fbpx

علوم القرءان – الدرس 27

شارك هذا الدرس مع أحبائك

بسم اللهِ الرّحمن الرّحيم الحمد لله ربّ العالمين صلوات الله البرّ الرّحيم والملائكة المقربين على سيّدنا محمّد خاتم النبيين وأشرف المُرسلين وعلى سائر إخوانه النبيين وآلِ كل والصّالحين. أيها الإخوة الأحبة نلتقي مجددا مع القرآن العظيم في شهر رمضان الكريم نتلو بإذن الله عز وجلّ شيئا من آيات القرآن العظيم ونبين بعض الأحكام التي نراها مهمة ونسأل الله سبحانه وتعالى حسن النية والقول والعمل ونسأله العفو والعافية وحسن الختام وسنقرأ اليوم بإذن الله تعالى ما تيسّر لنا من سورة طه بقراءة حمزة من رواية خلف عنه ونسأل الله عزو جلّ القبول. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءانَ لِتَشْقَى (2) إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى (3) تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلَى (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6) وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7) اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى (8) وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي ءانَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي ءاتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (14)} صدق الله العظيم. إخوة الإيمان يظهر لنا من هذه التلاوة أن سيدنا حمزة يقرأ بحروف وبطريقة غير التي يقرأ بها عاصم من رواية حفص، نرى الإمالة وقد يكون السّبب في انتشار رواية حفص عن عاصم أنها ليس فيها مثل هذه الأحكام ليس فيها إمالة إلا وقال اركبوا فيها بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا فقط للفظ مجريها يميل أما في بقية المصحف لا يوجد إمالة لحفص، بينما بقراءة حمزة من رواية خلف أو من رواية خلاد حمزة والكسائي عندهم الإمالة بشكل ظاهر، الإمالة بطه بالطاء والهاء وكذلك بأواخر الآيات التي فيها ألفات منقلبة عن ياء، وكذلك يقرأ لأَهْلِهِ امْكُثُوا وكذلك يقرأ وَأَنَّا اخْتَرْتُكَ بدل وَأَنَا اخْتَرْتُكَ ، والله سبحانه وتعالى واحد لا شريك له قال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} لأنه عظيم، هذا الجمع أحيانا يستعمله الناس إما للجمع وأحيانا يُستعمل للتعظيم، الله عز وجل واحد لا شريك له والله سبحانه وتعالى أنزل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} وغيرها من الآيات التي فيها تعظيم لله سبحانه وتعالى، ثم في هذه السّورة يبين الله عز وجلّ أنه خلق السموات العُلا وخلق الأرض وخلق ما فيهما وما بينهما وهذه السّورة فيها قول الله عز وجل: {طه أو طِه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءانَ لِتَشْقَى} نبينا عليه الصّلاة والسّلام بعد أن نزل عليه القرآن كان كما أخبر الله سبحانه وتعالى عن عباده الصالحين الذين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون، نبينا عليه الصّلاة والسّلام كان شاكرا لله عز وجلّ كثير الشكر لله سبحانه وتعالى شكورا يسعى لطاعة الله عز وجلّ يسعى في طاعة ربّه في ليله ونهاره بفترة قليلة، نبينا عليه الصّلاة والسّلام هاجر من مكة إلى المدينة وعاش في المدينة عشرَ سنوات، والله سبحانه وتعالى فتح على يديه مكة عاد فاتحا جاء نصر الله والفتح فصار الناس يدخلون في دين الله أفواجا، لأنه كان عليه الصّلاة والسّلام شديد الحرص على هداية الناس ودعوتهم، نزل قول الله عز وجلّ {مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءانَ لِتَشْقَى} ماذا تفعل لهداية الناس؟ هل تستطيع أن تخرق الأرض أو أن تصعد في السّماء، عليك التذكرة {مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءانَ لِتَشْقَى (2) إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى} من يخاف الله عز وجلّ إذا ذكر يتذكر ونبينا صلّى الله عليه وسَلّم بعث هاديا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله يذكّر عباد الله ويُرشدهم إلى ما فيه صلاحهم في الدنيا والاخرة، وكذلك في هذه السورة بعد قوله عزّ وجلّ {تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلَى} الإله العظيم الذي خلق كل شيء {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} استوى كما أخبر لا كما يخطر للبشر، استوى استواء يليق به سبحانه وتعالى استواء منزها عن الجلوس منزها عن صفات الخلق، الله سبحانه وتعالى ذكر في معرض المدح قوله سبحانه وتعالى خلق الأرض والسّموات العلا، {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وهو لا يحتاج إلى عرشه، العرش مخلوق والله سبحانه وتعالى كان موجودا قبله، خلقه لا لاحتياج إليه إنما لو فكّر الإنسان الواحد من الناس مهما بلغ حجمه وطوله نحن من عباد الله عزّ وجل الضعفاء، {وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا}، الله سبحانه وتعالى الذي هو رب كل شيء رب العرش العظيم، هذا العرش لو فكّرنا في حجمه هذا العرش ورد أن السموات والأرض بالنسبة للكرسي الذي ذكر في آية الكرسي السّموات والأرض بالنسبة للكُرسي كحلقة ملقاة في برية في أرض فلاة، وهذا الكرسي العظيم بالنسبة للعرش كأنه حلقة ملقاة في أرض فلاة، هذ العرش الذي هو أعظم المخلوقات حجما، الله سبحانه وتعالى خلقه قهره وهو يحفظه ولو شاء أن يفنى هذا العرش لفني والله سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء إذا أراد شيئا أراد وجود العرش أو إعدامه يوجد وينعدم، لكن الله سبحانه وتعالى خلق هذا العرش العظيم ليبقى لأنه سقف الجنة، فهذا الإنسان ماذا تكون قوته بالنسبة للسموات التي لها آلاف السّنين أما الإنسان يحيا إن عاش في هذه الأيام إلى مائة سنة يحتفلون بعض النّاس يحتفلون بأنه عاش إلى مائة، السموات والأرض والعرش العظيم الإنسان بالنسبة لهذه المخلوقات شيء ضعيف فإذا فكر أن الله عز وجلّ عظيم قادر ينبغي أن يعمل في طاعته ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يلتزمون العمل بطاعته وأن يحسن ختامنا إنه سميع مجيب. أيها الإخوة الأحبة نصل إلى ختام هذه الحلقات نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على الصلاة والصيام وأن يعيننا على أداء الأعمال الصالحة، إنه سميع مجيب وإن شاء الله تعالى نلتقي بكم في برامج أخرى على طاعة الله عزّ وجلّ نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا في الدّنيا على طاعته، وأن يجمعنا في الآخرة في واسع جنانه إنه سميع مجيب وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.