fbpx

10 :أسماء الله الحسنى – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال الشيخ طارق اللحام حفظه الله: أسرار ومعاني وبركات أسماء الله الحسنى بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على سيدنا محمد رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه. اللهم علمنا علمًا نافعًا وانفعنا بما علمتنا وانفع بنا وزدنا علمًا يا أرّحم الرّاحمين. المهيمن من أسماء الله تبارك وتعالى المهيمن وهذا من أسماء الله تبارك وتعالى التي ذُكرت في القرءان الكريم وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن بركات وخواص اسم الله المهيمن رفع الهمّة وعلوها من واظب عليه اسم الله المهيمن من واظب عليه فيه رفع للهمة في الطاعات علو الهمة أمر عظيم فمن ناله ينال خيرًا كبيرًا بدها همة يا أحباب على فعل الطاعات على فعل الخيرات فذكر المناوي رحمه:” أن الشخص إذا أراد الخلوة لطلب يريده يختلي ثم يغتسل الغُسل الذي هو يكون من النوافل أو إن كان عليه غسل واجب ثم يصلي لله عزّ وجلّ ثم يقرأ بعد هذا مائة مرة اسم الله المهيمن” يا مهيمن يا مهيمن يا مهيمن. وذكر بعض العلماء أيضًا من دخل على ظالم يخشى ظلمه فيقرأ ستًا وثلاثين مرة يا مهيمن يا مهيمن ويدخل على هذا الظالم يرفع الله تعالى عنه أذى هذا الظالم بإذن الله تعالى. وما معنى المهيمن من أسماء الله عزّ وجلّ؟ المهيمن أي الشاهد الذي يشهد على خلقه بما يكون منهم من قول أو فعل أو اعتقاد هذا معنى المهيمن الذي جاء وصف الله تعالى به في القرءان فما نعمل وما نقول وما نعتقد الله يعلمه مطلع عليه لا تخفى على الله خافية ولا يحتاج الله تعالى إلى رقيب وعتيد إنما هذا ابتلاء لرقيب وعتيد حتى يسجلا ما يفعل العبد وما يقول وما يعتقد وأما الله عالم في الأزل ما سيكون منّا. المهيمن الشاهد على خلقه بما يكون منهم الشاهد على خلقه بما يفعلون الله قال في القرءان العظيم:{أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} (سورة التوبة). الله الله يعلم سرهم ونجواهم ما أسروه الله يعلمه نجواهم يعني ما تكلموا به يناجي بعضهم بعضًا به الله علام الغيوب لا يعلم الغيب كله إلا الله فلا يقال محمد يعلم ما يعلمه الله أو كل ما يعلمه الله هذا شرك والعياذ بالله فوحده الله عالم الغيب والشهادة ما غاب عنّا الله يعلمه وما نشهده علمناه الله يعلمه يقول الله في بيان أنه لا تخفى عليه خافية {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْءانٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} (سورة يونس) الله الله الله تعالى ما يكون منّا من طاعة من معصية لا يغيب عن الله لا يعزب عن ربّك يعني لا يغيب عنه ما يحصل في الأرض ولا في السماء ولو مثقال ذرة ولا أصغر من ذلك ولا أكبر من ذلك كلها أُحصي في كتاب مبين هذا الكتاب هو اللوح المحفوظ هذه الكتابة على اللوح مخلوقة لكنّ علم الله أزلي أبدي الله تعالى عالم بكل ما يكون وما سيكون وما لا يكون ويعلم ما كان تبارك وتعالى فتنبهوا الله يبارك فيكم بعض الناس يتلفظون بالفاظ يحسبون أنفسهم يحسنون صنعًا وتكون الألفاظ تخالف الدين وتخرج من الإسلام والرسول نبه وحذر والله يعلم حالهم قال عليه الصلاة والسلام:”إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسًا (يعني هو لا يظنها ضارة) يهوي بها في النار سبعين خريفًا“. لذلك عليك أن تحفظ لسانك من الكفريات كالتي فيها استخفاف بالله أو ملائكته أو كتبه أو رسله أو شعائر الدين معالم الدين كالصلاة والحج والكعبة والعيد والاذان والجماعة في الصلوات هذا كله من شعائر الدين من استخف به خرج من الإسلام. إذًا المهيمن من أسماء الله الشاهد على خلقه ما يصدر منكم ومني ومن الخلق الله يعلمه فينبغي لمن عرف هذا أن يخاف الله وأن لا يعلق قلبه بالدنيا وأن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب كما قال سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه يقول: “حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم وتهيأوا ليوم العرض الأكبر“. ولا يكن عندكم الأمل في هذه الدنيا فالموت يقطع الأمل وعلينا أن نكون يقظين من الذلات متنبهين وأن نحسّن الأعمال ولا تنسى أن الله مطلع عليك وأيّاك أن تنغمس بالمحرمات وإيّانا أن ننطلق في الرذلات والسفاهات وإيانا أن نكون كثيري الذلات فالله تعالى جعل رتبة الإحسان الله يرزقني وإيّاكم إيّاها كما قال سيد المحسنين صلى الله عليه وسلم من خلق الله قال:” أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك” فإذا الله لا يخشى أحدًا من خلقه أنت كن خاشعًا لله كن مطيعًا لله كن طائعًا لله والنبي وصف نفسه فقال عليه الصلاة والسلام:”أنا أعلمكم بالله وأشدكم له خشية”. وليس من يخشى الله كمن لا يخشاه يعني نحن يا أحباب بدو يكون في عنّا خشية وخوف من الله تبارك وتعالى لأنه يعلم ما يكون منّا لا يخفى عليه حالنا الرسول نزل عليه في القرءان العظيم قوله الله تعالى:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ} (سورة المائدة). قال النسفي ومهيمنًا عليه أي شاهدًا عليه لأن القرءان نزل وفيه ما يكون من الأمم السابقة وشريعة النبي تشهد له بالصحة والثبات فنحن أُمرنا أن نؤمن بكتب الله كلها وأن نعمل بخاتم الكتب السماوية المهيمن على ما قبله من الكتب كما جاء في حديث جبريل:” الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره” فالأحكام بعضها صار بين الشرائع اختلاف في بعضها ولكن العقائد متفقة عليها أصول العقائد كل الكتب السماوية كل الشرائع السماوية التي نزلت على أنبياء الله كلها جاءت بالإسلام بتوحيد الله تبارك وتعالى فخاتمة الشرائع شريعة النبي عليه الصلاة والسلام يقال فيها المهيمنة يعني المسيطرة على الشرائع السابقة ما معناه يعني هي ألغت العمل بالشرائع السابقة كلها هناك ما كان متفقًا بين الشرائع ولكن يقال عن شريعة نبينا والقرءان الكريم يقال فيه كذلك المهيمن على الكتب السابقة. المهيمن من أسماء الله الذي يشهد علينا بما نفعل وبما نقول وبما نعتقد. اللهم يا مهيمن يا مهيمن أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ءامين. وءاخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.