fbpx

حكم الدين – الدرس 7

شارك هذا الدرس مع أحبائك

ما معنى أن يكون الشخص كريما ؟ الإنسان المسلم يكون كريما في عدة مجالات ، الكرم هذا العنوان ، عنوان واسع يدخل تحته الكثير من عناوين الخير و الفضل و الإنفاق و السعة و الجود و السخاء و البذل و العطاء . الله عز و جل قال في القرآن :” الذين ينفقون أموالهم بالّيل و النهار سرا وعلانية ” لاحظوا ، في الليل و النهار سرا وعلانية . ” فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ” و الرسول صلى الله عليه و سلم قال :” ما من يوم يصبح فيه العباد إلا ملكان ينزلان يقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ( و يقول الآخر ) اللهم أعط ممسكا تلفا ” إذا نبدأ أولا بملازمة الفرائض و الواجبات بما يتعلق بالقضايا المالية يعني إذا وجبت عليك الزكاة فأخرجتها فأنت كريم إن زكاة الفطر ، إن كان زكاة المال ، زكاة المال بأنواعه يعني تجارة و غير ذلك ، فأنت كريم ومن الكرماء و من الأجواد و من الأسخياء مثلا النفقة الواجبة على أبويك الفقيرين المسلمين تعطيهما هذه النفقة فأنت كريم و إن منعتهما هذه النفقة الواجبة فأنت خبيث بخيل و الرسول صلى الله عليه و سلم قال :” كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت ” كالأبوين المسلمين الفقيرين مثال آخر الزوجة ، الأولاد الذين هم دون البلوغ إن أديت النفقة الواجبة لهم فأنت كريم و أنت جواد و أنت سخي أما إن منعت زوجتك النفقة الواجبة أو منعت أطفالك الذين هم دون البلوغ النفقة الواجبة فأنت بخيل و أنت خبيث و أنت شحيح و أنت تحب المال و الدنيا و تضيع الفرض و الواجب بسبب حبك للمال و هنا أيضا إلى الحديث :” كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول من يقوت ” كالزوجة كالأولاد الذين هم دون البلوغ و ليس فقط هؤلاء نحن الآن من ذكرنا الأم و الأب الفقيرين المسلمين الزوجة ، الأولاد الذين هم دون البلوغ لكن هناك حالات أخرى الأجداد و الجدات إن كانوا فراء مسلمين و لا يوجد من ينفق عليهم إلا أنت لا يوجد لهم مال ليس لهم عقار ليس لهم تجارة ليس لهم أولاد و لا أحفاد إلا أنت و مع ذلك منعت الأجداد و الجدات من النفقة الواجبة سلمتهم للهلاك فأنت خبيث بخيل أهلكت نفسك و عصيت ربك و قطعت رحمك ، إذا الكريم الذي يأدي الواجبات كدفع المال ل ل الدعوة الإسلامية لنشر التوحيد و العقيدة لمكافحة الكفريات للتحذير من المنكرات كأن تدفعوا للجمعية مثلا هذه الجمعية ما هو عملها نشر الدين و التوحيد و العقيدة التحذير من المنكرات على اختلاف أنواعها و ترسل الدعاة إلى البلاد و الأقضية و القرى و المدن و إلى هنا و هناك هذا كيف يكون لا بد له من مال فأنت إن ساعدت بمالك و أعطيت الجمعية فأنت كريم سخي جواد كريم في ما يحب الله و يرضى و انتبهوا حتى لا يتقول متقول و يفتر مفتر علينا لا نقول فقط لجمعيتنا بل نقول من كان هذا حاله و هذا حكمه لو كان مع جمعية طيبة صادقة في غير جمعيتنا و لغير جماعتنا فهذا الحكم لأن تأييد المسلمين في نشر الدين و العقيدة و التوحيد و الإسلام ومحاربة الكفريات و المنكرات هذا واجب هذا فرض مؤكد و إن لم تفعلوا فأنتم ممن صاروا بخلاء فيما أوجب الله إذا البخيل من هو ؟ الذي يمنع حق الله تعالى في المال كهذه الأحوال التي ذكرناها ثم إذا زاد عن الواجبات أعطى الفقراء فيما ليس فيه إنقاذ من الموت و المهالك و الضرورات يعني زيادة إكرام زيادة توسع للفقير للجار لليتيم للأرملة ، هذا من جملة الكرم و هذا مطلوب و الرسول صلى الله عليه و سلم حثنا على ذلك و أوصى بالجار و إعطاء الجار و اليتيم و الأرملة و الفقير أما انتبهوا إذا كان في حالة الضرورة و الاتضرار بحيث إن لم تقدم لهم يهلكون يموتون فصار الإعطاء لهم في هذه الصورة من الفروض صار واجبا صار فرضا ثم ينبغي على الإنسان أن يستحضر من الذي أكرمني و رزقني و أعطاني كل هذه النعم و هذا المال . هو الله فالأشكر ربي بأن أقدم هذا المال فيما يرضي الله ليكون ذخرا لي يوم القيامة و أبرئ ذمتي بأن أديت الواجبات و زدت عن ذلك فأنفقت زيادة في وجوه البر و الخير و كذلك البخيل يطلق على من منع الواجبات في المال على من بخل فيما أوجب الله على من بخل فيما فرض الله في الصورة التي ذكرناها أو في غيرها و يطلق البخيل في موضع آخر و هو ما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي رواه الحافظ السخاوي و السيوطي و هو :” البخيل من ذكرت عنده و لم يصل علي ” ما معنى البخيل هنا ؟ يعني الذي فوت على نفسه خير العظيم يعني هذا الإنسان وقع في عمل يعني عمل غير مستحب بل وقع في عمل لا ينبغي أن يقع فيه ، البخيل يعني هنا في هذا المعنى من ضيع على نفسه خيرا عظيما من فوت هذه البركة من فوت هذا الأجر من فوت هذا النور من ضيع هذا الخير لأن الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم بركة عظيمة و تذكر أنت و تصور أنك إذا صليت عليه صلى الله عليه و سلم و كنت عند قبره سمعك مباشرة و رد عليك السلام و إن كنت بعيدا الملك يخبره تصور أنت أن يذكر إسمك أن يذكر إسمك على رسول الله في قبره يقال له في قبره من قبل الملك فلان إبن فلان من أمتك يسلم عليك يا رسول الله و هو صلى الله عليه و سلم الذي قال :” من صلى علي نائيا بلغته ” يعني بعيدا و في أوله ماذا قال :” من صلى علي عند قبري سمعته و من صلى نائيا بلغته ” فلا تقصروا بل هناك رواية أو حديث آخر و هو :” من ذكرت عنده فلم يصل علي فقد أخطأ طريق الجنة ” ما معناه خسر خيرا كبيرا يعني عمل عملا قبيحا أن يتعمد أ، يترك الصلاة على النبي كل مرة كل مرة كل مرة هذا عمل قبيح عمل مذموم ضيع على نفسه هذا الخير العظيم و البركة الكبيرة فكلما ذكر الرسول صلى الله عليه و سلم صلوا عليه و أكثروا من الصلاة عليه و إذا ذكر الأنبياء الذين قبله فصلوا عليهم أيضا صلى الله عليهم جميعا و سلم . روى السخاوي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :” إذا ذكر الأنبياء فصلوا عليهم فقد بعثوا كما بعثت ” أو :” فإنهم قد بعثوا كما بعثت ” يعني الذي يترك الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم عمدا هذا أيضا بخيل لكن القسم الأول يكون البخيل فيما أوجب الله يكون بخله في معصية الأول يكون مذنبا لأنه ضيع حق الله في الأموال و المال كله مال الله و ضيع حقوق العباد فهو بخيل فيما أوجب الله فهو آثم عاص مهلك لنفسه و البخيل الثاني مفوت للخير على نفسه ضيع هذه البركة النور العظيم صلوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم و الحمد لله رب العالمين .

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp