دموع الحبيب – كيف بكت الأنصار وأبكت رسول الله – الحلقة 15
شارك هذا الدرس مع أحبائك
دموع الحبيب
الأنصار
قالوا لله ولرسوله علينا وعلى غيرنا المنّة والفضل فبكوا حتى كثر بكاؤهم وبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم.
يا دمعة سالت من العين التي تُفدى بروحي كي تراها مُقلتي قد نلتِ من خد النبي نصيبًا ما يرجوه صب مبتغًا باللهفة من قال لا تبكي الرجال وسيدي خير الرجال بكى دموع الخشية والليل يشهد بالصلاة دموعه بلت لشكر الله شعر اللحية.
كيف بكت الأنصار وأبكت رسول الله صلى الله عليه وسلم كلنا يعرف فضل الأنصار سموا الأنصار لأنهم نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم آذت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم أذى شديدًا بالغًا ضُرب أرادوا قتله مرارًا قتلوا بعض أصحابه شُتم أُفتري عليه أُخرج من بلده الحبيب مكة فمن الذي استقبله من الذي آوى رسول الله من الذي حمى رسول الله وحمى دعوته رسول الله في مكة وهو يدور على القبائل قبيلة قبيلة يسألهم أن يصدقوا به وأن يؤمنوا بدعوته فإنه يريد أن يبلغ رسالة ربّه وقومه يمنعونه من ذلك وأبو لهب خلف رسول الله يكذبه كلما دار ومشى كلما كلّم قبيلة جاء إليهم أبو لهب وطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم وحرض القبائل على رسول الله.
أين يخرج رسول الله خرج خارج مكة فذهب أولا إلى الطائف كيف أستقبله أهل الطائف بالرمي بالحجارة رموا نبينا الكريم بالحجارة لم يدخلوه بيوتهم لم يدخلوه ديارهم لم يستقبلوه بل لم يقبلوا أن يسمعوا دعوته وكلامه أخرجوه أقبح إخراج عاد رسول الله إلى مكة.
فكان الأنصار هم الذين آووا رسول الله ونصروه استقبلوا رسول الله واستقبلوا المهاجرين في ديارهم وبيوتهم قسموا بيوتهم وقسموا أموالهم قسموا تجاراتهم أعطوا نصف ما لهم من مهاجرين فكلٌّ ضحى في سبيل الله.
المهاجرون تركوا بلادهم وأوطانهم تركوا بيوتهم وأراضيهم في سبيل الله والأنصار قسموا أموالهم وأراضيهم وبيوتهم في سبيل الله.
كيف بكى الأنصار؟ وكيف أبكوا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
يروى أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم ذات يوم قسم شيئًا كبيرًا من المال وأعطاه لأناس يتألف به قلوبهم هم مسلمون ولكن لم يتآلفوا مع المسلمين بعد لم تقو قلوبهم بين المسلمين وإلا فهم مسلمون وهم قريب عهد بإسلام أعطاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان كثير منهم من قريش ومن العرب ومن أهل مكة ولم يقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الأنصار فوجد بعض الأنصار شيئًا في قلبه من ذلك لا إعتراضًا على رسول الله ولا تذمرًا ورفضًا لحكم رسول الله لكن بعضهم قال: لماذا أعطى غيرنا ولم يعطنا هل يريد أن يعيش بينهم رسول الله لا أن يعيش بيننا هل يريد أن يعيش بين ظهرانيهم لا أن يعيش بيننا.
لما وجد بعض الأنصار ذلك في قلوبهم كلم رسول الله سيدهم سعدًا فقال رسول الله:"وما تقول أنت يا سعد فقال سعد: يا رسول الله هؤلاء قومي فقال عليه الصلاة والسلام:فاجمعهم لي في مكان كذا فجمعهم سعد وقام فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبًا وسألهم إن كان فيهم من غير الأنصار فليخرج فلم يبق إلا الأنصار قام فيهم رسول الله قام خطيبًا فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: يا معشر الأنصار ألم آتكم ضُلالا فهداكم الله وعالة فقراء فأغناكم الله وأعداء مختصمين متفرقين متقاتلين فألف الله بين قلوبكم قالوا بلى يا رسول الله قال رسول الله: ألا تجيبون يا معشر الأنصار قالوا وما نقول يا رسول الله وبماذا نجيبك الفضل لله ولرسوله فقالوا: يا رسول الله وجدتنا في ظلمات فأخرجنا الله منها بك إلى الجنة ووجدتنا على شفى حفرة من النار فأنقذنا الله بك ووجدتنا ضالين فهدانا الله بك ووجدتنا أذلة قليلا فأعزنا الله بك فرضينا بالله ربًّا وبالإسلام دينا وبمحمّد نبيًّا ورسولا فافعل ما شئت يا رسول الله افعل ماشئت يا رسول الله فقال عليه الصلاة والسلام: والله لو شئتم لقلتم فصدقتم وصُدقتم جئتنا طريدًا فآويناك طُرد من مكة وعائلا فقيرًا فأسيناك وخائفًا أي على الدعوة فأمنّاك ومخذولا خذله أهل مكة فنصرناك فقالوا المنّ لله ورسوله قالوا لله ولرسوله علينا وعلى غيرنا المنّة والفضل فبكوا حتى كثر بكائهم وبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوجدتم في قلوبكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا أمور حقيرة تألفت بها قومًا أسلموا ووكلتم إلى ما قسم الله لكم في قلوبكم من الإسلام أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس إلى رحالهم بالشياه والبعير بالأموال وتذهبون لرسول الله إلى رحالكم فقال رسول الله:والذي نفسي بيده لو سلك الناس شِعبًا أي طريقًا بين الجبلين وسلكت الأنصار شِعبًا لسلكت شِعب الأنصار ولولا الهجرة أي لولا أنني مهاجر لكنت امرئً من الأنصار اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم فقالوا: رضينا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمّد نبينا قائدًا ورسولا.
هنيئًا لكم أيّها الأنصار هنيئًا لكم خطبة نبي الله عليه الصلاة والسلام فيكم وقوله فيكم ما قال نتمنى لو نزل رسول الله في حينا لو خطب فينا خطبة ولو قال فينا ما قال فيكم.
رضينا قسمة الله ورضينا قضاء الله وقدره فينا اللهم ربّنا إنّا نسألك كما جعلتنا من أمة محمد أن لا تعذبنا في قبورنا كرامة لمحمد وأن ترزقنا ربّنا شفاعة محمد وأن نحشر تحت لواء محمد وأن نشرب من حوض محمد وأن ندخل الجنة مع محمد وأن تميتنا ربّنا على دين محمد يا ربّ محمد.