من بركات رسول الله
اسم المادة: تكثير الطعام بيد سيد الأنام
الرقم: 3
قال الشيخ نبيل الشريف:
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين
وبعد،
تكثير الطعام بيد سيد الأنام
إيّاكم والكذب على الله والخلق. الدينُ عملٌ بالأوامر، واجتنابٌ للنواهي، وخضوعٌ وانكسارٌ في الأَمرين، العمل بالأوامر يُقرب إِلى الله، والاجتنابُ عن النواهي خوفٌ من الله، اطلبوا تقوى الله بمتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم. قال الشاعر
وأطْعَمَ الألفَ زمانَ الخَنْدَقِ مِن دونِ صاعٍ وبُهَيمةٍ بَقي
بعدَ انْصِرافهم عَنِ الطعـــــــام أكثرُ مِمَّا كان مِـــــــــــنْ طعامِ
كذاكَ قدْ أطعمهم مِن تمــــرٍ أتتْ بهِ جاريةٌ في صُــــــــــــــــغرِ
وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أطعم الألف الذين كانوا معه في غزوة الخندق من صاع شعير أو دون صاع، وبُهيمةً وهي ولد الضأن، فأكلوا وشربوا وانصرفوا وبقي بعد انصرافهم عن الطعام أكثر مما كان من الطعام كما في الصحيحين عن جابر..
وأنه صلى الله عليه وسلم أطعم أهل الخندق أيضًا من تمر يسير جدًا أتت به إليه جارية وهي بنت بشير بن سعد أخت النعمان بن بشير كما رواه عنه أبو نعيم وقال إنهم شبعوا منه جميعًا وكانوا ثلاثة ءالاف التمر في غاية في القلة تقلّه البنت الصغيرة
وأمــــــــــــــــــــــــــرَ الفاروقَ أن يُزوّدا مئينَ أربعًا أتَـــــــــــــوْا فَزوّدا
والتمرُ كانَ كالفصيلِ الرَّابضِ كأنهُ ما مَسَّهُ مِنْ قابِضِ
وأنه أمر عمر الفاروق رضي الله عنه أن يزود أربعمائة راكب أتوا إليه من تمر كان عنده فزودهم منه والتمر كان مقداره كالفصيل الرابض أي الجالس، أي أن الجِرابَ الذي فيه التمر بمقدار الفصيل إذا جلس فزودهم جميعهم وكأنه ما مسه قابض أي ما قبض أحد منه قبضة بيد، كما رواه أحمد وغيره عن دكين بن سعيد الخَثْعَمي وقال فيه: “كأنه لم يُقبضْ منه تمرةٌ واحدة.
والنبي صلى الله عليه وسلم رحمة {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ *} [سورة الأنبياء] وكما انفتحت أبواب السماء بالرحمة التي هي المطر، انفتحت أبواب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم الذي هو رحمة للعالمين.
والله تعالى أعلم وأحكم.