fbpx

25 :أسماء الله الحسنى – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال الشيخ طارق اللحام حفظه الله: أسرار ومعاني وبركات أسماء الله الحسنى بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه. اللهمّ لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا اللهمّ ارزقنا الإخلاص في القول والعمل والنية ءامين. الخافض الرافع من أسماء الله تبارك وتعالى الخافض الرافع وهذان الإسمان يذكران أيضًا معًا في عادة من يذكر أسماء الله الحُسنى وذلك لبيان ما سيأتي من المعاني المتعلقة بهما. وقبل أن نبدأ نذكر شيئًا من أسرار ذكر الله تبارك وتعالى بإسميه الخافض الرّافع ومنها أنه من كان واظب على هذين الاسمين في ذكره تعالى بلفظ صحيح بنية حسنة فإنه يورث العزة والنصر والتأييد بإذن الله تبارك وتعالى فواظبوا على هذا لله فكل أسماء الله مباركة وكلها فيها أسرار وكلها تنزل عليك بركات خاصة ولكن بعضها ذُكر لنا وبعضها بتجربة العلماء الصوفية وغيرهم من المحدثين فلا تتركوا هذا الخير واسلكوا الأسباب فإن طلب الأسباب لا يتنافى مع التوكل على الله عزّ وجلّ. الخافض الرافع هو الذي يخفض من يشاء فيجعلهم من الذين ينزل عليهم البلاء في الدنيا رفع الله تعالى قرى قوم لوط بريشة من أجنحة جبريل رفعها وأهلكهم الله، أغرق فرعون وجنوده وكانوا من المغرقين أغرق قوم نوح بالطوفان الذين كفروا بالله وبسيدنا نوح. فالله تعالى يخفض من يشاء ويرفع من يشاء الرفع هو بإنعام الله وإحسان الله فالتقي رفيع المرتبة بالتقوى والعاصي مخفوض بالدرجة بسبب المعصية والعياذ بالله. كم من من متكبر كافر تكبر على الله وعلى رسول الله وهم أذلة هذا أبو لهب عدو الله وعدو رسول الله ما خرج مع المشركين في غزوة بدر كان مريضًا ولكن لما بلغه ما حصل مات من الغم حين عرف ما حصل بالكفار من جماعته يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:”فوالله ما عاش إلا سبع ليال يعني أبو لهب بعد غزوة بدر حتى ضربه الله تعالى فقتلته يعني هذه المصيبة التي أصابته هي شىء يصير من الغم والهم فلقد تركه إبناه ليلتين أو ثلاثة ما يدفناه حتى أنتن طلعت ريحتو فقال رجل من قريش لابنيه ألا تستحيان إن اباكما قد أنتن في بيته فقالا إنّا نخشى هذه القرحة وكانت قريش يتقون هذا المرض كما يتقون الطاعون فقال رجل انطلقا فأنا معكما قال فوالله ما غسلوه إلا قذفًا بالماء عليه من بعيد ثم احتملوه فقذفوه بأعلى مكة إلى جدار وقذفوا عليه الحجارة“. فسبحان الخافض الرافع الذي يرفع من يشاء ويخفض من يشاء. قال الله تعالى:{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} سورة المجادلة. فأهل العلم المخلصون لله يرفعهم الله تعالى درجات وهذا يكون يوم القيامة يظهر شرفهم هؤلاء الصالحون يُرفعون لأعلى الدرجات والله تعالى يخفض الكفار لأسفل الدرجات ولقد قيل:”بالله عليك يا رفيع القدر بالتقوى لا تبع عزّها بذُل المعاصي”. إيّاك تظن أن الرفعة بغير الطاعة وإيّاك أن تظن أن العزة بالمعاصي فايّاك وذل المعصية اياك وذلك المعصية وعليك بالطاعة فإنها ترفعك وكان في سلفنا الصالح رجال رفع الله قدرهم ومكانتهم وذكرهم فيروى أنه مر أعرابي على البصرة فقال من سيد هذه البلدة فقيل له الحسن البصري هذا الحسن رضي الله عنه كان من التابعين الأكابر من العلماء وكان من الذين أُتوا العلم والولاية وقال: وبما سادهم يعني كيف حتى صار سيدًا على هذه المدينة وأهلها قالوا:”لأنه استغنى عن دنياهم وافتقروا إلى علمه” لأن الشخص إذا زهد بما في أيدي الناس أحبه الناس وإذا زهد في الدنيا أحبه الله”. هكذا قال سيد الناس عليه الصلاة والسلام قال وافتقروا وأحتاجوا إلى علمه. عطاء رضي الله عنه كذلك كان من التابعين كان رضي الله عنه وأرضاه من حيث الخلقةكان ذميم الصورة وهو صغير قالت أمه:”عليك بالعلم بعلم الدين فإنه يرفعك” وفعلا أهتم بعلم الدين ولما صار كبيرًا عالمًا صارت الناس تشد الرحال إليه رضي الله عنه وأرضاه. هكذا الإنسان يرتفع بالطاعة والطاعة لا تُعرف إلا بالعلم فالعلم هو الذي يرفعك فالله تعالى هو الذي رفع مقامه بين الناس بسبب علمه وتقواه فبقي ذكره إلى ما نعد من الأيام إلى يومنا يُذكر الحسن البصري فإذا الله يعزّ من يشاء ويذلّ من يشاء. وهنا فائدة عظيمة: فإن أفضل التابعين رجل ورد في الحديث كان اسمه أويس القرني وهذا أويس وصفه الرسول عليه الصلاة والسلام بشىء عظيم كان بارًا بأمه هذه التقوى هذه الطيبة هذه الحسنة والخصلة الحسنة الطيبة التي رُزق هذا الإنسان مع التقوى كانت سببًا في أن الله تعالى جعله أفضل التابعين يعني أفضل إنسان التقى بالصحابة ولم يلتق برسول الله هذا الرجل الذي يقال فيه أويس وكان فقيرًا وكان لا يهتم بثيابه لأن العبرة عند الله بأن تتقي الله أن تؤدي ما فرض الله وأن تتجتنب ما حرم الله قال الله تعالى:{كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} (سورة الرحمن). معناه أن الله تبارك وتعالى يغير في المخلوقات من غير أن يتغير انتبهوا هالعبارة اللي بقولوها الناس حلوه كتير سبحان الذي يغير ولا يتغير هذه كلمة طيبة. {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} النبي شرحها عليه الصلاة والسلام فقال:” من شأنه أن يغفر ذنبًا (إذًا التغير حاصل بمين بالمخلوقات ليس بالله) من شأنه أن يغفر ذنبًا ويفرج كربًا ويرفع قومًا ويضع آخرين“. اللهم يا رافع المتقين والصالحين أرفع درجتنا في الجنة يا كريم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.