fbpx

علوم القرءان – الدرس 13

شارك هذا الدرس مع أحبائك

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد خاتم النّبيين وأشرف المرسلين وعلى سائر إخوانه النّبيين وآل كل والصالحين. أما بعد، أيها الأحبة الكرام نلتقي مجددًا بشهر رمضان الكريم مع القرءان العظيم نتلو شيئًا من ءاياته ونذكر شيئًا من أحكامه ونسأل الله سبحانه وتعالى حسن النية القول والعمل ونسأله العفو والعافية وحسن الختام. كنا ذكرنا أن القرءان نزل على عدة وجوه من القراءة والذين اشتهروا في الإقراء في نشر وتعليم القرءان عملا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “خيركم من تعلم القرءان وعلمه” القُراء العشرة المشهرون الذين رُضيت قراءتهم واتفق العلماء على أنها تقرأ في الصلاة وفي غير الصلاة. 1:46 القراءات السبع متواترة وكذلك القراءات العشر كما ذكر البغوي وكما ذكر الإمام تقي الدين السبكي أنها متواترة وهؤلاء الأئمة العشرة الإمام نافع الذي هو من أهل المدينة وابن كثير المكي عبد الله بن كثير وأبو عمرو بن العلاء البصري وعبد الله بن عامر الشامي ثم عاصم وحمزة والكِسائي الكوفيون وأما الثلاثة الذين يتممون العشرة فهم أبو جعفر الذي هو مدني وكان نافع قرأ عليه من ضمن ما قرأ وبعد أبي جعفر يعقوب البصري ثم خلف وهو معدود في الكوفيين خلف العاشر هؤلاء الأئمة العشرة ارتضى العلماء قراءتهم لأنها كما بينا قراءة توافق النحو توافق الرسم وصح سندها يوجد بعض الاختلافات بين القُراء. سنقرأ شيئًا مما جاء برواية شعبة عن عاصم نحن نقرأ إجمالا في بلاد الشام وفي مصر وفي أغلب البلاد في شرق آسيا يقرأون برواية حفص عن عاصم، عاصم وكل القراء أخذ عنهم أكثر من واحد لكن شُهر عن كل قارئ راويان عن عاصم شعبة وحفص بعضهم قدم شعبة وبعضهم قدم حفصًا وكلاهما من ضمن من أخذ عن عاصم ونقلوا عنه ما تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم نقرأ شيئًا من رواية شعبة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87)}. سورة الأنعام صدق الله العظيم. بهذه التلاوة أيّها الإخوة الأحبة نرى بعض الفروقات التي يختلف فيها شعبة عن حفص مع أن شعبة وحفصًا كليهما رويا عن عاصم، وعاصم كان يعرف بقية القراءات وكذلك هم كانوا يعلمون غير هذه القراءة لكن قرأ كل واحد بما قرأ على شيخه وشيخه أقره على قراءته ففي قوله تعالى: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا} برواية حفص برواية شعبة {رَأَى كَوْكَبًا} بإمالة الراء وإمالة الهمزة التي بعدها ألف وكذلك بين قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ}(و) رَأَى الْقَمَرَ هنا شعبة يميل الراء فقط لأن هذه الهمزة التي بعدها ألف جاء بعدها ساكن فلذلك لا تمدّ الألف لا نقول رأى القمر رأى القمر أو رأى القمر فإذا جاء بعد لفظة رأى إذا جاء متحرك شعبة يميل الراء والهمزة والألف وإذا جاء بعدها بعد كلمة رأى إذا جاء ساكن فشعبة يميل فقط الراء ثم بقوله تعالى إخبارًا عن سيدنا إبراهيم أنه قال {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}قرأ شعبة وجهت وجهي للذي فطر السّموات والأرض وكذلك جاء معنا {وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى} {وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى} فمثل هذا كله علمه النبي صلى الله عليه وسلم الذي تلقّى من جبريل وجبريل علّم النبي صلى الله عليه وسلم ما أخذه من اللوح المحفوظ وما سمع صوتًا خلقه الله سبحانه وتعالى ونزل سيدنا جبريل على نبينا عليه الصلاة والسلام بما أوحى إليه من القرءان وفي هذه الآيات يظهر أن سيدنا إبراهيم الذي دعا إلى عبادة الله وحده سيدنا إبراهيم ءاتاه الله عزّ وجلّ حجة على قومه الذين كانوا يعبدون القمر الشمس والنجوم وسيدنا إبراهيم لم يعبد أبدًا غير الله لم يشرك بالله كما بينا في حلقة سابقة كل الأنبياء يلهمون منذ نشأتهم الإيمان بالله سبحانه وتعالى حتى قبل أن ينزل الوحي عليهم يُلهمون معرفة الله سبحانه وتعالى وأنه لا يشبه شيئًا من خلقه، الله عزّ وجلّ يقول: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ} الله عزّ وجلّ يبين أنّ سيدنا إبراهيم لم يكن على الإشراك وعلى عبادة غير الله إنما كان مؤمنًا بالله عزّ وجلّ، ثم شعبة رضي الله عنه الذي قلنا روى عن عاصم عرض القرءان على عاصم أكثر من مرة عمّر دهرًا طويلا، من ضمن ما ذُكر عن سيدنا شعبة أنه حين حضرته الوفاة يذكر الشيخ عبد الفتاح القاضي يقول لما حضرته الوفاة بكت أخته فقال لها: ما يبكيك؟ قال انظري إلى تلك الزاوية فقد ختمت فيها القرءان ثمان عشرة ألف ختمة يعني كان يكثر القراءة عمّر طويلا وكان يُكثر من القراءة هي قراءة القرءان إذا أراد الإنسان أن يختم بالحدّ المتوسط يستطيع أن يختم في ثلاثين ساعة هذه السّاعات الثلاثون قد يأخذها الإنسان في يومين في ثلاثة في أسبوع في شهر وبعضهم يحيا طول حياته ولا يختم ختمة من القرءان نسألُ الله عزّ وجلّ أن يوفقنا للعمل الذي يرضيه إنه سميع مجيب والحمد لله ربّ العالمين.