قال الشيخ طارق اللحام حفظه الله:
أسرار ومعاني وبركات أسماء الله الحسنى
بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى ءاله وأصحابه ومن والاه.
اللهمّ لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا أخلصوا النوايا لله تبارك وتعالى.
الغفار
من أسماء الله تعالى الغفار الذي يغفر الذنوب تبارك وتعالى وهذا الاسم المبارك من أسماء الله تعالى العظيمة واظبوا على الذكر به وعلى الاستغفار وقد جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فضائل في الاستغفار ومنها :”من لزم الإستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجًا من حيث لا يحتسب” كان شيخنا رحمه الله يروي عن أحد التابعين الكبار جاءه رجل يسأله عنده ضيق فقال له: عليك بالاستغفار ثم جاءه رجل آخر وقال له: إن امرأتي لا تحمل ما رُزق الولد فقال: عليك بالاستغفار وثالث كان مريضًا فقال له عليك بالاستغفار ورابع جاء وليس عنده مال فقال: عليك بالإستغفار كان رجل يجلس في المجلس تعجب كلهم نفس الكلام يقول لهم عليكم بالاستغفار فقال له هذا الحديث من لزم الاستغفار أقل الإكثار من الاستغفار ثلاثمائة مرة فعليكم بالاستغفار.
ومن خواص اسم الله الغفار من ذكره إثر صلاة الجمعة يعني بعد الصلاة بعد صلاة الجمعية مائة مرة ظهرت له آثار الله المغفرة الله يغفر لي ولكم بجاه النبي عليه الصلاة والسلام فإن الاستغفار والتوية إلى الله تعالى أمر عظيم الاستغفار باللسان سنة وأما التوبة من الذنوب فهي فرض لذلك علينا بالتوبة والرسول قال صلى الله عليه وسلم حاثًا على التوبة:”من كان لأخيه عليه مظلمة فليتحلله من قبل أن لا يكون دينار ولا درهم” هلق نحنا بالدنيا في أشياء منقدر نقضيها بالمال أما يوم القيامة حسنات وسيئات فعلينا بمعرفة اسم الله الغفار وفهم هذه المسئلة وعلينا بالاستغفار قال الله تعالى:{ أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ} سورة الزمر. فالله تعالى يغفر الذنوب جميعًا لا يقال عن غير الله يغفر الذنوب ولا يأتي الشخص إلى إنسان ويقول له اغفر لي ذنوبي أما إذا أنا أخطأت معك عصيت الله آذيتك مثلا فجئت إليك وقلت لك اغفر لي أي سامحني هذا يجوز أو تقول لي غفرت لك أي سامحتك هذا يجوز.
ورد في الحديث قال عليه الصلاة والسلام عن المؤمن الكامل الآمن يوم القيامة:”من ظلم فاستغفر (تاب) وظُلم فغفر (سامح) ورزق فشكر (أدى حق الله) ومُنع فصبر“. هؤلاء هم الآمنون يوم القيامة فعلينا بهذه الخصال الطيبة.
ويقول الله في القرءان الكريم:{ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} سورة النساء الذي كفر بالله ومات على ذلك لم يؤد أعظم حقوق الله على العباد لم يؤد التوحيد الذي هو إفراد الله عن المخلوقين هذا إن مات على ذلك لا يغفر له أما إن تشهد تراجع قبل أن يأتي الوقت الذي لا تقبل به التوبة تاب إلى الله من الكفر بالنطق بالشهادتين هذا يغفر له قال عليه الصلاة والسلام:”الإسلام يهدم ما قبله” وفي رواية “الإسلام يجب ما قبله”.
وجاء في الحديث عن سيدنا معاذ رضي الله عنه أنه قال كنت ردف النبي يعني كان يجلس خلف النبي على دابة وكان على حمار يقال له عفير كان هذا الحمار يلقب بهذا فقال عليه الصلاة والسلام لمعاذ:”يا معاذ هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله قلت الله ورسوله أعلم فقال صلى الله عليه وسلم: فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا وينزهوه ويعتقدوا فيه أنه لا يشبه الأشياء أنه موجود لا كالموجودات وحق العباد على الله انتبهوا معناه وعدهم ليس معناه يجب على الله ليس على الإله شىء يجب
قال: وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئًا يعني الذي مات على الإيمان لا يخلد في النار أبدًا بعض العصاة يعذبون مدة لكن لا بد أن يخرجوا ويدخلوا الجنة لأنهم ماتوا على الإسلام فقال سيدنا معاذ فقلت يا رسول الله أفلا أبشر به الناس قال لا تبشرهم فيتكلوا” معناه يعتمدوا على هذا ويتركوا العمل نحنا بدنا نجد بالعمل ونأخذ بالأسباب والكافر لا يُستغفر له إن مات على الكفر.
أما الأنبياء عليهم السلام فمن كان كافرًا حيًا ما زال لم يمت كان يجوز لهم أن يستغفروا له بمعنى أن يدخل في الإسلام ليغفر الله له أما نحن فلا نستغفر لمن كان حيًا من الكفار بلفظ اللهم اغفر لفلان إنما نقيدها نحن غير الأنبياء في هذه المسئلة فنحن نقول مثلا اللهم اهده للإسلام أو أغفر له بدخوله في الإسلام.
فما معنى قول نوح في القرءان أنه أخبر أنه قال:{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} (سورة نوح) أي اطلبوا من الله أن يغفر لكم كفركم كيف بالإيمان بأن تؤمنوا وكان هذا يا أحباب أن ينطق الواحد منهم فيقول أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ نوحًا رسول الله هذا كان مفتاح الإسلام متل ما نحنا عنّا مفتاح النطق بالشهادتين يقول الواحد أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمّدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم التجأ إلى الله الله غافر الزلل قابل التوب سبحانه فإنك إن كنت تعلم أن الموت لا بد آت فلنستعد كل واحد منّا علينا أن نستعد للحياة الدائمة الأخروية التي لا انقطاع لها الإنسان نفسه معدود كل الأنفاس اللي عم تطلع منّا وهيدي أنفاس جوهره ثمينة قيمتها كبيرة فلذلك ما ذهب لا يعود من هذه الأنفاس خلص فلا تفرح إلا بعلم نافع وعمل صالح هما رفيقاك ويصاحبناك في القبر حيث يختلف ويتخلف عنك أهلك وأصحابك وولدك فاصبر على طاعة الله الصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذاب الله رأس مال الإنسان وتجارته الرابحة الإسلام روى الترمذي من حديث أنس أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى: يعني هيدا حديث قدسي يرويه النبي عن الله تبارك وتعالى قال:”يا ابن ءادم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي(الله أكبر الله الغفار فاستغفروا ربكم) يا بن ءادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء يعني وصلت إلى السماء من كثرتها ثم استغفرتني تبت إليّ وطلبت المغفرة غفرت لك ولا أبالي يا ابن ءادم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة الله أكبر طالما مت على الإسلام ولو عندك ذنوب ملىء الأرض دون الكفر الله يغفر لك يعني حتى بعض العصاة يعذبون لكن نهايتهم ومآلهم إلى الجنة وليس كما تقول المرجئة لا يعذب عاص بالمرة وليس كما تقول الخوارج كل العصاة إلى النار لا.
عقيدة المسلمين كما قال الله:{وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآء}.
فايّاكم يا أحبابي القنوت من رحمة الله يعني إيّاك أن تعتقد أن الله لا بد أن يعذبك وإيّاك من معصية الأمن من عذاب الله ومكر الله يعني بعض الناس يسترسلون في الحرام ويعتمدون على الرحمة يقول لا بد أن يرحمني ولن يعذبني حرام طيب ماذا يفعل؟
يكون المسلم عنده الخوف والرجاء كجناحي الطير يستويان عنده وعلى فراش الموت ترجح كفة الرجاء أن يعفو الله عنه ورد في الحديث عن سعد بن أبي وقاص أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” أيعجز أحدكم أن يكسب في اليوم ألف حسنة قالوا ومن يطيق ذلك قال: يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة ويُحط عنه ألف سيئة“. فعليكم بالتسبيح وعليكم بالإستغفار وأذكر من خواص اسم الله الغفّار من ذكره بعد صلاة الجمعة مائة مرة بلفظ صحيح بنية حسنة ظهرت له آثار المغفرة بإذن الله تبارك وتعالى.
اللهم يا غفار يا غفار الذنوب يا ساتر العيوب اغفر لنا ما أسررنا وما أعلنا يا أرحم الراحمين.
