fbpx

6 :أسماء الله الحسنى – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال الشيخ طارق اللحام حفظه الله: أسرار ومعاني وبركات أسماء الله الحسنى بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على سيدنا محمد رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه. اللهمّ لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا اللهمّ ارزقنا الإخلاص في القول والعمل والنية يا أرحم الراحمين أخلصوا النوايا لله تبارك وتعالى. القدوس من أسماء الله تبارك وتعالى القدوس ونتكلم على معناه إن شاء الله ولكن له بركات كثيرة لمن واظب على هذا الذكر وفيه منافع وأسرار عظيمة ومنها ما قاله المناوي رحمه الله في كتابه الفيض القدير: “يفتح الله له العبادة ويسلمه من الآفات” يفتح الله له العبادة معناه من واظب عليه ييسر الله له أن يفعل الطاعات وأن يتجنب المعاصي هكذا بعض الأسرار لبعض الأوراد لها مزايا ومن جملتها الشهادة الخاصة والذي فيها ذكر النبي عليه الصلاة والسلام عيسى وفيها أن عيسى روح من الله أي روح مشرفة عند الله تبارك وتعالى وفيها ذكر الجنّة والنّار هذه من يواظب عليها كل يوم من أسرارها يوفق لفعل الخيرات يوفق للطاعات بإذن الله عزّ وجلّ. ومن جملة ذلك يا أحباب ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يقول في ركوعه وسجوده: “سبوح قدّوس ربّ الملائكة والروح” سبوح قدّوس ربّ الملائكة والروح سأشرحها إن شاء الله. فإذًا من بركاتها يفتح الله لك العبادة ويسلمك الله بإذن الله تعالى من الآفات وذكر بعض العلماء أيضًا أنها تورث الهيبة والرهبة في قلوب الأعداء والعظمة بإذن الله تبارك وتعالى لذاكرها فواظبوا عليها. أما القدوس فمعناه المنزه عن الشريك المنزه عن الولد المنزه عن المكان والزمان المنزه عن صفات الخلق المنزه عن الحاجة للمكان والعرش والسماء المنزه عن الملائكة فلا يحتاج إليهم وعن الجن فلا يحتاج إليهم ولا إلى طاعاتهم وعن البشر فلا يحتاج إليهم ولا يتضرر بمعاصيهم لذلك الله وصف نفسه في القرءان الملك القدوس وجاء أيضًا أن الملائكة في تسبيحهم يقولون:”سبوح قدّوس ربُّ الملائكة والروح“. سبوح بمعنى مقدس بمعنى منزه بمعنى معظم وكذلك قدّوس المقدس والمعظم قدوس معظم وهو تعالى ربُّ الملائكة والروح. الملائكة هم خلقوا من أجسام نورانية كلهم على الإسلام لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. وأما الروح قال بعض العلماء المراد به جبريل فكان يسمى عليه السلام روح القدّوس يعني الروح الطاهر لأنه لا يقع في معصية الله لا يقع في الحرام عليه السلام وقال بعض العلماء هناك ملك يُسمى الروح ضخم جدًا الملائكة يكونون صفوفًا في الصف ملائكة عدد كبير لا يعلمه إلا الله وهذا الروح يقف وحده في صف واحد من ضخامة حجمه فإذًا الله ربّ كل شىء. ويقول الله تعالى في القرءان الكريم:{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} (سورة البقرة) الله تعالى له حكمة من هذا وهذه الحادثة فيها تعليم لنا وللملائكة فإن الله أخبر وأطلع ملائكته الكرام أنه سيجعل في الأرض من يكون فيها ويعيش فيها ويقال فيها خليفة الله في الأرض يعني يعيش في الأرض هذا معناه فقال الملائكة كما أخبر الله قالوا:{ قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} (سورة البقرة). هذا ليس اعتراضًا على الله لأن الاعتراض يعني فيه نسبة السفه إلى الله وهذا لا يحصل من الملائكة لأن هذا فيه كفر إذًا شو المراد يا أحباب لكن لما نقول هالكلمات معناه أن هؤلاء يستفسرون ما الحكمة من خلقك لهؤلاء الذين أخبرتنا وأعلمتنا أنه سيحصل بينهم قتل وظلم في الأرض فسألوا الله لتعلم الحكمة وقالوا له: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} إذًا قالوا: {وَنُقَدِّسُ لَكَ} ما معنى ونقدس لك قال النووي رحمه الله:”معناه ونحن يا الله لا نشرك بك ونحن لا نشبهك بخلقك فنحن اعتقادنا الجازم أن الله ليس كمثله شىء وأنه منزه عن التجسيم والانتقال والتحيز في جهة وعن سائر صفات المخلوق” هكذا قال الحافظ النووي رحمه الله في تفسير هذه الآية والله تعالى لا نصفه بما لا يليق به هذا من معاني القدّوس لذلك ما جاء في القرءان مثل قول الله:{وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}.سورة آل عمران. لا يعني أن من أسماء الله الماكر لا. وإنما أسند المكر إلى الله تعالى في القرءان في هذه الآية في سياق المشاكلة يقال له في لغة العرب هذا معناه لفظ أُستعمل في معنى وأُستعمل أيضًا في معنى آخر من معانيه من باب المجازاة على هذا العمل أو المقابلة هم خدعوا هم احتالوا ومكروا مع الخبث وأما الله يجازيهم على مكرهم بالعقوبة من حيث لا يدرون وهكذا جاء أيضًا في القرءان في قول الله تعالى:{اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} (سورة البقرة) ليس معناه من أسماء الله المستهزئ وإنما معناه الله تعالى يجعل هؤلاء المنافقين في حالة خفة وهوان فالله يجازيهم على استخفافهم بالمسلمين كان هؤلاء كلما مر عليهم المسلمون أو أمامهم كانوا يستخفون بالمسلمين ولذلك الله تعالى رد عليهم في القرءان وأيضًا جاء في ءايات أخرى مثل هذه الآية:{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً} (سورة النساء) الله أكبر هؤلاء المنافقون يظهرون الإسلام وفي قلوبهم الكفر يعني أظهروا خلاف ما أبطنوا في بطونهم ما يخالف ذلك في باطنهم الكفر والضلال الله قال:{ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} معناه الله تعالى هو الذي يجازيهم على هذا الخداع هم يخادعون المؤمنين أما الله لا يخفى عليه حالهم الله تعالى عالم بما ظهر وبما بطن الله تعالى ليس كمثله شىء لذلك أهمية أن نتعلم المتشابهات وأن نتعلم ما قاله العلماء في تأويل المتشابه الذي قد يظن سامعه أو قارئه ما لا يليق بالله مثاله الله قال:{وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} (سورة الزخرف) ليس معناه أن الله يسكن السماء ويسكن الأرض معناه الله ربّ السموات وربّ الأراضين هو المعبود في السماء من قبل الملائكة وهو المعبود في الأرض من قبل الإنس من المؤمنين والجن المؤمنين. فإذًا الله تبارك وتعالى أنزل هذه الآيات ابتلاء امتحان بعض الناس يقرأونها يضلون وبعضعم يكرموهم الله فيفهمون الفهم السليم ومنها قول الله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم} (سورة الممتحنة) فالغضب إذا أضيف إلى الله لا يعني انفعالات وتأثرات نفسانية كما يحصل لنا نحن لا. وإنما الله تعالى ليس كمثله شىء وقول الله:{لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} (سورة التوبة) المعية لا تعني أن الله تعالى حال مع النبي وأبي بكر في الغار هذا ليس معناه إنما المعنى أن الله يحفظهما ينصرهما يؤيدهما. وهكذا أحبابي جاء في القرءان ءايات كثيرة ومنها {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (سورة طه) لا يجوز اعتقاد أن الله تعالى متصف بالقعود والجلوس القعود والجلوس يكون لمن له نصف أعلى ونصف أسفل هذا يكون للمخلوق الله ليس كمثله شىء. إذًا ءايات جاء فيها ما ظاهره يتنافى مع اسم الله القدوس فإذا سمعت هذه الآيات فارجع إلى التنزيه إلى الآيات المحكمات ومنها قول الله:{تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}(سورة القمر) يعني بحفظنا {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} (سورة طه) أي بحفظي وتأييدي وقول الله: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} (سورة الفتح) عهد الله فوق عوهدهم ليست هذه الجارحة {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنِّكَ بِأَعْيُنِنَا}(سورة الطور) أي نحفظك ونراعك {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} (سورة المائدة) ينفق كيف يشاء وهكذا في القرءان {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}(سورة ق) يعني أعلم به من نفسه {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ} (سورة البقرة) معناه هل ينتظرون إلا أن يأتي حكم الله وهكذا نرجع في فهم المتشابهات إلى اسم الله القدوس وإلى الآيات المحكمات فالزموا عقيدة أهل السنة والجماعة. حافظني الله وإيّاكم من التجسيم والتشبيه وبارك لي ولكم باسمه القدوس ءامين أي نسأله باسمه تعالى وءاخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.