fbpx

هنا كان الحبيب – الحلقة: 18

شارك هذا الدرس مع أحبائك

مسجد قباء مسجد قباء هو أول مسجد بناه المسلمون بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة وهذا المسجد ورد ذكره في القرآن كما قال بعض العلماء، قال الله تعالى: (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ) النبي عليه الصلاة والسلام لما خرج من مكة وتوجه نحو المدينة المنورة والتي كانت تسمى بيثرب كان الأنصار ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم في قباء أو في قبا وكانوا ينتظرونه كل يومٍ إلى أن يحين وقت الظهر فكانوا يدخلون بيوتهم وذلك لشدة حر الشمس وذات يوم لما دخل المسلمون بيوتهم كان هناك يهوديٌ على مكان مرتفع رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قادمًا فصار ينادي للأنصار هذا الذي تنتظرون قد جاء فخرج الناس من بيوتهم يستقبلون رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلت في ديارهم البركة وحلت في تلك البقاع الأنس والفرح والسرور والبهجة جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضهم كان يعرفه وبعضهم كان لا يعرفه وقباء ليس في الأصل داخل المدينة المنورة بل هي خارج المدينة المنورة والنبي عليه الصلاة والسلام أثنى على ذلك المسجد ثناءً عظيمًا وكان يعتني بالمساجد لا سيما بمسجد قباء فكان النبي عليه الصلاة والسلام يزوره كل سبتٍ يصلي فيه ودرج على ذلك كثيرٌ من المسلمين بعد رسول الله صلى الله بل لا زال بعضهم على هذه العادة الطيبة إلى يومنا هذا يذهبون إلى قباء كل يوم سبت والنبي عليه الصلاة والسلام أخبر أن من توضأ في بيته وخرج وصلى في مسجد قباء كان ذلك كركعة أي يشبه ثواب الركعة والنبي عليه الصلاة والسلام قائد هذه الأمة لما جاء هو وأبو بكرٍ لم يعرفه الناس أي لم يعرفوا أنه هو رسول الله بل أشكل على بعضهم لأن أبا بكرٍ كان عنده شيبٌ ولم يكن في رسول الله صلى الله عليه وسلم آن ذاك شيب فظن بعضهم أن أبا بكر هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف عرفوا رسول الله من أبو بكر لم يقل رسول الله أنا رسول الله لم يقل لهم رسول الله” ليس هو الرسول إنما أنا الرسول” إنما عرفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما طلعت الشمس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أبو بكرٍ يظلل رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف عندها المسلمون أن المُظلِل هو أبو بكر وأن المُظَلَل هو الرسول صلى الله عليه وسلم {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ} أي من مسجد آخر يسمى مسجد ضرار وهذا المسجد لم يبن من مالٍ حلال بناه المنافقون فالنبي عليه الصلاة والسلام أمر بهدم ذلك المسجد لأنه لم يكن يصلي فيه المسلمون بل كان يصلي فيه المنافقون وبني من غير الحلال (فِيه رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرهم أن الله أثنى عليهم في القرآن فما سبب ذلك؟ يعني يسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السبب الذي لأجله أثنى الله عليهم في القرآن فأخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم يتطهرون بأن يستعملوا في الاستنجاء الحجر والماء كانوا يستنجون بالماء فلذلك مدحهم الله تبارك وتعالى على ذلك في القرآن وهذا يدل على رقي الإسلام وعلى عظيم هذه الحضارة في ذلك الوقت وفي ذلك المكان يعلم الدين الإسلامي الطهارة والنظافة بل وأثنى الله عليهم في القرآن الكريم {يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} ويقول نبينا عليه الصلاة والسلام “الطهور شطر الإيمان” فلذلك إذا نظر الواحد في هذا الدين الحنيف وجد الطهارات فيه كثيرة فيسن ويجب أغسال كثيرة، يجب غسل الجنابة ويسن غسل الجمعة وغسل عيد الفطر وغسل عيد الأضحى وغسل الكسوف والخسوف والاستسقاء ولدخول مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ولدخول مكة المشرفة إلى غير ذلك من الأغسال وكان النبي عليه الصلاة والسلام يعلم دعاءً يستحب أن يقوله المتطهر بعد الفراغ من طهارته (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين واجعلني من عبادك الطاهرين) فورد أن من قاله تفتح له ابواب الجنة يدخل من أيها شاء. في قباء صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل رسول الله واستقبله المسلمون هناك ولسان حالهم يقول (طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع ) والبدر هو رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هو أجمل وأنور من البدر، رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتردد على بئرٍ قريب من مسجد قباء ويسمى بئر أريس هذا بئر مشهور هناك ويعرف ببئر الخاتم أيضًا وهو البئر الذي وقع في خاتم رسول الله عليه الصلاة والسلام من يد عثمان بن عفان في أيام خلافته. في قباء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا المسجد صلى رسول الله، نزل هناك وبنى المسجد بيده ساعده المسلمون على ذلك فكان قائدًا معلمًا يرشدهم بنفسه بحاله وبمقاله. هناك كان رسول الله هناك كان الحبيب.