البرنامج: عقيدة المسلمين
الشيخ: طارق اللحام
الدرس: الجنائز – التأويل
رقم الحلقة: 28
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أهلا ومرحبا بكم جزاكم الله خيرا أخلصوا النوايا بارك الله لكم في الأوقات.
اليوم إن شاء الله تبارك وتعالى نقرأ كذلك سؤالين:
السؤال: تكلم عن ذكر الجنائز والثاني الذي يلي عن التأويل السّادس والأربعين والسّابع والأربعين إن شاء الله تعالى.
بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على سيّدي رسول الله وعلى آله وصحبه الطّيبين الطّاهرين ومن والاه.
يقول المؤلف: تكلّم عن ذكر الله في الجنائز؟
الجواب: ذكر الله في الجنائز جائز بلا خلاف، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كثيرًا} وقال تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ}
الحديث: “كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يذكرُ الله على جميع أحيانه” رواه مسلم.
تكلم عن التأويل؟
الجواب: التأويل هو إخراج النص عن ظاهره وهو جائز في الآيات والأحاديث التي يُوهم ظاهرها أن الله له يدٌ جارحة أو وجه جارحة أو أنه يجلس على العرشِ أو يسكن في جهة أو أنه يوصف بصفة من صفات الخلق، قال تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} الآية.
الحديث: الدّعاء لابن عباس رضي الله عنهما، “اللهم علّمه الحِكمة وتأويل الكتاب” رواه البخاري وابن ماجة والحافظ ابن الجوزي.
فإذًا يا أحباب يجوز لنا بإجماع العلماء أن نذكر الله تبارك وتعالى، وذكْر الله سواء كان في الجنازة أو غير الجنازة هذا جائز بلا خلاف والله تعالى مدح الذاكرين والذاكرات وحثنا على الذكر فإن ذكر الله فيه ثواب، لأن الإنسان إذا ذكر الله بلفظ صحيح ونية حسنة ثوابه كبير عند الله، وأفضل الذكر لا إله إلا الله، أحسن الحسنات لا إله إلا الله أفضل ما قاله النبيون عليهم الصلاة والسّلام لا إله إلا الله، لذلك إذا الإنسان أراد أن يذكر الله لا بد أن يُخلص النية لله تعالى، ويكون لفظه موافقا للشرع، الله قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} هذه الآية ما فيها تقييد بمكان معيّن مخصوص أو وقت مخصوص أو بأوقات تانية ما فينا وهيدا فينا، لا، ما فيها هيك هيدا فيه لفظ من دون تقييد فلو كنا في جنازة وذكرنا الله هذا جائز.
أنظروا يا أحباب والعياذ بالله حرّموا علينا أن نقرأ الأذكار والأوراد وأن نُسبّح الله أو أن نهلل في الجنازة كما في كتاب المسمى الموت عظاته وأحكامه” يقولون فيه:” لا يجوز قول وحّدوا الله، أعوذ بالله، ما معنى وحدوا الله؟ يعني قولوا لا إله إلا لله، هيدا صارت حرام عندهم قال لأنه بذلك يخالف الشريعة، أي شريعة هذه بزعمهم؟ هذه هي دينهم أما في شريعة نبينا فهذا جائز وزيادة على ذلك ماذا قالوا؟ ولا يُشرع حمل جنازة على سيارة مخصصة بالجنائز، يعني ما تاخدوه بالسيارة حرام، بزعمهم وتشييع المشيّعين لها وهم في السيارات هذا من عادات الكفار حرّموا علينا إنو نحمل الجنازة بالسيارة لو كان مكان بعيد وقالوا هيدي إذا لحقتوهن كمان بالسيارة لا يجوز لكم، فهؤلاء جاءوا بدينٍ جديد لا دليل لهم، فإن قول وحّدوا الله تذكير للناس بأن يذكروا الله وفيها إبعاد للناس عن الغيبة والنميمة وما يحصل.
أنا صار معي يا أحباب كنت مرة بجنازة، صدقا صار في خلاف ضمن الجنازة عم بيحكوا عن الورتة وتخانقوا الأولاد في الجنازة حتى هدّيناهم لدفنّا أبوهم وفي جنازة أخرى صاروا يغتابوا الميت ويحكوا عليه، حتى نصحتهم هذا بسمعي أنا.
لذلك العلماء يا أحباب بقولوا إذا الإنسان ذكر الله تعالى في الجنائز ليمنع الناس مثلا من أشياء لا تجوز هذا جائز هذا منو حرام.
ثم ذكر الله ننتبه يا أحباب ما بدو يكون فيه تحريف، فإن آه ليس من أسماء الله تعالى، ما منقول اللا ولا آه، إنما منقول الله، ما بقول سبحان اللا بقول سبحان الله ما بقول لَـ إله إلا الله ، لا بقول: لا إله إلا الله، الذكر لا بد أن يكون من غير تحريف، الذين يذكرون الله بدهم ما يحرّفوا أسماء الله، الله تعالى قال في القرآن الكريم: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ} كالذين يُحرّفون أسماء الله تبارك وتعالى، ومن المهم يا أحباب أن نعرف أنه يجوز لنا إنو نحنا نمشي ورا الجنائز انه يجوز لنا ان نمشي خلف الجنائز أن نذكر الله أن نقرأ القرآن أن نلقّن الميت نوقف عند راسو منقاله التلقين الوارد أن نقرأ يس بعد الدفن ووضع التراب وأن نعزّي أهل الميت، كل هذا من الجائزات ويجوز لنا أن نوزّع الطعام لله تعالى عن روح الميت وهذا ليس ممنوعا.
وأما التأويل وهذا يعني لا بدّ للإنسان منا أن يفهمه على وجه، الناس افترقوا فيه واختلفوا إلى 3 فرق، فرقتين هالكتين وفرقة هي على الصّواب وهي على الحقّ والحمد لله وفّق الله أهل السّنة أن يكونوا على وسطا على الاعتدال.
فالفرقة الأولى هي التي قالت والعياذ بالله “نؤول كل الآيات” هؤلاء يقال لهم الباطنية يعني عندهم {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} يعني كون منيح حرّفوا كل الآيات عندهن بفسروها على الهوى يقال لها الفرقة الباطنية وما أكثرهم اليوم ولو كان ما سمّوا حالهم الباطنية إلا أنهم اليوم كل واحد بيطلع بفسّر القرآن على هواه والعياذ بالله تعالى، “من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ ولو أصاب” حرام علينا نحنا نتكلم بالتفسير هيك بالهوى انتبهوا يا أحباب، الفرقة التانية بعكسهن تمام قالوا: حرام تأول كل الآيات، وهؤلاء المجسّمة المشبهة في عصرنا ومن سبقهم، فقالوا مناخد الآيات على الظاهر فمنعتقد إنو الله قاعد وجهة فوق والو ايدين متلنا وبيعتقدوا أنو الله الو وجه جارحة وجنب والو ساق والعياذ بالله تبارك وتعالى من التجسيم والتشبيه، أما أهل السُنة حماهم الله، وفّقهم الله تعالى إلى التأويل لكن بدليل تأويل ماذا؟ تأويل المتشابهات، لأن الآيات منها محكمات ومنها متشابهات كما جاء في قول الله تبارك وتعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ ءايَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} فإذًا في آيات منقالها آيات محكمة وهي مرجع الكتاب بترجع الآيات التانية المتشابهة إليها، ويوجد ما يقال له متشابهات يعني حتى تفسّرها، ما أنت من عندك أكيد، العلماء ليفسّروها ماذا يفعلون؟ يعودون إلى المحكم، فلا نقول في هذه ولا في هذه إلا بما جاء فيه شرع الله تبارك وتعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَآءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَآءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ} يعني في ناس صاروا ياخدوا الآيات المتشابهات بفسّروها التفسير اللي فيه إضلال للناس وتجسيم وتشبيه لله فصاروا يرمون هذا حتى يوقعوا الناس بالتجسيم والتشبيه، الله تبارك وتعالى نهانا أن نخوض في الآيات بالهوى، فالمُحكمات هي ما لا يحتمل من التأويل بحسب وضع اللغة إلا وجها واحدا ما الها إلا هذا المعنى كقوله تعالى : {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} وقوله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ} هذه من الآيات اللي منقالها آيات محكمات.
أما المتشابه فهو ما لم تتضح دلالته، يعني بيحتمل عدة أوجه حتى يعرفوا العلماء أي وجه بيرجعوا للّغة وبشوفوا كيف كان سياق الآيات ونحو ذلك وبيعطوها معنى يليق بالله تحتمله اللغة العربية.
فالمُتشابه قسمان قسم لا يعلمه إلا الله كيوم القيامة ايمتين على التمام؟ هيدا لا أحد يعلمه إلا الله إيمتين بينزل سيدنا عيسى على التمام؟ هذا لا يعلمه إلا الله، إيمتين خروج الدجال على التمام؟ هذا لا يعلمه إلا الله، أما معنى الاستواء مثلا اللي ورد في الآية {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} هذا يجوز للعلماء، الراسخون في العلم أن يعلموه، كان سيدنا عبد الله بن عباس يقول: ” أنا من الراسخين في العلم” فمعنى قول الله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} معناه أن الله تعالى قهر وحفظ وأبقى هذا العرش وإلا لكان العرش هوى ولكن الله بلطف قدرته يحفظه، {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} مش معناتها أنو الله بجهة فوق، إليه يعني إلى محلّ كرامته، لأن السّماء لم يُعص الله فيها وهي مسكن الملائكة، قبلة الدعاء ومهبط الرحمات، وقال الله تعلى: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} كيفما توجهنا في السّفر على الدّابة أردنا أن نصلي السُنة فهذه قِبلة لنا، هون الوجه ليس معناه هذا الجزء المركّب على البدن، وقال الله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} لما بايعوه للرسول عليه الصّلاة والسّلام ما كانت المُبايعة إلا بالأيدي إلا النساء، النساء كانت بالكلام، فعطوه العهد للرسول يعني حنعمل كذا كذا ما حنعمل كذا كذا، فالله قال: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} يعني عهد الله فوق عهودهم، الله أعلم بما عاهدوك عليه يا محمد، وكذلك قول الله تبارك وتعالى: {كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} مش معناتها إنو الله بيفنى إلا هذا الجزء منه! أعوذ بالله هيك كان في ناس مشبّهة قدماء قالوا والعياذ بالله، إنما معنى هذه الآية أنت لما تعمل الخير، هيدا بيبقالك في الآخرة، هيك قال سُفيان الثوري والبخاري، وفي تفسير تاني نعم: {كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} إلا ملكله كما فسّره البخاري في صحيحه رحمه الله، لأنو لو زالت مملوكات الله فصِفة الله انو هو مالك الملك لا تزول، وكذلك قول الله تبارك وتعالى {اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} مش معناه إنو الله ضوء، الله خالق النور على قول بعض العلماء مُنير السموات والأرض، والتفسير الذي عن ابن عباس رضي الله عنهما الله هادي أهل السّموات والأرض لنور الإسلام لأن الله من رزقه الإسلام نوّر قلبه، وكذلك قول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} هذا عن سيدنا موسى عليه السلام هيدا مش معناتو انو الله خلق موسى على هذه الجارحة، يعني أنت يا موسى بحفظي ورعايتي، وكذلك سفينة نوح أخبر الله تعالى أخبر أنها {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} أي بحفظنا ورعايتنا، وهكذا كل ما أضيف إلى الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم من اليد والوجه والعين لا يكون معناها الجوارح، وإنما الجارجة يوصف بها الإنسان أو البهيمة أو المَلك والله تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ}، ويقول الله تبارك وتعالى في القرآن العظيم: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ} يعني يبقى ذات ربك تبارك وتعالى.
فإذا سئلت لِمَ جعل الله تعالى المحكم والمتشابِه؟ ليش ما جعل كل القرآن محكمات؟
منقول هذا ابتلاء من الله ليظهر للناس من يكون متّبعا ومن يضل والله تعالى يهدي من يشاء، فإذا سمعت مثلا قول الله تعالىِ:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ} ما بجوز اعتقاد انو الله الو رِجل بكشّف عنها كما قال ذاك المُجسّم والعياذ بالله تعالى.
وكما يوجد آيات مُتشابهات يوجد أحاديث متشابهة ولكن كلاهما ماذا نقول فيها؟ حتى نسلم يا أحباب قولوا كما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه وأرضاه: “آمنت بما جاء عن الله على مراد الله وبما جاء عن رسول الله على مُراد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم”.
ثبّتني الله وإياكم على دين الأنبياء الإسْلام، وختم الله لنا على كلمة لا إله إلا الله محمّد رسول الله، وصَلِّ اللهمَّ على سيّدنا محمّد وعلى آلهِ وصحبهِ وسلِّم والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.