًا من صخرة صماء أنظروا ماذا فعلوا {فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29)} نادوا صاحبهم هو عاقر الناقة اسمه قُدار بن سالف هو الذي باشر ذلك هو الذي تعاطى عقر الناقة {فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ} فعقرها فقتلها وكانوا موافقين راضين بذلك لذلك تجدون قول الله عزّ وجلّ {فَعَقَرُوهَا} بالجمع لأنهم كانوا راضون بذلك.
{ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31)} بعد أن قتلوا هذا الناقة أخبرهم صالح عليه الصلاة والسلام أنهم يموتون بعد ثلاثة أيام وأرسل الله عزّ وجلّ عليهم صيحة صاحها بهم جبريل عليه السلام كما قال الله عزّ وجلّ: {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} أي بالصيحة التي تجاوزت الحد المعتاد في الصوت صاح بهم جبريل عليه السلام صيحة واحدة ماتوا جميعًا فكانوا كهشيم المحتظر الهشيم هو الشجر اليابس المتهشم المتكسر والمحتظر هو الذي يعمل الحظيرة فما يستعمله في صنع هذه الحظيرة ييبس ويتكسر ويقع أرضًا وتطأه البهائم بهذا شبههم الله عزّ وجلّ {فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} أي كانوا كالنبات كالشجر اليابس المتكسر الذي تطأه الأنعام أو الدواب بأقدامها نسأل الله عزّ وجلّ السلامة.
ثم قال الله عزّ وجلّ: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (32)} نسأل الله عزّ وجلّ أن يجعلنا من المتعظين العاملين بما أمر به رسوله صلى الله عليه وسلم والله أعلم وأحكم.