8 :أسماء الله الحسنى – الحلقة

قال الشيخ طارق اللحام حفظه الله: أسرار ومعاني وبركات أسماء الله الحسنى بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على سيدنا محمد رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه. اللهمّ لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا اللهمّ ارزقنا الإخلاص في القول والعمل والنية يا أرحم الراحمين أخلصوا النوايا لله تبارك وتعالى. السلام كلامنا اليوم بإذن الله تبارك تعالى عن اسم الله السلام والله تبارك وتعالى السالم من كل نقص وعيب وهذا الاسم من بركاته ومن واظب على الذكر به صُرف عنه بإذن عزّ وجلّ المصائب والآلام يعني فيه بإذن الله الحفظ من بعض البلايا التي تنزل فجأة وكذلك يُدفع عنك مصائب في هذه الدنيا ويُدفع عنك بعض الأمراض يعني إذا كان بك ألم ألم بك فقرأها حتى إذا قُرئ على مريض مائة وإحدى وعشرين مرة برئ بإذن الله تبارك وتعالى ما لم يحضر أجله أو خفف عنه هذا جاء في الفيض القدير للمناوي رحمه الله تعالى. إذًا السلام من أسماء الله الحسنى ومن بركاته من واظب على هذا الذكر بسم الله السلام يُصرف بإذن الله تعالى عنه المصائب والآلام كأن يقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام هكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم فقد عُرف بين العلماء بالحديث الذي يقال له المسلسل بالمحبة أن النبي قال لأحد الصحابة صلى الله على رسول الله رضوان الله عليهم قال له:” يا معاذ إني أحبك فلا تدع دبر كل صلاة هذه الكلمات” لا تتركها ثم هذا الصحابي قال لمن بعده:”إني أحبك فلا تدع دبر كل صلاة ان تقول هذه الكلمات” وهكذا إلى أن وصل إلينا هذا الحديث بهذه الطريقة والحمد لله تعالى. وأنتم لا تدعوا هذا عقب كل صلاة ما هو؟ اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام. الله اللهم أنت السلام أنت السالم من كل نقص وعيب فلا يوصف الله بالظلم فمن نسب إلى الله الظلم ما عرف الله الله قال في الحديث القدسي:”إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظّالموا ” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”الظلم ظلمات يوم القيامة” وقال:”اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على السحاب“.مستجابة بإذن الله ولو كان المظلوم كافرًا هكذا جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المنزه عن الولدية والزوجية فلا ولد له ولا زوجة له لأن الذي له ولد له أمثال والذي له زوجة له أمثال والله ما اتخذ صحابة ولا ولدا ) {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} (سورة الإخلاص) هذه الآية فيها نفي للمادية والانحلال فيها نفي أن يكون أصلا لفرع وأن يكون فرعًا من أصل فالله لا زوجة له ولا صحابة ولا ولد ولا والد ولا عم ولا أخ ولا نحو ذلك من صفات المخلوقين الله تعالى السلام المؤمن فإذًا ما معنى السلام الذي لا يجوز وصفه بصفات النقص صفات النقائص كل ما كان من صفات المخلوق لا يوصف الله تعالى بها لذلك إذا سمعتم في القرءان المتشابهات إيّاكم أن تعتقدوا النقص في حق الله تبارك وتعالى الله تعالى لا يزيد علمه ولا يُنقص فإذًا ما معنى مثلا إذا سمعنا:{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} (سورة آل عمران). ليس معناه الآن حصل له علم بعد أن لم يكن عالمًا لأن هذا معناه كان يجهل أمورًا والجهل مستحيل على الله: {وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} (سورة الفجر).قال الإمام أحمد جاءت قدرته ليس معناه الله في مكان تركه وانتقل إلى آخر هذا لا يليق بالله وقوله تعالى:{فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} (سورة البقرة) لا يعني هذا الجزء المركب على البدن لا. إنما كيف ما توجهتم فتلك قِبلة الله كما فسرها مجاهد تلميذ ابن عباس وكذلك الله تعالى يقول في االقرءان العظيم:{وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (سورة الزمر) قال العلماء معناه مقدوره هكذا قال ابن فورك رحمه الله من الأشاعر الأكبار يعني الله يتصرف في هذه الأرض وفي كل خلقه بما يريد بتصرفه وقال الله: {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (سورة النحل) يخافون الله أن ينزل عليهم العذاب من فوق رؤوسهم هكذا يقول الإمام القشيري أبو القاسم رحمه الله:”يخافون عذاب ربهم من فوقهم” إذًا الايات لها معاني تليق بالله إذا سمعت مثل هذه الآيات ارجع لقول الله:{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} (سورة مريم) لا مثيل له تبارك وتعالى وهذا من أسماء الله السلام وكذلك قول الله:{وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} سورة الصافات أي قال إبراهيم إني ذاهب إلى فلسطين كما أمرني الله فإن الله أمره أن يتوجه إلى فلسطين يفسرونه على الهوى على ما يليق أنت اعتقد أنّ الله السلام المنزه عن كل نقص وعيب وقول الله تعالى:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} سورة فاطر إليه يعني إلى محل كرامته ليس معناه أن الله يسكن السماء ليس معناه أن عيسى صعد إلى مكان بحل فيه الله كا قال الشافعي أمرت بما جاء عن الله على مراد الله يعني رفعت عيسى إلى المكان المشرف عندي إلى مكان كرامتي يفعل فيها ما أراد وهكذا الأحاديث فيها متشابهات أيضًا فقال النبي عليه الصلاة والسلام:” إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن”. لا يجوز اعتقاد أن الله أن له هذه الجوارح هذه الأصابع يوصف بها الإنسان تتمة الأحاديث تشرح كقلب واحد يُصرفه حيث يشاء فمعنى ذلك أن الله يتصرف في المخلوقات كم أراد وقال عليه الصلاة والسلام:{يا بني ءادم مرضت فلم تعدني“. ليس معناه ان الله يلحقه المرض بأن المراد مرض عبد ي فلم تزر عبدي قال عليه الصلاة والسلام:”يقال لجهنم هل امتلأت فتقول هل من مزيد فيضع الربّ تبارك وتعالى قدمه عليها فتقول قط قط وفي رواية قطٍ قطٍ هذا معناه أن الفوج الذي يوضع فيها عندها تمتلأ جهنم به ليس معناه ان الله له ساق من لحم وعظم جارحة يضعها في جهنم فالأحاديث المتشابهات كالايات المتشابهات إذا مرت معنا ارجعوا إلى فهم معنى اسم الله السلام السلام عن النقائص عن الجسمية ومنها حديث:”إن الله طيب يحب الطيب نظيف يحب النظافة” إن الله طيب يعني منزه عن النقائض مقدس عن العيوب يحب الطيب يعني من الحال والمقال يعني أن يكون حالنا حسنًا وأن يكون قولنا حسنًا إن الله نظيف يعني منزه عن العيوب يحب النظافة الطهارة الظاهرة والباطنة نظيف الثوب والبدن يكون الواحد منّا ونظيف الخلق وهذا معنى الحديث أيضًا:”أن الله جميل يحب الجمال” ما معنى جميل يحب الجمال أي محسن يحب الإحسان هكذا قال بعض العلماء وقال بعض العلماء إن الله جميل أي الله تعالى جميل الصفات صفاته تدل على ما يليق به يحب الجمال الصفات الحسنة ليس كل إنسان جميل الشكل الله يحبه لا. وفي الأخير من أسماء الله السلام وجعل أيضًا من أسماء الجنة السلام هذا اتفاق في اللفظ لكن المعنى يختلف الجنة دار السلام وتحية أهل الجنة فيها السلام عليكم كما قال:{لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا (25) إِلاَّ قِيلاً سَلامًا سَلامًا} (سورة الواقعة) يقول النسفي رحمه الله لا يسمعون فيها يعني في الجنة لغوا يعني كلامًا باطلا ولا تأثيمًا يعني هزايانًا ما في كلام لا شأن له ولا خير فيه إلا قيلا سلامًا سلامًا يعني إلا قولا ذا سلام لا يسمعون فيها إلا ما فيه رحمة وأمن وعليكم بهذه الآية:{ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (سورة يونس) فإذا أراد الله بالعبد الخير هداه للإسلام ويدعوه إلى دار السلام أي لنعمل إلى هذه الدار كما قال الله:{ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا} (سورة الفرقان). لذلك نحن لتكن تحيتنا بيننا السلام وكذلك تحية أهل الجنة السلام:{ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ ءابَآئِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِن كُلِّ بَابٍ (23) سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} (سورة الرعد). اللهم يا الله يا الله يا الله أنت السلام ومنك السلام أمتنا على الإسلام والحمد لله ربّ العالمين.