قال الشيخ طارق اللحام حفظه الله:
أسرار ومعاني وبركات أسماء الله الحسنى
بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن والاه.
اللهمّ لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا اللهمّ ارزقنا الإخلاص في القول والعمل والنية أخلصوا النوايا لله تبارك وتعالى.
العدل
الله تبارك وتعالى من أسمائه العدل وهو المنزه عن الظلم كما سنشرح إن شاء الله تبارك وتعالى.
وهذا الاسم من أسماء الله الحسنى الاسم المبارك من واظب عليه بالذكر رُفع عنه الظلم بإذن الله عزّ وجلّ ووفق للحكم بالعدل بإذن الله يعني إذا تيسر له القضاء أن يقضي يُسر بأن يحكم بالعدل ولا يظلم وإذا كان مظلومًا بأن يُرفع عنه الظلم.
فأنتم أكثروا بذكر الله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى المباركة التي لها خواص وأسرار وبركات الله ينفعنا بها.
وأما معنى العدل من أسماء الله عزّ وجلّ فهو المنزه عن الظلم والجور ما هو الظلم؟
وضع الشىء في غير موضعه وكذلك أيضًا عبر بعض العلماء في تفسير الظلم:”التصرف في ملك الغير بغير رضاه” وهذا كله لا يجوز على تبارك وتعالى الله يقول:{ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ}(سورة ءال عمران) فإذًا الظلم وضع الشىء في غير محله التصرف في مِلك الغير بغير إذنه مخالفة أمر ونهي من له الأمر والنهي لذلك الظلم مستحيل على الله “فلو عذب الله أهل أرضه وسمواته ما كان ظالمًا لهم” كما قال النبي عليه الصلاة والسلام وكما جاء عن صاحبته الكرام فقد قال ابن الديلمي أحد التابعين رحمه الله أتيت أُبي بن كعب هذا أُبي كان يلقب بأبي المنذر وكان أقرأ الصحابة صحابي جليل فقال ابن الديلمي فقلت يا أبا المنذر إنه حدث في نفسي شىء من هذا القدر ليس معناه شك الذي يشك في القدر هذا ما عرف الله ما ءامن بالله من كذّب بالقدر أو شك بالقدر يعني المؤمن يصدق أن ما يكون في هذه الدنيا كل ما يكون في هذه الدنيا بتقدير الله يحدث بمشيئة الله وتقديره فقال ابن الديلمي التابعي لهذا الصحابي أُبي فحدثني لعل الله ينفعني يعني انتفعت بكلماتك قال:”إن الله لو عذب أهل أرضه وسمواته لعذبهم وهو غير ظالم الله” الله الله مين أهل السموات الملائكة المجبولون على طاعة الله الذين لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ومن أهل الأرض الأنبياء عليهم السلام الذين هم صفوة خلق ومع ذلك لو عذبهم لا يكون ظالمًا لهم لأنهم ملك له والله يفعل في خلقه ما يشاء قال:ولو رحمهم كانت رحمته خير لهم من أعمالهم (فالرحمة من الله إحسان وكرم وليس واجبًا على الله عزّ وجلّ) ثم قال له: ولو أنفقت مثل أحد ذهبًا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر (يعني إذا الواحد كان عندو متل جبل أحد هذا الذي في المدينة المنورة ذهبًا قام تصدق به للجهاد في سبيل الله لا يقبل منه إن كان مكذبًا بالقدر لذلك هؤلاء القدرية مجوس هذه الأمة هؤلاء الذين قالوا إن الشر ليس بخلق الله بل يخلقه العبد هؤلاء والعياذ بالله جعلوا شركاء مع الله.
الرسول عليه الصلاة والسلام سماهم قدرية وقال عنهم مجوس هذه الأمة لأن المجوس يقولون إله للخير وإله للشر وهؤلاء قالوا يوجد خالقين مع الله فهؤلاء وافقوا المجوس بل عقيدتهم أشر لماذا؟ المجوس يقولون يوجد إلهان أما هؤلاء قالوا بالألهة والخالقين والعياذ بالله من دون الله مع الله.
فلذلك اعرفوا أن التكذيب بالقدر ليست عقيدة القرءان ولا هي عقيدة الأنبياء ولا هي عقيدة الصحابة والآل بل نحن نؤمن بالقدر خيره وشره.
يقول سيدنا أُبي:”وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطأك وما أخطأك لم يكن لصيبك ولو مت على غير هذا دخلت النار يعني الذي يعتقد بالقدر ويصدق هذا مما يكون عنده الإيمان هذا من الإيمان الواجب وأما من كذّبه هذا يدخل النار خالدًا فيها أبدًا قال ابن الديلمي ثم أتيت عبد الله بن مسعود صحابي آخر فحدثني مثل ذلك متل ما قال أُبي قال ثم أتيت حذيفة بن اليمان الصحابي الجليل صاحب سر رسول الله فحدثني مثل ذلك قال ثم أتيت زيد بن ثابت الذي كتب القرءان وجمعه قال فحدثني مثل ذلك عن النبي يعني هذا الصحابي رفع هذه الكلمات على أنها من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم.
فالله تعالى لو ابتلى عبدًا صالحًا ببلاء فلا يكون ظالمًا بذلك ولو ابتلى صغيرًا ببلاء لا يكون ظالمًا بذلك
كذا له أن يؤلم الأطفال ووصفه بالظالم استحالا
فإذا حذّرنا الله تعالى من نسبة الظلم إلى الله ومن نسب الظلم إلى الله كفر فانتبهوا بعض الناس بصيروا يقولوا عبارات الله يظلمك او الله يظلمك كما ظلمتني وهو خروج من الدين والله حذّرنا أن نظلم بعضنا البعض الله تعالى قال اتق دعوة المظلوم.
الرسول صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ حين بعثه إلى اليمن:” اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب”. يعني إنها مجابة
وقال عليه الصلاة والسلام: “اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام” يعني هذه مجابة تنزل عليك اللعنات بهذا الظلم وقال الله في الحديث القدسي للمظلوم:”وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين”. فلذلك كن عبد الله المظلوم ولا تكن عبد الله الظالم فيوم القيامة كل إنسان يُعطى كتابه وهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها فلينظر الواحد منّا ماذا قدم للآخرة بعض الناس الله يوفقهم ولا يبيعون الآخرة لأجل الدنيا ولكن يوجد ناس ما أكثرهم في زماننا يبيعون الآخرة لأجل الدنيا فأقول لهم ما أهون أن يعاني الإنسان الشدة في العيش والفقر والشغف والضن والجوع ولو سخر الناس منه في مقابل أن يعذب والعياذ بالله في نار جهنم هذه يا أحباب يعني اللي فهمان للدين بيعرف إنو هذه كلا شىء كل شى عذاب الدنيا كلا شىء أمام عذاب الآخرة.
وأياك وصحبة السوء فإنهم يدعونك للمفاسد فإن الصاحب ساحب وإن الصاحب يسحب صاحبه إما إلى الخير وإما إلى الشر.
فلينظر الإنسان ماذا يفعل وبأي شىء يفني عمره وجسده يعني بأي شىء يعمل في هذا الدنيا وماذا قدم للآخرة ما تزرعه هنا تجده يوم القيامة في الآخرة.
وهنا فائدة أخيرة الله تبارك وتعالى نهانا عن الظلم والظلمات بعض الناس يُعجل عليهم العقاب في الدنيا وبعضهم يُعجل عليهم في الدنيا والقبر وبعضهم يعجل عليهم في الدنيا والقبر ويعذبون في الآخرة الله يجيرنا بعض الناس في الدنيا ينزل عليهم بلايا عامة يعني كل هؤلاء القوم يهلكوهم الله في الدنيا تخسف الأرض بهم مثلا وبعضهم يكون دون ذلك يعني ولو كان وحدًا ينزل عليه البلاء انتقام من الله بعض الناس في قبورهم تشتعل قبورهم نارًا كان واحدًا مرابيًا يتعاطى الربا اشتعل قبره نارًا فصار الناس يأتون إلى بعض العلماء يسألونهم ماذا نفعل له قالوا: اذهبوا واستسمحوا الناس الذين كان أكل أموالهم بالباطل فصاروا يستسمحوا الناس اجتمعوا عند قبره وقرأوا القرءان حتى هدأ هذا الدخان وانطفأ هذا كان مسلمًا لكنه كان يأكل المال بالباطل وبعض الناس يؤجل وهذا الأكثر إلى يوم القيامة. {وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ}
اللهم يا الله يا الله يا عدل يا حكم جنبنا الظلم والظالمين ولا تجعلنا من الظالمين واجعلنا من المتراحمين.
التوقيت 8:01 قال الشيخ طارق قال الله تعالى اتق دعوة المظلوم وهذا حديث سبق لسانه.