fbpx

3 :أسماء الله الحسنى – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال الشيخ طارق اللحام حفظه الله: أسرار ومعاني وبركات أسماء الله الحُسنى بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على سيدنا محمد رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه. اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل والنية ءامين أخلصوا النوايا لله تبارك وتعالى. الْرَّحْمَنُ اسم لله تبارك وتعالى خاص به ولا يسمى به غير الله سنتكلم عليه إن شاء الله وعلى معانيه وما جاء من فوائد لكن أولا نتكلم على شىء من السر والأسرار والبركات والأنوار عندما يُذكر الله باسم الرحمن وهذه البسملة كما تعلمون التي نذكرها أول كل سورة من القرءان ما عدا سورة براءة فإنها ءاية من كل سورة ما عدا سورة براءة لا تُبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم “وكل امرىء ذي بال لا يُبدأ ببسم الله فهو أقطع” يعني ناقص هكذا ورد في الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام لكن الرّحمن قال بعض العلماء الصوفية من واظب عليه ورث الرحمة يعني يصير في قلبه الرحمة يصير في قلبه التراحم والنبي يقول عليه الصلاة والسلام:”ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” ورحمة من في الأرض تكون بآواء المشرد منهم وكسوة العاري وإطعام الجائع ونحو ذلك وخير ما ترحم به الناس أن تعلمهم علم أهل السنة والجماعة العلم الذي تنقذهم به من الجهل بالله وأنبيائه وملائكته تبارك وتعالى. فاذكروا الله تعالى باسم الرّحمن الرّحمن الرّحمن بلفظ صحيح بنية حسنة ومع الخشوع أقوى والله تعالى قال في القرءان العظيم:{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} الله للذين يتقون الشرك للذين يجتنبون الكفر بأنواعه هذا لا بد أن يُرحم الذي رُحم في الدنيا هو من المؤمنين والكافرين يعني رحم الله في الدنيا المؤمن والكافر واختصت رحمته تعالى في الآخرة للمؤمنين هذا معنى الرحمن يرحم المؤمنين فقط في الآخرة ويرحم المؤمنين والكفار في الدنيا وفي الدنيا وسعت رحمته حتى البهائم هذا الهواء والشمس ونحو ذلك هذا من رحمة الله {وسعت كل شىء} أي في الدنيا {فسأكتبها} أي في الآخرة للذين يتقون فمن هنا يعلم أن الله لا يرحم الكافر في الآخرة ولا يجوز لنا نحن أن نترحم عليه ولا أن نطلب له المغفرة إن مات على ذلك {يُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَيَرْحَمُ مَن يَشَاء}. فإذا اعتقادنا أن الكفار معذبون في الآخرة وهذا بمشيئة الله وكما أخبر الله وجاء في الحديثِ عنْ رسولِ اللهِ عليه الصلاة والسلام فيما يروي عنه عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ أنه قالَ:”إِنَّ اللهَ تَعَالَىٰ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلاَقَكُمْ كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ،( الله يحسن أخلاقنا) فَإِنَّ اللهَ يُعْطِي الدُّنْيَا لمن يحب ومن لا يحب وَلَا يُعْطِي الدِّينَ إِلَّا لمَنْ يُحِبُّ، فَمَنْ أَعْطَاهُ اللهُ الدِّينَ فَقَدْ أَحَبَّهُ”إذًا الرحمة الخاصة أن تدخل تحت ولاية الله فتكون من المرحومين بالإسلام من تولاك الله بالإسلام ولذلك قال الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله عن الله يدعو الله: “يا ولي الإسلام وأهله ثبتنا على الإسلام حتى نلقاك به” إذًا من رحمه الله رزقه الإسلام {قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} يقول النسفي رحمه الله قل ادعو الله أو ادعو الرحمن هذا لما سمعه أبو جهل يقول يا الله يا رحمن قال هذا أبو جهل لجهله إن محمدًا ينهانا أن نعبد ءالهين وهو يدعو ءالهًا ءاخر فرد الله عليه مع أن أهل الكتاب يعلمون لكن هذا وثنيًا حتى أهل الكتاب قالوا كذلك أنتم تقولون ءالهان وهو ءاله واحد تقولون كيف هذا وتسمونه الرحمن الرحيم وهذا رد كما قال الله {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْءانَ (2) خَلَقَ الإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} فإذا أسماء الله كثيرة وبأي اسم دعوته الله تعالى يستجيب لك بإذن الله. والرحمن لا نسمي غير الله به وتنبهوا يا أحبابي فإنّ الرّحمن من أسماء الله بعض الناس يستعملون أوراقًا تُرمى في القاذورات كُتب عليها هذا فمن كان اسمه عبد الرحمن فلا أو غير هذا من الأسماء التي فيها اسم الله أيّاك أن ترمي اسم الله في القاذورات عظم أسماء الله كان واحد من الصالحين رأى ورقة فيها اسم الله ومرمية على الأرض في القذر فرفعها واشترى طيبًا ونظف هذا القذر ثم طيب اسم الله وضع عليه الطيب فرؤي في المنام بأن الله طيّبه كما طيّب اسمه. تعظيم أسماء الله يجب أن لا تُرمى في القاذورات وإن رأيتها مرمية بالقذر وجب عليك أن ترفعها نعم هكذا بالعلم تعرف ولذلك النبي قال لسيدنا أبي ذر:” يا أبا ذر لئن تغدو فتتعلم ءاية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة ولئن تغدو فتتعلم بابًا من العلم خير لك من أن تصلي ألف ركعة” يقول النبي عليه الصلاة والسلام:”لو كانت تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة ماء” لأن الرحمة الخاصة تكون للمؤمنين يوم القيامة فالكافر وهو على فراش الموت لا يُرحم وهو في القبر لا يصل إليه الهواء العليل وعلى أرض المحشر في العذاب ثم يدخل النار خالدًا فيها أبدًا قال عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى في القرءان الكريم:{وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} يعني لا يضيع عند الله ولا مثقال النقير هذا النقير شىء قليل يكون ثقب في رأس نواة التمر بذرة التمر هذا الثقب كم هو قليل صغير لا يضيع عند الله شىء. الشرط للثواب الإسلام والإيمان فحتى يُرحم لا بد أن يكون على الإسلام هذا بالنسبة للرحمة في الآخرة ويقول الله في القرءان العظيم:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا} الله أكبر كسراب هذا الذي كلما اقتربت منه يبتعد تشعر كأنك ترى الماء ولكن حقيقة لا وجود له هذا الذي يسمى السراب هذا الذي شبه الله تعالى أعمال الكفار به لماذا لأنهم ما حفظوا النعمة وما شكروا الله عليها الشكر الواجب فكفروا بالله عزّ وجلّ فانتبهوا أحبابي فإن الله لو أعطى الإنسان الدنيا وافقده الإيمان ما رُزق هذا الإنسان الإيمان ما كأنه أُعطي شيئًا لأنه ما رُحم الرحمة الخاصة التي بها ينجو من الخلود الأبدي في النار يوم القيامة وإن مَلك الدنيا الإنسان أو خسر الدنيا لكن حُفظ عليه الإسلام رزق الإسلام فهذا أراد الله به خيرًا لأنه له النعيم الأبدي يوم القيام الذي لا انقطاع له. يحكى يا أحباب أن رجلا كان فلاحًا وسيدنا سليمان كان طائرًا على بساط الريح صلى الله عليه وسلم ماذا قال الفلاح:”إنَّ اللهَ أعْطى ءالَ داودَ مُلْكًا عَظيمًا” فحملت الريح كلام هذا الفلاح إلى سليمان فسمع نبي الله سليمان عليه السلام فرجَعَ إلى الفلاح وقالَ لهُ: “لَتَسْبيحةٌ واحدةٌ يَقْبَلُها اللهُ منكَ خيرٌ لكَ مِنَ الدُّنْيا وما فيها” تسبيحةُ واحدة تقبل منك يعني بألفاظِها الصحيحة خير من الدنيا وما فيها ما بتكون مقبولة بدون الإسلام. ولذلك احفظوا أنفسكم من الكفر من الردة بأنواعها فقد قسم العلماء الردة إلى ثلاثة أقسام كما نص على ذلك من الشافعية النووي وغيره ونص على ذلك الحنفية كابن عابدين وابن الرشيد وغيرهما ونص على ذلك أيضًا المالكية كمحمد عليش المالكي ونص على ذلك الحنابلة كالبهوتي وغيرهم كثير لذلك احفظوا أنفسكم من الكفر ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون وفي الختام تراحموا فيما بينكم لله فقد قال عليه الصلاة والسلام:”من لا يرحم لا يُرحم” وءاخر دعوانا ان الحمد لله ربّ العالمين.