fbpx

12 :أسماء الله الحسنى – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال الشيخ طارق اللحام حفظه الله: أسرار ومعاني وبركات أسماء الله الحسنى بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه. اللهمّ يا ربّنا علمنا علمًا نافعًا وانفعنا بما علمتنا وانفع بنّا وزدنا علمًا يا أرّحم الرّاحمين أخلصوا النوايا لله تبارك وتعالى. العزيز من أسماء الله تبارك وتعالى العزيز والله تعالى ربّ العزة ولذلك هذا الاسم قال المناوي رحمه الله:”من ذكره أربعين يومًا كل يوم أربعين مرة أغناه الله وأعزه ولم يحوجه لأحد من خلقه” كم تتمنى أنت أن لا تحتاج إلا إلى ربّك فنحن لا نستغني عن الله طرفة عين نحن فقراء إلى الله ولكن تستغني عن الخلق برحمة ربّك ومحض الرحمة هذا أمل كلّ واحد منّا موحد أن يرحمه الله تبارك وتعالى وأن يجيره من الفساد والفتن والكفر وأن يميته وهو راض عنه لذلك أكثروا من ذكر الله العزيز على أربعين يومًا أربعين مرة وهذا كل يوم بهذه النية تعزّ بإذن الله تبارك وتعالى. العزيز من أسماء الله هو القوي الذي لا يُغلب الله هو الغالب على أمره وهو العزيز الحكيم فلا يُغلب لأنه غالب فهو العزيز لا غالب ولا قاهر له سبحانه وتعالى ولذلك الله ذكر العرش في قول الله تبارك وتعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (سور ة طه) ذكر أكبر المخلوقات حجمًا أنه مقهور لله فمن باب الأولى ما دونه حجمًا مقهور لله تبارك وتعالى لذلك الله عزّ وجلّ هو الذي استوى على العرش أي قهر العرش فالله تعالى خلق العرش ولا يحتاج إليه قهر العرش وغلبه والعرش وحملة العرش مقهورون بقدرة الله تبارك وتعالى فإذا لا يجوز اعتقاد الجلوس في حق الله عزّ وجلّ ولا اعتقاد الجوارح ولا الاستقرار فالله تعالى ما أُضيف إليه في القرءان له معنى يليق بالله وكذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أُضيف إلى الله فهذا له معنى يليق بالله كما جاء في الحديث:”يطوي الله عزّ وجلّ السموات يوم القيامة (إلى آخر الحديث. ليس معناه أن الله له جارحة) ثم يأخذهن بيده اليمنى”. ما معناه أي بتصرفه وقبضته فلا يجوز اعتقاد هذا الحديث على الظاهر ولا الأستواء على الظاهر وأيضًا ما جاء أيضًا عن النبي عليه الصلاة والسلام “وكلتا يديه يمين” لأن العرب تعبر عن الشمال بالنقص يعني نقص في القوة والله تعالى قوي غالب وليس مغلوبًا وهو منزه عن النقصان وعن سائر صفات المحدثات وأما الحديث:” لله أشد فرحًا بتوية أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجد“. ما المراد هنا يعني الله يرضى بتوبة العبد ليس معناه الفرح الإنفعال كما يحصل لنا نحن المخلوقين والله تعالى لا يشبه شيئًا ولا يشبهه شىء وإذا جاء في الحديث ما سمعته:”فإن أحدكم إذا كان في صلاته فإن ربّه بينه وبين القبلة“. ما معناه تنزل عليك رحمات وأنت تصلي وهكذا كل ما أضيف إلى الله في القرءان أو الحديث وكان ظاهره يوهم ما لا يليق بالله ماذا تقول له معنى يليق بالله تبارك تعالى مثاله ما جاء:”فستحيي الله منه” هذا جاء في الحديث يقول القاضي عياض وابن الملقن أي رحمه ولم يعاقبه ليس معناه الحياء الذي يكون لي ولك وكذلك أيضًا جاء الضحك مضافًا إلى الله على معنى يليق بالله عزّ وجلّ بمعنى الرضى وأما الحديث الذي فيه:”فإن الله لا يمل حتى تملوا” معناه الله لا يقطع ولا يترك حتى تتركوا وتقطعوا يعني الله لا يترك ثوابكم حتى تتركوا طاعته هكذا جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالله تعالى عزيز ذو انتقام عزيز يعني الله تعالى ذو العزة لا غالب له وأما ذو انتقام فينتقم ممن أراد وليس بظلام للعبيد الله تعالى قال في الحديث القدسي إني حرمت الظلم على نفسي يعني تنزهت عن الظلم إني منزه عن الظلم هذا معناه فالله تعالى لا آمر فوقه ولا ناه له ولذلك سيدنا عيسى قال الله عنه حكاية عنه أنه قال:{إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (سورة المائدة). فإنّك أنت العزيز الحكيم ولم يقل هنا فإنك أنت الغفور الرّحيم لأن ما تقضيه القصة من التسليم لأمر الله والتفويض لحكم الله وإلا لأوهم هنا الدعاء لهم بالمغفرة والرسول عيسى لا يدعو لمن مات على الكفر بالمغفرة إذًا ما المراد هنا التقدير إن تبقهم على كفرهم حتى يموتوا وتعذبهم فإنهم عبادك وإن تهدهم إلى توحيدك وطاعتك فتغفر لهم فإنك أنت العزيز الذي لا يمتنع عليك ما تريده هذا معنى العزيز ما أردته لا يمتنع عليك أنت الحكيم فيما تفعله يعني أنت تضل من تشاء وتهدي من تشاء وهذا من الحكمة وهذا لأنك فعال لما تريد الله العزيز كما قال في القرءان:{يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ} (سورة المنافقون). هؤلاء المنافقون قالوا إذا عدنا إلى المدينة نحن نخرج محمدًا هو المذلول ونحن ألأعزاء بزعمهم {يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ} الله ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون هذا لما سمعه عبد الله بن عبد الله هذا عبد الله كان من الصحابة الكرام عبد الله ابن عبد الله بن أُبي لما سمع هذه الآية جاء إلى أبيه وقال له أنت والله يا أبتي الذليل ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو العزيز فلما دنا من المدينة جرد السيف عليه ومنعه من الدخول حتى يأذن له الرسول عليه الصلاة والسلام وكان فيما قال له وراءك لا تدخلها حتى تقول رسول الله الأعزّ وأنا الأذل فلم يزل حديثًا في يده حتى أذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخليته. فإذا يا أحباب الله تعالى العزيز يعني الذي هو تبارك وتعالى الغالب على أمره وجاء في القرءان العظيم:{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ} (سورة الصافات). الله الله قال الطبري رحمه الله:”يقول تعالى ذكره تنزيهًا لربّك يا محمد وتبرئة له ربّ العزة أي ربّ القوة والبطش عما يصفون“. يعني الله منزه عم يصفه الكافرون عم يقوله الكفار والملحدون والمشركون عم نسبوا إلى الله فقالوا عن الملائكة بنات الله وقالوا والعياذ بالله له شركاء فهذا فيه رد على شركهم وكذبهم على الله فالله تعالى أنزل:{سبحان ربّك} تنزه ربك يا محمد عن صفات المخلوقين وعما وصفوه به من صفات المحدثين ربّ العزّة الله ربّ العزة أي الموصوف بالعزة فالعزة من صفات الله تعالى والله تعالى منزه عما يكذبون نزه نفسه عما أفتروا عليه تبارك وتعالى والله يُعزّ من يشاء ويذل من يشاء يعزهم بماذ؟ يوفقهم للطاعات. يذلهم بماذا؟ يُذلهم بالمعاصي والكفر والخِذلان هذا هو العزيز الذي رفعه الله بالتقوى ويوم القيامة يكون من الناجين ليس بكثرة الأموال ولا بالعدة والعتاد وإنما صدقوا مع الله وتوكلوا على الله وكانوا من الذين ءامنوا بالله هؤلاء الأعزاء الكرماء كما جاء في الحديث:”خرج عمر ابن الخطاب إلى الشام ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فأتوا على مخاضة يعني وصلوا إلى مكان يعني شىء يجوزه الركبان يعني ممر يأتيه الراكبون وعمر على ناقة له فنزل عنها وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاض مشى فقال أبو عبيد: يا أمير المؤمنين }أنت تفعل هذا تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك وتأخذ بزمام ناقتك وتخوض بها المخاض ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك ( يعني ماذا سيقول عنك أهل البلد وهم كانوا من الروم وكان طلبوا أن يأتي صاحب عمر الذي قرأوا وصفه في الكتب القديمة) فقالوا فماذا يقولون فقال عمر رضي الله عنه أوّه (هذه كلمة تقال لتّحزن يعني ماذا تقول يا أبا عبيدة) لو يقل ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نِكالا لأمة محمد (يعني لو قالها غيرك لكنت عملت فعلا فيه عبرة) إنّا كنّا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام (الله أكبر) فمهما نطلب العزة بغيره ما أعزّنا الله به أذلنا الله يعني إذا كنا طلبنا العزة بغير الإسلام أذلنا الله”. لذلك الله العزيز والله عزيز ذو انتقام والله منيع في سلطانه لا يقهره قاهر ولا يمنعه من الانتقام أحد والله تعالى يعاقب من عصى بعدله وليس بظلام للعبيد إنه لا يَذلّ من وليت من شئت أن يكون عزيزًا أيدته بنصرك لا يستطيع أحد أن يذله ولا يعزّ من عاديت من عاديته يا الله لا يكون عزيزًا. اللهمّ يا الله يا الله يا الله سبحان ربّك ربّ العزّة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين اللهمّ يا عزيز يا ربّ العزة أعزّ الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وثبتنا على دينك مع اليقين وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.