fbpx

عقيدة المسلمين – الدرس 30

شارك هذا الدرس مع أحبائك

البرنامج: عقيدة المسلمين الشيخ: طارق اللحام الدرس: الله لا يسكن السماء رقم الحلقة: 30 السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أهلا ومرحبًا بكم يا أحباب من ثبت نبت، أنظروا ها نحن يعني قرأنا سبحان الله في هذه الأيام هذا الكتاب هو صغير الحجم لكن معانيه عظيمة، وحقيقة لو أراد الواحد منا أن يتوسّع بكل سؤال أخذ درسا ويأخذ أحيانا الدرس ساعتين وثلاثة، لأن هذا العلم من أهم العلوم، الله يثبّتني وإيّاكم على عقيدة القرآن عقيدة الإسلام عقيدة الأنبياء عقيدة نبيّنا صلّى الله عليهِ وسلّم عقيدة جبريل والصّحابة الكِرام وكل الملائكة عقيدة آلِ بيت رسول الله الكرام وزوجاته الطّاهرات البارّات. نحن اليوم إن شاء الله نختم بهذا الدّرس إن شاء الله آخر سُؤالين من هذا الكتاب. السؤال الخمسون اليوم عندنا والسؤال الواحد والخمسون ولكن أنا أنصحكم لله هيدا الكتاب قد تكون أنت أخدته أكتر من مرة الآن إجمع عليه هذه الحواشي والضوابط ونحو ذلك من الفوائد، لأنو بتحتاج أن تخرج به للناسِ وتعلّمه للناس، لأن الدّال على الخير ِكَفاعله. بسْم اللهِ والحمدُ لله وصلّى اللهُ وسلَّم على رسولِ الله. السؤال الخمسون: ما معنى قوله تعالى: {ءًأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} قال المُفسّر الرّازي في تفسيرهِ وأبو حيّان الأندلسي في كتابه البَحر المُحيط: المُراد بمن في السّماء المَلائكة وليس المُرادُ أن اللهَ ساكنٌ في السّماء. السّؤال الواحد والخمسون والأخير: ما معنى قوله تعالى: {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} الجواب: قال ابن عباس رضي الله عنهما: {بِأَيْدٍ} أي بقدرة، وليس المقصود باليدِ هنا اليد الجارحة التي لنا، فإن الله مُنزّه عن ذلك والحمدُ لله ربّ العالمين. فإذًا يا أحباب اليوم كذلك حنتكلّم في أشيا ء مُتشابهة من الكتاب فإنّ الله تبارك وتعالى قال في سورة المُلك: {ءًأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} فإذًا الله تبارك وتعالى هو الذي خالق كل شيء، فما معنى هذه الآية وهذه الآية التي تليها الآيتان معناهما {ءًأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} أي الملائكة، هذا على تفسير بعض العلماء، المراد بهم الملائكة، وبعضهم قال جبريل عليه السلام حيث إن جبريل هو ملك العذاب، في ملائكة إلهم وظايف، جبريل وظيفته في الدّنيا إنو بينزل على الأنبياء بالوحي، ومن جملة وظيفته عليه السّلام أنو هو ملك العذاب، إذا أراد الله تعذيب قوم أرسل إليهم جبريل متل ما حصل مع قوم لوط قوم سيدنا لوط عليه السّلام كفروا بالله، كان أربع أو خمس قرى كان فيهن عَشرات الآلاف إجا سيدنا جبريل عليه السّلام ورفع اقتلع هيدي المدن بريشة من أجنحته ورفعها إلى ما يُقارب السّماء وقلبها ردّها حتى أهل السّماء سمعوا نباح الكلاب وصياح الديكة أهلكهم الله جعل أسافلها أعاليَها، فسيدنا جبريل عليه السلام رفع القُرى كلها بمن فيها إلى ما يُقارب السّماء وقلبَها جعل أعاليها أسافلها وردّهم وأهلكهم الله تعالى، فإذًا ما المراد {ءًأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} قال بعضهم: الملائكة وقال بعضهم جبريل هذا تفسير لائق بالله تبارك وتعالى يوافق قول الله عزّ وجلّ: {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ} وكل آية ظاهرها يوهم أن الله ساكن السماء أو هو في جهة لا يكون هذا هو المراد، الله قال في القرآن العظيم، {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} هيدا ما معناتو إنو الله ساكن بالأرض والسّماء: معناه أنو يجب على أهل الأرض أن يعبدوه ويجب على أهل السّماء الملائكة أن يعبدوه، هذا معناه، وإلا فإن الله مالك السموات ومالك الأرض فلا يحتاج إليها كان قبل السماء بلا سماء وبعد أن خلق السماء فلا يحتاج إليها. جاء في الحديث الذي رواه البيهقي وغيره في كتابه الأسماء والصّفات يقول عليه الصّلاة والسّلام عن الله: “سبحانك اللهمّ أنت الأوّل فليس قبلك” ما الك بداية وأنت الآخر فليس بعدك شيء لا نهاية لوجودك يا الله، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، يعني الله تبارك وتعالى نتفكّر في خلقه فنستدلّ على وجوده، “وأنتَ الباطن فليس دونك شيء” يعني لا تبلغه الأوهام، شو بقول البيهقي رحمهُ الله: “أصحابنا استدلّوا في نفي المكان عنه بهذا الحديث لأن من ليس فوقه شيء ولا دونه شيء صحّ أن يكون بلا مكان”، والإمام أبو منصور البغدادي رحمه الله بيروي عن سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه من جملة ما قاله: “كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان” لذلك قلنا ما منقول الله في كل الأماكن أو في جميع الأماكن أو موجود في كل مكان، إنما الي بينقال يا أحباب: الله خالق المكان فلا يحتاج إليه. وكذلك يا أحبابي جاء هناك أحاديث أيضا ظاهرها يوهم أن الله له أعضاء أو في جهة، كمان ما منفسّرها على الهوى، إنما النبيّ عليه الصّلاة والسّلام قال:”إن الله جميلٌ يُحب الجمال” هيدا ما معناه إنو الله الو شكل وما معناه انو الله يوصف بجمال الصّورة، لا حاشى إنما معناه أن الله تعالى مُحسنٌ يحب الجمال يحب الإحسان، هيدا تفسير يوافق ما يليق بالله، في تفسير تاني نعم قال العلماء: “إن الله جميلٌ جميلُ الصَفات” يحب الجمال يحب الصفات الجميلة الحسنة، لذلك الله تعالى حثّنا على حسن الخُلق إكرام الضيف إكرام الجار كظم الغيظ طول الصمت إلا من خير تحسين الظن بالمسلمين، الإخلاص، هيدا كلها صفات يحبها الله تبارك وتعالى، وكذلك الحديث:”إن الله نظيف يحبّ النظافة” مش معناتها نظيف الجسم، الله منو جسم، طيب شو معنى الحديث؟ إن الله تعالى منزه قدّوس يُحب النظافة يحب من عبده أن يكون نظيف الجِسم نظيف البدن نظيف الخُلق نظيف الثّوب نظيف المكان، هيدا معنى إن الله نظيف يحبّ النّظافة، كذلك الحَديثُ: إنّ اللهَ طيّبٌ لا يقبل إلا طيّبا” معناه الله مُنزه ولا يَقبل إلا الحلال، والله تبارك وتعالى قال: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} تُطوى يوم القيامة هذه السّموات بعد أن تتشقّق وتوضع في الجنة، أي بس ما معناتها إنو الله ساكن فيها ماذا قال بعض المُجَسّمة قالوا الله يخرج منها” هذا تغيّر، قلت لهم مرة لبعضهم هذا تغيّر والتغير لا يليق بالإله، لأن المُتغير احتاج لمن غيّره، والمحتاج إلى غيره عاجز والعاجز لا يكون إلها، شو قال لي واحد والعياذ بالله قال: هذا تغيّر يليق به” أعوذ بالله منّا بدعة من وين جابوا هالكلام؟ والله تبارك وتعالى يقول: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاء اللَّهُ} سيدنا إسرافيل ينفخ في البوق فيموت من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله، فلو كان اللهُ ساكن بالسّماء لأصابه الصّعق، لو كان الله يسكن السّماء لانطوَت عليه السّموات، والسّموات كما ذكرنا “ما فيها موضع أربع أصابع أو شبر إلا وفيه مَلَك راكع أو سَاجد أو عابِد” هيك عمبِقول النبي عليه الصّلاة والسّلام. فالحاصل يا أحباب اعتقادنا أن الله تعالى لا يسْكن السّماء ولا يسْكن الأرض وأما الحديث الذي عُرف بحديث الرّحمة: “الراحمون يرحمهم الرّحمن” إرْحموا مَن في الأرض يرحمكم من في السماء} وفي رواية: {يرحمكم مَن في السّماء} وفي رِواية أخرى تفسّر هذه الرواية {الراحمون يرحمهم الرحيم، ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء” فهيدي الرواية التانية اللي هي أقلّ شهرة من الأولى فسّرت الرواية الأولى وخير ما فسرت به الوارد الوارد” فيُفسر أنّ منْ في السّماء يعني أهلها مين هني؟ الملائكة لأنو الله تعالى لا يقال عنه أهل السّماء، وأيضا الحديث اللي فيه: “ما مِن رجل يدعو امرأته إلى فِراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السّماء ساخطا عليها” تفسر أيضا بالملائكة لأن في رواية تانية وصحيحة ومَشهورة أكتر شو هي؟ قال لعنتها الملائكة حتى تُصبح لأن بتكون هيدي إمرأة ناشزة، ولا تثبت لله تبارك وتعالى صفة بمجرد قول صحابي أو تابعي، لذلك انتبهوا في شي بقولوا قال الصّحابي الفلاني قال كذا، ما بيرفعوها للرّسول عليه الصّلاة والسّلام ولا هي آية، أو بكون منو ثابت حتى عن النبي حديث ضعيف لا تُبنى عليه حُجّة في العقيدة. وأما السّؤال الأخير وهو ما معنى قوله تعالى: {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} انتبهوا يا أحباب أولا ما معناتها إنو هيدا العالم بيمتدّ بيمتدّ إلى ما لا نهاية له، هيدي نظرية فاسدة لا أصل لها،النظريات اللي هي مجرد افتراضات ومانّها حقائق علمية، هيدا الإنسان منّا بدو ينتبه، فما يُخالف شرع الله لا نأخذ به، وأما معنى هذه الآية أن الله خلقها بقدرة، فإذًا ما معنى بأيد؟ أي بقدرة، وأما ما جاء يا أحبابي عن إبليس أنه لما امتنع من السجود فقال الله في القرآن: {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} هيدا معناه إنو ما خلقت بعِنايتي لأنو آدم عليه السلام خلقه الله في الجنة بماء من الجنة عُجن بتراب من الأرض وخُلق منه آدم عليه السّلام، أما هاتان اليدان الجارحتان أو الأيدي الجوارح أو اليد الجارحة يوصف بها المخلوق كما جاء في قوله عزّ وجلّ: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} كمالتها بتشرحها {يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء} الله واسع الكرم، حتى عنا بالعامية بقولوا هيدا فلان إيدو هيك يعني بخيل، وهيدا فلان إيدو هيك يعني كريم، بعبّروا عن هذا، فالله تبارك وتعالى مُنزه عن الأعضاء الجارحة كما قال الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله: “ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر” وكذلك انتبهوا ما وُجد في بعض الكتب من تسمية الله العِلة، أو العِلة الكبرى أو السّبب أو الواسطة أو المصدر أو المنبع كل هذا إلحاد يعني فيه خروج من الدّين، وقال ذلك الإمام ركنُ الإسلام علي السُّغدي رحمه الله: “من سمّى الله علةً أو سببا كفر” وكما نقله عنه الحافظ محمد مرتضى الزبيدي في كتابه إتحاف السادة المُتقين، وهذا يا أحباب يدلّ أنو نحنا ما بجوز نسمي الله إلا ما أطلقه الله على نفسه، كما جاء عن الإمام أبي حنيفة في إشارات المرام وجاء عن الأشعري رضي الله عنهما أنه قال: “ما أطلقه الله على نفسه أطلقناه عليه وما لا فلا” يعني نحنا يا أحبابي ما منسمي الله بأي هيك شي بيخطر عبالك تُطلقه على الله، فانتبهوا مما في كتاب “قوت القلوب”هذا هكذا سمّوه، هذا الكتاب والعياذ بالله فيه عند دعاء طويل يقولون عن الله: يا روح، أعوذ بالله تسمية الله بالروح ردة، وكذلك أيضا وكذلك انتبهوا مما في كتابِ الغزالي رحمه الله وهذا دسّ عليه وهو إحياء علوم الدين فيه يقولون حديثا مكذوبا بأن الله تعالى قال في الحديث القدسي وهذا منو حديث قدسي ولا حديث عن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، “كنت كنزا مخفيا” لا يُسمى الله كنز، هذا ضلال والمخفي من أخفاه غيره وهذا أيضا لا يليق بالله تبارك وتعالى، وفائدة عظيمة إذا وُصف الله تعالى بالرّضا والغضب لا يكون المعنى انفعال نفساني ولا يكون تأثر وتغير وتبدّل وإنما الغضب والرضا كما قال الطّحاوي رحمه الله عن الله: “والله يغضب ويرضى لا كأحد من الورى”مش متلنا نحنا المَخلوقين، وأيضا ننتبه ما أُضيف إلى الله في القرآن متل قول الله تعالى: {وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} انتبهوا ما مَعناتها إنو من أسماء الله الماكر، إنما هنا مكروا هني خدعوا عندهن خُبث وخِداع، {وَمَكَرَ اللَّهُ} يعني يُجازيهم على مَكرهم، كذلك الآية: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} ما معناها إنو الله تبارك وتعالى من أسمائه المستهزىء ومعناه أن المنافقين حين كانوا يمرّ بهم المسلمون يَستهزؤون بهم الله قال: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} يعني الله يُجازيهم على استهزائهم، لكن لا يُسمّى الله المستهزىء، كمان ما منسمي الله الناسي {نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} معناتها هني تركوا الإيمان والله تعالى ترك نُصرتهم في الآخرة. فالحاصل يا أحبابي الإنسان منا ليتنبّه لا يُسمي الله تبارك وتعالى إلا بما ورد في الشرع تسميته به، هكذا تكون السلامة. سلّمني الله وإياكم ورحمنا وحفظني الله وإياكم، ونفع الله بي وبكم وجعل الله تعالى هذا في ميزان حسناتنا لا تنسوني من الدّعاء وانشروا هذا بين الناس، فالدّالُ على الخير ِكفاعلهِ النبي قال عليه الصّلاة والسّلام: “بلغوا عني ولو آية” والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.