قال الشيخ طارق اللحام حفظه الله:
أسرار ومعاني وبركات أسماء الله الحسنى
بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه.
اللهمّ لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا اللهمّ ارزقنا الإخلاص في القول والعمل والنية ءامين.
اللطيف
من أسماء الله تبارك وتعالى اللطيف فهو تبارك وتعالى لطيف بعباده ومن خواص وأسرار هذا الاسم أن من ذكره كل يوم مائة مرة يا لطيف يا لطيف وهذه طاء وليست تاء ويذكر بلفظ صحيح بمد الياء يا لطيف هكذا يذكرها بهذه الطريقة بنية حسنة أو مائة وثلاثين مرة أو ثمانين مرة يعني وردت تجارب عن العلماء بهذا العدد وهذا العدد وهذا العدد وسّع عليه ما طاق وكان ملطوفًا به بإذن الله.
فإذًا إلزموا هذا الورد هذا الذكر يا لطيف يا لطيف يا لطيف يا لطيف يا لطيف يا لطيف هذه طريقة يذكر بها هذا الاسم المبارك من أسماء الله عزّ وجلّ والذي يدل على الإحسان إلى العباد.
فما معنى اللطيف من أسماء الله؟ المحسن إلى عباده في خفاء وستر من حيث لا يحتسبون يأتيك اللطف والإحسان من غير أن تدري ومن حيث لا تحتسب الله قال:{وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} عالم بعباده خبير بهم ولطيف بهم وقال تعالى:{ أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (سورة الملك) فإذا الله يعلم الأشياء هو خلقها يعلم دقائق الأمور وجُلَّ الأمور تفاصيل وجملة الأشياء الله يعلمها وهو لطيف بعباده يحسن إليهم.
وقال بعض العلماء:”اللطيف الرحيم” الرحيم بعباده عزّ وجلّ فكم من بلاء صرفه الله تعالى وصاحبه لا يدري بعض الناس بقولك يا خي أنا عم أتصدق ما عم لاقي بركات هذه الصدقات شو يدريك أنت ما دُفع عنك ببركاتها وكم من نعمة ساقها الله تعالى لعبد من عباده وهذا العبد لم يكن يحتسب ذلك هذا من لطف الله بعباد الله.
يقول الحليمي رحمه الله: “وهو أي الله الذي يريد بعباده الخير واليسر ويقيد لهم أسباب الصلاح والبر” يعني يوفق من يشاء لفعل الخيرات وتحصل على أيدي بعض الناس المبرات هذا بلطف الله تعالى بهم.
وقال البيهقي رحمه الله:” أراد الحليمي عباد الله المؤمنين خاصة” إذا الإنسان وجد إنو انفتحت الدنيا على ناس من الكفار وأن بعض المسلمين مثلا عندهم الفقر والضائقة في المعيشة قل هذه من أسباب الدنيا والعبرة أن تكون من الذين لطف الله بهم في القبر والاخرة.
وقال أبو سليمان يعني الخطابي رحمه الله:”اللطيف هو البّر بعباده يعني الذي يفعل لهم الإحسان الذي يلطف بهم من حيث لا يعلمون ويسبب لهم مصالحهم يعني ما فيه خير لهم ومصلحة لهم من حيث لا يحتسبون”. كما قال الله تعالى: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ} سورة الشورى. فإذا اللطيف هذا معناه من أسماء الله عزّ وجلّ وليس معناه لطيف الجسم فالله تعالى ليس جسمًا لطيفًا وليس جسمًا كثيفًا الله ليس جسمًا وليس حجمًا فالله منزه عن الشكل وعن الصورة وعن الجسمية {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ} سورة الشورى.
الجسم اللطيف ما لا يضبط باليد كالهواء كالضوء كالروح.
والجسم الكثيف ما يضبط باليد كالإنسان والحجر والشجر والدّواب أما الله ليس جسمًا كثيفًا وليس جسمًا لطيفًا فالذي ينسب إلى الله الجسمية ما عرف الله الإمام السيوطي رحمه الله ينقل عن الإمام الشافعي رضي الله عنه قوله والعياذ بالله تبارك وتعالى:” المجسم كافر” ما عرف الله من كان اعتقد التجسيم لماذا؟
لأنهم اعتقدوا في الله ما هو من خواص المخلوقين وهو التركيب المركب احتاج لمن ركّبه والمحتاج إلى غيره عاجز والعاجز لا يكون إلهًا فالله تعالى لا يحتاج إلى خلقه المركب احتاج إلى من ركّبه وأما الله تعالى ليس جسمًا وهو غني عن العالمين.
والله تعالى يقول في القرءان العظيم:{هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ} (سورة الرحمن) هنا انتبهوا إذا علمت يا عبد الله إحسان الله إليك يعني الذي ساقه لك وأنت لا تشعر ولا تدري فكن محسن كما أحسن الله إليك كيف طب أنا أحسن لله على أي معنى؟ ألتزم طاعة الله قال الله: {وَابْتَغِ فِيمَا ءاتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} سورة القصص. الله حتى في هذا أنت تحسن لنفسك الله لا ينتفع بطاعاتنا ولا ينضر بمعاصينا إذًا ابتغ فيما أتاك الله تعالى هذا الشىء استعمله لدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا ما معناه لا تنس أن تشتغل في الدنيا للآخرة ليس كما يفهمه البعض اغرق في الدنيا وأترك الطاعات وأنت هلق عايش يلا عمال المعاصي والمحرمات لا. ولا تنس أن تتزود من دنياك لآخرتك وأحسن كما أحسن الله إليك كيف الواحد يحسن؟ منها قال لا تبغ الفساد في الأرض لا تبغ العلو والفساد في الأرض إنما ليكن فعلك لله فإن الله لا يحب المفسدين ومن لطف الله بعباده إن أعطاهم فوق الكفاية وكلفهم دون الطاقة وسهل لهم أرزاقهم وسبل المعيشة في هذه الأرض فالله لطيف بعباده في إيصال المنافع وصرف المضار وهو الذي يعفو عمن يهف والله تعالى ليس بظلام للعبيد.
يُحكى عن بعض الصالحين أنه قال أدركتني ضائقة يعني صار عنده ضيق وخوف فخرجت هائمًا يعني ما بيعرف وين بدو يروح فسلكت طريق مكة ما عنده زاد ولا راحلة فمشيت ثلاثة أيام يعني مشي تلت أيام بلا دابة فلما كان اليوم الرابع اشتد به العطش والحر فخفت على نفسي الهلاك خاف أن يموت ولم أجد في البرية شجرة أستظل بها قال فجلست مستقبلا القبلة فغلبتني عيناي هو وجالس نام قال فرأيت رجلا في المنام فمد يده إلي وصافحني وقال: أبشر إنك تسلم وتزور بيت الله الحرام وتزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له من أنت قال: أنا الخضر عليه السلام هذا نبي الله الخضر ما زال حيًّا على القول الراجح عند العلماء فقلت هذا في المنام أدعو الله لي فقال لي قل: يا لطيفًا بخلقه يا عليمًا بخلقه يا خبيرًا بخلقه الطف بي يا لطيف يا عليم يا خبير تلت مرات قال فقلتها فقال لي: هذه تحفة شىء عظيم بها غنى إلى الإبد حتى تموت فإذا لحقك ضائقة مصيبة وضيق أو نزل بك نازلة نزلت بك شدة ومصيبة فقلها تكفي وتشفي بإذن الله ثم غاب عني قال فاستيقظت وأنا أقولها فوالله ما قلتها عند كل ضائقة وشدة إلا ورأيت من لطف الله بي ما أعجز عن وصفه. الله تعالى يُحسن لنا الختام بجاه النبي عليه الصلاة والسلام.
الإمام الجنيد شيخ الصوفية يقول:”الله لطف بأوليائه فعرفوه ولو لطف بأعدائه ما جحدوه”. يعني هؤلاء الذين كفروا بالله لو لطف الله بهم لكانوا ءامنوا ولكن الله ما أراد بهم خيرًا.
فيا لطيفًا بخلقه يا عليمًا بخلقه يا خبيرًا بخلقه ألطف بنا وعافنا يا الله يا الله يا الله وءاخر دعونا أن الحمد لله ربّ العالمين.