مسجد عدّاس
مسجد بالطائف بني حيث اجتمع النبي عليه الصلاة والسلام بعداس ودعاه إلى الإسلام وآمن، فما قصة رحلة النبي عليه الصلاة والسلام إلى الطائف؟
بعد أن اشتد أذى قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم رحل النبي إلى الطائف، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبائل مكة إلى الإسلام قبيلة قبيلة يسأل كل قبيلة عن الحماية يبحث رسول الله عليه الصلاة والسلام عن قبيلة تحمي دعوته يأوي إليها ولكن رفضت كل القبائل حماية النبي عليه الصلاة والسلام وازداد الأمر شدة بعد وفاة أبي طالب عم النبي عليه الصلاة والسلام وهذا الرجل أبو طالب لم يسلم لكنه كان يدافع عن النبي عليه الصلاة والسلام وكان يحميه ويحبه محبة كبيرة وقف الرسول صلى الله عليه وسلم عنده قبل أن يموت وكان يعاني من المرض فقال النبي عليه الصلاة والسلام لعمه أبي طالب “يا عم قلها -أي قل الشهادتين- أشهد لك بها غدا عند الله” فأبى أبو طالب أن ينطق بشهادة الحق خاف أن تعايره النساء من بعد مماته فخرج النبي عليه الصلاة والسلام وأُخبر بعد مدة بوفاة عمه أبي طالب، ازداد أذى قريش على النبي عليه الصلاة والسلام بعد ممات أبي طالب حتى صار بعض الناس يضع التراب على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطريق وهو ماشٍ، اشتد الأذى جدا جدا جدا حتى إن النبي عليه الصلاة والسلام دخل بيته ذات يوم وعلى رأسه التراب فجعلت بنية للنبي عليه الصلاة والسلام تمسح التراب عن وجهه وتبكي فيقول النبي عليه الصلاة والسلام: “لا تبكي يا بنية فإن الله مانع أباك” هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، خرج بعدها حبيب الله إلى الطائف حتى يلتقي ببني ثقيف يسألهم الإسلام يدعوهم إلى الإسلام ويرجو منهم حماية هذه الدعوة لكن ما كان من ثقيف إلا أن ردوا دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام وحاربوه أشد المحاربة آذوه وصاروا يرمون عليه الحجارة حتى يخرجوه من الطائف وكان مع النبي عليه الصلاة والسلام زيد بن حارثة وكان رسول الله يحبه محبة شديدة فصار زيد يحمي رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحجارة حتى شُج رأسه فاخذه النبي عليه الصلاة والسلام إلى بستان يأوي عنده دخل النبي عليه الصلاة والسلام إلى ذلك البستان وصار يشكو أمره إلى الله، “اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين إلى من تكلني إلى عدو يتجهمني أم عدو ملّكته أمري إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ولكن عافيتك أوسع إلي”، جاء غلام يقال له عداس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه قطيف عنب ووضعه بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام فتناول منه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من العنب وقال بسم الله الرحمن الرحيم فتعجب عداس وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام بأن أهل هذه الناحية لا يرددون تلك العبارات فسأله الرسول عليه الصلاة والسلام من أي النواحي أنت فأخبره أنه من نينوى وهو مكان في العراق فقال له النبي عليه الصلاة والسلام من مكان فيه نبي الله يونس، لأن يونس عليه السلام هو نبي مرسل وكان في تلك الناحية فتعجب عداس كيف يعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم يونس بن متّى فأخبره الرسول عليه الصلاة والسلام أنه نبي ويونس أخوه نبي فالأنبياء إخوة في هذا الدين جاؤوا كلهم بدين واحد بدين الإسلام من لدن آدم إلى آخرهم محمد عليه الصلاة والسلام مرورا بإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام أجمعين فأكب عداس على قدمي النبي عليه الصلاة والسلام وآمن به فقال له الناس إياك أن تترك دينك إلى دينه فقال لهم أخبرني بأمر لا يعرفه إلا نبي وحيث التقى النبي عليه الصلاة والسلام بعداس في رحلة الطائف بني مسجد مشهور هناك بمسجد عداس ولما عاد النبي عليه الصلاة والسلام عاد أولا إلى حراء وحراء حيث الغار جبل النور المكان الذي دخله النبي عليه الصلاة والسلام ونزل عليه الوحي فيه أولا، ذهب النبي عليه الصلاة والسلام حتى يطلب الجوار ليدخل مكة فمُنع رسول الله صلى الله عليه وسلم أولا من دخول مكة حتى لقي الجوار ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة لقي الرسول صلى الله عليه وسلم من قريش أذى شديدا فمما يُروى أنه بعد وفاة أبي طالب أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن قريشا لم تتمكن من آذاه هذه الأذية إلا بعد وفاة أبي طالب فلما سمع بذلك أبو لهب أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنه سيحميه أخذته الحمية لأن أبا لهب هو عم النبي عليه الصلاة والسلام هو أخو أبي طالب ولم يكن آمن أبو لهب ولم يؤمن حتى مات فكان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو إلى الإسلام وكان الناس لا يؤذون الرسول صلى الله عليه وسلم هيبة لأبي لهب لكن احتال أبو جهل على أبي لهب حتى لا يحمي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليمنعه من حماية النبي عليه الصلاة والسلام وصار يخبره بما يقول النبي صلى الله عليه وسلم من أن آبائهم الذين كانوا على الشرك إنما هم في النار ومن جملتهم أبو طالب الذي لم يؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسلم فامتنع أبو لهب من حماية النبي عليه الصلاة والسلام حتى قال أبو جهل سأحمل صخرة عظيمة ما أطيق حملها أضرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم غدا فأخذ هذه الصخرة وما إن اقترب من النبي عليه الصلاة والسلام حتى رجع متغير اللون فسُأل ما بك يا أبا الحكم فأخبرهم أنه رأى فحلا عظيما إذا اقترب منه أكله فقال النبي عليه الصلاة والسلام إنه جبريل، وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها قد سألت النبي عليه الصلاة والسلام إن وجد شدة أذى أكثر مما وجده في أُحد فأخبرها عن اليوم الذي لقي فيه الأذى من قوم عبد ياليل وهم من ثقيف الذين دعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم في الطائف وأخبرها النبي عليه الصلاة والسلام أنه وقتها جاءه جبريل يقول له سمع الله تعالى ما أجابك قومك يا محمد وهذا ملك الجبال مره بما شئت فسأله ملك الجبال قال يا محمد إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين أي جبلي مكة ولكن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “لا، أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يقول ربي الله”، في الطائف دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام هناك كان رسول الله هناك كان الحبيب.