fbpx

4 :أسماء الله الحسنى – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال الشيخ طارق اللحام حفظه الله: أسرار ومعاني وبركات أسماء الله الحسنى بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على سيدنا محمد رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه. اللهمّ لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا اللهمّ ارزقنا الإخلاص في القول والعمل والنية أخلصوا النوايا لله تبارك وتعالى. الْرَّحِيْمُ الْرَّحِيْمُ: من أسماء الله تبارك وتعالى الرحيم ونتكلم عنه إن شاء الله تبارك وتعالى كما أعتدنا معكم على ذكر شىء من البركات والأسرار بذكر الله تعالى باسمه الرّحيم. هذا الاسم من واظب عليه كما بسم الله الرّحمن يورث في قلبه بإذن الله تعالى الرحمة والشفقة هناك أسباب للرحمة وتغير القلب إلى الرحمة بعد القسوة. جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام يشكو قسوة قلبه فالرسول قال له عليه الصلاة والسلام: “امسح على رأس اليتيم وأحسن إليه وأطعمْه من طعامك يلن قلبُك وتدرك حاجتك”. هذا ما معناه أن هذا من الأسباب. ومن الأسباب أن تذكر الله بسم الله الرّحيم ومنها إذا قلت بسم الله الرّحمن الرّحيم ومن بركاتها من قرأها بعدد معين كنحو ألف مرة البسملة كاملة هذا للرزق ولقضاء الحوائج ومجرب بإذن الله تبارك وتعالى فمن قرأ بسم الله الرّحمن الرّحيم ألف مرة بنية حسنة بلفظ صحيح تُقضى حاجته اقرأها على نية معينة. ومعنى بسم الله الرحيم: الذي يرحَمُ المؤمنينَ فقطْ في الآخرة. الرحمن من خمسة أحرف رحيم من أربعة أحرف فزيادة حرف في الكلمة يقول العلماء فيها زيادة معنى فقد قلنا عن اسم الله الرحمن يرحم المؤمنين والكافرين في الدنيا وتختص رحمتُه في الآخرة للمؤمنين وأما الرحيم الذي يرحم المؤمنين فقط في الآخرة:{وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} سورة الأحزاب. فإذًا رحمةُ الله تبارك وتعالى عظيمة كبيرة جاء في الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام:” بأنه قسم الرحمة إلى مائة جزء أي آثار الرحمة مائة جزء هذه الأجزاء أنزل بين الخلق والعباد جزءًا وأبقى البقية إلى الآخرة” يعني في الدنيا تتراحمون بهذا الجزء حتى الفرس ترفع حافرها عن ولدها من هذا الجزء يعني لما تضع ولدها ترفع حافرها كي لا تدوس على ولدها أنظروا إلى هذه الرحمة التي جعلها الله تعالى في الخلق كل الرحمة كل التراحم الذي ترونه والرحمات هذا من الجزء والبقية للآخرة. فإذًا الله تعالى إنعامه كبير وهباته وعطياته كثيرة وعلينا أن نشكره عليها قال الله تعالى:{وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} سورة النحل. وقال تعالى:{وإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا} سورة إبراهيم. فنعم الله تعالى لا نحصيها {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} سورة لقمان. في نعم ظاهرة مثل هذه اليدين الجسد الحواس الخمس الماء البارد الهواء الشمس وهناك نعم باطنة مثل ستر الذنوب سترني الله وإيّاكم مثل الإيمان الذي يكون التصديق في القلب إِنَّ اللهَ يُعْطِي الدُّنْيَا لمن يُحِبُّ وَلمَنْ لَا يُحِبُّ، وَلَا يُعْطِي الْإِيمَانَ إِلَّا لمَنْ يُحِبُّ فهذه النعمة هي أعظم نعمة يؤتها العبد في الدنيا أفضل من الصحة أفضل من المال حتى هناك نعمة يقولوها أهل لبنان كلمة طيبة هي من النّعم كذلك وفقوا إليها في بلاد الشام كلمة حلوة الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة هذا كلام طيب هذا كلام مبارك. ومن رحمة الله تبارك وتعالى أن يوفقك للطاعات في الدنيا وأن تتجنب المنكرات الله تعالى قال:{وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} سورة آل عمران. فإذا الله تبارك وتعالى أنعم علينا بهذه النعم فعلينا أن نستعملها في طاعته ومنها إذا وقعت في المعصية أن تتوب سَابقوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كعرض السماء وَالأَرْض أُعِدَّتْ للذين ءامنوا بالله ورسله فإذا رزقت الإسلام هذا لا يساويه نعمة وأفضل نعمة للمسلم يوم القيامة رؤية الله تعالى لذلك يقال عن الجنة الرحمة ويقال عنها الحُسنى والزيادة التي فيها هي رؤية الله بلا كيف ولا مكان للذين أحسنوا الحُسنى وزيادة ما معنى هذه الزيادة؟ أن يرى المسلم ربّه يوم القيامة بلا كيف يقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث:”إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبق عالمًا أتّخذ النّاس رؤوسًا جهلا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا”. فإذا العلم رحمة والجهل بلاء ونِقمة ومصيبة فعلينا يا أحباب أن نقتدي بسيد العالمين بالتراحم والرحمة وقد وصفه الله تعالى في القرءان بقوله:{بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} النبي عليه الصلاة والسلام جعله الله نبي الرحمة هاديًا مبشرًا نذيرًا داعيًا إلى الله سراجًا منيرًا قمرًا صلى الله عليه وسلم مع أنه كان أميًّا إلا أنه أعلم النّاس وأفضل النّاس وأرحم خلق الله تبارك وتعالى نقتدي به في الرأفة والتراحم فالرحيم: هو الذي اختصت رحمته في الآخرة للمؤمنين.نسأل الله أن يرحمنا آمين. يقول الله تبارك وتعالى في القرءان الكريم:{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} سورة الأحزاب. ومعنى يصلي عليكم أي يرحمكم هذه الصلاة من الله تبارك وتعالى ليس معناها بركوع وسجود كما يصلي الواحد منّا {لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} فمن رزقه الله الإسلام أخرجه من الكفر إلى الهدى إلى النور قال الله تعالى أيضًا في القرءان العظيم:{أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} سورة الزخرف. ورحمة ربك خير من الدنيا وما فيها لذلك الواحد منّا ليعمل للآخرة وقد جاء في الحديث عن سيدنا علي رضي الله عنه أنه جاءت امرأة من السبايا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا محمد إن رأيت أن تخلي عنّا ولا تُشمت بي أحياء العرب فإنّي ابنة سيد قومي وإن أبي كان يحمي الذمارَ ويفك العاني (يعني يساعد الناس) ويشبع الجائع ويكسو العاري تقول ويفشو السلام ولا يرد طالب حاجة قط أنا ابنة حاتم طيء فقال النبي صلى الله عليه وسلم:”يا جارية لو كان أبوك مسلمًا لترحمنا عليه”. هذا يدل أن الرحمة بعد الموت تشمل المؤمنين فقط فلا يجوز لنا أن نترحم على من مات على غير الإيمان على غير الإسلام لأن الإسلام هو الذي رضيه الله لعباده الدين الذي أمرنا بإتباعه: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} سورة آل عمران. وأختم لكم أحبابي بأن الإنسان إذا مات على الكفر لا يُصلى عليه ولا يُستغفر له ولا يقرأ له القرءان وأما ما جاء عن عبد الله بن أبي بن سلول الذي كان زعيم المنافقين في المدينة هذا آخر حياته صار يظهر الإسلام والنبي عليه الصلاة والسلام حسن الظن به أنه تراجع بالشهادتين وكان يصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم وطلب وهو يحتضر أن يُكفن بثوب رسول الله عليه الصلاة والسلام فالرسول اعتقد فيه أنه ذهب عنه النفاق فلما مات هذا الرجل صلى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم صلاة الجنازة فنزل قول الله: {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ} سورة التوبة. عرف عندها أنه مات كافرًا وإلا ما كان صلى عليه ولا ترحم عليه. إذًا النبي عليه الصلاة والسلام ما كان يعلم حال هذا الإنسان لذلك انتبهوا فإن بعض الناس يقولون وهو يعلم حاله صلى عليه الجنازة فهذا ضد الدين. الله تعالى يرحمنا باسمه الرحمن وباسمه الرحيم والمداومة عليها يا أحباب تفيد رقة القلب ورحمة الخلق فأكثروا بإذن الله عزّ وجلّ من ذكر اسم الله الرّحمن واسمه الرّحيم. اللهمّ يا رحيم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك يا الله.