fbpx

20 :أسماء الله الحسنى – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال الشيخ طارق اللحام حفظه الله: أسرار ومعاني وبركات أسماء الله الحسنى بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه. اللهمّ لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا اللهمّ ارزقنا الإخلاص في القول والعمل والنية ءامين. الرزاق من أسماء الله تبارك وتعالى الرزاق هذا الاسم المشهور بين المسلمين كثيرًا وبين الناس يقولون عن الله تعالى الرزاق مهم معرفة ما هو معنى هذا الاسم المبارك وكذلك الخواص التي ذكرها العلماء لمن ذكر الله تعالى به. الرزاق من خواصه سعة الرزق هذا يُقرأ قبل صلاة الفجر يقول العلماء في كل ناحية من نواحي البيت عشر مرات ويبدأ باليمين يعني باليمين من جهة القبلة ويستقبلها يستقبل القبلة في كل ناحية يقف بها إن أمكن هكذا ذكر المناوي رحمه الله تبارك وتعالى. لذلك ألزموا هذا الاسم للرزق والتوسعة بإذن الله تبارك وتعالى وهذا والاستغفار كذلك أيضًا فيها بركات التوسع والتوسيع على النّاس بالرزق هذا مهم جدًا واظبوا عليه لعل الله يوسع عليكم بالرزق. ما معنى الرزاق؟ الرزاق هو المتكفل بالرزق يعني هو الذي يوصل الرزق إلى العباد وقد وسع رزقه المخلوقات كلهم كما ذكر بعض العلماء فقال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (سورة الذاريات). الله تبارك وتعالى هذا من أسمائه الخاصة لا يجوز تسمية غير الله الرازق ولا الرزاق وانتبهوا حرام تحريف اسم الله وسواء كان اسم الله لفظ الجلالة أو الرازق أو الخالق أو القادر كما يحصل في بعض البلاد يقولون اللـ أو بعضهم يقول الرزاء الله الرازء هذا ليس من أسماء الله الرازء والرزاء والئادر والئدير إنما الله القادر والقدير الله تعالى الرزاق والرازق. نقول الله أما أه ليس من أسماء الله تعالى بل حرام تحريف اسم من أسماء الله كما جاء في الآية:{وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ} (سورة الأعراف). إذًا الرزاق من أسماء الله لا نسمي به غير الله وهذا معناه الذي يوصل الأرزاق إلى العباد طيب ما معنى الرزق؟ يقول في مختار الصحاح:”الرزق ما يُنتفع به فما مكّنها من الانتفاع به من مباح وغير مباح رزق لها” هكذا قال الحافظ البيهقي رحمه الله يعني سواء كان مباحًا أم حرامًا يُسمى رزقًا لكن أكيد الحرام يكتب على هذا الإنسان. الله تعالى هو الرزاق وهو الذي يوصل الرزق إلى العباد وأتفق أهل السنة على أن الرزق ليس مقصورًا على الحلال بل يشمل الحلال والحرام بس مش معناه يحل له أن ياكل الحرام لا. وإنما حتى يُسمى رزقًا هذا ما قاله العلماء. يقول سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه: “الدنيا حلالها حساب وحرامها عذاب” يعني إذا دخل عليك من مال الدنيا ما هو حلال تحاسب عليه وتسأل هل أديت حق الله فيه هل فعلت ما يجب عليك في هذا المال تجنبت ما حُرم عليك في هذا المال وحرامها عذاب يعني إذا تخوض في مال الله بغير حق ورد في الحديث: “إن أُناسًا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النّار يوم القيامة” الله تعالى قال: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} (سورة الأنفال) مما رزقناهم أعطيناهم. فإذًا ما صح الانتفاع به سواء كان حلالا أم حرامًا هذا يُسمى رزقًا لكن الرزق لا بد أن يكون هذا الرزق حلالا حتى يحل لك إلا فالحرام حرام والله تعالى هو الذي يوصل الأرزاق إلى العباد توكل على الله .علمت أن رزقي لن يأكله غيري فاطمئن بالي. لن تموت نفس حتى تستوفي أجلها ورزقها الرزق يا أحباب أنظروا هذه البهائم مثلا التي هي في الصحراء هذه مثل الضّب ونحوه من البهائم في الصحراء من أين يأكل ومن أن أين يشرب لأن اللبن الذي يكون في بعض الدواب من قلة الماء لا ينزل له ومع ذلك يحيا الله تعالى يرزقهم ترى الطير يذهب في الصباح بطنه فارغًا ويعود وقد امتلأ بطنه. حكى لي مهندس كان يشتغل في مد الجسور والطرقات وكان يعمل في ناحية جبل يمد طريقًا ومعه عمّال يأتي هو في الصباح الباكر يتابع أمور العمل فكان يرى طيرًا يأتي كل يوم على هضبة قريبًا من عمله يبقى وقتًا في نفس الوقت كل يوم قريب الصباح يعني أول الشروق يبقى مدة على هذه الهضبة ويطير. فمرة بعد مرة قال سآتي بهذه الآلة حتى أقتله أصطاد هذا الطير فلما أراد قتله قال أرى ماذا يفعل أولا يعني أذهب إلى هذه الهضبة وأرى ماذا يفعل فصعد من ناحية لا يراه فجاء الطير وإذ بطير هناك آخر أعمى فاقد البصر ومكسور الرجلين يأتي هذا في الصباح يطعمه يبقى عنده وقتًا ثم يطير ما قتله وقال ما عدت أقتل طيرًا يعني هو ما حرم ولكن صار عنده شفقة أن هذا سُخر لهذا. أنظروا التمساح يأكل البهائم الشرسة حتى أحيانًا يصطاد نمرًا أو نحو ذلك ثم يفتح فاهه هكذا يأتي طير صغير هكذا له منقار رفيع ماذا يأكل؟ ما بين أسنان التمساح رزق هذا الطير هنا الرزاق هو الله قال الله تعالى:{وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} (سورة هود) الله أكبر الله تعالى هو الذي يوصل الرزق لمن يشاء ثم بعض الناس يوسع الله عليهم الرزق وبعضهم يضيق الله عليهم الرزق وهذا لا شك لحكمة أنت سلم. قال ابن رسلان هذا صاحب الزبد فقيه شافعي: يرزق من يشا ومن شاء أحرما والرزق ما ينفع ولو محرما قال يرزق من يشا يعني من يشاء ومن شاء أحرما ومن شاء أحرما فإذا لا يُعترض على الله تبارك وتعالى. حاتم الأصم رحمه الله يقول وغيره:” لما علمت أن رزقي لن يأكله غيري فاطئمن بالي وقال أيضًا لي أربع نسوة وتسعة من الأولاد فما طمع الشيطان أن يوسوس إليّ في شىء من أرزاقي” متوكل يأتي رزقهم الرزاق هو الله. وقال الله:{وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ (23)} يعني الله تبارك وتعالى يثبت لهم أن الله هو الذي يُنزل الأرزاق من السماء وما وعدهم من الرزق وهذا كما ننطق الله تبارك وتعالى يجعل هذا يعني صدقوا بهذا. وقال الله تعالى:{مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ} (سورة الذاريات) لأنه غني فالغني هو الله المستغني الذي هو مستغن عن كل ما سواه وكل ما سوى الله بحاجة على الله. يروى عن الإمام على الشافعي أنه قال: توكلت في رزقي على الله خالقي وأيقنت أن الله لا شك رازقي وما يكن من رزقي فليس يفوتني ولو كان في قاع البحار الغوامق سيأتــي بـــــــــــه الله العظيم بفضلــــــــــه ولو لم يكن مني اللسان بناطق ففي أي شىء تذهب النفس حسرة وقد قسم الرحمن رزق الخلائق ما تتحسر على شىء فاتك فلن تأكل إلا ما قسم لك. يقول الله تعالى:{ وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (سورة العنكبوت). ويقول عزّ وجلّ:{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ (السيدة مريم) وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا (نشأت نشأة طيبة) وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا (يعني هو رباها نبي الله زكريا) كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا (من غير أن يأتي به الناس لها من حيث العادة يعني كانت كرامة لها خرق للعادة وهذا دليل على وجود الكرامات في الأولياء) قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَآء بِغَيْرِ حِسَابٍ} فلا تغتم لبطنك كما جاء عن سيدنا عيسى يروى عنه أنه قال:”لا تغتموا لبطونكم“. يعني إذا كان أنت ما رزقت الآن ما يصير عندك همّ وغم أنظروا إلى الطير تغدوا وتروحوا ولا تحرث ما عندها أرض فلاحة ولا تحصدوا والله يرزقها إذًا الرزاق هو الله توكلوا على الله. وكان عليه السلام يأكل الشجر يعني نبات الأرض غير المطبوخ ويلبس الشعر من غير أن ينسج مش متل حكيتنا هيك هيدا منسوج مفصل ومرتب وكان يبيت حيث أمسى ما عنده بيت كان سيدنا عيسى رُفع إلى السماء وما عنده بيت كان يبيت حيث أمسى ولم يكن له ولد ولا بيت يخرب ولكن ورد أنه ينزل ويتزوج ويولد له صلى الله عليه وسلم. قال النبي صلى الله عليه وسلم:” لو أن ابن ءادم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت” الله أكبر رح أرجع أعيد الحديث تدبروا في المعنى يعني الذي يقنع بالرزق ويسلم متل ما أنت تفر من الموت يعني بتخاف فلو أنت فررت من الرزق أعلم أنه سيأتيك الرزق كما يأتيك الموت قال:” لو أن ابن ءادم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت” ولكن أنا أنبه كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:”ما قلّ وكفى خير مما كثر وألهى“. علينا بالقناعة التي هي رضى النفس بما قسم لنا من الرزق وليسعك بيتك هكذا ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وشميط ابن عجلان رضي الله عنه كان يقول: إذا أصبحت آمانًا في سربك(حيث تعيش مع الناس) معافًا في بدنك عندك قوت يومك فعلى الدنيا العفاء وعلى من يحزن عليها إن المؤمن يقول لنفسه إنما هي ثلاثة أيام فقد مضى أمسي بما فيه وغدًا أمل لعلكِ لا تدركيه إنما هو يومك هذا فإن كنتي من أهل غد فسيجيء غد برزق غد”. فإذا هذا التوكل على الله تبارك وتعالى فالله هو الرزاق. نختم بهذا من باب الفائدة قال عليه الصلاة والسلام:”ما يمنع أحدكم إذا عسر عليه أمر معيشته أن يقول إذا خرج من بيته بسم الله على نفسي ومالي وديني اللهم رضني بقضاءك وبارك لي فيما قُدر لي حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت“. فإذن نسأل الله تعالى أن يرزقنا رزقًا حلالا طيبًا مباركًا فيه اللهم يا رزاق يا رحمن يا رحيم أرزقنا علمًا نافعًا وعملا متقبلا مبرورًا يا الله.