fbpx

الأربعون النووية – الدرس 14

شارك هذا الدرس مع أحبائك

شرح الأربعين النووية الحديث العاشر قال الشيخ سمير القاضي حفظه الله الحمد لله ربّ العالمين له النّعمة وله الفضل وله الثناء الحسن صلوات ربي وسلامه على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين. الله أسأل أن يرزقنا حسن النية وحسن العمل وحسن الختام كلامنا إن شاء الله سيكون على الحديث العاشر من الأربعين النووية. قال المؤلف: الحديث العاشر عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى طيب الشرح: إن الله تعالى طيب أي طاهر أي منزه عن جميع النقائص أي أنه سبحانه وتعالى متصف بصفات الكمال اللائقة به منزه عن صفات النقصان. قال رسول الله: لا يقبل إلا طيبًا الشرح: لا يقبل من الاعتقادات ومن الأقوال ومن الأعمال ومن الأحوال إلا ما كان طيّبًا أي إلا ما كان موافقًا لشرعه طاهرًا خالصًا عن المفسدات وخالصًا عما يمنع الأجر والثواب هذا الذي يقبله الله تبارك وتعالى لأن هناك أمورًا تمنع القبول لأنها تفسد العمل كما جاء في الحديث “لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ” معناه هنا إذا لم يتوضأ لا تصح صلاته وهناك ما يمنع القبول أمور تمنع القبول لأنها تدخل في إفساد النية أي تجعل النية في العمل غير خالصة لله تبارك وتعالى كأن يعمل الإنسان الطاعة يقصد بذلك غير الله أن يمدحه الناس أو كأن يعمل الطاعة طلب الثواب من الله مع مدح الناس يشرك بين الأمرين أو أن يعمل الإنسان الطاعة مع العجب وهو واقع في حال العجب غائب عن باله المنة وهو لا يريد بذلك وجه الله تبارك وتعالى إذا كان الإنسان يفعل الطاعة على هذا الوجه هذا يمنع القبول يصح العمل لكن لا يكون له فيه ثواب فإذًا امتناع القبول يكون على معنيين إما على معنى عدم الصحة أو على معنى عدم الثواب أو عدم ترتب النتائج التي تترتب عادة عن العمل مثل أيش مثل الدعاء يدعو الله تبارك وتعالى إذا دعا رياء وسمعة لا تترتب على ذلك نتائج الدعاء الذي تترتب عادة إذا دعا الله تعالى من غير رياء وسمعة لكن بطنه مليء بالحرام لحمه غُذي بالحرام ثوبه من حرام قاعد في مكان حرام هذا الدعاء لا تنتج عنه في العادة النتائج التي تترتب على الدعاء عادة. فينبغي على الإنسان إذا أراد أن يعمل العمل أن يعمله على وفق شرع الله تبارك وتعالى أن يراعي أن يوافق شرع الله في عمله أن يؤدي أركانه وشروطه إذا أراد أن يصلي فليتعلم أحكام الصلاة ليعرف ما هي الأركان وما هي الشروط وكيف تكون صلاته مقبولة عند الله تبارك وتعالى وليسعى أن يؤديها على هذا الوجه مع إخلاص النية لله عزّ وجلّ مع توخي أن يكونَ ما في بطنه حلالا وما يلبسه حلالا والموضع الذي يؤدي فيه صلاته حلالا أما من لم يبال بذلك وخبط خبط عشواء يصلي من غير أن يتعلم من غير أن يراعي الشروط والأركان يخبط خبط عشواء فهذا مثل أعمى يسير بين الحفائر أرض مملؤة بالحفر وهو أعمى يسير فيها أو أرض مملؤة بالهوام والحشرات المؤذية يسير فيها وليس له دليل يدله ما بقاءه قبل يعطب كم يمر عليه من الوقت قبل أن يهلك هذا الإنسان معناه ما أسرع هلاكه نسأل الله عزّ وجلّ أن يسلمنا من مثل ذلك. قال رسول الله: وإن الله عزّ وجلّ أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين الشرح: هذا شيء سيذكر في هذا الحديث شيء أمر الله تبارك وتعالى به الأنبياء الرسل أي الأنبياء وأمر أممهم به ينبغي أن يعتني به الإنسان لأنه من أسباب قبول عمله إذا اعتنى به الإنسان هذا من أسباب قبول عمله وإذا أهمله كان من أسباب عدم قبول عمله عند الله تعالى. فقال تعالى{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ } الشرح: يا أيها الرسل جمع رسول أي يا أيها الأنبياء قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ } الشرح: أي كلوا من المأكولات الحلال الطيبات أي المأكولات المتصفة بالحل قال الله تعالى: { وَاعْمَلُوا صَالِحًا } الشرح: واعملوا ما يصلح من العبادات انظر قال ربّنا عزّ وجلّ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ إذا كان الرسل مأمورين بهذا فمن دونهم مأمور بهذا بالأولى يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ لا تأكلوا الحرام وَاعْمَلُوا صَالِحًا يشير هذا إلى أن من عمل الصالحات ومأكله من الحرام بطنه مملوء من الحرام فإن هذا مما يمنع قبول عمله أو يمنع ترتب الآثار التي تترتب على هذا العمل عادة. قال رسول الله وقال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } الشرح: يعني من الأمور الحلال التي ملكناكم إياها كما أمر الله الرسل بأن لا يأكلوا الحرام أمر المؤمنين بأن لا يأكلوا الحرام وفي هذه الآية إشارة إلى أن الله تبارك وتعالى أعطى الناس أكثر من حاجتهم لأنه قال كلوا من طيبات ما رزقناكم يعني جزءًا من الحلال الذي رزقناكم فالله تعالى أعطى الناس من الحلال أكثر مما يكفيهم أيضًا في الآية إشارة إلى أن الحرام رزق كما أن الحلال رزق ما ينتفع به الإنسان من مأكل ومشرب وملبس ومسكن وما شابه ذلك سواء كان حلالا أو حرامًا وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا يعني كل ما يدب على وجه الله من إنسان وبهائم الله هو الذي يرزقها وبعض الناس رزقه من الحرام والله هو الذي يرزقه فكل ما ينتفع به الإنسان حلالا كان أو حرامًا يسمى رزقا لكن الرزق منه ما هو حلال ومنه ما هو حرام قال الله تعالى كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ يفهم منه أن الله رزقهم أيضًا مما ليس طيبا فهذا رزق وهذا رزق لكن الذي ينبغي على الإنسان أن يجتنب الحرام وأن يأخذ من الحلال جعلنا الله ممن يفعل ذلك. قال المؤلف: ثم ذكر الرجل يطيل السفر الشرح: بعدما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام هذا ذكر الرجل يطيل السفر يعني حاله أنه مضى عليه زمان طويل وهو مسافر في الطاعة ليس سفره في معصية الله يطيل السفر في نحو طلب العلم في نحو زيارة الرحم وما شابه ذلك يطيل السفر في الحج وما شابه ذلك. قال المؤلف: أشعث أغبر الشرح: أشعث أغبر أشعث متفرق الشعر كما هو حال الإنسان كما يكون حال الإنسان في السفر الشاق أغبر مغبر الوجه النبي عليه الصلاة والسلام يذكر صفات هي في العادة صفات من أسباب الإجابة من أسباب إجابة الدعاء ، السفر من أسباب إجابة الدعاء كون الإنسان رث الهيئة هذا من أسباب إجابة الدعاء قال المؤلف: يقول عليه الصلاة والسلام : يمد يديه إلى السماء الشرح: مع ما هو فيه من هذه الحالة التي تظهر شدة الاحتياج يمد يديه إلى السماء يعني يدعو الله قال المؤلف: يا رب يا رب الشرح: يدعو يا رب يا رب أعطني يا رب ادفع عني يا رب يا رب وهو على هذه الحال قال المؤلف: ومطعمه حرام الشرح: وهو يكرر يا ربّ يا ربّ لأن تكرار الطلب يا رب يا رب يا ربّ هذا أيضًا من أسباب إجابة الدعاء أن يكثر الإنسان من تكرار يا ربّ يا ربّ يا ربّ لأنه يشعر بالذل والانكسار والعجز ورفع اليدين إلى السماء أيضًا هذا من أسباب إجابة الدعاء وقد جاء في الحديث: ” أن الله تعالى كريم يستحي من عبده أن يرفع كفيه ثم يردَهما صفرًا خائبتين خاليتين”. فمذكور في هذا الحديث أربعة أسباب لإجابة الدعاء السبب الأول السفر كما جاء في الحديث: “ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد لولده”. فإذًا السبب الأول السفر فكيف إذا كان الإنسان أطال السفر طول السفر هذا أقرب إلى الإجابة ليش لأنه مظنة حصول الانكسار زيادة الانكسار عند هذا الإنسان بطول الغربة وتحمل المشقة. الأمر الثاني: حصول التبذل في اللباس والهيئة يعني لباسه ليس لباس الزينة هيئته ليست هيئة الزينة هذا أيضًا من أسباب إجابة الدعاء لذلك عندما يخرجون إلى صلاة الاستسقاء يخرجون بثياب بِذلة بثياب العمل ليس ثياب الزينة حتى يكون هذا أقرب إلى الإجابة سببًا من أسباب الإجابة. الأمر الثالث: هو رفع اليدين إلى السماء في الدعاء هذا أيضًا من أسباب الإجابة النبي عليه الصلاة والسلام رفع يديه يدعو الله يوم بدر حتى بدا إبطاه صلى الله عليه وسلم من شدة ما رفع يديه إلى السماء يطلب من الله تبارك وتعالى. وأيضًا الأمر الرابع تكرار ذكر الربوبية يا ربّ يا ربّ يا ربّ لأن هذا أيضًا من أسباب إجابة الدعاء كما قال ربّنا عزّ وجلّ:{ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (192) رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ ءامِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَءاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194)} انظر في هذه الآيات التي فيها الدعاء ربّنا ربّنا ربّنا ربَنا وهكذا الإنسان إذا كرر في الدعاء يا ربّ يا ربّ يا ربّ كان هذا من أسباب إجابة الدعاء كما جاء في الحديث عن عائشة رضي الله عنها عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال إذا قال العبد يا ربّ يا ربّ أربعًا قال الله لبيك عبدي سل تُعطى”. هذا فعل هذا الإنسان هذا الإنسان الذي يُخبر عنه الرسول عليه الصلاة والسلام فيه هذه الأحوال مسافر بحال البذلة والمشقة يرفع يديه إلى السماء يقول يا ربّ يا ربّ لكن أيش قال رسول الله: ومطعمه حرام الشرح: لكن مطعمه حرام الأكل الذي في بطنه حصلت تغذيته رَبي لحمه من الحرام والعياذ بالله. قال رسول الله: ومشربه حرام الشرح: أيضًا مشربه حرام قال رسول الله: وملبسه حرام الشرح: ما يلبسه حرام قال رسول الله: وغذي بالحرام الشرح: غُذي بالحرام رَبي لحمه بالحرام جسده تربى ونمى من الحرام والعياذ بالله تعالى قال رسول الله: فأنّى يُستجاب لذلك الشرح: فأنّى يُستجاب لذلك يعني ما أبعد أن يُستجاب لذلك مع ذلك مع كل هذا النبي عليه الصلاة والسلام ما قال لا يستجاب لأن الله كريم قد يكون العبد على هذه الحال مأكله حرام ومشربه حرام وملبوسه حرام وغُذي بالحرام ثم يدعو الله فيعطيه الله تعالى ما دعا به أحيانًا يحصل لكن النبي عليه الصلاة والسلام يُرشدنا إلى الابتعاد عن هذا ويبين لنا أن هذا من أسباب عدم إجابة الدعاء من أسباب عدم استجابة الدعاء للداعي أن يكون مطعمه حرامًا وملبسه حرامًا والمكان الذي هو فيه من الحرام إذا كان هذا وإذا كان هذا حال هذا المتبذل هذا المسافر الذي يسافر في طاعة الله تبارك وتعالى الذي هو مسافر في الحج أو غير ذلك وهو على هذه الحالة من البذلة ويُكثر من الدعاء إذا كان هذا جاء في الحديث بأنه أنّى يستجاب لذلك ما أبعد بعيد أن يستجاب له فكيف الذي هو مع حرمة مطعمه ومشربه وملبسه منهمك في الدنيا منصرف انصرافًا كليًا عن الطاعات لا يُقبل على الطاعات منهمك في الدنيا غارق فيها كيف إذا كان مع ما هو عليه من أكل الحرام وشرب الحرام ولبس الحرام غارقا في ظلم العباد وفي أخذ حقوقهم بغير حق كيف إذا كان غارقًا مع غيره في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أين يُستجاب لذلك كيف يستجاب له ما أقل ما يستجاب لمن كان على هذه الحال الله يسلمنا منها. وأبلغ سبب ذكرنا ذكر في الحديث أسباب لقبول الدعاء السفر والبِذلة في الهيئة وكثرة ترداد يا ربّ يا ربّ ورفع اليدين إلى السماء وأكل الحلال ولبس الحلال وصدق النية والتوجه والسبب الأعظم في إجابة الدعاء هو تقوى الله تعالى أداء الواجبات كلها واجتناب المحرمات كلها أما الغارق في العصيان فهذا أبعد عن أن يستجاب له كما قال وهب بن منبه رضي الله عنه:”مثل الذي يدعو بغير عمل كمثل الذي يرمي بغير وتر”. الذي يرمي بالقوس إذا لم يكن القوس له وتر ، يصل سهمه إلى محل !؟ لا يصل . وكذلك الذي يدعو بلا عمل الذي يدعو من غير أن يكون على تقوى الله تبارك وتعالى يشبه الذي يرمي بغير وتر. ومع ذلك كما سبق أن قلنا الله تعالى كريم قد يكون الإنسان على حال سيئة جدًا ومع ذلك إذا دعا يعطيه الله تبارك وتعالى ما دعا به لكن ينبغي للإنسان أن يسلك الطريق التي فيها الأسباب لاستجابة دعائه إذا دعا ربّه عزّ وجلّ. الشاعر قال: نحنُ ندعو الإلهَ في كُلِّ كربٍ ثُمّ نَنسَاهُ عِندَ كَشفِ الكُروبِ كيفَ نَرجُو إِجابةً لدعاءٍ قد سَدَدنَا طَرِيقَه بِالذنوبِ نحن بذنوبنا التي نفعلها سددنا هذا الطريق ما عملنا ما يكون سببًا لقبول الدعاء وإجابته وقال بعضهم الدعاء له جناحان الجناح الأول صدق النية والتوجّه والقول والفعل أن يكون الإنسان مقبلا على ربّه طائعًا لربّه صادقًا في نيته مقبلا على الله تعالى عند الدعاء متذللا له عزّ وجلّ. والثاني أكل الحلال يعني وطيب الملبس والمسكن ولأجل هذا في الماضي رحل الزهاد من مكان إلى مكان تركوا أمكنة كانوا فيها ورحلوا إلى غيرها لأجل طيب المطعم كان يأتي الزهاد في الماضي إلى جبل لبنان كان مأوى الزهاد لماذا لأنه مكان ينبت فيه النبات ليس مملوكًا لأحد الأرض ليست ملكًا لأحد الماء ليس ملكًا لأحد النبات ليس ملكًا لأحد يتوقتون مما يكون في هذه البرية من الطعام ومن الماء يريدون بذلك أن يكونوا متأكدين أن طعامهم حلال وأن شرابهم حلال وأن ما يغذون به بدنهم هو من الحلال هذا في الماضي لكن الحلال في أيامنا أقل بكثير مما قبل فمن لم يجده صافيًا بل معه شبهة يخاف عنده خوف من شبهة تخالطه فليقتصر منه على قدر الحاجة ولا يزد على قدر الحاجة. بعض الشيوخ قال في الماضي: “إذا كنت مضطرًا إلى أكل الميتة فينبغي أنك ما دمت تلقى غنمًا ميتة لا تأكل من حمار وما دمت تجد حمارًا لا تأكل من كلب وما دمت تصادف كلبًا لا تباشر خنزيرًا”. يعني إذا كان الحال أنه في هذه الأيام الحرام كثير والإنسان يخاف أن يكون ماله فيه شبهة فليقتصر من ماله على قدر الحاجة ولا يزد على ذلك حتى يحافظ ما استطاع على نقاء قلبه حتى لا يتأثر قلبه من هذه الشبهات حتى لا تكثر الشبهات فتؤثر في قلبه وتمنع إجابة دعائه في هذا إشارة يعني أنه وقت عموم المحرمات والشّبهات ينبغي أن يراعي العاقل أقرب ما يجد إلى الحلال الصافي فيجعل مأكله منه ومشربه منه وملبسه منه الله يوفقنا إلى ذلك. في الماضي كان أهل العرفان يعتنون بهذا اعتناء شديدًا مرة دخلت امرأة على أبي محمد الجويني أبو محمد الجويني والد إمام الحرمين دخلت امرأة داره وكانت هذه المرأة أمة مملوكة لجيرانه أخذت ولده فأرضعته هو عرف لما عرف أنها أرضعت ولده أدخل إصبعه في فم ولده حتى تقيأ الولد ما في بطنه لماذا قال لأنها لم تستأذن مالكيها قبل أن ترضعه ما استأذنت مالكيها فأخرج هذا من بطن ولده حتى لا يؤثر فيه في ولده وفي حاله. فكيف الذي لا يهتم في هذه الأيام وهو غارق في الحرام الصرف أو غارق في الشبهة القوية في المال الذي شبهته قوية ولا يبالي أن يأكله في الصباح والمساء بقدر الحاجة وزيادة عليها بكثير. نسأل ربنا تبارك وتعالى أن لا يجعلنا من هؤلاء وأن يجنبنا مثل هذا الأمر وأن ييسر لنا الحلال ليكون مأكلنا منه ومشربنا منه وملبسنا منه وغذاؤنا وغذاء أهلينا منه. قال المؤلف: رواه مسلم الشرح: نعم هذا الحديث رواه مسلم في صحيحه. والله تبارك وتعالى أعلم .