وادي الروحاء
مكان كان ينزل النبي فيه عليه الصلاة والسلام وهو وادٍ كان عليه الصلاة والسلام يمر به إذا كان حاجا أو معتمرا أو عاد من غزواته، وفي هذا الوادي حصل أمور كثيرة أو ستحصل بعض الأمور المهمة فما ذلك؟ هذا الوادي وادي الروحاء روي أنه مر به بعض الأنبياء أيضا في ذهابهم للنسك أي للحج وهذا الوادي ورد في فضله أن بركة بنت ثعلبة وهي أم أيمن الحبشية حاضنة النبي عليه الصلاة والسلام والتي ربته واهتمت به واعتنت به وكان يحبها محبة عظيمة وكان يهتم لأمرها وكان يزورها، كانت ذاهبة للهجرة ومرت بوادي الروحاء هاجرت أم أيمن الحبشية من غير زاد وتعبت في أثناء سفرها فالمسافة بين مكة والمدينة مسافة بعيدة جدا ومع ذلك خرجت هذه المرأة المباركة طاعة لله ولرسوله خرجت مهاجرة وحدها وفي الطريق عطشت عطشا شديدا وكانت رضي الله عنها صائمة في سفرها وفي أثناء سفرها لما نزلت بالوادي بوادي الروحاء واشتد بها العطش سمعت حفيفا من فوق رأسها وهو صوت خفيف فرفعت رأسها فوجدت دلوا تنزل من السماء برشاء بحبل أبيض فشربت منه أم أيمن فكانت أم أيمن الحبشية لا تعطش أبدا حتى إنها كانت تصوم في الهاجرة وفي الأيام الشديدة الحر وكانت لا تعطش وهذا من بركتها رضي الله عنها وأرضاها وهذا يدل على فضل ذلك المكان أيضا لأنه مكان نزل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي ذلك الوادي مكان يقال له شرف الروحاء وهو مكان بني فيه مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يتبعه بعض الصحابة بل وكان يسأل عن البقعة التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناحية ذلك المسجد ومن لطيف ما يذكر أن نبينا عليه الصلاة والسلام أخبر أن عيسى ابن مريم لا بد وأنه نازل فعيسى ابن مريم هو النبي المبارك الذي يسكن السماء الثانية لم يمت ولم يقتل ولم يصلب وما صلبوه وما قتلوه ولكن شبه لهم، فنبي الله عيسى عليه السلام رفع إلى السماء الثانية ونزوله يكون من علامات الساعة الكبرى وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن صفة نبي الله عيسى وعن بعض الحوادث التي ستحدث معه وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن عيسى ابن مريم سيأتي إلى قبر الرسول عليه الصلاة والسلام بعد أن يحج أو يعتمر “ليهبطن عيسى ابن مريم حكما مقسطا -سيحكم بالعدل- وليأتين فجا حاجا أو معتمرا وليأتين قبري وليسلمن علي ولأردنَّ عليه” وهذا يدل على جواز زيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام واستحبابها فإن نبي الله عيسى نفسه سيزور قبر الرسول عليه الصلاة والسلام ويسلم على نبينا وسيرد عليه رسول الله السلام فهذا يدل على أن زيارة الرسول عليه الصلاة والسلام زيارة مباركة فإن الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون ونبينا عليه الصلاة والسلام مبارك حي في قبره يسمع سلامنا ودعائنا ونبينا عليه الصلاة والسلام ينفع في حياته وبعد مماته وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام “ليهلن بفج الروحاء” معناه كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام كما أنه كان يهل للحج أو للعمرة والهلال التلبية رفع الصوت بالتلبية يهل رسول الله صلى الله عليه وسلم من فج الروحاء من ذلك الوادي وكذلك يفعل عيسى ابن مريم عليه السلام عند نزوله وذهابه للحج أو للعمرة، وأما حديث النبي عليه الصلاة والسلام بالنهي عن السفر إلا للمساجد الثلاثة المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى فلا يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم نهي الزيارة لقبره وذلك لأن النبي عليه الصلاة والسلام لم ينه عن السفر مطلقا إلا لزيارة هذه المساجد الثلاثة وإلا كان منهيا السفر لصلة الرحم وللتجارة وللتنزه ولا يريد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ألبتة بل أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم النهي عن السفر للصلاة في مسجد إلا في هذه المساجد الثلاثة وهذا أمر بينه عدد من العلماء منهم الحافظ ابن حجر العسقلاني فيكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى المسافر عن السفر للصلاة في مسجد إلا للصلاة في مسجد في هذه المساجد الثلاثة وذلك لأن الثواب في هذه المساجد يضاعف مضاعفة عظيمة وأما غير هذه المساجد الثلاثة فلا يضاعف الثواب فيها كما يضاعف في هذه المساجد الثلاثة، وادي الروحاء واد نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم مر فيه مرارا وصلى فيه وصلى في المسجد الذي هناك بشرف الروحاء وهذه المرأة أم أيمن الحبشية حث النبي صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة على التزوج منها فتزوجها زيد بن حارثة وولدت له أسامة بن زيد وهو الذي كان يلقب بالحِب ابن الحِب فهو حِب رسول الله وأبوه حب رسول الله فلذلك لقب بالحب ابن الحب نسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا شرف زيارة هذه البقاع المباركة وأن نتبرك بآثار نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وأن نتبرك بالمواضع التي حل فيها وحلت معه البركة إنه على ما نسأله قدير، في وادي الروحاء حل رسول الله هناك كان الحبيب.