fbpx

الوجيز في تفسير كتاب الله العزيز – سورة الشمس

شارك هذا الدرس مع أحبائك

الشيخ رمزي شاتيلا تفسير سورة الشَّمس بسم الله الرَّحمن الرَّحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلَّى الله على سيدِنا محمَّد وعلى آلهِ وصَحبِهِ الطيّبين الطاهرين، سنتكلم إن شاء الله تعالى في تفسير سورة الشَّمس. أعوذ بالله من الشيطان الرَّجيم بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ﴿وَالشَّمسِ وَضُحَاهَا﴾ أقسَمَ الله عزَّ وجلَّ بالشَّمسِ وأقسَمَ بضُحها، و معنى ضُحها ضؤُها. ﴿وَالقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴾ أي إذا تَبِعَها. ﴿وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا﴾ أي كَشَفَها فإنَّ الشَّمسَ عند انبِساطِ النَّهار تنجلي تمَام الانجِلاء. ﴿وَاللَّيلِ إِذَا يَغشَاهَا﴾ أي يَغشَ الشَّمس فيذهبُ بضوئِها عند سُقوطِها. ﴿وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا﴾ أقسَمَ الله بالسَّماءِ، ومعنى وما بَناها أي ومن بَناها وهو الله سُبحانَهُ وتعالى الذي خَلَقَها ورَفَعَها. ﴿وَالأَرضِ وَمَا طَحَاهَا﴾ أي ومن طَحاها وهو الله سبحانه وتعالى أي بَسَطَها وجَعَلَها صالِحة للسُّكنى. ﴿وَنَفسٍ وَمَا سَوَّاهَا﴾ ومعنى وما سوَّاها أي ومن سوَّاها وهو الله سبحانه وتعالى فهو خالِقُ كلّ شيء. ومعنى سوَّاها أي سوَّا أجزاءها وأعضاءها. ﴿فَأَلهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقوَاهَا﴾ الإلهام هو إيقاعُ الشىء في النَّفس، فالمعنى أنَّ الله عزَّ وجلَّ ألهَم الـمُؤمن المـُتَقيَ تَقواه وأَلهمَ الكافِرَ الفاجِر فجورَه فالله عزَّ وجلَّ هو خَلَقَ المؤمِن وخَلَقَ الكافِر، خَلَقَ في المؤمِن تَقواهُ وخَلَق في الكافِر فُجورَه. ﴿قَد أَفلَحَ مَن زَكَّاهَا﴾ أي أفلحَت نفسٌ زكَّاها الله عزَّ وجلّ. ﴿وَقَد خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾ أي خابَت نَفسٌ أَضَلَّها الله سُبحانَهُ وتعالى. ﴿كَذَّبَت ثَمُودُ بِطَغوَاهَا﴾ كذَّبَت ثمودُ نبيَّ الله تعالى صالحًا، و ثمود قبيلةٌ مشهورة كانوا عَرَبًا يسكنونَ الحِجر بين الحِجازِ وتَبوك وكانوا بعد قومِ عادٍ يعبدونَ الأصنامَ كأولئك. ومعنى بِطَغواها أي بمعاصِيها والمعنى أن الطُغيانَ حَمَلَهُم على التَّكذيب. ﴿إِذِ انبَعَثَ أَشقَاهَا﴾ أي أسرَعَ أشقاها، وأَشقاها هو عاقِرُ النَّاقة هو قُدارُ ابنُ سالِف. ﴿فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقيَاهَا﴾ فقالَ لهم رسولُ الله أي صالح ٌعليهِ السَّلام والمرادُ أنَّهُ قالَ لَهُم احذَروا عَقرَ ناقَةِ الله. ومعنى وسُقياها أيّ شربها في يومها وكان لها يومٌ ولهم يوم. ﴿فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمدَمَ عَلَيهِم رَبُّهُم بِذَنبِهِم فَسَوَّاهَا﴾ أي كذَّبوا صالحًا عليهِ السَّلام فعَقَروا النَّاقَة قَتَلَها الأَشقى ولكِن أُضيفَ الفِعلُ إلى الكُل لأَنَّهم رَضوا بِفِعلِه وإتابَعوهُ عليه. ﴿فدَمدَمَ عليهم ربُّهم بذَنبِهِم فسوَّاها﴾ أي أَهلَكَهُم وأَطبَقَ الله عليهِمُ العَذابَ بِذَنبِهِم الذي هو الكُفرُ والتَّكذيب وعَقرُ النّاقَة، فسوَّاها أي سوَّى بينهُم في الهَلاك سبحانه وتعالى. ﴿وَلَا يَخَافُ عُقبَاهَا﴾ أي إنَّ الله عزَّ وجلّ فَعَلَ بهم ذلك وهو غيرُ خائِفٍ أن تَلحَقه تَبِعَةُ الدَمدَمَةِ من أَحَد. والله سُبحانه وتعالى أعلمُ وأَحكَم.