fbpx

7 :أسماء الله الحسنى – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال الشيخ طارق اللحام حفظه الله: أسرار ومعاني وبركات أسماء الله الحسنى بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على سيدنا محمد رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه. اللهمّ لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا اللهمّ ارزقنا الإخلاص في القول والعمل والنية يا أرحم الراحمين أخلصوا النوايا لله تبارك وتعالى. الجبّار اليوم إن شاء الله كلامنا على اسم الله الجبار والجبار هذا بإذن تعالى من واظب على هذا الذكر بسم الله الجبار حُفظ من ظلم الجبابرة بإذن الله يعني المعتدين يعني الظالمين سواء قال هذا في سفر أو حضر كما قال المناوي وغيره تقول يا جبار يا جبار يا جبار هذا من أسماء الله تعالى ومعناه الذي جبر مفاقر الخلق قال العلماء:”يعني أغناهم“. فالله تبارك تعالى هو الذي جبر أي كان هذا الشخص مكسورًا فجبر كسره كان فقيرًا فأغناه هذا معنى الجبار ولذلك قال العلماء من بركاته أيضًا أنه يُجبر خاطر المكسور الخاطر لذلك عليكم بالمواظبة على هذا الاسم ثم أسماء الله كلها بركة وأسماء الله تعالى بأيها دعوت الله لك ثواب إن أخلصت النية بنية حسنة بلفظ صحيح وكما قلت لكم مع الخشوع والتدبر يزيد الشخص بالأسرار والأنوار ببركات هذا الاسم الكريم. الجبار من جبر مفاقر الخلق وهكذا تسمعون أهل لبنان مثلا يقولون الله يجبر خاطرك يعني إن كان خاطرك مكسور تجبر تطلب من الله جبر الخاطر فالله تعالى جبر مخاطر الخلق أي أغناهم والنبي عليه الصلاة والسلام كان فقيرًا فأغناه الله الله تعالى أخبر في سورة الضُحى:{وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى} أعطاه كفايته عليه الصلاة والسلام وكان هو يعطي زوجاته كفاية سنة لكن هن كن ينفقن رضي الله عنهن ونفعنا بهن يتصدقن لله تعالى الرسول كان يتصدق كذلك وكان لا يقول لا إلا ما ندر وكان يُعطي ولا يخشى الفقر كان يُعطي لله عزّ وجلّ وهذا يدل أن الفقير ليس كافرًا لمجرد الفقر كما ادّعى ذاك المدعي الذي يدعي التصوف فقال الفقير كافر على طوقين أعوذ بالله هذه الكلمة تكذيب للدين وذاك الآخر صديقه الذي قال المجتمع الذي فيه فقر ليس مجتمعًا إسلاميا هنا في لبنان قالها وقالها في سوريا في الشام هذا وهذا تكذيب للدين أكثر الأنبياء فقراء وأكثر الأولياء فقراء فلا يكفر الإنسان لمجرد الفقر ولا يقال الجوع كافر أو كفر ولا يقال الفقر كفر أو كافر هذه العبارات نبهوا منها. وقال بعض العلماء الجبار معناه القهار يعني ربنا تبارك وتعالى هو الذي قهر العباد يتصرف فيهم على ما يشاء لا يكون إلا ما شاء لا يكون إلا ما قدر الله لا يكون إلا ما شاء الله ولذلك علم النبي عليه الصلاة والسلام ابنته السيدة زينب علمها دعاء فيه “ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن” هذه الكلمة الطيبة التي انتشرت بين المسلمين كبار المسلمين يعرفونها وصغارهم ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن خالف فيها المعتزلة هؤلاء القدرية جعلوا مشيئة الله تحت مشيئة العباد وأما أهل السنة حماهم الله فيعتقدون ويقولون إن مشيئة العباد تحت مشيئة الله كما قال الله في القرءان الكريم:{وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ} (سورة التكوير). فإذًا نحن مشيئتنا حادثة مخلوقة مغلوبة تتغير أما مشيئة الله أزلية ليست مخلوقة ولا يلحقه تغير لذلك قال الامام أبو جعفر الطحاوي رضي الله عنه:” غلبت مشيئته (أي الله) المشيئات كلها” وهذا معنى ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن أنت تريد وانا أريد والله يفعل ما يريد أنت تشاء وأنا أشاء والله يفعل ما يشاء فهؤلاء القدرية لو بأيامنا هيدي ما بسمونه قدرية أو معتزلة لكنهم كتار مثل هؤلاء الذين يدعون التصوف بسوريا ولهم هنا أتباع يقولون هذه الكلمة والعياذ بالله بأن مشيئة العباد فوق مشيئة الله وكذلك أيضًا هناك من يدعي العمل الإسلامي يقول هذه الكلمات فاحذروا فإن عقيدة المسلمين أن نؤمن بالقدر خيره وشره وأنه لا يكون إلا ما شاء الله لا يكون إلا ما قدر الله. وقال بعض العلماء الجبار من أسماء الله معناه الذي لا تناله الأيدي ولا يجري في ملكه غير ما أراد هكذا قال الإمام البيهقي رحمه الله تعالى قال لا تناله الأيدي ما معناه يعني لا يضره أحد يفعل في خلقه ما أراد فلا أحد يحكمه ليس عليه حكم يلزمه ليس عليه شىء يجب ليس عليه ما هو فرض عليه لا أحد يأمره وينهاه لا آمر له ولا ناهي له هيدي من عقيدة أهل السنة والجماعة. فإذا الجبار من أسماء الله معناه الذي جبر الخلق على ما أراد هذا تفسير آخر يدبر المخلوقين كيف يشاء يتصرف فيهم كما يريد تبارك وتعالى. وأما إذا قلنا يفعل في خلقه ما أراد معناه يتصرف فيهم يجعل هذا غنيًا وهذا فقيرًا يعزّ من يشاء ويذل من يشاء يرفع قومًا ويضع آخرين ولا تتغير مشيئته نحن العباد نحن تتغير مشيئتنا نحن تتغير صفاتنا فلا بالدعاء تتغير صفة لله ولا بالصدقة تتغير صفة لله ولا ببر الوالدين ولا بصلة الرحم تتغير صفة لله صفات الله لا تتغير إنما أنت حين تذكر الله تستفيد من هذا الذكر أما الله لا يستفيد ولا ينتفع منّا ولا بطاعاتنا. وأما الجبار إذا أطلق على بعض البشر فيراد به المتكبر العاتي الظالم الذي يظلم خلق الله وهذا الجبار يوصف به الخلق للذم أي بعض الناس وأما إذا وصف الله فهو مدح في حقه هذا ذم في حق بعض الخلق الظالمين الذين يظلمون يقال فيهم جبابرة كما قال سيدنا موسى في القرءان وكما جاء في قصته مع الجبارين وكما قال قومه عن هؤلاء إن فيها قومًا جبارين وصفوهم بالجبارين لأنهم ظالمين هذا الإستشهاد للمعنى اللغوي ليس موافقة لما قالوه لموسى لأن هؤلاء قالوا لموسى عبارات لا تنبغي قالوا والعياذ: {وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ} وكذلك غيرها من العبارات أذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إلى غيرها إنما المراد الاستشهاد بكلمة جبار إذا أضيفت إلى خلق إلى بعض الناس يُراد به الذين هم متجبرون الذين هم والعياذ بالله فاسدون. فالجبروت معناه العظمة في حق الله أما في حق العباد فهي للذم والقدح والجبابرة هذا على مر التاريخ استعمل هذا اللفظ مثل ما حصل في زمن إبراهيم عليه السلام هذا الجبار النمرود هذا النمرود الذي رمى إبراهيم عليه السلام في النار فكانت النار بردًا وسلامًا على إبراهيم لذلك هذا الإنسان الذي كان جبارًا ظالمًا عاتيًا يدعي الربوبية والألوهية أهلكه الله تعالى بحشرة دخلت في رأسه وكان لا يهدأ من الألم حتى يضرب بالنعال والله تعالى نجى نبيه إبراهيم عليه السلام. وكذلك أيضًا هذا الجبار الذي حارب موسى والذي كان يقال له الوليد بن مصعب فرعون الذي ادعى الألوهية أيضًا وقال أنا ربكم الأعلى كان جبارًا من الجبابرة أهلكه الله بالغرق. فإذًا الله الجبار مدح لله وإذا قيل عن إنسان جبار فهذا فيه ذم لهذا الإنسان. فإذا دعوت الله ادعو الله باسمه الجبار فقل مثلا اللهم يا جبار يا من جبرت مفاقر الخلق يا الله اجبر كسري واستر عيبي. واظبوا على هذا الاسم فكما ذكرت لكم بإذن الله فيه حفظ من ظلم الجبابرة والمعتدين في السفر والحضر. وأختم لكم بفائدة كذلك واظبوا على سورة قريش فإن من قرأها بإذن الله تعالى من أسرارها يُحفظ من الخوف والرعب ويأمن ظلم من يخاف أن يظلمه. اللهم يا الله يا الله أُجبر مفاقرنا واجبر كسرنا واستر عيوبنا يا أرحم الرّاحمين وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.