fbpx

الأربعون النووية – الدرس 26

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قال الشيخ سمير القاضي شرح كتاب الأربعين النووية الحديث الثاني والعشرون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين له النّعمه وله الفضل وله الثناء الحسن وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين. اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه واجعل نياتنا خالصة لوجهك الكريم. كلامنا يكون إن شاء الله في الحديث الثاني والعشرين من الاربعين النوويه. قال المؤلف : الثاني والعشرون الشرح: يعني هذا هو الحديث الثاني والعشرون قال المؤلف: عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما الشرح: وإنما قال رضي الله عنهما لأن جابرا ووالده كلاهما من الصحابه وجابر رضوان الله عليه من مشاهير الصحابه شهد بيعة العقبة الثانيه وشهد معركة بدر وهو من الحفاظ المكثرين من رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد طال عمره فكثر عدد الذين أخذوا عنه توفي سنة ثلاث وسبعين عن أربع وتسعين سنه رضي الله عنه. الشرح: ارجع عن أبي عبد الله قال القارئ: عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال. الشرح: هذا الرجل الذي سأل النبي عليه الصلاة والسلام هو النعمان بن قوقل الأنصاري وهو من السابقين من الأنصار مات شهيدًا في معركة أُحد رضي الله عنه قال إسماعيل حلاق: أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت الشرح: أرأيت يعني أرشدني هذا معناه أرأيت إن حصل إن كان كذا أي أرشدني يا رسول الله نعم. قال إسماعيل حلاق: أرأيت اذا صليتُ المكتوبات الشرح: الصلوات الخمس المفروضات قال إسماعيل حلاق: وصمتُ رمضان الشرح: كله شهر رمضان كله كل أيامه قال إسماعيل حلاق: وأحللت الحلال الشرح: يعني لم أباشر عملا غير حلال اعتقدت في الحلال أنه حلال و لم أباشر إلا الحلال ما باشرت الحرام قال إسماعيل حلاق: وحرمت الحرام الشرح: أي اعتقدت في الأعمال المحرمه أنها حرام ولم أباشرها إجتنبتها ابتعدت عنها قال إسماعيل حلاق: ولم أزد على ذلك شيئا الشرح: لم أزد على ذلك شيئا من سائر الطاعات فعلت الواجبات واجتنبت المحرمات وما زدت على ذلك شيئا من النوافل ولم يذكر الزكاة والحج لأنه مات رضي الله عنه قبل فرضهما قال المؤلف: أدخل الجنة الشرح: يعني أأدخل الجنة هل أدخل الجنة؟ أأدخل الجنة أدخل الجنة هذا الاستفهام فيه مقدر كما هو مقدر في قول الله تبارك تعالى عن إبراهيم حكاية عن إبراهيم: {فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي}. هذه الآية فيها استفهام مقدر ليس معناه أن إبراهيم عبد الكوكب ظن أولا أن الكوكب هو ربّه لا إنما فيها استفهام مقدر مثل هذا الحديث أدخل الجنة وهناك هذا ربي أهذا الذي تزعمون أنه ربي هذا معنى قول ابراهيم عليه السلام ليس معناه عبد الكوكب ثم القمر ثم الشمس لا. ينكر على قومه هذا ربي هذا لا يستحق أن يكون إلهًا هذا يتغير من حال إلى حال المغير محتاجٌ إلى من يغيره الربّ سبحانه وتعالى لا يوصف بذلك لا يجوز أن يوصف بذلك هذا إستفهامٌ مقدر وهنا أيضًا أدخل الجنة يعني هل أدخل الجنة أأدخل الجنة قال إسماعيل حلاق: قال نعم الشرح: قال يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم يعني تدخل الجنة إذا أديت الواجبات وأجتنبت المحرمات لو لم تأت بشيءٍ من النوافل تستحق دخول الجنة. قال المؤلف: رواه مسلم الشرح: نعم هذا الحديث رواه مسلمٌ وغيره رواه الإمام أحمد أيضًا ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم كما هو ظاهرٌ واضح في هذا الحديث شيئًا من التطوعات لهذا السائل ولا نبهه على أي شيءٍ من النوافل والمستحبات وهذا يدل على جواز تركها مع أن الشرع يدعو إليها ويحث عليها لكن يدل كلام النبي عليه الصلاة والسلام على أن من تركها ولم يفعلها فإنه لا إثم عليه بخلاف الواجبات فإن من تركها وخالف إلى إهمالها فإنه سلك طريقًا غير محبوبٍ عند الله تبارك وتعالى سلك طريقًا مهلكةً نسأل الله عزّ وجلّ أن يسلمنا من مثلها أما الذي ترك النوافل فقد فوت على نفسه ثوابًا عظيما فاته خيرٌ كبير فوت على نفسه ثوابًا جسيما ولكن لا إثم عليه ولأجل هذا لأجل أن في النوافل ثوابًا عظيمًا لم ينفك السلف الصالح عن الإتيان بها ما تركوا النوافل وما تركوا الإتيان بها والإهتمام بأمرها. أما هذا السائل فالنبي عليه الصلاة والسلام وجده أنه أسلم من زمانٍ قريب فأراد أن ينبهه على الأصل الذي هو أداء الواجبات وإجتناب المحرمات وعرف عليه الصلاة والسلام أنه مع مرور الوقت إذا أدى الواجبات واجتنب المحرمات فإنه سيقبل على النوافل وهكذا العادة إذا إنسان أدى الواجبات واجتنب المحرمات وثابر على ذلك فإن هذا يحمله بعد ذلك على الإكثار من النوافل والإقبال عليها وصرف الوقت والجهد فيها كما في الواجبات إنما لم يذكر له النبي عليه الصلاة والسلام لم يذكر لنعمان رضي الله تعالى عنه ذلك في أبتداء الأمر صونًا له عن تنفيره حتى لا يحس أن الأمور كثيرةٌ عليه إنما ذكر له عليه الصلاة والسلام آداء الواجبات وأجتناب المحرمات كما فعل مع ذلك الأعرابي الذي سأله ماذا فرض الله عليّ من الصلوات في اليوم والليلة قال:”خمس” ماذا فرض عليّ الله من الصيام قال:”شهر رمضان” ثم سأله عن الفرائض وفهم منه شرائع الإسلام ثم قال والذي بعثك بالحق لا أزيد على ما فرض الله شيئا ولا أُنقص منه شيئا فلما سمع النبي عليه الصلاة والسلام منه ذلك قال:”أفلح الرجل إن صدق” وفي بعض الروايات “دخل الجنة إن صدق” وهذا يدل كما ذكرنا على أن الإتيان بالنوافل لايشترط للنجاة يوم القيامة وعلى أن ترك فعل النوافل لا إثم فيه وليس ذنبًا على الإنسان وهذا الحديث يدل على أن ما قاله بعض المتأخرين من أن الذي يداوم على ترك الرواتب الذي يداوم على ترك رواتب الصلوات لا يصلي ركعتين قبل الظهر لا يصلي راتبة الصبح لا يصلي راتبة الظهر لا يصلي راتبة المغرب وهكذا الذي يداوم على ترك الرواتب دائمًا كل يوم قالوا هو آثم هذا كلامٌ ضد الكلام الذي قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه بيّن لنعمان كما بين لذلك الأعرابي أنه لا إثم عليه بترك النوافل سواءٌ كانت من الرواتب أو لم تكن من الرواتب فمن قال بخلاف ذلك فلا دليل له ولا يقبل قوله بل يُرمى به في كل سهلً وحزن. وكان الصحابةُ على أن الأمر كما قلنا النوافل لها منزلةٌ عظيمةٌ في الدين لا ينبغي أن يهملها الإنسان بل ينبغي له أن يشكر الله تبارك وتعالى على نعمه التي أنعم بها عليه فيأتي بها ويكثر منها هذا الذي ينبغي للإنسانِ أن يفعله. وقد كان السلف الصالح يداومون على النوافل مداومتهم على الفرائض ويهتمون للنوافل إهتمامهم للفرائض وإنما إحتاج الفقهاء إلى ذكر الفرق بين الفرض والنفل من باب تعليم الناس من باب معرفة على أيش يجب العقاب بالترك وعلى أيش يجب العقاب بالفعل وعلى أيش لا يجب العقاب بالترك وعلى أيش لا يجب العقاب بالفعل وظاهر الحديث المذكور يدل على أن الأعمال الصالحة أسبابٌ لدخول الجنة الحديث يدل على أن فعل الأعمال الصالحة أسبابٌ لدخول الجنة أن الإنسان ينبغي له أن يعتني بفعل الأعمال الصالحة وأن هذا سببٌ لدخول الجنة لكن فعل العمل الصالح من الإنسان لا يوجب على الله أن يدخله الجنة العمل الصالح سببٌ لدخول الجنة لكنه لا يوجب ذلك على الله لا يجعل عمل الإنسان لطاعات لا يجعل ذلك واجبًا على الله أن يدخله الجنة إنما يُدخل الله تعالى الجنة من عمل الأعمال الصالحة مع الموت على الإيمان لأنه سبحانه وتعالى وعد بذلك لا لأن هذا واجبًا عليه سبحانه وتعالى إنما الأمر أن من علم الله تبارك وتعالى بعلمه الأزلي إستعداده لطاعة شاء له أن يطيع ووفقه لطاعة ثم أثابه عليها فضلًا منه عزّ وجلّ فدخول الجنة دخول من يدخل الجنة وإن كان العمل سببًا له لكنه ليس سببًا أوجب على الله تعالى ذلك وإنما دخول الجنة لمن يدخلها بفضل الله تعالى ورحمته وهذا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”لن ينجو أحدٌ منكم بعمله قالو ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته”. معناه ليس العمل يوجب النجاة على الله ليس العمل يوجب نجاة العبد في الآخرة على الله حتى لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما ينجو الطائعون في الآخرة بفضل الله ومنّه وكرمه لأنه وعد سبحانه وتعالى بأنهم ينجون. وليس معنى هذا من ناحيةٍ أخرى أن العمل لا أهمية له ليس معنى هذا أن العمل لا وزن له لأ بل إن من شاء الله تعالى له أن يكون من أهل الفلاح والدرجات العليا في الآخرة يلهمه العمل الصالح فيعمل العمل الصالح فيترقى بهذا العمل الصالح الذي يعمله وينجو بهذا العمل الصالح الذي يعمله. ومن شاء الله تعالى له الهلكة لا يوفقه للعمل الصالح ولا يوفقه للإيمان بالله تباك وتعالى فيهلك بسبب تركه للإيمان وبسبب تركه للأعمال الصالحة أعاذنا الله تبارك وتعالى من مثل ذلك لهذا روي عن الجنيد رضي الله عنه أنه قال:” من ظن أنه يصل ببذل المجهود فمتعنٍ الذي يظن أنه يصل إلى المراتب ببذل الجهد بهذا هذا يوجب وصوله هذا متعنٍ يتعب من غير نتيجة يتعب نفسه من غير نتيجة يحصلها ومن ظن أنه يصل بغير بذل المجهود فمتمنٍ كذلك الذي يظن أنه يصل إلى الرتب العالية عند الله من غير بذل مجهود من غير عمل فهذا متمنن أيضًا لا يحصل مراده مراد الجنيد أن الإنسان لا يصل إلى الرتب العالية إلا بالعمل إلا بالعمل على وفق شرع الله تبارك وتعالى بطاعة الله عزّ وجلّ بفعل الواجبات بإجتناب المحرمات بالإكثار من النوافل لكن هذه الطاعة وهذه المرتبة لا يحصلها الإنسان إلا بفضل الله عمله ليس هو الذي يوجب له النجاة إنما يحصل النجاة بوعد الله تبارك وتعالى للعاملين بالنجاة بفضل الله تبارك وتعالى إذا كان من العاملين المستقيمين ينجو في الآخرة. وهذا الكلام من الجنيد يرد ما يدعيه قومٌ من الملاحدة إنتسبوا إلى التصوف وقالوا من حصّل المعرفة من وصل إلى درجة المعرفة سقطت عنه التكاليف من وصل إلى أنه صار عارفًا صار تقيًا وليًا من وصل إلى هذه الدرجة ما عاد فرضًا عليه أن يصلي ولا أن يصوم ولا أن يحج ولا أن يجتنب المحرمات ولا أن يفعل الواجبات هذا والعياذ بالله تبارك وتعالى ضلالٌ وإلحاد ومن قال هذا فقد خرج عن الإيمان وخالف طريق أهل الصوفية الصادقين خالف رسول الله عليه الصلاة والسلام وخالف كتاب الله وخالف الصوفية الصادقين وربما أحتج بعض هؤلاء بقول الله تبارك وتعالى {وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ (99)} يقول إذا جاء الإنسان اليقين لا يعبد الله بعد ذلك يقول معنى الآية أعبد الله حتى إلى أن تصير من أهل الدرجات العالية بعد ذلك ليس فرضًا عليك أن تطيعه لا أن تفعل الواجبات ولا أن تجتنب المحرمات وهذا تحريفٌ لمعنى الآية إنما معنى الآية إستمر على عبادة ربك كن من الساجدين إستمر على الصلاة وإستمر على الطاعات إلى أن تموت حتى يأتيك اليقين أي إلى الموت لماذا جاء في القرءان حتى يأتيك اليقين لأنه لو قال عزّ وجلّ واعبد ربّك فقط هكذا لكان من أطاع الله مرةً دخل تحت هذه الآية لكن قال ربّنا:{واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} معناه أثبت على الطاعة وكررها مرةً بعد مرة وابقى عليها إلى أن يتوفاك الله تبارك وتعالى وكون اليقين بمعنى الموت معروفٌ في لغة العرب معروفٌ بين أهل الإسلام النبي عليه الصلاة والسلام قال عن عثمان بن مظعون رضي الله عنه:” أما عثمان أي عثمان بن مظعون فقد جاءه اليقين يعني مات وإني لأرجو له الخير” إلى آخر ما قال عليه صلاة الله وسلامه وكان هذا بعد موت عثمان كان هذا الكلام بعد موت عثمان رضي الله تعالى عنه وأجمع المفسرون بدون أي خلافٍ بينهم على أن معنى اليقين في الآية هو الموت وكيف يكون معنى الآية أعبد ربّك إفعل الطاعات إلى أن تصير من أهل الولاية بعد ذلك تسقط عنك العبادات وقد قال ربّنا عزّ وجلّ حكايةً عن قول بعض أنبيائه: {‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31)} فالنبي من الأنبياء يجب عليه الصلاة والزكاة والطاعات الواجبة ما دام حيًا وتسقط عن واحدٍ مدعٍ من أهل زماننا أو من من قبله نعوذ بالله تبارك وتعالى من مثل ذلك. تحذيرًا من مثل هذا الكلام وبيانًا للحق ذكر القشيري روى القشيري في رسالته عن أبي علي الرذباري رحمه الله أنه سئل عن من يسمع الملاهي يستمع إلى ءالات اللهو المحرمة العود والطنبور والمزمار وما شابه ذلك ويقول هي لي حلال لأني وصلت إلى درجةٍ لا تأثر فيّ إختلاف الأحوال لما سئل أبو علي الرذباري عن قوله هذا هذا يقول أنا وصلت إلى درجة العرفان صرت عارفًا ما عاد هذا يحرم علي لست كباقي الناس قال أبو علي: نعم قد وصل ولكن إلى سقر”. وصل ولكن إلى جهنم ما وصل إلى درجةٍ عاليةٍ عند الله بل وصل إلى جهنم والعياذ بالله معناه هذا الكلام إذا استمر عليه إلى الموت يقوده يكون سببًا في دخوله نار جهنم والعياذ بالله. وفي حلية الأولياء روى أبو نعيمٍ بسنده أن رجلًا قال أهل المعرفة بالله يصلون إلى ترك الحركات يعني لا يصلي لا يفعل أشياء كثيرة من الواجبات والطاعات التي تحتاج إلى حركة من الإنسان يتركونها من باب البر والتقرب إلى الله فقال الجنيد لما بلغ الجنيد هذا الكلام قال:” إن هذا قول قومٍ تكلموا يإسقاط الأعمال معنى هذا أنه لا يصلي لا يفعل لا يذهب إلى المسجد لا يفعل كذا لا يفعل كذا لا يفعل الأمور التي هي طاعة وأمر الله تبارك تعالى بها قال وهذه عندي عظيمة هذا قولٌ عظيم شنيع والذي يسرق ويزني أحسن حالًا من الذي يقول هذا لأن الذي يسرق ويزني ما كذّب الشريعة يعرف أن السرقة حرام ويسرق يعرف أن الزنا حرام ويزني لكنه مؤمن مسلم ما كذب شريعة الله أما من قال هذا الكلام فقد كذب شريعة الله ورد ما قاله نبي الله عليه الصلاة والسلام قال أي الجنيد وإن العارفين بالله أخذوا الأعمال عن الله الله أمرهم بهذه الأعمال التي يعملونها كيف يتركونها كيف يتركون ما أمر الله به بدعوة المحبةِ لله إنما زيادة المحبة تدعوهم إلى زيادة العمل قال وإليه رجعوا فيها فعلوا هذه الأعمال طاعةً لله عزّ وجلّ طلبًا لثوابه سبحانه وتعالى قال ولو بقيت ألف عام لو عشت ألف سنة لم أنقص من أعمال البر ذرة لا أنقص من أعمال البر التي أعملها شيئًا واحدًا ما استطعت إلا أن يُحال بي دونها إلا أن يمنعني مانعٌ من فعلها وإنه أي فعلي لها لأوكد في معرفتي هذا يزيد معرفتي قوةً وأقوى في حالي ويزيد حالي قوةً أيضا يزيد حالي رقيًا أترقى في هذا يقوى حالي فأترقى بهذا عند الله تعالى. الخلاصة: أن الأصل في هذا الأمر كما أرشد إليه السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه حيث قال:” إذا رأيت الرجل يطير في الهواء فلا تعتبره لا تعده من الواصلين لا تعده من أهل الولاية حتى تزن أقواله وأفعاله بميزان الشرع حتى تزن أقواله وأفعاله بميزان الشرع إذا وجدت أقواله وأفعاله موافقةً لشرع الله عند ذلك ظن فيه الخير وعده من الواصلين وتبرك به وانتفع به وإيّاك والإنكار على الطائفة في كل قول وفعل” ولا تجعل همك أن تتبع أقوال الأولياء وأفعالهم لتنكر عليهم إيّاك لا يكون هذا همك لا يكون هذا طريقك سلم لهم أحوالهم لا تدخل اترك لهم أحوالهم هم في أحوال هم أدرى بها إلا إذا ردها الشرع فكن مع الشرع يعني أيّ حالٍ يدعيه أيّ إنسان مع الله تعالى أيّ شئ أيّ قربٍ يدعيه أيّ إنسان من الله تعالى أيّ مرتبة يدّعيها أيّ إنسانٍ عند الله تبارك وتعالى إنما تسلمُ له إذا كان حاله وفعله موافقًا لما طلبه شرع الله تبارك وتعالى وحيثما خالف شرع الله عزّ وجلّ فلا بد أن يبين له وأن ينكر عليه حتى يرجع عن هذا ولو كان من كبار أولياء الله عزّ وجلّ. الخلاصة: أن العبرة بإتباع شرع الله وأن الأعمال أسبابٌ لدخول الجنة وأن هذه الأسباب يجعلها الله تعالى لمن شاء من عباده ويلهمها لمن علم بعلمه الأزلي إستعداده لفعلها فإذا فعلها الإنسان ومات على ذلك كان من الناجيين في الآخرة لوعد الله تعالى بأن يكون من الناجيين من غير أن يكون ذلك واجبًا على الله ولا فرضًا عليه فإن ربّنا عزّ وجلّ لا يجب عليه شيء. نسأل الله أن يلهمنا الإكثار من الطاعات وأن يلهمنا الثبات عليها وأن يجعل خاتمتنا خاتمة خير وسبحان ربّك ربّ العزة عما يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين والله تعالى أعلم.