fbpx

حكم الدين – الدرس 6

شارك هذا الدرس مع أحبائك

متى يكون الانفتاح الاجتماعي مطلوبا ؟ الجواب عن هذا السؤال هو أولا ينبغي أن ننظر ماذا يفهمون ؟ أو ماذا يريدون من كلمة اجتماعي ؟ هل يريدون من ذلك أن يكون الإنسان متفلتا ؟ هل يريدون بذلك أن يكون الإنسان مسايرا لمن يشرب الخمر ، مسايرا لمن يزني ، يزني مع الزناة ، و يخمر مع من يشربون الخمر مثلا ؟ أو أن يكون تاركا للصلاة ؟ أو أن يكون متتبعا للمحرمات ؟ إن كان هذا هو الاجتماعي بمنظرهم فبئس هذه الخصلة ، و بئس هذا العمل الاجتماعي ،إن كان هذا ما يزعمونه ،أو إن كان هذا ما يريدونه . أما إن أريد بالعمل الاجتماعي أو أن يكون الإنسان اجتماعيا : هو أن يخالط الناس و أن يأسس علاقات و ينفتح على بعض الناس ، هذا لا بئس به ولا مانع منه ضمن حدود الشرع الشريف ، يعني أن يكون الإنسان ممن يزورون الأصدقاء في البيوت ولو كانت ما يظن في نظر بعض الناس اليوم علاقات عائلية يعني يسمونها علاقات إجتماعية ، يعني مثل يذهب مع زوجته لزيارة صديقه في بيته مع زوجته هذا لا مانع منه ، أو مثلا أن يكون صاحب مؤسسة واسعة ، أن يكون مهندسا ، أن يكون طبيبا ، أن يكون مثلا مقاولا هذا لا مانع منه ، أو أن يكون مثلا مع الناس لطيفا ، مع الناس يمزح كما بيّنا في ما سبق المزح المباح ، أو إذا كان اللّطيف الذي لا يؤذي و لا يضر ، أو أن يذهب إلى البحر مثلا مع عائلته أو مع أصدقائه هذا كله لا مانع منه أن ينشئ علاقات يسمونها اجتماعية إن كان مع السياسيين إن كان مع التجار مع الأغنياء مع أناس في البلد أو خارج البلد هذا كله لا مانع منه . لماذا ؟ لأن الأصل في عيشة المسلم ، و الأصل في حياة المسلم أن يخالط الكل لكن بالقيود الشرعية فإذا خالط العلماء بنية أن يتعلم منهم و أن يستفيد منهم إذا خالط مثلا زهاد و العباد بنية أن يتعظ و أن يقلل من التنعم و أن يأخذ منهم كيفية الزهد و أن يتعلم منهم الزهد و هذا مطلوب إذا عاشر الفسّاق بنية أن ينصح يعظ يذكر يخوف من الله تعالى يعلمهم التوبة ينهاهم عن شرب الخمر عن الزنى عن أكل الربا عن الكذب عن الظلم عن السرقة عن الخيانة عن أكل المال بالحرام حتى فسق حتى فجر لا مانع أن يقعد معهم و أن يذهب إليهم و أن يزورهم بهذه النية الحسنة بل هذا له ثواب على ذلك و إذا عاشر الجهال بنية أن يعلمهم إذا عاشر صغار السن بنية أن يؤدبهم بالعلم و الأخلاق و الوضوء و الصلاة و الصدق و الأمانة و حسن الخلق و السلوك إذا عاشر مثلا الكفار بنية أن يظهر لهم محاسن الإسلام بنية أن يقربهم من الإسلام أن يقربهم من المسلمين أن يبين لهم أخلاق المسلمين هذا على هذا التفصيل إذا تأسيس العلاقات الإجتماعية على هذا النحو هذا مهم و مطلوب للإنسان المسلم العادي و للمسلم الداعية و للمسلم الشيخ و للمسلم الإمام و للمسلم الخطيب و للمسلم المحاضر في الجامعات و المعاهد ، لماذا ؟ لهذه المقاصد الحسنة التي ذكرناها أما إذا كان المراد بأن يكون الإنسان اجتماعيا على معنى التفلت من الواجبات فهذا عمل خبيث مذموم محرم لماذا ؟ لأنه يجره إلى معصية الله فمثلا :” بعض الناس كانوا يصلون عاشروا من لا يصلي صحبوهم في الحضر و السفر تعلموا منهم الكسل على آداء الصلاة فتركوا الصلاة ” ” بعض الناس كان لا يتعاطى المخدرات بل كان لا يدخن من يسمى السيجارة العادية مثلا صار يتعاطى المخدرات لأنه صحب و صادق و ماشى من يتعاطى المخدرات بعض الناس كان في شدة أدبه و حيائه يشبه بالبنات عندما عاشر الفسقة والفجرة صار يضرب أبويه و يؤذيهما بعض الناس كان عنده أدب و حياء صار يدفع امرأته للفاحشة لماذا ؟ لأنه عاشر من و العياذ بالله هذا حالهم يعني إنسان زوجته تزني إنسان زوجته تقابل أصدقائه تصافحهم تقبلهم تضمهم يضمونها فصار هذا الذي ماشاهم بهذه العادات الخبيثة يدفع زوجته لهذه العادة الخبيثة إذا هنا لا بد أن نفرق ما معنى العمل أو العلاقة الإجتماعية أو أن يكون الإنسان اجتماعيا فإذا هنا نرجع إلى الأوامر القرآنية الأوامر النبوية إلى الأحكام الشرعية أليس الله عز و جل يقول :” كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر ” إذا نحن أمة انتبهوا الدين لا يأمرنا أن يكون الإنسان منا وحده منغلقا على نفسه معرضا عن أهله عن أصدقائه عن أصحابه عن المجتمع عن الناس بحيث يظن بعض الجهال أن الذي يتعلم الدين يقولون صار معقد صار منعزل صار إنسان اعزلي صار إنسان بيقعد لحاله ما بسلم ع حدا الإسلام لا يأمر بذلك الإسلام لا يأمرنا أن نكون كذلك بل الله قال :” كنتم خير أمة ” كيف تكون الناس أو كيف تكون الأمة أمة كيف يكون الناس أمة بتواصلهم باجتماعهم في هذا العصر الذي هم فيه في اجتماع هؤلاء البشر يكونون أمة يعني هذا المجموع أمة و في الأمة الطيب و الصالح و الطلح و الفاسق فنكون مع كل إنسان و في كل موقع كما أمر الشرع إذا ينبغي أن نعمل علاقات اجتماعية للأحسن للأفضل للإصلاح للنصيحة للخير لنشر العلم لإنقاذ الناس من المعاصي ما على حساب الدين و الشريعة على حساب الأخلاق الإسلامية على حساب المواعظ النبوية على حساب التمسك الديني واحد يعمل علاقات بسميها اجتماعية ليتفلت من الفرائض و يقع في المنكرات و المحرمات فهذا هلاك وخسران وقد قال صلى الله عليه وسلم :” الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس و لا يصبر على أذاهم ” شفتوا هيدا من جملة العمل الاجتماعي أن يخالط الناس و يصبر على أذاهم لي ؟ بدو يعلمهن الدين يريد أن يعلمهم الخير يريد أن يعلمهم الدين فيصبر على مخالطتهم له أجر الرسول يقول هذا أفضل هذا أحسن حالا من المسلم الذي لا يخالط الناس و لا يصبر على أذهم و الرسول صلى الله عليه وسلم كان يزور صحابته في بيوتهم و كان يستقبل الوفود من المسلمين و من غير المسلمين يعني كان يكلم اليهود يكلم النصارى يكلم المشرك يكلم الصغير يكلم الكبير يكلم الرجال يكلم النساء هذا معنى أن يكون الإنسان اجتماعيا يعني أن يكون نفّاعا أن يكون داعيا للخير أن يكون كالمطر حيث وقع نفع هذا معنى ان تكون اجتماعيا أما العلاقات و ما يسمى إنك تكون اجتماعي على حساب الدين فهذا خراب و دمار قال صلى الله عليه و سلم :” المرء على دين خليله ” يعني بيتأثر بعادات صاحبه و صديقه لذلك نبهنا أن ينظر الإنسان من يخالل من يصاحب من يصادق من يماشي هذا الأمر ينبغي أن نراعي فيه الشرع لا خواطر الناس و لا العادات الفاسدة و لا التقاليد الكاسدة بل الشرع فوقنا و فوق العادات و فوق المجتمع . و الحمد لله رب العالمين .

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp