fbpx

24 :أسماء الله الحسنى – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال الشيخ طارق اللحام حفظه الله: أسرار ومعاني وبركات أسماء الله الحسنى بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه. اللهمّ لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا اللهمّ ارزقنا الإخلاص في القول والعمل والنية يا أرّحم الرّاحمين. القابض الباسط القابض الباسط هذا الاسم وهذا الاسم في العادة يذكران معًا من أسماء الله الحسنى المباركة الدالة على ما يليق به عزّ وجلّ ومن أسرار هذين الإسمين أن من واظب عليهما بالذكر بنية حسنة مع الخشوع وفق للرزق وقوي قلبه بالتوكل على الله. والتوكل هو اعتماد حقيقي في القلب على الله الاعتماد الحقيقي ثقة القلب بالله هذا يسمى التوكل وهو واجب من الواجبات القلبية فتوكلوا على الله في أمر الرزق وفي غيره فإنه خالق المنافع وخالق المضار وهو الرزاق هو الذي يرزق الحوت السمكة في جوف البحر ويرزق من يشاء متى يشاء وما يشاء فإن الله تعالى هو القابض الباسط. أما المعنى فهو الذي لا يقتر الرزق بحكمته ويبسطه بجوده وكرمه الله تعالى يقتر الرزق يعني يضيق الرزق على من يشاء وهذا فيه حكمة لأن بعض من وسّع عليهم في الرزق أفتتنوا فقد قال عليه الصلاة والسلام:”لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال“. كثير من الناس إلى المال مالوا وانحرفوا وزاغوا بل بعضهم قتل أباه وبعضهم قتل جدته أو أمه أو غير ذلك بسبب المال فتنة المال عظيمة نسأل الله العافية. ويبسط الله الرزق على من يشاء هذا كرم من الله هذا جود من الله هذا إحسان من الله ولكن على الشخص أن يؤدي حق هذا الذي وسّع عليه به يقول الله تعالى:{وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ} (سورة البقر). تقرأ بالصاد وتقرأ بالسين يبسط ويبصط. فكم من أُناس قبض الله عنهم الرزق فكانوا فقراء صابرين لله غير معترضين يعني الفقر بالنسبة إليهم ممدوح صبروا عليه فارتفعوا لأن الاعتراض على الله يخرج من الدين والعياذ بالله كما كفر إبليس إبليس كفره اعتراض على الله كأنه يقول يا الله ليس لك ذلك يعني ينسب السفه إلى الله وهذا ضد الحكمة والله حكيم. فالله يقبض الرزق عمن يشاء ويبسط الرزق لمن يشاء فكم من أُناس بسط الله الرزق لهم بعد الفقر فكانوا أغنياء في الدنيا ولكن تنبهوا أد حق الله في المال فإنّك إذا خرجت من قبرك لن تزول قدامك حتى تسأل عن أربع ومنها عن مالك من أين أكتسبته وفيما أنفقته وورد في الحديث عن أنس رضي الله عنه أنه غلا السعر بالمدينة يعني صارت الأسعار غالية في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الناس جاءوا عند النبي وقالوا له عليه الصلاة والسلام يا رسول الله غلا السعر سعّر لنا يعني حطلنا أسعار ما بزيد عليها الناس أو بنقصوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إن الله هو المسعّر القابض الباسط الرزاق إني لأرجو ان ألقى الله عزّ وجلّ وليس لأحد منكم يطلبني بمظلمة في دم ولا مال” الله الله شوفوا يا أحباب النبي الأعظم عم بعلمنا كيف يخاف الواحد على نفسه بأن يكون عليه مظلمة لأنو لما يحدد هذا بكون فعل شيئًا يخالف الشرع مع أنه في أحاديث أخرى النبي أوصى عليه الصلاة والسلام ووصى بماذا وصى بأن يكون الشخص مما يُنزل للناس يرخص لله تبارك وتعالى وفيه ثواب عظيم لكن لا نحرم ولا نحدد إنو بتربح خمسة في المية أو عشرة بالمية فالنبي قال:”الله هو المسعر القابض الباسط” فبهذا الحديث فيه وصف الله تعالى بهذين الإسمين ثم قال:”والرزاق” فإذا الله تعالى حين قال عنه الرسول:” إن الله هو المسعر” الله يرخص الأشياء ويغليها أي بخلقه فلا يعترض على الله فانتبهوا في هذه الأيام بعض الناس يعصون الله على الغلاء يعني بعضهم يكفرون بسبب الضيق الذي يحصل على البعض فاتقوا الله فإن الواحد منّا ليعتقد اعتقادًا جازمًا أن الذي يوسع الرزق هو الله والذي يضيق الرزق هو الله. وكذلك القابض من معانيه قبض الأرواح فهو الذي يميت العباد يعني بالموت يموت الناس بقبض الروح فهذا يكون وكل به من؟ وكل به الملائكة على رأسهم عزرائيل عليه السلام فقال بعض العلماء القابض الذي يقبض الأرواح بالموت والباسط الذي يبسط الأرواح في الأجساد لأنه إذا كانت الروح داخل الجسد يعني فيك حياة فإذا فارقت الروح الجسد فارقت الحياة. يقول الله تعالى:{لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ (يعني يوسع على من يشاء ويضيق) إِنَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ} (سورة الشورى) وقال تعالى:{فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ}(سورة الفجر). يعني بعض الناس يظنون أن من وسّع عليه الرزق هذا كريم على الله ما دايمًا هيك يا أحباب أكتر الأنبياء كانوا فقراء أكثر الأولياء فقراء يدخل فقراء المهاجرين الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة عام إذا مش العبرة بتوسيع الرزق في هذه الدنيا لأ. وقول الله تعالى:{ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَن} (سورة الفجر). يعني يظنون أنه بالضيق في الدنيا بالمال هيدي إهانة لكن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:”الدنيا سجن المؤمن وسنته فإذا فارق الدنيا فارق السجن والسّنة“. سجن المؤمن لو كان ملك الدنيا متل سيدنا سليمان لما مات فارق إلى الأحسن ملك الدنيا ومع ذلك كان في سجن فكيف اللي هو دون ذلك المؤمن التقي الكامل هذه الدنيا مجاعته وسجنه فإذا فارق الدنيا فارق السجن والسنة. وهنا فائدة عظيمة لا يشك نبي من أنبياء الله بصفة من صفات الله لا يشك نبي من أنبياء الله بقدرة الله فما جاء في القرءان عن سيدنا يونس عليه السلام أن الله قال:{فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ} ليس معناه فظنّ أن الله عاجز ليس معناه أنه شك بقدرة الله لأن الشك بقدرة الله كفر بالإجماع كما نقل ذلك الحافظ ابن الجوزي رحمه الله طيب شو معنى هذه الآية: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا (غاضب قومه يعني كان زعلان منهم لأنهم ما آمنوا) فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ} (سورة الأنبياء) يعني ظن أن الله لن يضيق عليه فإذا فقدر عليه رزقه ضيق عليه رزقه الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر معناه يوسع على من يشاء ويضيق على من يشاء. يقول الله تعالى:{ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاء إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ} (سورة الشورى) كثير من الناس لو بسطت عليهم الدنيا لفتنوا والنبيّ عليه الصلاة والسلام قال مرة لأصحابه:”والله ما الفقرَ أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلوكنا كما هلكوا“. معناه يا أحباب النبيّ يخاف على أمته إذا وسّع عليهم إذا بسطت عليهم الدنيا أن يتنافسوا في الدنيا فيهلكوا كما هلكت بعض الأمم التي كانت قبلنا. اللهم يا الله يا من يقبض الرزق عمّن يشاء ويبسطه لمن يشاء آتانا رزقًا حلالا مباركًا فيه وءاخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.