fbpx

14 :أسماء الله الحسنى – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال الشيخ طارق اللحام حفظه الله: أسرار ومعاني وبركات أسماء الله الحسنى بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على سيدنا محمد رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه. اللهمّ لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا اللهمّ ارزقنا الإخلاص في القول والعمل والنية ءامين أخلصوا النوايا لله تبارك وتعالى. البصير من أسماء تبارك وتعالى البصير وهذا الاسم ورد في القرءان وورد في الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف الله به ومن خواص اسم الله البصير أن من قرأه قبل صلاة الجمعة مائة مرة فتح الله عين بصيرته ووفقه لصالح القول والعمل الله أكبر يوفق لصالح الأعمال يوفق للقول الحسن والعمل الحسن ما هو هذا أن تقول قبل صلاة الجمعة يعني من يوم الجمعة مائة مرة تقول يا بصير يا بصير يا بصير هذا من أسماء الله تبارك وتعالى. وأما معنى عين البصيرة أي أن الله يفتح على قلبك بالطاعات والخيرات أن يوفق المرء لفعل الخير هذا معنى فُتح على بصيرته فإن الشخص قد يكون أعمى البصر ولكنه سليم السريرة هذه السريرة البصيرة كان من أؤتيها وفق إلى خير عظيم. واسم الله تعالى البصير معناه الذي يرى المرئيات كلها بلا كيف بلا آلة ولا حدقة ولا جارحة الله يرى كل المبصرات كل المرئيات يرى المخلوقات ويرى ذاته الذي لا يشبه الذوات وربّنا رؤيته يرى ربّنا برؤية أزلية أبدية يرى المرئيات جميعها ويرى ذاته الذي لا يشبه الذوات يرى ربّنا تعالى بغير حدقة وبغير جارحة من يوصف بالحواس الحواس يوصف بها المخلوق أما الله فمنزه عن ذلك وثبت عقلا وشرعًا إتصاف الله تعالى بالبصر لأنه لو لم يكن تعالى بصيرًا لو لم يكن رائيا لكان أعمى والعمى يعني عدم الرؤية نقص على الله مستحيل على الله تبارك وتعالى فالبصر صفة أزلية أبدية والله يرى كلّ موجود بلا استثناء فهو تبارك وتعالى يرى ذاته الأزلية الأبدية بلا كيف ويرى الحادثات برؤيته الأزلية قال تعالى: {وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ} (سورة الأنعام). نحن في الدنيا لا نرى الله تعالى بهذه العين الفانية لكن يوم يُكرم الله تعالى الذين ءامنوا بأن يروا ربّهم بلا كيف ولا شكل وأمّا الله فهو الذي يُدرك الأبصار فيرى كل شىء. الله تعالى كما جاء في الحديث الذي عُرف بحديث جبريل: “أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. فإذًا لما سأل جبريل عليه السلام نبينا عليه السلام عن الإحسان هكذا فسر الإحسان. فإذًا الله تبارك وتعالى يرى كل المبصرات ولو كنا نحن لا نراه في الدنيا فاعتقدوا فيه أنه يرانا لذلك نخشع له ونتذلل له ولا نعصيه هكذا إذا وصل الإنسان إلى هذه الحالة هذه درجة الإحسان هذه الدرجة الذي يكون الشخص فيها مقبلا على الطاعة بشدة صار عنده خشية لله في قلبه حتى إن بعض الصالحين لو قيل له غدًا تموت على افتراض يعني ما عنده شىء يزيده على فعل الطاعات لماذا من شدة إقباله على طاعة الله تبارك وتعالى من شدة خشيته من شدة استحضاره لهذا المعنى أن الله مطلع علينا يرانا هؤلاء وصلوا إلى درجة عالية من الخشية فإذا استحضر الإنسان هذا في قلبه يكون هذا نعم العون له على طاعة الله. كان سهل بن عبد الله التستري رحمه الله له خال من الأكابر وهذا الخال كان يربيه تربية حسنة طيبة وكان صار له من العمر سبع سنوات قال له خاله: يا سهل قل في قلبك كل قليل كل مدة ردد يعني كل فترة قليلة الله يراني الله يراني سهل كان مطيعًا متطاوعًا مع خاله فبقي سنة يردد في قلبه كل قليل الله يراني الله يراني بعد سنة قال له يا سهل من كان يعلم أن الله يراه وأن الله مطلع عليه هل يعصيه فانتفع بذلك سهل انتفاع عظيمًا وصار بعد ذلك من أكبار أولياء هذه الأمة رضي الله عنه. ماذا يقال صار عنده المراقبة لله ما هي المراقبة لله هذه واجبات القلوب معناه يعتقد أن الله هو الضار والنافع على الحقيقة فيزداد في قلبه استدامة الخوف منه عزّ وجلّ فيؤدي به هذا إلى أداء الواجبات واجتناب المحرمات الله يرانا نحن في الدنيا لا نرى الله بهذه الأعين كما قال الله لنبيه موسى عليه السلام: {لَن تَرَانِي}(سورة الأعراف) يعني بالعين الفانية في الدنيا نحن لا نرى الله أما يوم القيامة فالمؤمنون يروون الله كما قال الإمام أبو حنيفة النعمان رضي الله عنه وأرضاه معناه لن تراني في الدنيا لكن يوم القيامة يرونه المؤمنون بلا كيفية ولا تشبيه ولا كمية هكذا قال الإمام أبو حنيفة النعمان رضي الله عنه فرؤية المؤمنين ربهم بلا تشبيه ولا كيفية هذا اعتقاد أهل السنة هذا بخلاف ما قالته المعتزلة. وأما الحديث:”فأعلموا أنّكم لن تروا ربّكم حتى تموتوا” يعني في الدنيا لا نرى الله وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر:”إنّكم سترون ربّكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر“. ليس معناه الله يشبه القمر انتبهوا معناه كما أن الذي يرى القمر لا يشك هل هذا هو القمر أم لا كذلك الذي يرى ربّنا يوم القيامة وهم المؤمنون لا يشكون لأنهم يرون الذي ليس كمثله شىء يرون الموجود الذي لا يشبه الموجودات وهذه الآية التي: {فيها لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (سورة يونس). قال النسفي وزيادة هي رؤية ربّنا عزّ وجلّ هكذا نحن اعتقادنا الله تعالى يزيد المؤمنين نعيمًا كما جاء في الآية الأخرى:{لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} الله أكبر بسورة ق. الله قال:{ولدينا مزيد} قال سيدنا أنس وقال سيدنا جابر رضي الله عنهما المزيد هو النظر إلى الله تعالى بلا كيف هذا التأويل السليم هذا التأويل الصحيح هذا اعتقاد أهل السنة أنه يُرى لا كما يُرى المخلوق. فإذا يا أحباب الله تبارك وتعالى يرى المبصرات ويرى المرئيات وأجمعوا على ذلك أجمع أهل السنة أن الله تعالى متصف بهذه الصفة سميع بصير يسمع بلا أذن ويرى بلا عين ولاحدقة. ثم هناك فائدة عظيمة ثم مما يعينك أن يكون عندك المراقبة لله أن تداوم أن المعصية صغيرة كانت أم كبيرة أنت تنظر إلى من تعصي يعني أنت فكّر بأنك تعصي الله وليس في صغر وكبر المعصية. الله تعالى أمرنا أن نتجنب الحرام صغيرة كانت المعصية أم كبيرة اتق الله فأنت تعصي الإله سبحانه الذي خلقك ورزقك ويعلم حالك ويعلم تقلبك ويعلم ما تخفي نفسك وما تظهر فلا تنسى أيها العاقل أن للمعصية شؤومًا ولو كانت صغيرة الصغيرة لا يتهاون بها الإنسان الجبال من الحصى جاء في الحديث:” إيّاكم ومحقرات الذنوب (يعني الصغائر) فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود (كل واحد إجا بعود صغير من الخشب) حتى حملوا ما انضجوا به خبزهم (يعني أشعلوه وعملوا الخبز عليه) قال: فإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه (يعني كما هؤلاء بالعود أنضجوا خبزهم وكذلك بالمعاصي الصغيرة تهلك نفسك إن كثرت عليك). الله تعالى يجنبني وإيّاكم الصغائر والكبائر وعليكم أن تلجأوا إلى الله تعالى فعلينا أن نتجنب الحرام كبيرة كان أم صغيرة فإن الله يرانا إن الله مطلع علينا إن الله لا يخفى عليه حالنا. ندعوا الله تبارك وتعالى ونلجأ إليه فنقول اللهم من لا يغيب عنه شىء في الأرض ولا في السماء يا ربّنا يسر لنا كل خير وءاخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.