fbpx

23 :أسماء الله الحسنى – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال الشيخ طارق اللحام حفظه الله: أسرار ومعاني وبركات أسماء الله الحسنى بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه. اللهمّ لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل والنية ءامين. العليم كلامنا إن شاء الله تعالى في هذا الدرس على اسم الله تعالى العليم. من أسماء الله تعالى العالم والعليم وعلام الغيوب وهذا يدل أن الله تعالى متصف بصفة العلم كما سنشرح إن شاء الله لكن نتكلم على شىء من خواص هذا الاسم الذي فيه ما فيه من الأسرار ومنها تحصيل العلم والمعرفة. فمن لازم الذكر باسم الله العليم الله تعالى يجعل معرفته في قلب هذه الإنسان على الوجه اللائق بالله يعني يورث هذا الذكر المعرفة في القلب معرفة الله عزّ وجلّ ومعرفتنا نحن بالله تعالى ليست بالإحاطة نحن لا نحيط علمًا بالله وإنما نعرف الله بمعرفة ما يليق به بمعرفة صفاته بمعرفة ما يجوز في حقه يعني مثلا يتعلم الإنسان أن الله له صفات وأن من صفاته التي يجب على كل مكلف أن يتعلمها الوجود الوحدانية القِدم البقاء قيامه بنفسه القدرة المشيئة العلم السمع البصر الحياة الكلام المخالفة للحوادث هذه الصفات الثلاثة عشرة كل مكلف يجب عليه أن يتعلمها وأن يعتقدها وأن يعرفها هذا من الفرض العيني الضروري على كل واحد من البالغين العاقلين المكلفين. فمن أسماء الله عزّ وجلّ العليم فهو العالم بالسرائر والخفيات الخفيات التي تخفى على العباد نحن لا ندركها لا يصل إلينا علمها فالله تعالى عالم بها ولا يُسمى الله عارفًا وإنما جاء عن سيدنا عمر رضي الله عنه في أحد كلامه رضي الله عنه أنه كان يتكلم معه بعض الناس عن بعض من قتل في سبيل الله فقالوا له فلان قتل فلان قتل وفلان يعني في المعركة ثم قالوا وفلان لا تعرفه فقال رضي الله عنه:” الله يعرفه” هنا إضافة الفعل وليس إضافة الاسم يعني ما قال من أسماء الله العارف وإنما قال يعرفه على معنى يعلمه فلا بأس ويجوز أما تسمية الله العارف فهذا لا يجوز حرام إنما الله العالم والعليم قال الله تعالى:{وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} سورة الحجرات. والعليم ليس من أسماء الله الخاصة به عزّ وجلّ وإنما ورد أن سيدنا يوسف عليه السلام حين كان يتكلم مع العزيز أنه يستطيع ويقدرأن يدبر أمور مصر بقدرة الله بمشيئة الله بإذن الله قال له:{ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} سورة يوسف يعني أنا أحفظ الأمانة وأؤديها حقها وأنا عندي علم هذا العلم الذي رُزقه سيدنا يوسف منه إدارة شئون الناس ومع ذلك انتبهوا سبحان يعني كان صغير عند أبيه رموه في البئر إخوته بعد البئر ذهب وعاش في قصر ثم بعد ذلك حُبس خرج من الحبس فتولى أمور وإدارة شئون الناس هذا شو بدل يا أحباب؟ بدل إنو الأنبياء كل الأنبياء عليكم السلام كانوا أذكياء كانت أُتيت لهم الحجةكانت عندهم قوة فهم وإدارة لأنهم هم القدوة هم الأعرف بمصالح الناس دينهم ودنياهم. فهذا الاسم العليم ليس خاص بالله ولكن علم الله ليس كعلمنا نحن علمنا يزيد وينقص أما الله عالم لا كالعلماء قال الإمام أبو منصور البغداي رحمه:”والله يعلم ما كان وما يكون وما سيكون وما لا يكون أن لو كان كيف كان يكون” ما كان كبدء الخلق والأمم السابقة ما يكون كاجتماعنا الآن بهذا الدرس وما سيكون في المستقبل ويعلم كذلك ما في يكون في المستقبل في الدنيا والآخرة إلى ما لا نهاية له وكذلك الله يعلم ما لا يكون أن لو كان هذا الله يعلم كيف كان يكون إذًا الله عالم بعلم أزلي أبدي قال الله تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (59)} سورة الأنعام. الله الله فمفايتح الغيب لا يعلمها إلا الله فمن أدعاها خرج عن الإسلام والعياذ بالله والله تعالى علمه واحد يعني لا يقال يحدث له علم بعد علم وهكذا حين نتكلم عن كل صفة من صفات الله فتقول قدرة واحدة كلام واحد ليس مركبًا وليس مجزئا والله تعالى عالم بجميع المعلومات. حتى قال بعض العلماء:”يعلم دبيب النملة السوداء يعني وهي تمشي على الصخرة الصماء (المسكرة) في الليلة الظلماء ويعلم حركة الذر في جو الهواء (هذا الهباء المنثور) ويعلم السر وأخفى (ما أسررناه وما أعلناه وما أخفيناه) ويعلم هواجس الضمائر (ما يحصل في القلوب) وحركات الخواطر (وما يأتي على القلوب بلا إرادة منّا) وخفيات السرائر”. فالله تعالى علمه قديم أزلي أبدي لا يتجدد. ثم يقول أحد العلماء وهو من الصوفية قال رحمه الله:” يرى حركات النّمل في ولم يخفى إعلان عليه ويحصي عديد النمل وما اشتملت بحر عليه”. الله يعني الله لا يخفى عليه لا في البر ولا في البحر عالم بكل شىء وقال تعالى:{ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}سورة غافر. استراق النظر بحيث الناس لم تنتبه لك الله يعلمه وما تخفى الصدور النفوس ما فيها في الداخل من أمانة أو خيانة الله تعالى عالم بكل ما يحصل في هذا العالم. قال الله تعالى: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَىْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء} سورة البقرة لا يعلمون إلا ما أطلعهم الله عليه فالأنبياء والملائكة لا يعلمون الغيب كله ولا يقال الله أعطى محمدًا علم كل ما يعلمه الله هذا ضلال وتكذيب للدين الله تعالى قال:{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} سورة الجن. فإذًا الله تعالى لا يُطلع على كل الغيب أحدًا من خلقه. ومفاتيح الغيب بنسمعها كتير هالكلمة ما معناها الرسول بينها عليه الصلاة والسلام فقال:” مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله لا يعلم أحد ما في غدٍ إلا الله ( يعني الغيب هذا غاب عنّا لكن الله يعلمه) ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله (حتى الآلات اللي بتقول إنو معك صبي أو بنت هذا من باب الظن والتخمين ليس من باب الجزم) فلا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله. تلاتة ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله (على التمام فهذه ما يسمى الأشياء اللي هي بتحكي عن المناخ والطقس هذه أيضًا توقعات وتخمينات هي نحنا من يومين قالوا جاي عاصفة تصل إلى لبنان وكذا ولم يحصل بعد إلى الآن ومر عليها أكثر من ثلاثين ساعة) ولا تدري نفس بأي أرض تموت ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله فهو عالم الغيب وعالم مفاتيح هذه الخمسة ولم يُعطها أحدا من خلقه ولا تدري نفس بأي أرض تموت”. يحكى أن رجلا كان يزور نبينا الله سليمان وكان هذا الرجل جاء إلى سليمان وهو عنده يعني هذا الرجل كان عند سليمان وجاء سيدنا عزرائيل عليه السلام ملك الموت زائرًا فصار ينظر إلى هذا الرجل متعجبًا وهذا الرجل خاف فلما خرج عزرائيل عليه السلام قال لسيدنا سليمان يا سليمان يا نبي الله أنت أعطاك الله أن الريح مسخرة لك أمرها ان تنقلني إلى الهند فطلب من الريح أخذته بعد وقت جاء سيدنا عزرائيل أيضًا زائرًا إلى سليمان فقال له: لمَ كنت تنظر إلى ضيفي ذاك تلك النظرات قال له: تعجبت ماذا يفعل عندك وقد أمرني الله بقبض روحه بالهند بعد لحظات. يعني كان هذا الأرض الذي سيموت هي الهند ولا تدري نفس بأي أرض تموت. أما قيام الساعة فمن أدعاها كفر لذلك هي خاصة بالله ولما قال جبريل لنبينا عن الساعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما المسئول عنها بأعلم من السائل“. وانتبهوا هناك بعض الآيات المتشابهات ظاهرها يوهم أن الله حدث له علم الآن بعد أن لم يكن عالمًا فلا يكون هذا المعنى المراد كقول الله تعالى:{لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} (سورة الأنفال) ليس معناه الآن يحصل لله التمييز من هو الخبيث ومن هو الطيب بعد أن خفي عليه لا. ليميز أي ليظهر للناس أو للملائكة من هو الذي هو خبيث ومن هو الطيب. ويروى في سبب إسلام الصحابي الجليل عمير بن وهب الجمحي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره فيما أوحى الله إليه مما جرى بين عمير وصفوان وكانا عند الحجر ولم يكن يعلم بما جرى بينهما إنسان لكن الله تعالى يعلم كل شىء فأوحى لنبيه بما حصل بينهما فأسلم هذا الرجل عندما أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان. وفي الختام أقول لكم عليكم بالعلم فعلم الدين لا يساويه علم آخر والعلم الذي حث الله عليه هو ما ينفع وهذا أنفع العلوم ولا تستحوا في طلب العلم فالله قال:{نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} سورة يوسف فالله هو الذي علمه لا يساوي علم أحد وعلم أحد لا يساوي علم الله ولكن نحن نتعلم ونعلم ولا نستحي في طلب العلم ولو صرنا كبارًا في السن واحد من الصالحين تاب إلى الله كان كل حياته في غفلة أمتين تاب كان عمره تمانين كان وصل إلى تمانين سنة فبدأ يتعلم وصار من العلماء. لا ينال العلم مستح ولا متكبر فلا تستحي في طلب العلم فقد جاء في الحديث:”استحيوا من الله حق الحياء” ومن الحياء الذي هو ممدوح أن تستحي من الجهل فاطلب العلم فقلنا يا نبي الله إنا لنستحي قال:” ليس ذلك ولكن من استحي من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما حوى (ما تطلع على الحرام ما تسمع للحرام ما تتكلم بالحرام) والبطن وما عوى (ومن الحياء أن تحفظ بطنك من الحرام) قال: وليذكر الموت والبِلى (فذكر الموت برقق القلب وأنك إلى الزوال) ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا ومن فعل ذلك فقد استحي من الله حق الحياء“. اللهم يا الله يا الله يا من لا يخفى عليه شى في الأرض ولا في السماء علمنا علمًا نافعًا وانفعنا بما علمتنا وانفع بنا واقض حوائجنا فإنها لا تخفى عليك يا أرّحم الرّاحمين.